| كل مواضيع نزار قباني | |
|
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
روشـان عضو ذهبى
عدد المساهمات : 1353 نقاط : 53025 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 06/11/2010 العمر : 31
| موضوع: ثلاث مفاجآتٍ لامرأة رومانسية الثلاثاء ديسمبر 07, 2010 4:18 am | |
| سَتُفاجأ – سيِّدتي – لو تعلمُ أني أجهلُ ما تعريفُ الحبّْ!! وستحزن جداً.. حين ستعلمُ أن الشاعرَ ليس بعلاّمٍ للغيبْ.. أنا آخرُ رجلٍ في الدنيا يَتنبَّأُ عن أحوال القلبْ سيّدتي. إنّي حين أحبُّكِ.. لا أحتاجُ إلى (أل) التعريفْ سأكونُ غيباً لو حاولتُ، وهل شمسٌ تدخُلُ في ثقبْ لو عندكِ تعريفٌ للشِعْرِ. فعندي تعريفٌ للحُبّْ.. * ستُفاجأ سيّدتي لو تعلمُ أنّي أميٌّ جداً في علم التفسيرْ إنْ كنتُ نجحتُ كتابياً في عَمَل الحُبّ فما نَفْعُ التنظيرْ؟؟ أيصدِّقُ أحدٌ أن مليكَ العِشْقِ، وصيَّادَ الكلماتْ والديكَ الأقوى في كلّ الحَلَباتْ لا يعرفُ أينَ.. وكيفَ.. تبلّلنا أمطارُ الوجدْ ولماذا هندٌ تُدخِلُنا في زمن الشِعر.. ولا تُدْخِلُنا دعدْ.. أيصدّقُ أحدٌ أن فقيهَ الحبِّ ، ومرجعَهُ لا يُحسِنُ تفسيرَ الآياتْ.. * ستُفاجأُ سيّدتي لو تعلمُ، أني لا أهتمُّ بتحصيل الدرَجَاتْ وبأني رجلٌ لا يُرْعبُهُ تكرارُ السَنَواتْ وتُفاجأُ أكثرَ.. حين ستعلمُ أني رغْمَ الشيب.. ورغْمَ الخبرةِ.. لم أتخرَّجْ من جامعة الحُبّْ.. إني تلميذٌ سيّدتي.. إني تلميذُكِ سيّدتي.. وسأبقى – حتى يأذَنَ ربّي – طالبَ علمْ وسأبقى دوماً عصفوراً.. يتعلَّمُ في مدرسة الحلم | |
|
| |
روشـان عضو ذهبى
عدد المساهمات : 1353 نقاط : 53025 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 06/11/2010 العمر : 31
| موضوع: 5 دقائق الثلاثاء ديسمبر 07, 2010 4:21 am | |
| إجلسي خَمْسَ دقائقْ لا يريدُُ الشِعْرُ كي يسقطَ كالدرويشِ في الغيبوبة الكبرى سوى خَمْسِ دقائقْ.. لا يريدُ الشعرُ كي يثقبَ لحمَ الورقِ العاري سوى خمْسِ دقائقْ فاعشقيني لدقائقْ.. واخْتَفِي عن ناظري بعد دقائقْ لستُ أحتاجُ إلى أكثرَ من عُلْبَة كبريتٍ لإشعالِ ملايين الحرائقْ إن أقوى قِصَصِ الحبّ التي أعرفُها لم تدُمْ أكثرَ من خمس دقائقْ... | |
|
| |
روشـان عضو ذهبى
عدد المساهمات : 1353 نقاط : 53025 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 06/11/2010 العمر : 31
| موضوع: الرجل المعدني الثلاثاء ديسمبر 07, 2010 4:23 am | |
| شَفَتَاكَ من حَجَرٍ.. وصوتُك من حَجَرْ ويداكَ آنيتانِ من عصر الحَجرْ.. وأنا على طرف السرير.. كنَخْلةٍ من ألف قرنٍ.. وهي تنتظر المَطَرْ إنْهَضْ.. فإنَّكَ حالة ميئوسةٌ إنْهَضْ.. فلا عِلْمٌ لديكَ ولا خَبَرْ.. أنْسَيْتني شكلي.. وشكْلَ أنوثتي وكسرت أغصاني.. وأَتْلَفْتَ الزَهَر إنّي أعضُّ على بياضِ شَراشِفي وأعضُّ من قهري شبابيكَ القَمَرْ يا أيُّها الرجُلُ النحاسيّْ الذي أحبَبْتُهُ خطأً.. وهذا بعضُ سخرية القَدَرْ الجِنْسُ عندكَ.. كيمياءٌ صِرْفةٌ والعشقُ عندكَ من تقاليد السَفرْ يا فاقدَ الإحساسِ.. قُلْ لي كِلْمةٌ قُلْ لي كلاماً حامضاً.. أو مالحا.. قُلْ لي كلاماً غامضاً.. أو واضحا قلْ قصةً.. قلْ طُرْفةً فأنا أموتُ من الضَجَرْ... يا أيُّها القرويّْ.. عاملني معاملةَ الشَجَرْ رُشَّ المياهَ على فمي إزْرَعْ بذوركَ في دمي.. إزْرَعْ مساماتي عصافيراً.. وعبِّئْني ثَمَرْ.. يا أيُّها البدويُّ.. إحسبْني هلالاً أو قَمَرْ إعْزِفْ على خصري.. أما شاهدتَ قبل الآن.. ناياً أو وَتَرْ؟ * يا داخلاً سوقَ النساء بناقةٍ ودجاجتينِ. أليسَ هذا من أعاجيبِ القَدَرْ؟ إنّي بقمَّةِ فِتْنَتي وتفجّري وأراكَ. لا علمٌ لديكَ ولا خَبَرْ * يا أيُّها المتخلّفُ العقليُّ.. قد أخْجَلْتَني فالناسُ قد دخلوا إلى عصر الفضاءِ وأنتَ – واأسفي عليكَ- بقيتَ في عصر الحجرْ.. | |
|
| |
روشـان عضو ذهبى
عدد المساهمات : 1353 نقاط : 53025 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 06/11/2010 العمر : 31
| موضوع: حوارٌ مع يدين أرستقراطيتين الخميس ديسمبر 09, 2010 6:48 am | |
| 1 بالرغم من نزعتي الراديكاليَّهْ وتعاطفي مع جميع الثورات الثقافية في العالمْ فإنني مضطرٌ أن أرفع قبّعتي ليديْكِ البورجوازيتيْنْ... المصنوعتين من الذَهب الخالصْ.. مُضْطَرٌ أن أعترف بنعومتها القصوى وأنوثتها القصوى.. وسلطتِهما المطلقة على الماء والنَبَاتْ والحَجَرِ والبَشَرْ.. ومضطرٌ أن أعترف بفضلهما على حضارة الإغريقْ وحضارة الفراعنَهْ وحضارة ما بين النَهْرَيْنْ. ومضطرٌ أن أعترفْ بذكائهما حين تتكلَّمانْ وبعمقهما حين تصمتان وبحضارتهما... حين تُمْسِكان إبريقَ الفضَّهْ وتسكبان الشايَ في فنجاني... يداكِ أرستقراطيتانِ.. بالوراثَهْ كما الزُرَافَةُ ممشوقةٌ بالوراثَهْ وكما البلبلُ موسيقيٌّ بالوراثَهْ وأنا... لستُ ضدُّ يديْكِ.. المرفّهتيْن.. المدلّلتيْنْ.. ولا أفكّرُ – حين أكونُ معهما- بأيِّ مشاعرَ طبقيِهْ... فأنا لا أخلطُ أبداً.. وبين ما أعتقد أنه جميلْ.. بين الأيديولوجيات التي ألمسها بذهني والأيديولوجيات التي تنقّط حليباً وعسلاً في راحة يدي... بين روعة المبادئْ وروعة يديْكِ المليستيْنْ كأواني الأوبالينْ وزجاج (غَاليهْ)... 3 يداكِ ملوكيّتانْ.. وأنا لا أعرف كيف أجلس على طاولة الملوكْ وما هي اللغةُ المستعملة في مخاطبة الملوكْ إنني لم أعشقْ في حياتي مليكةً غيرك.. ولم أتورط مع امرأةٍ.. من صاحبات الدم الأزرقِ سواكِ... فأنا واحدٌ من أفراد هذا الشعبْ قلبُهُ ينبضُ كتفّاحةٍ حمراءْ وأنفهُ يشمُ رائحةَ الأنثى بصورةٍ بدائيّهْ... فعلِّميني.. كيف أكون مهذَّباً مع يديكِ المُهذَّبتيْنْ.. علّميني كلمة السرّ التي توصل إلى كنوز يَدَيكْ وعلميني كيف أستعملُ ملاعقَ الفضّهْ وكيف أتسلّق السلالمَ العاجيَّهْ وكيف أسند رأسي.. على المخدات المصنوعة من القطيفة وريش العصافيرْ يا ذاتَ اليدينْ اللتيْن تربَّتا في العزّ والدلالْ علميني ماذا أقول لحَرَسِكْ؟ حتى يسمحوا لي بالدخول إلى قاعة العرشْ لأقدِّمَ ولائي لأصابعكِ الخرافية التكوين وأتلو صلواتي أمام أغلى شمعدانين من الفضّهْ في تاريخ الكنائس البيزنطيَّهْ.... 