منتديات قلب يسوع المسيحية
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
يرجي التكرم بتسجيل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا
ادارة منتديات قلب يسوع المسيحية
منتديات قلب يسوع المسيحية
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
يرجي التكرم بتسجيل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا
ادارة منتديات قلب يسوع المسيحية
منتديات قلب يسوع المسيحية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات قلب يسوع المسيحية

منتديات قلب يسوع لكل المسيحيين
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 كل مواضيع نزار قباني

اذهب الى الأسفل 
+3
shenoudaaa
روشـان
كيفورك
7 مشترك
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1 ... 9 ... 14, 15, 16, 17, 18, 19  الصفحة التالية
كاتب الموضوعرسالة
روشـان
عضو ذهبى
عضو ذهبى
روشـان


انثى عدد المساهمات : 1353
نقاط : 52395
السٌّمعَة : 5
تاريخ التسجيل : 06/11/2010
العمر : 31

كل مواضيع نزار قباني - صفحة 15 Empty
مُساهمةموضوع: مَسَاء    كل مواضيع نزار قباني - صفحة 15 I_icon_minitimeالسبت ديسمبر 18, 2010 4:20 am

قِفِي .. كَستَنائيَّةَ الخُصُلاتِ..

معي ، في صلاةِ المَسَا التائِبَه

على كَتِف القرية الراهبَه

ويرسمُ فوقَ قَرَاميدها

قِفي .. وانظري ما أَحَبَّ ذُرَانا

وأسخى أناملها الواهِبَهْ

وترسوُ على الأنْجُم الغاربَهْ

على كَرَزِ الأفْقِ قام المساءُ

وتشرينُ شَهْرُ مواعيدنا

يُلوِّحُ بالدِيَم الساكبَهْ

تُنادي عَصَافيرَها الهاربَهْ

وفَضْلاتُ قَشٍّ .. وعطْرٌ وجيعٌ

شُحُوبٌ .. شُحوبٌ على مّدِّ عيني

وشَمْسٌ كأُمْنيةٍ خائبَهْ

بيادرُ كانت مع الصيف ملأى

تُنادي عَصَافيرَها الهاربَهْ

وفَضْلاتُ قَشٍّ .. وعطْرٌ وجيعٌ

وصوتُ سُنُونوّةٍ ذاهبَهْ

شُحُوبٌ .. شُحوبٌ على مّدِّ عيني

وشَمْسٌ كأُمْنيةٍ خائبَهْ

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
روشـان
عضو ذهبى
عضو ذهبى
روشـان


انثى عدد المساهمات : 1353
نقاط : 52395
السٌّمعَة : 5
تاريخ التسجيل : 06/11/2010
العمر : 31

كل مواضيع نزار قباني - صفحة 15 Empty
مُساهمةموضوع: خَاتَم الخطبَة    كل مواضيع نزار قباني - صفحة 15 I_icon_minitimeالسبت ديسمبر 18, 2010 4:21 am

ويْحَكِ ! في إصْبَعكِ المُخْمَلي

حَمَلتِ جُثْمَانَ الهوى الأوَّلِ

با من طعنت الهوى

في الخلف .. في جانبه الأَعْزَلِ

قد تخجلُ اللبْوَةُ من صَيْدِها

بائعتي بزائِفاتِ الحُلَى

بخاتمٍ في طَرَفِ الأَنْمُلِ

وبالفراءِ ، الباذخِ ، الأهْدلِ

***

فلا أنا منكِ .. ولا أنتِ لي..

وكلُّ ما قلنا . وما لم نَقُلْ

تَسَاقَطَتْ صرعى على خاتمٍ

***

كيف تآمرتِ على حُبِّنا

جَذْلَى .. وفي مأتم أشواقنا ؟

جَذْلَى .. ونَعْشُ الحبِّ لم يُقْفَلِ؟

يرصُدني كالقَدَر المُنْزَلِ

يُخبرني أنَّ زمانَ الشَذّا

***

ماذا تمنَّيتِ ولم أفْعَلِ؟

نَصَبْتُ فوق النجم أُرجوحتي

وبيتُنا الموعُودُ .. عمَّرتُهُ

من زَهَرَاتِ اللوزِ ، كي تنزِلي

ورداً على الشُرْفةِ .. والمدخلِ

أَرقُبُ أن تأتي كما يرقبُ

***

صدفتِ عنّي .. حينَ ألْفَيْتِني

أَبْني بُيُوتي في السَحَابِ القصي

جواهرٌ تكمُنُ في جَبْهَتي

أثمنُ من لؤلؤكِ المُرْسَلِ

سبيّةَ الدينار ، سيرى إلى

شاريكِ بالنقودِ .. والمُخْمَلِ

اليدِ التي عَبَدْتُها .. مَقْتَلي !!

من زَهَرَاتِ اللوزِ ، كي تنزِلي

قَلَعْتُ أهدابي .. وسوّرتُهُ

ورداً على الشُرْفةِ .. والمدخلِ

أَرقُبُ أن تأتي كما يرقبُ

الراعي طلوعَ الأَخضَرِ المقبِلِ..

***

صدفتِ عنّي .. حينَ ألْفَيْتِني

تجارتي الفِكْرُ .. ولا مالَ لي

أَبْني بُيُوتي في السَحَابِ القصي

فيكتسي الصباحُ من مِغْزَلي

جواهرٌ تكمُنُ في جَبْهَتي

أثمنُ من لؤلؤكِ المُرْسَلِ

***

سبيّةَ الدينار ، سيرى إلى

شاريكِ بالنقودِ .. والمُخْمَلِ

لم أَتَصَوَّرْ أن يكونَ على

اليدِ التي عَبَدْتُها .. مَقْتَلي !!

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
روشـان
عضو ذهبى
عضو ذهبى
روشـان


انثى عدد المساهمات : 1353
نقاط : 52395
السٌّمعَة : 5
تاريخ التسجيل : 06/11/2010
العمر : 31

كل مواضيع نزار قباني - صفحة 15 Empty
مُساهمةموضوع: سَمفُونيّة على الرّصيف    كل مواضيع نزار قباني - صفحة 15 I_icon_minitimeالسبت ديسمبر 18, 2010 4:22 am

سِيري .. ففي سَاقَيكِ نَهْرَ أغاني

أَطرى من الحِجَازِ .. والأصبَهَاني

يغزلها هناكَ .. قَوْسا كَمَانِ

أنا هُنا .. مُتَابعٌ نَغْمَةً

أنا هُنا .. و في يدي ثَرْوَةٌ

عيناكِ .. والليلُ .. وصوتُ البِيانِ

ودَمِّري حولي حدودَ الثواني

وأبْحِرِي في جُرْح جُرْحي .. أنا

***

اليومَ .. أصْبَحْنَا على ضَجَّةٍ

قيلَ اختفتْ أطْوَلُ صَفْصَافَةٍ

أطْوَلُ ما في السَفْح من خيزُرانِ

سارقةَ اللَّبْلابِ والأقحوانِ

وهَاجَرتْ مع الحرير اليَمَاني

وودَّعتْ تاريخَ تاريخها

وداعبتْ نَهْداً كأُلْعُوبةٍ

تصيحُ إنْ دغدغها إِصْبَعان..

وما لدى ربّيَ من عُنفُوانِ

مدينتي ! لم يبقَ شيءٌ هُنا

***

سِيري .. فإني لم أزلْ مُنْصِتاً

نحنُ انْسِجَامٌ كاملٌ .. واصِلِي

عَزْفكِ .. ما أروعَ صوتَ البِيانِ

وداعبتْ نَهْداً كأُلْعُوبةٍ

تصيحُ إنْ دغدغها إِصْبَعان..

نَهْداً لَجُوجاً فيه تيهُ الذُرى

وما لدى ربّيَ من عُنفُوانِ

مدينتي ! لم يبقَ شيءٌ هُنا

لم ينتفضْ ، لم يرتعشْ من حَنَانِ

***

سِيري .. فإني لم أزلْ مُنْصِتاً

لِقِصَّةٍ تكتُبُها فُلَّتَانِ ..

نحنُ انْسِجَامٌ كاملٌ .. واصِلِي

عَزْفكِ .. ما أروعَ صوتَ البِيانِ

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
روشـان
عضو ذهبى
عضو ذهبى
روشـان


انثى عدد المساهمات : 1353
نقاط : 52395
السٌّمعَة : 5
تاريخ التسجيل : 06/11/2010
العمر : 31

كل مواضيع نزار قباني - صفحة 15 Empty
مُساهمةموضوع: إلى مُصْطَافة    كل مواضيع نزار قباني - صفحة 15 I_icon_minitimeالسبت ديسمبر 18, 2010 4:24 am

أأنتِ على المُنْحَنى تقعدينْ؟

لها رئتي هذه القاعدَهْ..

لننهبَ داليةً راقِدَهْ..

لنسرقَ تيناً من الحقل فَجَّاً

لأفرطَ حَبَّاتِ تُوتِ السياج

وأُطْعِمَ حَلْمَتَكِ الناهدَهْ

لأغسِلَ رجليْكِ يا طفلتي

بماءِ ينابيعها الباردَهْ

سَمَاويّةَ العَيْن .. مُصْطَافتي

على كَتِف القرية الساجدَهْ

وفي مَرَح العَنْزَة الصاعدهْ

وفي زُمَر السَرْو والسنديانِ

وفي مقطعٍ من أغاني جبالي

***

صديقةُ . إن العصافيرَ عادتْ

أًُحبُّكِ أنقى من الثلج قلباً

وأطهرَ من سُبْحة العابدَهْ

كما احتملتْ طفلَها الوالدَهْ

أُحبُّكِ .. زوبعةً من شبابٍ

جُمُوعُ السُنُونُو على الأفق لاحَتْ

فَلُوحي .. ولو مرةً واحدهْ..

***

صديقةُ . إن العصافيرَ عادتْ

لتنقرَ من جُعْبة الحاصدَهْ

أًُحبُّكِ أنقى من الثلج قلباً

وأطهرَ من سُبْحة العابدَهْ

حملتِ اندفاعةَ هذا الصبيِّ

كما احتملتْ طفلَها الوالدَهْ

أُحبُّكِ .. زوبعةً من شبابٍ

بعشرينَ لا تعرفُ العاقبَهْ

جُمُوعُ السُنُونُو على الأفق لاحَتْ

فَلُوحي .. ولو مرةً واحدهْ..

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
روشـان
عضو ذهبى
عضو ذهبى
روشـان


انثى عدد المساهمات : 1353
نقاط : 52395
السٌّمعَة : 5
تاريخ التسجيل : 06/11/2010
العمر : 31

كل مواضيع نزار قباني - صفحة 15 Empty
مُساهمةموضوع: إلى عصفورةٍ سويسرية    كل مواضيع نزار قباني - صفحة 15 I_icon_minitimeالسبت ديسمبر 18, 2010 4:25 am

أصديقتي إن الكتابة لعنةٌ

فانجي بنفسك من جحيم زلازلي

فكّرت أنّ دفاتري هي ملجأي

ثم اكتشفت بأن شعري قاتلي

وظننت أن هواك ينهي غربتي

فمررت مثل الماء بين أناملي

بشّرت في دين الهوى.. لكنهم

في لحظة، قتلو جميع بلابلي

لا فرق في مدن الغبار.. صديقتي

ما بين صورة شاعر.. ومقاول..

***

يا ربِّ: إن لكل جرحٍ ساحلاً..

وانا جراحاتي بغير سواحل..

كل المنافي لا تبدّد وحشتي

ما دام منفاي الكبير.. بداخلي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
روشـان
عضو ذهبى
عضو ذهبى
روشـان


انثى عدد المساهمات : 1353
نقاط : 52395
السٌّمعَة : 5
تاريخ التسجيل : 06/11/2010
العمر : 31

كل مواضيع نزار قباني - صفحة 15 Empty
مُساهمةموضوع: على القائمة السوداء    كل مواضيع نزار قباني - صفحة 15 I_icon_minitimeالسبت ديسمبر 18, 2010 4:26 am

في خانةِ المهْنَةِ من جَوَازي

عبارةٌ صغيرةٌ صغيرَهْ

تقولُ:

إنّي (كاتبٌ وشاعرْ).

في اللحظة الأولى ، اعتقدتُ أنَّها

عبارةٌ سحريةٌ

ستفتحُ الأبوابَ في طريقي

وتجعلُ الحُرَّاسَ يسجدونَ لي

وتُسْكِرُ الضبّاطَ والعساكرْ...

*

ثم اكتشفتُ أنها فضيحتي الكبيرَهْ

وتُهْمَتي الخطيرَهْ..

وأنَّها السيفُ الذي يطولُ رأسي

كلّما أردتُ أن أسافرْ....