4 يداكِ مثقَّفتانِ كثيراً.. وأُستاذتانِ في علم الجمالْ وأذاكرُ جميعَ دروسي وأدخلُ جميعَ امتحاناتي وأنالُ جميعَ شهاداتي برعايتهما، وحنانهما، ودَعَواتهما الصالحاتْ فيا ذاتَ اليديْن اللتينِ أدينُ لهما بكل ما أعرفْ لا تُخْبري أحداً.. أنَّ يديْكِ هما مصدرُ ثقافتي.. 5 زرتُ متاحفَ الدنيا من اللوفر، إلى المتروبوليتان، إلى البرادو ورأيتُ أروعَ الأعمال التشكيليَّهْ ولكنني لم أشاهد مَنْحُوتةً بَهَرَتْني أكثرَ من يَدَيْك... 6 يداكِ مخطوطتانِ عربيّتان نادرتانْ وكتابانِ .. ليس لهما نسخة ثانيَهْ فلا تسحبي يَدَكِ من يدي حتى لا أعودَ أُمِيّاً... يداكِ أميرتانِ من العصر الوسيطْ تركبانِ عربةً من الذَهبْ فمتى يصبح النظامُ في وطني ديمقراطياً لأتمكّن من مصافحة الأميرتينْ؟ 8 أن يَدَيْكِ تتردّدانِ على المقهى كلَّ يومْ لتركوا فناجينَ قهوتهمْ وشربُوا يَدَيْكِ... 9 يقفُ المؤمنونْ مبهورينْ... وأقفُ أمامَ كنيسة يديْكِ.. حاملاً زيتي.. وشموعي.. علّني أحظى بمفاتيح الجنّةْ... 10 وأنت تقرأينَ فنجاني فأطمئنُّ على مستقبلي.. 11 يَدَاكِ سحابتانِ ربيعيّتانْ لولاهُمَا.. لمات العالمُ عَطَشاً... 12 من فيرجيل إلى رامبو.. ومن المتنبي إلى ماياكوفسكي تبدو أمام كلام يديكِ الموهوبَتيْن وكأنَّهما مُسودَّات لقصائدَ لم تكتمِلْ.. أصابعُ موزارتْ توصلني إلى حالة انعدام الوزنْ وأصابعكْ.. تُوصلني إلى اللهْ.... 12 كلّ قصائد الشعرْ من فيرجيل إلى رامبو.. ومن المتنبي إلى ماياكوفسكي تبدو أمام كلام يديكِ الموهوبَتيْن وكأنَّهما مُسودَّات لقصائدَ لم تكتمِلْ.. 13 أصابعُ موزارتْ توصلني إلى حالة انعدام الوزنْ وأصابعكْ.. تُوصلني إلى اللهْ.... | |
|
| |
روشـان عضو ذهبى
عدد المساهمات : 1353 نقاط : 53025 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 06/11/2010 العمر : 31
| موضوع: الخروج عن النص الخميس ديسمبر 09, 2010 6:50 am | |
| 1 أرسمُ على كرَّاستي مُهْرَيْنِ صغيرينْ يلعبان على ساحل البحرْ ويرشَّان بعضهما بالماءْ واحدٌ له جناحٌ من صوف الأنغورا والثاني له جناحٌ من دانتيل فينيسيا واحدٌ يأكل العشب من مراعي القمرْ وواحد يأكل العشْب من مراعي صدري واحدٌ.. أضعُ على رأسه نقطةً حمراءْ وواحدٌ.. أتركه بلا تنقيطْ أرسمُ على كراستي مُهْرَيْن صغيرينْ واحدٌ تعوّد أن يرضع حليبَ أمه.. والثاني تعوّد أن يرضع دمي.. وأسمّيهما مجازاً (النهْدَينْ).. يكفّرني الذين لم يشاهدوا في حياتهم نهداً حقيقياً. لأنني رسمتُ على كرَّاستي حصاناً وعندما انتهيتُ من رسم الحصانْ قفز من الكرّاسة، وطارْ.. يعتبرونَ عملي بِدْعَةً وخروجاً عن النصّ.. فالنصّ سجنٌ للنساءْ النهدُ انقلابٌ أبيضْ النصّ نظام استعماريّ قديمْ النهدُ حركة ليبراليهْ.. النصّ زجاجةٌ ضيقة العُنُقْ والنهدُ سمكهْ... 3 عندما أخبرهم أنني عرفتُ في أسفاري نهوداً من جُزُر تاهيتي تنبت كأشجار جوز الهندْ ونهوداً من بساتين شط العَرَبْ تنطّ على كتف الرجل.. كضفدعةٍ نهريِّهْ ونهوداً من تايلاند تختصر رقّةَ كونفوشيوس وعنفَ ماوتسي تونغ.. ونهوداً من جنوب السودان لها رائحةُ البُنّ المحروقْ تدخُلُ في خاصرة العاشقْ ولا تخرجُ.. إلى أن يشاء اللَّهْ.. 4