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
روشـان
عضو ذهبى
عضو ذهبى
روشـان


انثى عدد المساهمات : 1353
نقاط : 52395
السٌّمعَة : 5
تاريخ التسجيل : 06/11/2010
العمر : 31

كل مواضيع نزار قباني - صفحة 15 Empty
مُساهمةموضوع: البوّابة    كل مواضيع نزار قباني - صفحة 15 I_icon_minitimeالسبت ديسمبر 18, 2010 4:27 am

إن رَفَعَ السلطانُ سيفَ القَهْرْ

رميتُ نفسي في دَوَاةِ الحِبرْ

أو أَمَر السيَّافَ أن يقتلَني

خرجتُ من بوَّابةٍ سِرِّيَّةٍ

تمرُّ من تحت أساسِ القَصرْ

هناكَ دوماً مَخْرَجٌ

من بطْشِ فِرْعَونٍ .. يُسمَّى الشِّعْرْ ....
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
روشـان
عضو ذهبى
عضو ذهبى
روشـان


انثى عدد المساهمات : 1353
نقاط : 52395
السٌّمعَة : 5
تاريخ التسجيل : 06/11/2010
العمر : 31

كل مواضيع نزار قباني - صفحة 15 Empty
مُساهمةموضوع: لماذا أكتب؟    كل مواضيع نزار قباني - صفحة 15 I_icon_minitimeالسبت ديسمبر 18, 2010 4:29 am

أَكْتُبُ..

كيْ أُفَجِّرَ الأشياءَ ، والكتابةُ انفجارْ

أكْتُبُ..

كي ينتصرَ الضوءُ على العُتْمَةِ،

والقصيدةُ انتصارْ..

أكْتُبُ..

كي تقرأَني سنابلُ القمحِ،

وكي تقرأَني الأشجارْ

كي تفْهَمَني الوردةُ، والنجمةُ، والعصفورُ،

والقِطَّةُ، والأسماكُ، والأصْدَافُ، والمَحَارْ..

*

أكْتُبُ..

حتى أُنقذَ العالمَ من أضْرَاسِ هُولاكو.

ومن حُكْم الميليشْيَاتِ،

ومن جُنُون قائد العصابَهْ

أكتُبُ..

حتى أُنقذَ النساءَ من أقبية الطُغَاةِ

من مدائن الأمواتِ،

من تعدّد الزوجاتِ،

من تَشَابُه الأيام،

والصقيعِ، والرتابَهْ

أكتُبُ..

حتى أُنقذَ الكِلْمَةَ من محاكم التفتيشِ..

من شَمْشَمَة الكلابِ،

من مشانقِ الرقابَهْ..

*

أكتُبُ.. كي أنقذَ من أُحبُّها

من مُدُنِ اللاشِعْرِ، واللاحُبِّ، والإحباطِ، والكآبَهْ

أكتبُ.. كي أجعلها رَسُولةً

أكتبُ.. كي أجعلَها أيْقُونةً

أكتبُ.. كي أجعلَها سحابَهْ

*

لا شيءَ يحمينا من الموتِ،

سوى المرأةِ.. والكتابَهْ...

سوى المرأةِ.. والكتابَهْ...

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
روشـان
عضو ذهبى
عضو ذهبى
روشـان


انثى عدد المساهمات : 1353
نقاط : 52395
السٌّمعَة : 5
تاريخ التسجيل : 06/11/2010
العمر : 31

كل مواضيع نزار قباني - صفحة 15 Empty
مُساهمةموضوع: التلاميذ يعتصمون في بيت الخليل بن أحمد الفراهيدي    كل مواضيع نزار قباني - صفحة 15 I_icon_minitimeالسبت ديسمبر 18, 2010 4:30 am

1

أخرجُ نحو البحرْ

أرتكبُ الخيانةَ العظمي التي

يُقالُ عنها: الشِعْرْ

أنتزعُ الأشكَالَ من أشكَالها

أزَعْزعُ الأشياءَ من مكانِها

أَزْرَعُ سِكّيني بصدر العصرْ..

أُمارسُ العشْقَ على طريقتي

في الجَهْرِ، لا في السّْر

أَفْعَلُهُ تحت المَطَرْْ

أفعله تحت الشجرْ

أفعلُهُ على حَجَرْ..

مُخْتَرقاً كلَّ الخطوطِ الحُمْرْ..

أرتكبُ الشِعْرَ .. ولا يهمُّني

إنْ قيلَ هذا بِدْعَةٌ

أو قيلَ هذا كُفْرْ

فلا أريدُ العَفْوَ من خليفةٍ

أو من طويل العمرْ

ولستُ أنوي..

حَذْفَ بيتٍ واحدٍ كتبتُهُ

إنْ جاءَ يومُ الحشرْ..

*

أرتكبُ القصيدةَ الكثيرةَ الخطايا

أرتكبُ القصيدةَ العظيمةَ الذُنُوبْ

أودّعُ النصَّ الذي يخترعُ الدُرُوبْ..

وأكرهُ الشمس التي تطلع في موعدها

وأعشقُ الشمسَ التي تطلع دون موعدٍ

من شفة المحبوبْ..

*

أُقلِّدُ الشعرَ الذي يكتبهُ الأطفالْْ

وأرسمُ القصيدةَ – الأرنبَ، والقصيدةَ – الغزالْ

وأرسُمُ القصيدةَ – النحلةَ،

والقصيدةَ – البطَّةَ،

والقصيدةََ – الطاووسَ،

والقصيدةَ السنجابَ،

والقصيدةَ الزرقاءَ كالهلالْ

وأرسمُ القصيدةَ – الإعصارَ،

والقصيدةَ – الزلزالْ،

أُحوّلُ الأرضَ إلى فراشةٍ جميلةٍ

أُحوّل الدنيا إلى سؤالْ...

*

أرتكبُ القصيدةَ المغامِرَهْ

واللغةَ المغامِرهْ

والصُوَرَ المغامِرَهْ

ألهثُ فوق الورق الأبيض كالمجنونْ

أشربُ ضوءَ القمرِ الطالعِ من حدائق العيونْ

أدخُلُ في رائحة النَعْنَاعِ،

في كثافةِ السُمَّاقِ،

في تجمّّع المياه تحت الأرضِ،

في حرائق العقيق،

في توجُّع الليمونْ..

أرتكبُ الموتَ على نَهْدينِ طائشْينِ

يجهلانِ، ما هو القانونْ؟؟

*

أرتكبُ النبيذ..

والأريكةَ الخضراءَ..

والدشْدَاشَةَ المصريّةَ النُقُوشِ..

والقُرْطَ العراقيَّ الذي

يَسْرحُ كالغزال فوق عُنْقِكِ الطويلِ ،

والخلخالَ في الساقيْنِ..

والعطرَ الخرافيَّ الذي يخترقُ الأعماق كالسكّينِ،

والخَصْرَ الذي تحسبُهُ حقيقةَ

ثم إذا تمسّكتَ به،

يغيبُ كالظنونْ..

*

أصرخ تحت المَطَرِ الأسْوَدِ في عينيكِ..

كالمجنونْ..

أرحلْ من مرافئ الشِعْر الذي كانَ

إلى مرافئ الشِعْرِ الذي يكونْ....

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
روشـان
عضو ذهبى
عضو ذهبى
روشـان


انثى عدد المساهمات : 1353
نقاط : 52395
السٌّمعَة : 5
تاريخ التسجيل : 06/11/2010
العمر : 31

كل مواضيع نزار قباني - صفحة 15 Empty
مُساهمةموضوع: من يوميَّات كلبٍ مُثقّف    كل مواضيع نزار قباني - صفحة 15 I_icon_minitimeالسبت ديسمبر 18, 2010 4:32 am

مولايَ:

لا أريدُ منكَ ياقوتاً.. ولا ذَهَبْ

ولا أريدُ منكَ أن تُلْبِسَني

الديباجَ والقَصَب

كلُّ الذي أرجوهُ أن تَسْمَعَني

لأنني أنقلُ في قصائدي إليكْ

جميعَ أصواتِ العرب

جميعَ لَعْناتِ العَرَبْ..

*

إن كنتَ –يا مولايَ-

لا تُحِبُّ الشعرَ والصُداحْ

فقلْ لسيَّافكَ أن يمنَحني

حُرّيةَ النِبَاح...

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
روشـان
عضو ذهبى
عضو ذهبى
روشـان


انثى عدد المساهمات : 1353
نقاط : 52395
السٌّمعَة : 5
تاريخ التسجيل : 06/11/2010
العمر : 31

كل مواضيع نزار قباني - صفحة 15 Empty
مُساهمةموضوع: السمفونيةُ الجنوبيةُ الخامسة    كل مواضيع نزار قباني - صفحة 15 I_icon_minitimeالسبت ديسمبر 18, 2010 4:34 am

1

سَمَّيْتُكَ الجَنوبْ

يالابساً عَبَاءَةَ الحُسَينْ

وشَمسَ كَرْبَلاءْ

يا شَجَر الوردِ الذي يحترفُ الفداءْ

يا ثورةَ الأرض الْتَقَتْ بثورة السماءْ

يا جَسَداً يطلعُ من ترابهِ

قَمْحٌ.. وأنبياءْ.

إسمَحْ لنا...

بأنْ نَبُوسَ السيفَ في يَدَيْكْ

إسمحْ لنا..

أن نعبدَ اللهَ الذي يُطلُّ من عينيكْ

يا أيُّها المغسولُ في دمائه كالوردةِ الجُوريَّهْ

أنتَ الذي أعطيتَنَا شهادةَ الميلادْ

ووردةَ الحريَّهْ..

سمَّيتُكَ الجَنُوبْ

يا قَكَر الحُزْن الذي يطلعُ ليلاً من عُيُون فاطِمَه.

يا سُفُنَ الصَيْد التي تحترفُ المُقَاوَمَهْْ..

يا سَمَك البحر الذي يحترفُ المُقَاوَمَهْ..

يا كُتُبَ الشعر التي تحترفُ المُقَاوَمَهْ..

يا ضِفْدَعَ النهر الذي

يقرأُ طولَ الليل سُورَةَ المُقَاوَمَهْ..

يا ركْوَةَ القَهوَةِ فوقَ الفَحْمِ،

يا أيَّامَ عاشُوراءَ،

يا شَرَابَ ماءِ الزَهْر في صيدا،

ويا مآذنَ اللهِ التي تدعُو إلى المقاومَه

يا سَهَراتِ الزَجَل الشعبيِّ،

يا لَعلَعَةَ الرَصَاص في الأعراسِ،

يا زَغْرَدَةَ النساءِ،

يا جرائدَ الحائط،

يا فصائلَ النمل التي

تُهرِّبُ السلاحَ للمُقاوَمَه...

3

يا من يُصلّي الفجرَ في حقلٍ من الألغامْ

لا تنتظرْ من عرب اليوم سوى الكلامْ...

لا تنتظرْ منهم سوى رَسَائل الغَرَامْ

لا تلتفِتْ إلى الوراء يا سيّدَنا الإمامْ

فليس في الوراء غيرُ الجهل والظلام

وليس في الوراء غيرُ الطين والسُخَامْ

وليس في الوراء إلا مُدُنُ الطُرُوحِ والأقزَامْ

حيثُ الغنيُّ يأكلُ الفقيرْ

حيثُ الكبيرُ يأكلُ الصغيرْ

حيثُ النظامُ يأكلُ النظامْ..

4

سَمَّيتُكَ الجَنُوبْ

سَمَّيتُكَ الحُنَّاءَ في أصابع العرائسْ

سَمَّيتُكَ الشِعْرَ البطوليَّ الذي

يحفظهُ الأطفالُ في المدارسْ

سَمَّيتُكَ الأقلامَ، والدفاترَ الورديَّهْ

سَمَّيتكَ الرصاصَ في أزقّة (النَبْطِيَّهْ)

سَمَّيتُكَ الصيفَ الذي تحملُهُ

في ريشها الحَمَامَهْ..

5

سمَّيتُكَ الجَنُوبْ

سمَّيتُكَ المياهَ والسنابلْ

ونَجْمَةَ الغروبْ

سَمَّتُكَ الفجرَ الذي ينتظرُ الولادَهْ

والجَسَدَ المشتاقَ للشهادَهْ

يا آخرَ المدافعينَ عن ثرى طروادَهْ

سَمَّيتُكَ الثورةَ، والدهْشَةَ، والتغييرْ

سَمَّيتُكَ النقيَّ، والتقيَّ، والعزيزَ، والقديرْ

سَمَّيتُكَ الكبيرَ أيُّها الكبيرْ

سَمَّيتُكَ الجَنُوب..

6

سمَّيتُكَ الجَنُوب

سمَّيتُكَ النوارسَ البيضاءَ، والزوارقْ

سَمَّيتُكَ الأطفالَ يلعبونَ بالزنابقْْ

سمَّيتُكَ القصيدةَ الزرقاءْ

سمَّيتُكَ البَرْقَ الذي بناره تشتعلُ الأشياءْ

سمَّيتُكَ المسدَّسَ المخبوءَ في ضفائر النساءْ

سمّيتُكَ الموتى الذينَ بعد أن يُشيَّعُوا

يأتونَ للعشاءْ..

ويَستَريحُونَ إلى فراشهمْ

ويطمئنّونَ على أطفالهمْ

وحين يأتي الفجرُ، يرجعونَ للسَمَاءْ..

7

سَمَّيتُكَ الجنوبْ

يا أيُّها الطالعُ مثلَ العُشْب من دفاتر الأيَّامْ

يا أيُّها المسافرُ القديمُ فوق الشوكِ والآلامْ

يا أيُّها المُضِيءُ كالنَجْمَة، والساطعُ كالحُسَامْ

لولاكَ كنّا نتعاطى عَلَناً

حَشِيشَةَ الأحلامْ

إسْمَحْ لنا بأن نبوسَ السيفَ في يَدَيْكْ

إسْمَحْ لنا أن نجمعَ الغُبَارَ عن نَعْلَيكْ

لو لَمْ تجيءْ يا سيّدي الإمامْ

كُنَّا أمامَ القائد العِبْريِّ

مذبوحينَ كالأغنامْ...

8

يا سيِّدَ الأمطار والمواسمْ

يا ثورةً شعبيّةً تحملُ في أحشائها التوائِمْ

سَمَّيتُكَ الحُبَّ الذي يَسْكُنُ في الخواتمْ

سَمَّيتُكَ العطرَ الذي يسكُنُ في البراعِمْ

سَمَّيتُكَ السُنُونُو

يا سيّدَ الأسيادِ، يا مَلْحَمَة الملاحِم.

9

البحرُ نصٌّ أزرقٌ يكتُبُهُ عَليّ

ومَرْيمٌ تجلسُ فوقَ الرمل كلَّ ليلةٍ

تنتظرُ المهديّْ.

وتقطفُ الوردَ الذي يطلع من أصابع الضَحَايا

وزينبٌ تُخَبّئُ السلاحَ في قَمِيصِها

وتَجْمَعُ الشَظَايا

يقطُنُونَ داخلَ المرايا..

10

فاطمةٌ تَجيءُ من صُورٍ، وفي ثيابها

رائحةُ النَعْنَاع والليمونْ

فاطمةٌ تجيئُني، وشَعْرُها

يُشْبِهُ هذا الزَمَنَ المجنونْ

فَاطمةٌ تأتي.. وفي عُيُونها

خَيْلٌ، وراياتٌ، وثائرونْ

هل الحروبُ يا تُرى..

11

سيذكُرُ التاريخُ يوماً قريةً صغيرةً

بين قُرى الجنوبِ،

تُدعَى (مَعْرَكَهْ).

قد دافعتْ بصدرها

عن شَرَف الأرض، وعن كرامة العُرُوبَهْ

وحَوْلَها قبائلٌ جَبَانةٌ

وأُمَّةٌ مُفَكَّكَهْ...

12

مِنْ بحرها..

يخرجُ آلُ البيت كلَّ ليلةٍ

كأنّهمْ أشجارُ بُرْتُقَالْ

مِنْ بحر صورٍ..

يطلعُ الخنجرُ، والوردةُ، والموَّالْ،

ويطلعُ الأبطالْ..

13

سَمَّيتُكَ الجَنُوبْ

وضِحكَةَ الشمس على مَرَايل الأولادْ

يا أيُّها القدّيسُ، والشاعرُ، والشهيدْ

يا أيُّها المَسْكونُ بالجديدْ

يا طَلْقَةَ الرصاصِ في جبين أهل الكَهْفْ

ويا نَبيَّ العُنْفْ..

ويا الذي أطْلَقَنا من أسْرِنا

ويا الذي حرَّرنا من خَوْفْ.

14

يا أيُّها المُهْرُ الذي يصهلُ في بَرِيّة الغَضَبْ

إيَّاكَ أن تقرأ حرفاً من كتابات العَرَبْ

فحربُهُمْ إشاعةٌ..

وسيفُهُمْ خَشَبْ..

وعشقهمْ خيانةٌ

ووعْدُهُمْ كَذِبْ

إياكَ أن تسمع حرفاً من خطابات العَرَبْ

فكلُّها نَحْوٌ.. وصَرْفٌ، وأَدَبْ

وكلُّها أضغاثُ أحلامٍ، وَوَصْلاتُ طَرَبْ

لا تَسْتَغِثْ بمازنِ، أو وائلٍ، أو تَغْلبٍ

قومٌ إسْمُهُمْ عَرَبْ!!.

15

يا سيِّدي : يا سيّدَ الأحرارْ:

لم يبقَ إلا أنتْ.

في زَمَن السُقُوط والدَمَارْ

في زمن التراجُع الثوريِّ..

والتراجع القوميِّ،

والتراجُعِ الفكريِّ،

واللصوصِ والتُجَّارْ

في زمن الفَرارْْ..

الكلماتُ أصبحتْ، يا سيّدي الجنوب،

للبيع والإيجارْ

والمُفْرَداتُ يشتغلنَ راقصاتٍ

في بلاد النفطِ.. والدولارْ..

تسيرُ فوقَ الشوكِ والزُجاجْ

والإخوةُ الكرامُ..

نائمونَ فوقَ البَيْضِ، كالدَّجاجْ

وفي زمان الحرب، يهرُبُونَ كالدَّجَاجْ

يا سيّدي الجنوبْ:

في مُدُن الملح التي يسكنُها الطاعونُ والغُبَارْ

في مُدُن الموت التي تخافُ أن تزورَها الأمطارْ

لم يبقَ إلا أنتْ..

تزرعُ في حياتنا النخيلَ، والأعنابَ، والأقمارْ

لم يبقَ إلا أنتَ.. إلا أنتَ.. إلا أنتْ

فافتَحْ لنا بوَّابَةَ النَهَارْ...

والمُفْرَداتُ يشتغلنَ راقصاتٍ

في بلاد النفطِ.. والدولارْ..

لم يبقَ إلا أنتْ

تسيرُ فوقَ الشوكِ والزُجاجْ

والإخوةُ الكرامُ..

نائمونَ فوقَ البَيْضِ، كالدَّجاجْ

وفي زمان الحرب، يهرُبُونَ كالدَّجَاجْ

يا سيّدي الجنوبْ:

في مُدُن الملح التي يسكنُها الطاعونُ والغُبَارْ

في مُدُن الموت التي تخافُ أن تزورَها الأمطارْ

لم يبقَ إلا أنتْ..

تزرعُ في حياتنا النخيلَ، والأعنابَ، والأقمارْ

لم يبقَ إلا أنتَ.. إلا أنتَ.. إلا أنتْ

فافتَحْ لنا بوَّابَةَ النَهَارْ...

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
روشـان
عضو ذهبى
عضو ذهبى
روشـان


انثى عدد المساهمات : 1353
نقاط : 52395
السٌّمعَة : 5
تاريخ التسجيل : 06/11/2010
العمر : 31

كل مواضيع نزار قباني - صفحة 15 Empty
مُساهمةموضوع: آخر عصفورٍ يخرج من غرناطة    كل مواضيع نزار قباني - صفحة 15 I_icon_minitimeالسبت ديسمبر 18, 2010 4:41 am

1

عَيْنَاكِ.. آخِرُ مركبيْن يُسافرانِ

فهل هنالكَ من مكانْ؟

إنّي تعبتُ من التسكّعِ في محطّاتِ الجنونِ

وما وصلتُ إلى مكانْ..

عَيْنَاكِ آخرُ فرصتين مُتاحَتَيْنِ

لمَنْ يفكّرُ بالهروب..

وأنا.. أفكّرُ بالهروبْ..

عَيْنَاكِ آخرُ ما تبقَّى من عصافير الجنوبْ

عَيْنَاكِ آخرُ ما تبقّى من حشيش البحرِ،

آخرُ ما تبقّى من حُقُول التَبْغِ،

آخرُ ما تبقّى من دُمُوع الأُقحوانْ

عيناكِ.. آخرُ زَفَّةٍ شعبيّةٍ تجري

وآخرُ مهرجانْ..

آخرُ ما تبقّى من مكاتيب الغَرَامْ

ويَدَاكِ.. آخرُ دفتريْنِ من الحرير..

عليهما..

سَجَّلتُ أحلى ما لديَّ من الكلامْ

العِشْقُ يكويني، كلوح التُوتياءِ،

ولا أذُوبْ..

والشعرُ يطعنُني بخنجرِهِ..

وأرفضُ أن أَتُوبْ..

إنّي أُحِبّكِ..

ظلّي معي..

ويبقى وجهُ فاطمةٍ

يُحلّق كالحمامةِ تحت أضواء الغروبْ

ظلّي معي.. فلربّما يأتي الحسينُ

وفي عباءته الحمائمُ، والمباخرُ، والطيوبْ

ووراءَهُ تمشي المآذنُ، والرُبى

وجميعُ ثوّار الجنوبْ..

3

عَيْنَاكِ آخرُ ساحليْنِ من البَنَفْسَجِ

فكرتُ أن الشعرَ يُنْقذُني..

ولكنَّ القصائدَ أغْرَقَتْني..

ولكنَّ النساءَ تقاسَمَتْني..

أحبيبتي:

أعجوبةٌ أن ألتقي امرأةً بهذا الليلِ،

ترضى أن تُرافِقَني..

أُعجوبةٌ أن يكتبَ الشعراءُ في هذا الزمانْ.

أُعجوبةٌ أنّ القصيدةَ لا تزالُ

تمرُّ من بين الحَرَائقِ والدُخَانْ

تنطُّ من فوق الحواجزِ، والمخافرِ، والهزائمِ،

كالحصانْ

أُعجوبةٌ.. أنّ الكتابة لا تزالُ..

برغم شَمْشَمَة الكلابِ..

ورغْمَ أقبية المباحثِ،

مصدراً للعُنْفُوانْ...

4

الماءُ في عينيْكِ زيتيٌّ..

رَمَاديٌّ..

نبيذيٌّ..

وأنا على سطح السفينةِ،

مثلَ عُصْفُورٍ يتيمٍ

لا يفكّرُ بالرجوع..

بيروتُ أرملةُ العروبةِ

والطَوَائِفِ،

والجريمةِ، والجُنُونْ..

بيروتَ تُذْبَحُ في سرير زفافها

والناسُ حول سريرها متفرّجونْ

بيروتُ..

تَنْزِفُ كالدَجَاجَة في الطريقِ،

فأينَ فرَّ العاشقونْ؟

بيروتُ تبحثُ عن حقيقتِها،

وتبحثُ عن قبيلتِها..

وتبحثُ عن أقاربها..

ولكنَّ الجميعَ منافقُونْْ..

5

عَيْْنَاكِ.. آخرُ رحلةٍ ليليّةٍ

وحقائبي في الأرض تنتظرُ الهبوبْ

تَتَوسَّلُ الأشجارُ باكيةً لآخذَها معي

أرأيتُمُ شجراً يفكّرُ بالهروبْ؟

والخيانةِ، والذنوبْ..

هذا هو الزمنُ الذي فيه الثقافةُ،

والكتابةُ،

والكرامةُ،

والرُجُولةُ في غُروبْ

ودَفَاتري ملأى بآلاف الثُقُوبْ..

النَفْطُ يستلقي سعيداً تحت أشجار النُعَاسِ،

وبين أثداء الحريمْ..

هذا الذي قد جاءنا

بثيابِ شَيْطَانٍ رجيمْ...

النَفْطُ هذا السائلُ المَنَويُّ..

لا القوميُّ..

لا الشعبيُّ

هذا الأرنبُ المهزومُ في كلِّ الحروبْْ

النَفْْطُ مَشْروبُ الأَبَاطِرة الكبارِ،

وليسَ مَشْروبَ الشعوب..

كيف الدخولُ إلى القصيدة يا تُرى؟

والنَفْطُ يَشْري

ألفَ مُنْتَجٍ (بماربيَّا)...

ويَشْري نصفَ باريسٍ..

ويَشْري نصفَ ما في (نيسَ) من شمسٍ وأجسادٍ..

ويَشْري ألفَ يَخْتٍ في بحار اللهِ..

يَشْري ألفَ إمرأةٍ بإذْنِ اللهِ..

لا يشتري سَيْفاً لتحرير الجنوبْ..

7

عَيْنَاكِ.. آخرُ ما تبقَّى من شُتُول النَخْلِ

في وطَني الحزينْ.

وهواكِ أجملُ ثورةٍ بَيْضَاءَ..

تُعْلَنُ من ملايين السنينْ

كُوني معي امرأةً..

كُوني معي شَعْراً

يُسافرُ دائماً عكْسَ الرياحْ..

كُوني معي جِنّيةً

لا يبلغُ العشّاقُ ذَروَةَ عِشقهمْ

إلا إذا التحقوا بصفّ الغاضبينْ..

أحبيبتي:

إنّي لأعلنُ أنّ ما في الأرض من عِنَبٍ وتينْ

حقٌّ لكلِّ المُعْدَمينْ

وبأنَّ كلَّ الشِعْرِ .. كلَّ النثرِ..

كلَّ الكُحْلِ في العينيْنِ..

كلَّ اللؤلؤِ المخبوءِ في النهدينِ..

حقٌّ لكل الحالمينْ..

كُوني معي..

ولسوفَ أُعلنُ أن شمسَ اللهِ،

ولسوفَ أُعلنُ دونما حَرَجٍ

بأنَّ الشِعْرَ أقوى من جميع الحاكمينْ...

حقٌّ لكلِّ المُعْدَمينْ

وبأنَّ كلَّ الشِعْرِ .. كلَّ النثرِ..

كلَّ الكُحْلِ في العينيْنِ..

كلَّ اللؤلؤِ المخبوءِ في النهدينِ..

كلَّ العشب، كلَّ الياسمينْ

حقٌّ لكل الحالمينْ..

كُوني معي..

ولسوفَ أُعلنُ أن شمسَ اللهِ،

ولسوفَ أُعلنُ دونما حَرَجٍ

بأنَّ الشِعْرَ أقوى من جميع الحاكمينْ...

حقٌّ لكلِّ المُعْدَمينْ

وبأنَّ كلَّ الشِعْرِ .. كلَّ النثرِ..

كلَّ الكُحْلِ في العينيْنِ..

كلَّ اللؤلؤِ المخبوءِ في النهدينِ..

كلَّ العشب، كلَّ الياسمينْ

حقٌّ لكل الحالمينْ..

كُوني معي..

ولسوفَ أُعلنُ أن شمسَ اللهِ،

تُشْبهُ في استدارتها رغيفَ الجائعينْ

ولسوفَ أُعلنُ دونما حَرَجٍ

بأنَّ الشِعْرَ أقوى من جميع الحاكمينْ...

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
روشـان
عضو ذهبى
عضو ذهبى
روشـان


انثى عدد المساهمات : 1353
نقاط : 52395
السٌّمعَة : 5
تاريخ التسجيل : 06/11/2010
العمر : 31

كل مواضيع نزار قباني - صفحة 15 Empty
مُساهمةموضوع: التأشيرة    كل مواضيع نزار قباني - صفحة 15 I_icon_minitimeالسبت ديسمبر 18, 2010 4:42 am

1

في مركزٍ للأمن في إحدى البلاد الناميَه

وقفتُ عند نقطة التفتيشِ،

ما كان معي شيءٌ سوى أحزانيَهْ

كانت بلادي بعد ميلٍ واحدٍ

وكان قلبي في ضلوعي راقصاً

كأنه حَمَامةٌ مشتاقةٌ للساقيَهْ.

يحلُمُ بالأرض التي لعبتُ في حقولها

وأطْعَمَتْني قَمحَها، ولوزَها، وتينَها

وأرْضَعَتْني العافيَهْ..

*

وَقَفتُ في الطابورِ،

كانَ الناسُ يأكلونَ اللُّبَّ.. والتُرْمُسَ..

كانوا يطرحونَ البولَ مثل الماشيَهْ

من عهد فِرْعَونٍ.. إلى أيّامنا

هناكَ دوماً حاكمٌ بأمرِه

وأمّةٌ تبولُ فوق نَفْسِها كالماشيَهْ..

2

وليس في الكونغُو.. ولا تانْزَانيا

الشمسُ كانت تلبسُ الكاكيَّ،

والأشجارُ كانت تلبسُ الكاكيَّ،

والوردةُ كانت تلبسُ الملابسَ المرقَّطَهْ..

كان هناك الخوفُ من أمامِنا

والخوفُ من ورائِنا

وضابطٌ مُدجَّجٌ بخمسِ نَجْماتٍ.. وبالكَراهيَهْ

يجرُّنا من خلفه كأننا غَنَمْ

مِنْ يومِ قابيلَ إلى أيّامنا

كان هنَاكَ قاتلٌ محترفٌ

وأمَّةٌ تُسْلخُ مثل الماشيَهْ...

3

في مركز العذاب، حيثُ الشمسُ لا تَدُورْ..

وحيثُ لا يبقى من الإنسان غيرُ الليفِ والقُشُورْ

يمتدُّ خطٌّ أحمرٌ..

ما بينَ برلينْينِ، بيروتيْنِ، صَنْعَائيْنِ،

مَكَّتيْنِ، مُصْحَفَيْنِ، قِبْلَتَيْنِ،

مَذْهَبَيْنِ،

لَهْجَتَيْنِ،

حَارَتَيْنِ،

شَارتيْ مرورْ..

الرُعْبُ كان سيّدَ الفُصُولْ

والأرضُ كانتْ تَشْحَذُ الأمطارَ من أيلولْ

ونحنُ كنّا نَشْحَذُ الأمْرَ الهَمَايُونيَّ بالدخولْ..

واعجبي...

أَكُلَّما استقلَّ شعبٌ من شعوب آسيا

يَسُوقُهُ أبطالُهُ للذَبْحِ مثلَ الماشيَهْ؟؟

4

أين أنا؟

كلُّ العلامات تقولُ:

كلُّ الإهانات التي نَسْمعُها

بضاعةٌ قديمةٌ تُنْتِجُها (أعْرابيَا).

كلُّ الدروبِ، كلُّها

تُفضي لسيف الطاغيهْ..

أينَ أنا؟

ما بينَ كُلِّ شارعٍ وشارعٍ..

قامتْ بَلَدْ..

ما بين كلّ حائطٍ وحائطٍ..

قامتْ بَلَدْ..

ما بين كلّ نَخْلَةٍ وظلَّها..

قامت بَلَدْ..

ما بين كُلِّ امرأةٍ وطفلِها..

قامتْ بَلَدْ..

يا خالقي: يا راسمَ الأُفقِ ، ويا مُهَنْدسَ السماءْ

هل ذلكَ الثُقْبُ الذي ليس يُرى

هو البَلَدْ؟؟؟

5

في مركز الجُنُونِ ، والصُداعِ، والسُعَالِ، والبَلْهَارْسيَا

وقفتُ شهراً كاملاً

وقفتُ عاماً كاملاً

أمامَ أبواب زعيم المَافيا..

أشْحَذُ منه الإِذْنَ بالمرورْ..

أشحذُ منه مَنْزِلَ الطُفُولَهْ

والوردَ، والزنبقَ، والأَضَاليا

أشْحَذُ منهُ غرفتي

والحبرَ، والأقلامَ ، والطبْشُورْ

قلتُ لنفسي وأنا..

أواجهُ البنادقَ الروسيّة المُخرْطَشَهْ

واعَجَبي .. واعَجَبي..

هل أصبحَ الله زعيمَ المافيا؟؟

6

في مركزٍ للخوفِ لا اسمَ لهُ

لكنَّهُ..

يَنْبُتُ مثلَ الفِطْرِ في كلِّ زوايا الباديَهْ

وقفتُ عمراً كاملاً

ووافقوا على دُخُولي وَطَني

عرفتُ أن الوطَنَ الغالي الذي عَشِقْتُهُ

ما عادَ في الجُغْرافيا..

ما عادَ في الجُغْرَافيا...

ما عاد في الجُغْرَافيا...

وعندما أصبحتُ شيخاً طاعناً

ووافقوا على دُخُولي وَطَني

عرفتُ أن الوطَنَ الغالي الذي عَشِقْتُهُ

ما عادَ في الجُغْرافيا..

ما عادَ في الجُغْرَافيا...

ما عاد في الجُغْرَافيا...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
روشـان
عضو ذهبى
عضو ذهبى
روشـان


انثى عدد المساهمات : 1353
نقاط : 52395
السٌّمعَة : 5
تاريخ التسجيل : 06/11/2010
العمر : 31

كل مواضيع نزار قباني - صفحة 15 Empty
مُساهمةموضوع: لماذا يسقطُ مُتْعِبُ بنُ تَعْبَانْ في امتحان حقوق الإنسانْ؟    كل مواضيع نزار قباني - صفحة 15 I_icon_minitimeالسبت ديسمبر 18, 2010 4:49 am

1

مُواطنوانَ.. دُونَما وَطَنْ

مُطَاردُونَ كالعصافير على خرائطِ الزَمَنْ..

مُسَافِرُونَ دُونَ أوراقٍ

ومَوتي دُونما كَفَنْ.

نحنُ بغايا العصرِ.. كلُّ حاكمٍ

يبيعُنا، ويقبضُ الثَمَنْ!!

نحنُ جَوَاري القصرِ، يُرْسِلونَنَا

من حُجرَةٍ لحُجْرَةٍ

من قَبْضةٍ لقَبْضةٍ

من هالِكٍ لمالِكٍ

من وَثَنٍ إلى وَثَنْ

نركضُ كالكلاب كلَّ ليلةٍ

من عَدَنٍ لطَنجَةٍ

من طَنْجَةٍ إلى عَدَنْ

نبحثُ عن قبيلةٍ تَقْبَلُنا

نبحثُ عن عائلةٍ تُعيلُنا

نبحثُ عن ستارةٍ تستُرُنا

وعن سَكَنْ..

وحَولَنا أولادُنا

إحْدَودَبتْ ظهورُهُمْ، وشاخُوا

وهُمْ يُفتّشونَ في المعاجمِ القديمَهْ

عن جَنَّةٍ نضيرةٍ

عن كِذْبَةٍ كبيرةٍ كبيرةٍ..

تُدْعى الوَطَنْ..

*

مُواطنونَ نحنُ في مدائن البُكاءْ

قَهْوتُنا مصنوعةٌ من دمِ كَرْبَلاءْ

حِنْطتُنا معجونةٌ بلحم كَرْبَلاءْ

طعامُنا. شرابُنا

عاداتُنا. راياتُنا

صيامُنا. صَلاتُنا

زُهورُنا. قُبورُنا

جُلُودُنا مَخْتُومةٌ بخَتْم كربلاءْ..

لا أَحَدٌ يعرفُنا في هذه الصحراءْ

لا نَخْلةٌ. لا ناقةٌ.

لا وَتَدٌ.. لا حَجَرٌ

لا هِنْدُ.. لا عَفْرَاءْ

أوراقُنا مُريبةٌ

أفكارُنا غريبةٌ

فلا الذين يشربونَ النَفْطَ يعرفُونَنَا

ولا الذين يشربونَ الدمعَ والشقاءْ...

مُعتَقَلُونَ..

داخلَ النصّ الذي يكتُبُهُ حُكَّامُنَا

مُعتَقَلُونَ..

داخلَ الدين كما فَسَّره إمامُنا

مُعتَقَلُونَ..

داخلَ الحُزْن، وأحلى ما بنا أحزانُنَا

مُراقَبون نحنُ في المقهى.. وفي البيتِ..

وفي أرْحَامِ أمَّهاتِنا..

حيثُ تلفَّتْنَا، وجدنا المخبرَ السِريَّ في انتظارِنا

يَشْرَبُ من قهوتنا..

يَنَامُ في فِراشنا..

يَعْبَثُ في بريدِنا

يَنْكُشُ في أوراقنا

يدخُلُ من أنوفِنا

يخرجُ من سُعَالِنا

لسانُنا مَقْطوعْ..

ورأسُنا مَقْطُوعْ..

وخبزُنا مبلَّلٌ بالخوف والدموع..

إذا تظلَّمنا إلى حامي الحِمى

قيل لنا مَمنُوعْ..

وإن تضرَّعنا إلى ربِّ السَمَا

قيلَ لنا: مَمْنوعْ..

وإن هَتَفْنَا:

يا رسولَ الله، كُنْ في عَوْنِنَا

يُعطونَنَا تأشيرةً من غَيْرِ ما رُجُوعْْ

وإن طَلَبنَا قَلَماً

لنكتبَ القصيدةَ الأخيرَهْ

أو نكتبَ الوصيّةَ الأخيرَهْ

قُبَيْلَ أن نَمُوتَ شَنْقَاً

غَيَّروا الموضوعْ..

*

يا وَطَني المصلوبَ فوقَ حائطِ الكراهيَهْ

يا كُرَةَ النار التي تسيرُ نحو الهاوِيَهْ

لا أَحَدٌ من مُضَرٍ.. أو من بني ثَقِيفْ

أعطى لهذا الوطنِ الغارقِ بالنزيفْ

زُجَاجَةً من دمِهِ..

أو بَولِهِ الشريفْ!!

لا أَحَدٌ.. على امتداد هذه العباءة لمُرقَّعَهْ..

أهداكَ يوماً مِعْطَفَاً أو قُبَّعَهْ..

يا وَطَني المكسورَ مثل عشبة الخريفْ..

مُقْتَلَعُونَ نحنُ كالأشجار من مَكَانِنا..

مُهَجَّرونَ من أمانينا، وذكرياتِنَا

عُيونُنا تخافُ من أصواتِنا

حُكَّامُنا آلهةٌ يجري الدمُ الأزْرَقُ في عُرُوقِهِمْ

ونحنُ نَسلُ الجاريَهْ

لا سادةُ الحجاز يعرفُونَنَا..

ولا رَعَاعُ الباديَهْ.

ولا أبو الطيب يَسْتَضِيفُنا..

ولا أبو العتاهيَهْ.

إذا ضحكنا لعليٍّ مرةً..

يقتُلنا مُعاويَهْ..

5

لا أحدٌ يريدُنا

من بحر بيروتَ.. إلى بحر العَرَبْ..

لا الفاطميّونَ، ولا القرامِطَهْ.

ولا المماليكُ، ولا البرامكَهْ.

ولا الشياطينُ، ولا الملائكَه.

لا أحدٌ يريدُنا.

في المُدُن التي تقايضُ البترولَ بالنساءِ،

والديارَ بالدولارِ، والتُراثَ بالسُجَّادِ،

والتاريخَ بالقُرُوشِ، والإنسانَ بالذَهبْ.

وشَعْبُها يأكُلُ من نِشَارةِ الخَشَبْ!!

لا أحدٌ يريدُنا..

في مُدن المقاولينَ، والمضَارِبينَ، والمستَورِدينَ،

والمُصدِّرينَ، والمُلمِّعين جَزْمةَ السُلْطَةِ،

والمُثَقّفينَ حسبَ المَنْهَجِ الرسميِّ،

والمُسْتَأجَرينَ كي يَقُولوا الشِعرَ،

والمُقدِّمينَ للأمير عندما يأوي إلى فراشِهِ

قائمةً بأجمل النساءِ..

والموظَّفينَ في بَلاط الجِنْسِ..

والمُهرِّجينَ..

والمُخنَّينَ..

والمُخوِّضينَ في دِمائِنَا حتى الرُكَبْ..

لا أحدٌ يقرؤُنَا

في مُدُن المِلْح التي تَذْبَحُ في العام

ملايينَ الكُتُبْ..

لا أحدٌ يقرؤنا

في مُدُنٍ..

صارتْ بها مباحثُ الدولةِ

عرَّابَ الأدبْ..

6

مُسَافرونَ نحنُ في سفينة الأحزانْ

وشَيْخُنا قُرْصَانْ

مُكوَّمونَ داخلَ الأقفاص كالجُرْذَانْ

لا مرفأٌ يقبلُنا.

لا حانةٌ تقبلُنا.

لا امرأةٌ تقبلُنا.

كلُّ الجوازات التي نحملُها

أصْدَرَهَا الشيطانْ

كلُّ الكتابات التي نكتُبُها.

لا تُعْجِبُ السلطانْ..

مُسَافرونَ خارجَ الزَمَان والمَكَانْ

مُسَافرونَ ضَيَّعوا نقودَهُمْ..

وضَيَّعوا متاعَهُم، وضيَّعوا أبناءَهُمْ،

وضيَّعوا أسماءَهمْ، وضيَّعوا انتماءَهُمْ..

وضيَّعوا الإحساس بالأمانْ

فلا بَنو هاشمَ يعرفونَنَا، ولا بَنُو قَحْطَانْ

ولا بَنُو ربيعةٍ، ولا بَنو شَيْبَانْ

ولا بَنو (لينينَ) يعرفوننا.. ولا بَنُو (ريغانْ)..

*

يا وَطَني: كلُّ العصافير لها منازلٌ

إلا العصافيرَ التي تحترفُ الحريَّهْ

فهيَ تموتُ خارجَ الأوطانْ...

يا وَطَني: كلُّ العصافير لها منازلٌ

إلا العصافيرَ التي تحترفُ الحريَّهْ

فهيَ تموتُ خارجَ الأوطانْ...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
روشـان
عضو ذهبى
عضو ذهبى
روشـان


انثى عدد المساهمات : 1353
نقاط : 52395
السٌّمعَة : 5
تاريخ التسجيل : 06/11/2010
العمر : 31

كل مواضيع نزار قباني - صفحة 15 Empty
مُساهمةموضوع: هل تسمحين لي أن أصطاف؟    كل مواضيع نزار قباني - صفحة 15 I_icon_minitimeالسبت ديسمبر 18, 2010 5:07 am

1

هل تسمحين لي أن أصطافَ كما يصطاف الآخرونْ؟

وأتمتّع بأيَّام الجَبَلْ..

كما يتمتَع الآخرونْ..

الجَبَلُ مروحةُ حريرٍ إسبانيّه..

وأنتِ مرسومةٌ عليها..

وعصافيرُ عينيكِ..

تأتي أفواجاً أفواجاً من جهة البحر..

كما تطير الكلماتُ من أوراق دفترٍ أزرق...

هل تسمحينَ لذاكرتي أن تكسرَ حصارَ رائحتكْ؟

وتشمَّ رائحة الحَبَقِ، والوزَّال، والزعتر البريّْ.

هل تسمحين لي..

أن أجلس على الشرفة الصيفية دقيقةً واحدة؟

دون أن يتسلّق صوتكِ كعريشةٍ زرقاءْ

على درابزين بيتنا..

ودونَ أن أجدكِ في قهوتي الصباحيَّهْ؟..

2

عند نهديكِ المتغطرسينْ!!.

أن أنال إجازتي السنويّهْ..

كان أجْري قليلاً..

وحظّي قليلاً..

وراحتايَ مُشَققتَيْن..

من كثرة الشغل في مناجم الذَهبَْ.

حتى في أول أيَّارْ..

ذهبتُ إلى عملي كبقية الأيَّامْ

وحرستُ نهديكِ النائمين..

كبقيّة الأيَّامْ..

وحَمَّمتُهُمَا.. وغطَّيْتُهُمَا..

وقرأت لهما قصةَ ساندريللا...

كبقيَة الأيَّامْ...

حتى القروش القليلة التي ادّخرتُها

اشتريتُ بها لهما..

فَطَائرَ اللوز والعَسَلْ..

ولكنّ نهديكِ..

- ككلِّ أولاد العائلات الإقطاعيَّهْ-

إعتبراني مَمْلُوكاً لهما..

من عهد أوّلِ ملكٍ من مُلُوكِ الأسْرة النَهْديَّهْ..

وجَلَداني تسعينَ جلدةً على ظهري..

وتسعينَ جلدةً على صدري..

حتى أسقطتُ دعوايَ عنهما...

وعدتُ إلى العمل...

3

علَّقتُكِ في خزانة ثيابي في بيروتْ..

وأخذتُ المفتاحَ معي..

وخرجتُ على أطراف أصابعي..

......................

... واليوم .. وأنا أتمشّى على طُرُقاتِ الجبلْ..

رأيتكِ تتَّكئينَ على سنبلة قمحْ..

وتتسابقين مع عصفور صباحيّ..

وتربطين شعركِ بغمامةٍ بُرتُقاليَّهْ..

ماذا تفعلينَ هنا؟

ومن أعطاكِ عنواني في الجَبَلْ؟

أيتها الواحدةُ التي اصطدمت بعشقي..

فصارتِ امرأهْ..

واصطدمتُ بطقس نهديْها الإستوائيْينْ..

فعرفتُ حجمَ رجولتي..

منحتُكِ البركةَ والتكاثُرْ..

وجعلتكِ كماء البحر.. واحدةً .. ومتعدِّدَهْ..

ووضعتُ يدي على بياض فخذيكِ..

فأصبحتِ قبيلَهْ..

ماذا تفعلينَ هنا؟

حتى الغابة..

تذكِّرني كيف كنتِ تمشِّطينَ شعرَكِ..

فأبكي..

حتى القِمّة..

تذكرني بارتفاع نهديكِ عن سطح البحر..

فأدوخْْ...

4

هل بوسع رجلٍ يُحبُّكِ مثلي..

أن يصطاف اصطيافاً طبيعياً؟

هل بوسعي أن أنفصلَ عن المجموعة الشمسيَّهْ

التي تدور منذ ملايين السنين حول عينيكِ

لا يخضعُ لسلطانكْ؟

فأجلس كالمجاذيب على كرسيٍّ هزَّازْ..

أقرأ القصصَ البوليسيَّهْ..

وأشرب المياه المعدنيَّهْ..

وأمتحن ثقافتي بالكلمات المتقاطعَهْ..

الاصطيافُ زمنٌ مسطَّحْ..

وأنا مرتبط بزمانكِ رغم كثرة نتوءاته..

والاصطيافُ فراغٌ.. وأنا ممتلئٌ بكِ..

والاصطياف تغيير..

وأنا لا أريد أن أغيّركِ..

بكنوز الدنيا..

قولي لي...

من هو الأبلهُ الذي اخترع كلمةَ الاصطيافْ؟

فرماكِ كخاتم الذهب على رمال بيروتْ..

وفرض عليَّ الاقامة الجبريَّة

تحت شجرة النومْ..

ربما كان لا يعرف أن الشجرهْ..

تبقى ألف سنة على رأس الجبَلْ

في حين أنكِ في اللحظة التي

تدخلينَ فيها إقليم صدري..

تصبحينَ شَجَرَهْ..

وفرض عليَّ الاقامة الجبريَّة

تحت شجرة النومْ..

ربما كان لا يعرف أن الشجرهْ..

تبقى ألف سنة على رأس الجبَلْ

ولا تصبح امرأة..

في حين أنكِ في اللحظة التي

تدخلينَ فيها إقليم صدري..

تصبحينَ شَجَرَهْ..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
روشـان
عضو ذهبى
عضو ذهبى
روشـان


انثى عدد المساهمات : 1353
نقاط : 52395
السٌّمعَة : 5
تاريخ التسجيل : 06/11/2010
العمر : 31

كل مواضيع نزار قباني - صفحة 15 Empty
مُساهمةموضوع: تأخذبنَ في حقائبكِ الوقتَ وتسافرين    كل مواضيع نزار قباني - صفحة 15 I_icon_minitimeالسبت ديسمبر 18, 2010 5:09 am

1

أيتها المرأة التي كانت في سالف الزمان حبيبتي.

سألتُ عن فندقي القديمْ..

وعن الكشْكِ الذي كنتُ أشتري منه جرائدي

وأوراقَ اليانصيب التي لا تربحْ..

لم أجد الفندقَ.. ولا الكشْكْ..

وعلمتُ أن الجرائدْ..

توقّفتْ عن الصدور بعد رحيلكْ..

كان واضحاً أن المدينة قد انتقلتْ..

والأرصفةَ قد انتقلتْ..

والشمسَ قد غيَّرتْ رقم صندوقها البريديّْ

والنجومَ التي كنّا نستأجرُها في موسم الصيفْ

أصبحتْ برسم التسليمْ...

كان واضحاً.. أن الأشجارَ غيَّرتْ عناوينَها..

والعصافيرَ أخذت أولادها..

ومجموعةَ الأسطوانات الكلاسيكيّةِ التي تحتفظ بها.

وهاجرتْ..

والبحرَ رمى نفسه في البحر.. وماتْ..

2

بحثاً عن مظلّةٍ تقيني من الماءْ..

وأسماءُ الأندية الليليّة التي راقصتُكِ فيها..

ولكنَّ شرطيَّ السَيْر، سَخِر من بَلاهتي

وأخبرني... أن المدينةَ التي أبحثُ عنها..

قد ابتلعَها البحرُ..

في القرن العاشر قبل الميلادْ...

3

ذهبتُ إلى المحطّات التي كنتُ أستقبلكِ فيها...

وإلى المحطّات.. التي كنت أودّعكِ منها..

المخصّصةِ للنومْ...

عشراتٍ من سلال الأزهارْ..

ولافتةً مطبوعةً بكل اللغاتْ:

"الرجاء عدم الإزعاج"..

وفمهتُ أنكِ مسافرةٌ.. بصحبة رجل آخرْ..

قدَّم لكِ البيتَ الشرعيّْ

والجنسَ الشرعيّْ

والموتَ الشرعيّْ...

4

أيتها المرأةُ التي كانت في سالف الزمان حبيبتي

لماذا تضعين الوقتَ في حقائبكِ..

وتسافرينْْ.؟

لماذا تأخذينَ معكِ أسماءَ أيام الأسبوعْ؟

وكرويّةَ الأرضْ..

كما لا تستوعب السمكةُ خروجها من الماءْ..

أنتِ مسافرةٌ في دمي..

وليس من السهل أن أستبدل دمي بدمٍ آخرْ..

ففصيلةُ دمي نادرةْ..

كالطيور النادرة..

والنباتات النادرةْ..

والمخطوطات النادرةْ..

وأنتِ المرأةُ الوحيدةُ ..

التي يمكنُ أن تتبرَّع لي بدمها...

ولكنكِ دخلتِ عليَّ كسائحهْ..

وخرجتِ من عندي كسائحهْ...

كانت كلماتُكِ الباردة..

تتطايرُ كفتافيت الورق..

وكانت عواطفكِ..

كاللؤلؤ الصناعيِّ المستوردة من اليابانْ...

وكانت بيروت التي اكتشفتها معكِ..

وأدمنتُها معكِ..

وعشتُها بالطول والعرض .. معكِ..

ترمي نفسَها من الطابق العاشر..

وتنكسرُ .. ألفَ قطعهْ...

5

توقَّفي عن النمو في داخلي..

أيّتها المرأة..

التي تتناسلُ تحت جلدي كغابهْ...

ساعديني.. على كسر العادات الصغيرة التي كوَّنتُها معك..

وعلى اقتلاع رائحتك..

من قماش الستائرْ..

وبللورِ المزهريّاتْ..

على تَذَكُّر اسمي الذي كانوا ينادونني به في المدرسهْ..

ساعديني..

على تَذَكّرِِ أشكال قصائدي..

قبل أن تأخذَ شكلَ جسدِكْ..

ساعديني..

على استعادةِ لُغَتي..

التي فَصَّلتُ مفرداتِها عليكِ..

ولم تعد صالحةً لسواكِ من النساءْ...

6

دُلّيني..

على كتابٍ واحدٍ لم يكتبوكِ فيهْ..

وعلى عصفورٍ واحدٍ..

لم تعلّمهُ أُمُّهُ تهجيةَ اسمكِ..

وعلى شجرةٍ واحدةٍ..

لا تعتبركِ من بين أوراقِها..

وعلى جدولٍ واحدٍ..

لم يلْحَسِ السُكَّرَ عن أصابع قَدَميْكِ..

ماذا فعلتِ بنفسكِ؟..

التي كانتْ تتحكَّمُ بحركة الريحْ..

وسُقُوطِ المطرْْ..

وطُولِ سنابل القمْحْ..

وعددِ أزهار المارغريت..

أيَّتُها المَلِكةُ...

التي كان نهداها يصنعان الطقسْ..

ويسيطرانِ ..

على حركةِ المدّ والجزْْرْ..

لتتزوّدَ بالعاج.. والنبيذْ..

ماذا فعلتِ بنفسكِ..

أيَّتُها السيّدةُ التي وقع منها صوتُها على الأرض..

فأصبحَ شَجَرهْ..

وَوَقَعَ ظلُّها على جَسَدي..

فأصبحَ نافورةَ ماءْ..

لماذا هاجرتِ من صدري؟..

وصرتِ بلا وطنْ..

لماذا خرجتِ من زَمَنِ الشِّعْْر؟

واخترتِ الزمنَ الضَيّقْ..

لماذا كسرتِ زجاجةَ الحبرِ الأخضرْ..

التي كنتُ أرسمُكِ بها..

وصرتِ امرأة..

بالأبيض..

والأسودْ..

أيَّتُها السيّدةُ التي وقع منها صوتُها على الأرض..

فأصبحَ شَجَرهْ..

وَوَقَعَ ظلُّها على جَسَدي..

فأصبحَ نافورةَ ماءْ..

لماذا هاجرتِ من صدري؟..

وصرتِ بلا وطنْ..

لماذا خرجتِ من زَمَنِ الشِّعْْر؟

واخترتِ الزمنَ الضَيّقْ..

لماذا كسرتِ زجاجةَ الحبرِ الأخضرْ..

التي كنتُ أرسمُكِ بها..

وصرتِ امرأة..

بالأبيض..

والأسودْ..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
روشـان
عضو ذهبى
عضو ذهبى
روشـان


انثى عدد المساهمات : 1353
نقاط : 52395
السٌّمعَة : 5
تاريخ التسجيل : 06/11/2010
العمر : 31

كل مواضيع نزار قباني - صفحة 15 Empty
مُساهمةموضوع: الحبُّ في الإقامة الجريّة    كل مواضيع نزار قباني - صفحة 15 I_icon_minitimeالسبت ديسمبر 18, 2010 5:15 am

1

فالدمُ الذي كنتُ أحسبُ أنه لا يصبح ماءً..

أصبح ماءً..

والسماءُ التي كنتُ أعتقد أن زُجَاجَها الأزرقْ

غيرَ قابلٍ للكسر.. إنكسرتْ..

والشمسُ ..

التي كنتُ أعلِّقها كالحَلَق الإسبانيّ

في أُذُنيكِ..

وقعتْ مني على الأرض.. وتهشَّمتْ..

والكلماتُ..

التي كنتُ أغطّيكِ بها عندما تنامينْ..

هربت كالعصافير الخائفهْ..

وتركتكِ عاريهْ...

2

بين نهديكِ..

أو لمضاجعتكْ..

لم أعد متحمّساً للهجوم على أيِّ شيءْ..

أو للدفاع عن أيِّ شيءْ..

فقد شقطنا في الزَمَن الدائريّْ...

حيثُ المسافةُ بين يدي وخاصرتكِ..

لا تتغيّرْ...

وبين أنفي ومسامات جلدكِ..

لا تتغيّرْ..

وبين زنزانةِ فَخْذَيْك..

وساحةِ إعدامي..

لا تتغيّرْ...

3

أستأذنكِ..

بالخروج من هذا الزمن الضيِّقْ..

والعواطفِ الجاهزةِ كإفطار الصباحْ

ككمبيالية مستحقّةِ الدفْعْ...

4

أستأذنكِ..

بأخذ إجازة طويلةٍ.. طويلهْ..

فلقد تعبتُ..

من حالة اللاشوق.. واللاحُبّ.. التي أنا فيها..

التي صارتْ عواطفي مربّعة كجدرانِها..

5

أريد أن أتظاهرَ ضدَّ حبّك الفاشيستيّْ

وأطلقَ الرصاصَ..

على قصركِ..

وحَرَسِكِ..

وعَرَبَتكِ البُورجوازيةِ الخيولْ..

أريدُ.. أن أحتجَّ على سلطتكِ السرمديَّهْ..

الذي سميتِ به نفسكِ..

أريدُ أن أطلقَ الرصاصْ..

على صورتك الزيتيّةِ..

المعلَّقَةِ في صالة العرشْ..

وعلى كلِّ الشعراءِ،

والنبلاءِ،

والسفراءْ..

الذين يدفعونَ لِعينيكِ الجزيَهْ..

ويسقونَ نهديكِ..

حليبَ العصافيرْ...

6

أريدُ أن أطلق الرصاصْ..

على ملابسكِ المسرحيَّهْ..

وعلى عُدّة الشغل التي تستعملينها في التشخيصْ..

على الأخضر.. والليكليّْ..

على الأزرق.. والبرتقاليّْ..

على عشراتِ القوارير التي جمعت فيها فصائلَ دمي..

على غابة الخواتم والأساورْ..

التي استعملتِها لابتزازي...

المصنوعة من جلد التمساحْ..

على دبابيس الشَعْر..

ومباردِ الأظافرْ...

والسلاسل المعدنيَّهْ..

التي لجأتِ إليها..

لأخْذ اعترافاتي...

7

أريدُ أن أطلقَ الرصاصْ..

على صوتكِ المتسلِّل عَبْر أسلاك الهاتفْ

فلم أعدْ مهتماً بهواية جَمْع العصافيرْ...

أريد أن أطلق الرصاصْ..

على حروف اسمك..

فلم أعد مهتماً..

بهواية جمع الأحجار النادرَهْ..

أريد أن أطلقَ الرصاصْ..

على كلّ قصائدي.. التي كتبتُها لكِ..

وعلى كلّ الإهداءاتِ الهيستيريّه..

في ساعات الحُبّ الشديدْ..

في ساعات الغباء الشديدْ..

8

أريدُ أن أذهب إلى البحرْ..

حيث الشواطئ مفتوحةٌ ككتابٍ أزرقْ

ففمي.. أصبح كغابة الفِطْر..

من قلَّة الشمسْ..

وعواطفي أصبحتْ كالمخطوطات القديمَهْ..

من قلّة الزائرينْ..

وقلّة القراءةْ...

9

أريدُ..

أن أكسرَ دائرةَ الطباشيرْ..

وأنهي هذه الرحلة اليوميَّه..

بين شفتكِ العليا.. وشفتكِ السفْلى..

بين جسدك البارد كمدن النحاس

10

أريدُ أن أحتجَّ على شيء ما...

أن أصطدمَ بشيءٍ ما..

أن أنتحرَ من أجل شيءٍ ما..

فلم يعُدْ عندي ما أفعلُهْ..

سوى أن ألعب الورقَ مع ضَجَري

هو يخسرُ.. وأنا أخْسَر..

هو يخبرني أنكِ كنتِ حبيبَهُ..

هو يعطيني مسدّسَهُ لأنتحرْ..

وأنا أطلعُهُ على مكاتيبك القديمَهْ..

فيقتُل نفسَهُ...

ويقتلُني...

11

أستأذن في أن أقتلكِ..

إنني أعرف أن كلَّ غمائم السماءْ..

وكلَّ الحمائم ستفرش ريشها الأبيض.. تحت

وكلَّ شقائقَ النُعْمانْ..

ستطلع من حقول جسدكْ..

ولكنْ برغم هذا..

سأبقى مصمّماً على قتلكْ..

لا من أجلي وحدي..

ولكن من أجل كلِّ الأسرى.. والجرحى.. ومشوَّهي

الحُبّ..

ومن أجل كل الذين حكمتِهمْ بالأشغال الشاقّة

المؤبَّدهْ..

وفرضتِ عليهم.

أن ينقلوا الرملَ بملاعق الشاي..

من نهدكِ الأيمنْ.. إلى نهدكِ الأيسرْ..

من نهدكِ الأيسر.. إلى نهدكِ الأيمنْ..

.............................................................

ولا يزالونَ يشتغلونْ..

و ... لا ... ي ... ز ... ا ... ل ... و ... ن ...

ي ... ش ... ت ... غ ... ل ... و ... ن ...

وكلَّ الحمائم ستفرش ريشها الأبيض.. تحت

رأسِكْ

وكلَّ شقائقَ النُعْمانْ..

ستطلع من حقول جسدكْ..

ولكنْ برغم هذا..

سأبقى مصمّماً على قتلكْ..

لا من أجلي وحدي..

ولكن من أجل كلِّ الأسرى.. والجرحى.. ومشوَّهي

الحُبّ..

ومن أجل كل الذين حكمتِهمْ بالأشغال الشاقّة

المؤبَّدهْ..

وفرضتِ عليهم.

أن ينقلوا الرملَ بملاعق الشاي..

من نهدكِ الأيمنْ.. إلى نهدكِ الأيسرْ..

من نهدكِ الأيسر.. إلى نهدكِ الأيمنْ..

.............................................................

.............................................................

ولا يزالونَ يشتغلونْ..

ولا يزالونَ يشتغلونْ..

و ... لا ... ي ... ز ... ا ... ل ... و ... ن ...

ي ... ش ... ت ... غ ... ل ... و ... ن ...

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
روشـان
عضو ذهبى
عضو ذهبى
روشـان


انثى عدد المساهمات : 1353
نقاط : 52395
السٌّمعَة : 5
تاريخ التسجيل : 06/11/2010
العمر : 31

كل مواضيع نزار قباني - صفحة 15 Empty
مُساهمةموضوع: أمّ المعتَّزْ    كل مواضيع نزار قباني - صفحة 15 I_icon_minitimeالسبت ديسمبر 18, 2010 5:16 am

1

كسمكةٍ اخترقها رمحْ

جاءني هاتفٌ من دمشقَ يقولْ:

"أُمُّكَ ماتتْ".

لم أستوعب الكلمات في البدايَهْ

لم أستوعب كيف يمكن أن يموت السَمَكُ كلُّهُ

في وقتٍ واحدْ..

كانت هناك مدينة حبيبة تموتْ.. إسمها بيروت

وكانت هناك أمٌّ مدهشة تموتْ.. إسمها فائزة..

وكان قدري أن أخرجَ من موتٍ..

لأدخل في موت آخرْ..

كان قدري أن أسافرَ بين موتينْ...

2

دمشق، بيروت، القاهرة، بغداد، الخرطوم،

الكويت، الجزائر، أبو ظبي وأخواتها..

هذه هي شجرة عائلتي..

كلُّ هذه المدائن أنزلَتْني من رَحِمِها

وأرضعتْني من ثديها..

وملأت جيوبي عنباً، وتيناً، وبرقوقاً..

كلُّها هزَّتْ لي نخلَها.. فأكَلْلتْ..

وفَتَحتْ سماواتها لي.. كراسةً زرقاءْ..

فكتبْتْ..

لذلكَ، لا أدخلُ مدينةً عربيةً.. إلا وتناديني:

"يا وَلَدي"...

لا أطرُقُ بابَ مدينةٍ عربية..

إلا وأجدُ سريرَ طفولتي بانتظاري..

لا تنزفُ مدينةٌ عربيةٌ إلا وأنزفُ معها...

فهل كان مصادفةً أن تموتَ بيروتْ..

وتموتَ أمّي في وقتٍ واحدْ؟...

3

يعرفونها في دمشق باسم ( أمُّ المعتز).

وبالرغم من أن اسمها غير مذكور في الدليل السياحيّ

وأهمّيتُها التاريخيةُ لا تقلُّّ عن أهميّة (قصر العظم)

ومزار (محي الدين بن عربي).

وعندما تصلُ إلى دمشقْ..

فلا ضرورةَ أن تسأل شرطيّ السير عن بيتها..

لأن كلَّ الياسمين الدمشقيّ يُهَرْهِرُ فوق شُرفتِها،

وكلَّ الفُلّ البلدي يتربى في الدلال بين يديها..

وكلَّ القطط ذاتِ الأصل التركيّ..

تأكل.. وتشرب.. وتدعو ضيوفها.. وتعقد

اجتماعاتها..

في بيت أمّي..

4

نسيتُ أن أقول لكم، إن بيت أمي كان معقلاً للحركة الوطنية في الشام عام 1935. وفي باحة دارنا الفسيحة كان يلتقي قادة الحركة الوطنية السورية بالجماهير. ومنها كانت تنطلق المسيرات والتظاهرات ضد الانتداب الفرنسي..

وبعد كلّ اجتماع شعبي، كانت أمي تُحصي عدد ضحاياها من أصص الزرع التي تحطّمت.. والشتول النادرة التي انقصفتْ... وأعوادِ الزنبق التي انكسرتْ..

وعندما كانت تذهب إلى أبي شاكيةً له خسارتها الفادحة، كان يقول لها، رحمه الله، وهو يبتسم:

(سجّلي أزهاركِ في قائمة شهداء الوطن.. وعَوَضُكِ على الله...)

5

لا تذهب إلى الكوكتيلات وهي تلفُّ ابتسامتها بورقة سولوفان..

لا تقطع كعكة عيد ميلادها تحت أضواء الكاميرات...

لا تشتري ملابسها من لندن وباريس، وترسل تعميماً بذلك إلى من يهمه الأمر..

لا توزِّع صورها كطوابع البريد على محرّرات الصفحات الاجتماعية...

ولم يسبق لها أن استقبلت مندوبة أي مجلة نسائية، وحدثتها عن حبِّها الأول.. وموعدها الأول.. ورجُلها الأول..

أمّي تؤمن بربٍ واحد.. وحبيبٍ واحد.. وحُبٍّ واحد..

قهوةُ أمي مشهورة..

فهي تطحنها بمطحنتها النحاسيّة فنجاناً.. فنجاناً..

وتغليها على نار الفحم.. ونار الصبر..

وتعطّرها بحبّ الهالْ..

وترشُّ على وجه كل فنجان قطرتين من ماء الزهرْ..

لذلك تتحوّلُ شرفةُ منزلنا في الصيف..

إلى محطةٍ تستريحُ فيها العصافيرْ..

وتشربُ قهوتَها الصباحيَّةْ عندنا..

7

ومن كثرة الأزهار، والألوان، والروائح التي

أحاطت بطفولتي كنتُ أتصوَّر أن أمي.. هي

موظفة في قسم العطور بالجنّة..

8

بموت أمي..

يسقطُ آخرُ قميص صوفٍ أُغطّي به جَسَدي

آخرُ قميصِ حنانْ..

آخرُ مِظلّةِ مَطَرْ..

وفي الشتاء القادم..

كلُّ النساءِ اللواتي عرفتُهُنّ

وَحْدَها أمّي..

أحَبّتْني وهي سَكْرَى..

فالحبُّ الحقيقيّ هو أن تسكَرْ..

ولا تعرف لماذا تسكَرْ..

كلَّما نسيتُ ورقةً من أوراقي في صحن الدارْ..

فتحوّلت الألِفُ إلى (امرأة)..

والباءُ إلى (بنفسجة)

والدالُ إلى (دالية)

والراء إلى (رمَّانة)

والسين إلى (سوسنة) أو (سمكة) أو (سُنُونوّة).

ولهذا يقولون عن قصائدي إنها (مُكَيَّفةُ الهواءْ)..

ويشترونها من عند بائع الأزهارْ..

لا من المكتبة...

11

كلما سألوها عن شعري، كانت تجيب:

" ملائكة الأرض والسماء.. ترضى عليه".

طبعاً.. أمي ليست ناقدة شعر موضوعية..

ولكنها عاشقة. ولا موضوعية في العشق.

فيا أمي. يا حبيبتي. يا فائزة..

قولي للملائكة الذين كلَّفتهم بحراستي خمسين

عاماً، أن لا يتركوني...

لأنني أخاف أن أنام وحدي...

والدالُ إلى (دالية)

والراء إلى (رمَّانة)

والسين إلى (سوسنة) أو (سمكة) أو (سُنُونوّة).

ولهذا يقولون عن قصائدي إنها (مُكَيَّفةُ الهواءْ)..

ويشترونها من عند بائع الأزهارْ..

لا من المكتبة...

11

كلما سألوها عن شعري، كانت تجيب:

" ملائكة الأرض والسماء.. ترضى عليه".

طبعاً.. أمي ليست ناقدة شعر موضوعية..

ولكنها عاشقة. ولا موضوعية في العشق.

فيا أمي. يا حبيبتي. يا فائزة..

قولي للملائكة الذين كلَّفتهم بحراستي خمسين

عاماً، أن لا يتركوني...

لأنني أخاف أن أنام وحدي...

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
روشـان
عضو ذهبى
عضو ذهبى
روشـان


انثى عدد المساهمات : 1353
نقاط : 52395
السٌّمعَة : 5
تاريخ التسجيل : 06/11/2010
العمر : 31

كل مواضيع نزار قباني - صفحة 15 Empty
مُساهمةموضوع: لا غالبَ إلاّ الحُبّْ    كل مواضيع نزار قباني - صفحة 15 I_icon_minitimeالسبت ديسمبر 18, 2010 5:18 am

1

برغْمِ ما يثورُ في عينيَّ من زوابعٍ

ورغْمِ ما ينامُ في عينيْكِ من أحزانْ

برغْمِ عَصرٍ،

يُطْلِقُ النارَ على الجمالِ، حيثُ كانْ..

والعَدْلِ، حيثُ كانْ..

والرَأْيِ حيثُ كانْ

أقولُ: لا غالبَ إلاّ الحُبّْ

أقولُ: لا غالبَ إلاّ الحُبّْ

للمرَّةِ المليونِ..

لا غالبَ إلاّ الحُبّْ

فلا يُغَطِّينا من اليَبَاسِ،

إلاَّ شَجَرُ الحَنَانْ..

برَغْم هذا الزَمَنِ الخَرَابْْ

ويقتُلُ الكُتَّابْ...

ويُطْلِقُ النارَ على الحَمَامِ.. والورودِ..

والأعْشَابْ..

ويدفُنُ القصائدَ العصماءَ..

في مقبرة الكلابْ..

أقولُ: لا غَالبَ إلاَّ الفِكرْ

أقولُ: لا غَالبَ إلاَّ الفِكرْ

للمرّةِ المليونِ،

لا غَالبَ إلاَّ الفِكرْ

ولَنْ تموتَ الكِلْمَةُ الجميلَهْ

بأيِّ سيفٍ كانْ...

وأيِّ سجْنٍ كانْ.

وأيِّ عَصْرٍ كانْ...

3

بالرَغْم ممَّنْ حاصروا عينيْكِ..

وأحْرَقُوا الخُضْرَةَ والأشجَارْ

أقولُ: لا غالبَ إلا الوردُ..

يا حبيبتي.

والماءُ، والأزْهارْ.

برَغْم كُلِّ الجَدْب في أرواحِنا

ونَدْرَةِ الغُيُومِ والأمطارْ

ورغْمِ كُلِّ الليل في أحداقنا

لا بُدَّ أن ينتصرَ النهارْ...

4

في زَمَنٍ تَحوَّلّ القلبُ بهِ

إلى إناءٍ من خَشَبْ..

وأصبحَ الشِعْرُ بهِ،

في زَمَنِ اللاّعشْقِ.. واللاّحُلْمِ.. واللاّبحرِ..

أقولُ: لا غَالبَ إلاَّ النَهدْ..

أقولُ: لا غَالبَ إلاَّ النَهدْ..

للمرَّةِ المليونِ،

لا غَالبَ إلاَّ النَهدْ..

وبَعْدَ عصْرِ النَفْطِ، والمَازُوتْ

لا بُدَّ أن ينتصرَ الذَهَبْ...

5

برَغْمِ هذا الزَمَنِ الغارقِ في الشُذُوذِ.

والحَشِيشِ..

والإدْمَانْ..

برَغْم عَصْرٍ يكرهُ التمثالَ، واللوحةَ،

والعُطُورَ..

برَغْمِ هذا الزَمَنِ الهاربِ..

إلى عبادةِ الشَيْطَانْ..

برغمِ مَنْ قد سَرَقُوا أعمارنا

وانْتَشلُوا من جيبنا الأوطانْ

برَغْم ألفِ مُخْبِرٍ مُحْتَرِفٍ

صمَّمَهُ مهندسُ البيت مع الجُدرانْ

برغم آلاف التقارير التي

يكتُبها الجُرذانُ للجُرْذَانْ

أقولُ: لا غَالبَ إلاَّ الشًَّعبْ

أقولُ: لا غَالبَ إلاَّ الشَّعبْ

للمرّةِ المليونِ،

لا غالبَ إلاّ الشّعبْ.

فَهْوَ الذي يُقدِّرُ الأقدارْ

وهو العليمُ، الواحدُ، القهَّارْ...

برغم آلاف التقارير التي

يكتُبها الجُرذانُ للجُرْذَانْ

أقولُ: لا غَالبَ إلاَّ الشًَّعبْ

أقولُ: لا غَالبَ إلاَّ الشَّعبْ

للمرّةِ المليونِ،

لا غالبَ إلاّ الشّعبْ.

فَهْوَ الذي يُقدِّرُ الأقدارْ

وهو العليمُ، الواحدُ، القهَّارْ...

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
روشـان
عضو ذهبى
عضو ذهبى
روشـان


انثى عدد المساهمات : 1353
نقاط : 52395
السٌّمعَة : 5
تاريخ التسجيل : 06/11/2010
العمر : 31

كل مواضيع نزار قباني - صفحة 15 Empty
مُساهمةموضوع: خمسةُ نُصُوصٍ عن الحُبّ    كل مواضيع نزار قباني - صفحة 15 I_icon_minitimeالسبت ديسمبر 18, 2010 5:19 am

1

حَدَثٌ تاريخيٌّ من أحداث الكون،

وعُرسٌ للأزهارِ وللأعشابْ.

وحْيٌ ينزِلُ.. أو لا ينزِلُ..

طِفْلٌ يُولَدُ.. أو لا يُولَدُ..

بَرْقٌ يَلْمَعُ.. أو لا يَلْمَعُ..

قَمَرٌ يطلعُ أو لا يطلعُ..

من بين الأهدابْ.

2

نصٌ مِسْماريٌ،

فِينيقيٌ،

سِرْيانيٌ،

فِرْعونيٌ،

هِنْدوكيٌ،

نَصٌ لم يُكتَبْ في أيِّ كِتَابْ.

3

حُبُّكِ..

وقْتٌ بين السّلْمِ، وبين الحَرْبِ

أسْوأُ من حَرْبِ الأعصابْ.

حُبُّكِ.. سردابٌ سِحْريٌّ

فيه ملايينُ الأبوابْ.

فإذا ما أفْتَحُ باباً..

يُغْلَقُ بابْ..

يهطُلُ من شفتيَّ الشَهْدُ،

وإذا غَازَلتُكِ يوماً، يا سَيِّدتي

يقتُلُني الأَعرابْ...

5

حُبُّكِ.. يطرحُ ألفَ سؤالٍ

ليس لها في الشِعْرِ.. جَوَابْ.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
روشـان
عضو ذهبى
عضو ذهبى
روشـان


انثى عدد المساهمات : 1353
نقاط : 52395
السٌّمعَة : 5
تاريخ التسجيل : 06/11/2010
العمر : 31

كل مواضيع نزار قباني - صفحة 15 Empty
مُساهمةموضوع: أنا أنثى    كل مواضيع نزار قباني - صفحة 15 I_icon_minitimeالسبت ديسمبر 18, 2010 5:20 am

اليوميات

(2)

أنا أنثى ..

أنا أنثى

نهار أتيت للدنيا

وجدتُ قرار إعدامي ..

ولم أرَ بابَ محكمتي

ولم أرَ وجهَ حُكّامي

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
روشـان
عضو ذهبى
عضو ذهبى
روشـان


انثى عدد المساهمات : 1353
نقاط : 52395
السٌّمعَة : 5
تاريخ التسجيل : 06/11/2010
العمر : 31

كل مواضيع نزار قباني - صفحة 15 Empty
مُساهمةموضوع: هل هذه علامة؟    كل مواضيع نزار قباني - صفحة 15 I_icon_minitimeالسبت ديسمبر 18, 2010 5:22 am

لم أتأكد بعدُ، يا سيدتي، من أنت..

هل أنتِ أنثايَ التي انتظرتها؟

أم دمية قتلتُ فيها الوقت

لم أتأكد بعدُ، يا سيدتي

فأنت في فكري إذا فكرت..

وأنت في دفاتري الزرقاء..

إن كتبت..

وأنت في حقيبتي..

إذا أنا سافرت

وأنتِ في تأشيرة الدخولِ،

في ابتسامة المضيفة الخضراءِ،

في الغيم الذي يلتفُّ كالذراع..

حولَ الطائرة

وأنت في المطاعمِ التي تقدم النبيذَ،

والجبنَ بباريسَ، وفي أقبية المترو التي

يفوحُ منها الحبُّ، و (الغولوَاز)..

في أشعار (فرلين) التي تباعُ

عند الضفة اليسرى من (السينِ)

وفي أشعار (بودليرَ) التي تدخلُ

مثل خنجرٍ مفضضٍ.. في الخاصرة..

وأنت في لندن، تلبسينني

ككنزةٍ صوفيةٍ عليك إن بردت

وأنتِ في مدريدَ،

في استوكهولمَ،

في هونكونغَ،

عند سدِّ الصينٍ،

ألقاكِ أمامي حيثما التفتّ..

في مطعم الفندق، في مشربهِ..

أراكِ في كأسي إذا شربت

أراكِ في حزني إذا حزنت

أريد أن أعرف يا سيدتي

هل هذه علامة بأنني أحببت؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
روشـان
عضو ذهبى
عضو ذهبى
روشـان


انثى عدد المساهمات : 1353
نقاط : 52395
السٌّمعَة : 5
تاريخ التسجيل : 06/11/2010
العمر : 31

كل مواضيع نزار قباني - صفحة 15 Empty
مُساهمةموضوع: ألا تجلسينَ قليلاً؟    كل مواضيع نزار قباني - صفحة 15 I_icon_minitimeالسبت ديسمبر 18, 2010 5:24 am

ألا تجلسينَ قليلاً

ألا تجلسين؟

فإن القضية أكبرَ منكِ.. وأكبرَ مني..

كما تعلمين..

وما كان بيني وبينكِ..

لم يكُ نقشاً على وجه ماء

ولكنه كان شيئاً كبيراً كبيراً..

كهذي السماء

فكيف بلحظةِ ضعفٍ

نريد اغتيالَ السماء؟..

ألا تجلسين لخمس دقائقَ أخرى؟

ففي القلب شيءٌ كثير..

وحزنٌ كثيرٌ..

وليس من السهل قتلُ العواطف في لحظات

وإلقاءُ حبكِ في سلةِ المهملات..

فإن تراثاً من الحبِ.. والشعرِ.. والحزن..

والخبز.. والملحِ.. والتبغ.. والذكريات

يحاصرنا من جميع الجهات

فليتكِ تفتكرينَ قليلاً بما تفعلين

فإن القضيةَ..

أكبرُ منكِ.. وأكبرُ مني..

كما تعلمين..

ولكنني أشعر الآن أن التشنج ليس علاجاً

لما نحن فيهِ..

وأن الحمامةَ ليست طريقَ اليقين

وأن الشؤون الصغيرة بيني وبينكِ..

ليست تموتُ بتلك السهوله

وأن المشاعرَ لا تتبدلُ مثل الثياب الجميلهْ..

أنا لا أحاولُ تغييرَ رأيكِ..

إن القرارَ قرارُكِ طبعاً..

ولكنني أشعر الآن أن جذورك تمتد في القلبِ،

ذاتَ الشمالِ ، وذات اليمين..

فكيف نفكُّ حصارَ العصافير، والبحرِ،

والصيفِ، والياسمينْ..

وكيف نقصُّ بثانيتين؟

شريطاً غزلناه في عشرات السنين..

- سأسكب كأساً لنفسي..

- وأنتِ؟

تذكرتُ أنكِ لا تشربين..

أنا لست ضد رحيلكِ.. لكن..

أفكر أن السماء ملبدةٌ بالغيوم..

وأخشى عليكِ سقوطَ المطر

فماذا يضيركِ لو تجلسين؟

لحين انقطاع المطرْ..

وما يضيركِ؟

لو تضعينَ قليلاً منَ الكحل فوق جفونكِ..

أنتِ بكيتِ كثيراً..

ومازال وجهكِ رغم اختلاط دموعك بالكحل

مثلَ القمرْ..

أنا لست ضدّ رحيلكِ..

لكنْ..

لديَّ اقتراح بأن نقرأ الآن شيئاً من الشعرِ.

علَّ قليلاً من الشعرِ يكسرُ هذا الضجرْ..

... تقولينَ إنكِ لا تعجبين بشعري!!

سأقبل هذا التحدي الجديدْ..

بكل برودٍ.. وكل صفاء

وأذكرُ..

كم كنتِ تحتفلينَ بشعري..

وتحتضنينَ حروفي صباحَ مساءْ..

وأضحكُ..

من نزواتِ النساء..

فليتكِ سيدتي تجلسين

فإن القضية أكبر منكِ .. وأكبرُ مني..

كما تعلمين..

أما زلتِ غضبى؟

إذن سامحيني..

فأنتِ حبيبةُ قلبي على أي حال..

سأفرضً أني تصرفتُ مثل جميع الرجال

ببعض الخشونهْ..

وبعض الغرورْ..

فهل ذاك يكفي لقطع جميع الجسورْ؟

وإحراقِ كل الشجر..

أنا لا أحاول ردَّ القضاء وردَّ القدر..

ولكنني أشعر الآنَ..

أن اقتلاعكِ من عَصَب القلب صعبٌ..

وإعدام حبكِ صعبٌ..

وعشقكِ صعبٌ

وكرهكِ صعبٌ..

وقتلكِ حلمٌ بعيد المنالْ..

فلا تعلني الحربَ..

إن الجميلاتِ لا تحترفن القتالْ..

ولا تطلقي النارَ ذات اليمين،

وذاتَ الشمال..

ففي آخر الأمرِ..

لا تستطيعي اغتيالَ جميع الرجالْ..

لا تستطيعي اغتيالَ جميع الرجالْ..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
روشـان
عضو ذهبى
عضو ذهبى
روشـان


انثى عدد المساهمات : 1353
نقاط : 52395
السٌّمعَة : 5
تاريخ التسجيل : 06/11/2010
العمر : 31

كل مواضيع نزار قباني - صفحة 15 Empty
مُساهمةموضوع: كتابُ يَدَيْكِ    كل مواضيع نزار قباني - صفحة 15 I_icon_minitimeالسبت ديسمبر 18, 2010 5:25 am

1

ففيهِ قصائدُ مطليّةٌ بالذَهَبْ

وفيه نُصُوصٌ مُطَعَّمةٌ بخيوط القَصَبْ.

وفيهِ مجالسُ شِعْرٍ

وفيه جداولُ خمرٍ

وفيه غناءٌ

وفيهِ طَرَبْ.

يَدَاكِ سريرٌ من الريشِ..

أغْفُو عليهِ،

إذا ما اعتراني التَعَبْ

يَدَاكِ..

هُمَا الشِعْرُ، شكلاً ومَعْنَىً

ولولا يداكِ..

لما كانَ شِعْرٌ

ولا كانَ نَثْرٌ

ولا كانَ شيءٌ يُسمَّى أَدَبْ.

2

كتابٌ صغيرٌ.. صغيرْ..

فمنه تعلَّمتُ،

كيفَ النُحَاسُ الدمشقيُّ يُطْرَقُ

كيفَ تُحاكُ خُيُوطُ الحريرْ.

ومنه تَعَلَّمتُ،

كيف الأصابعُ تكتُبُ شِعْراً

وأنَّ حُقُولاً من القطنِ

يمكنُها أن تطيرْ..

3

كتابُ يديكِ، كتابٌ ثمينْ

يُذكّرني بكتاب (الأغاني)،

و (مجنونِ إلْزا)،

وبابلو نيرُودا،

ومَنْ أشعلوا في الكواكبِ

نارَ الحنينْ..

كتابُ يَدَيْكِ..

يُشابِهُ أزهارَ أمي

فأوَّلُ سَطْرٍ من الياسمينْ.

وآخرُ سَطرٍ من الياسَمينْ.

يّدّاكِ..

كتابُ التصوُّفِ، والكَشْفِ،

والرقْصِ في حلقاتِ الدراويشِ

والحالمينْ..

إذا ما جلستُ لأقرأ فيهِ

أُصَلِّي على سّيِّدِ المُرْسَلينْْ...

4

كتابُ يديكِ

طريقٌ إلى اللهِ،

يمشي عليه الألوفُ من المؤمنينْ

وبرقٌ يُضيءُ السَمَاءَ

كتابُ يَدَيكِ، كتابُ أُصُولٍ

وفِقْهٍ.. ودينْ

تخرَّجْتُ منهُ إمَامَاً

وعُمْري ثلاثُ سنينْ...

5

كِتابُ يَدَيكِ

يوزِّعُ خُبْزَ الثقافةِ كلَّ نهارٍ

على الجائعينْ..

ويُعطي دُروسَ المحبَّة للعاشقينْ

ويلْمَعُ كالنجم، في عُتْمة الضائعينْ

وكنتُ أنا ضائعاً، مثلَ غيري

فأدركتُ نُورَ اليقينْ.

حديثُ يديكِ،

خلالَ العَشَاءْ

يُغيّرُ طَعْمَ النبيذِ،

وشَكْلَ الأواني.

أحاولُ فَهْمَ حوارِ يَدَيْكِ

ولا زلتُ أبحثُ عمَّا وراءَ المعاني

فإصبَعَةٌ تستثيرُ خيالي

وأُخْرَى تُزَلْزِلُ كُلَّ كياني.

حَمَامٌ

فمن أينَ هذا الحَمَامُ أتاني؟

و (موزارتُ) يصحُو.. ويرقُدُ

فوقَ مفاتيح هذا البِيَانِ

ويغسِلُني بحليبِ النُجُومِ

وينقُلُني من حدود المَكَانِ.

7

لماذا أَُضِيعُ

أمامَ يديكِ اتِّزاني؟

إذا ما لعبتِ بزَرِّ قميصي

تحوّلْتُ فوراً،

إلى غيمةٍ من دُخَانِ...

فمن أينَ هذا الحَمَامُ أتاني؟

و (موزارتُ) يصحُو.. ويرقُدُ

فوقَ مفاتيح هذا البِيَانِ

ويغسِلُني بحليبِ النُجُومِ

وينقُلُني من حدود المَكَانِ.

7

لماذا أَُضِيعُ

أمامَ يديكِ اتِّزاني؟

إذا ما لعبتِ بزَرِّ قميصي

تحوّلْتُ فوراً،

إلى غيمةٍ من دُخَانِ...

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
روشـان
عضو ذهبى
عضو ذهبى
روشـان


انثى عدد المساهمات : 1353
نقاط : 52395
السٌّمعَة : 5
تاريخ التسجيل : 06/11/2010
العمر : 31

كل مواضيع نزار قباني - صفحة 15 Empty
مُساهمةموضوع: حبيبتي تقرأُ أعمالَ فرويْد    كل مواضيع نزار قباني - صفحة 15 I_icon_minitimeالسبت ديسمبر 18, 2010 5:27 am

1

يا امرأةً، طباعُها أشبَهُ بالفُصُولْ

فَثَمَّ نَهْدٌ صامتٌ

وثَمَّ نَهْدٌ يقرعُ الطبولْ..

ومرةً،

حدائقٌ مفتوحَةٌ

ومرةً،

عواصفٌ مَجْنُونَةٌ

ومرةً، سُيُولْ..

فكلّما أشرقتِ الشمسُ على نوافذي

بكى على شَراشِفي أيْلُولْ.

نسيتُ تاريخي، وجُغْرافيَّتي

فلا أنا على خُطوط العَرضْ

ولا أنا على خُطُوط الطُولْ.

2

ومن مَرَاياها

ومن شرايين يدي..

فهل أنا.؟

عن ضَجَر العالم، يا سيّدتي،

مسؤُولْ؟

ماذا جرى؟

ماذا جرى؟

صوتُكِ لا مَعْقولْ

تَجَمُّعُ الأمطار في عينيْكِ..

لا مَعْقُولْ..

يا امرأةً تحملُ حَتْفي بين عَيْنَيْها

وترميني من المجهولِ للمجهولْ

توقَّفي.. عن المرور في دمي، كطَلْقَةٍ

فإنّني أعرفُ منذُ البَدْءِ،

أنّني مقتُولْ..

3

دوَّخني حُبُّكِ، يا سَيِّدتي

فمرة، أدخُلُ من بوَّابة الخُروجْ

سفينةٌ أنتِ.. بلا بُوصِلَةٍ

أو ساعة الوُصُولْ..

يا امرأةً.. تجهلُ أين نَهْدُها؟

تجهلُ أينَ عِقْْدُها؟

تجهلُ أينَ مِشْطُها؟

تجهل أين عَقْلُها؟

وتجهل الفاعِلَ والمفعولْ..

4

يا امرأةً..

تريدُني، بشَهْوة الأُنثى، ولا تريدُني

يا امرأةً تمارسُ الحبَّ معي

من غير أن تلمسَني

تحملُ منّي عَشْرَ مَرَّاتٍ..

ثم تقولُ:

إَّنها بَتُولْ!!

وتشتهيني ليلةً واحدةً

ثُمَّ يموتُ، بعدَها، الفُضُولْ.

يا امرأةً..

تصهَلُ مثلَ مُهْرَةٍ جميلةٍ

وبَعْدَها،

تَمَلُّ من صهيلها الخُيُولْ

يا امرأةً..

تقتلني، من غير أن تقتلَني

فليتني أدري من القاتلُ، يا سيدتي

ومَن هُوَ المقتولْ؟

تصهَلُ مثلَ مُهْرَةٍ جميلةٍ

وبَعْدَها،

تَمَلُّ من صهيلها الخُيُولْ

يا امرأةً..

تقتلني، من غير أن تقتلَني

فليتني أدري من القاتلُ، يا سيدتي

ومَن هُوَ المقتولْ؟

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
كل مواضيع نزار قباني
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 15 من اصل 19انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1 ... 9 ... 14, 15, 16, 17, 18, 19  الصفحة التالية
 مواضيع مماثلة
-
» وعدتك ان لا احبك - نزار قباني
» من روائع نزار قباني التي لم تنشر
» قوانين مواضيع المنتدى
» شكراً يا نزار
» مسابقة صاحب افضل مواضيع الاسبوعية..50 دولار كاش كل اسبوع..مسابقة مستمرة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات قلب يسوع المسيحية :: المكتبه :: قسم الادب والشعر :: القصائد و الاشعار لشعرائنا العظماء-
انتقل الى: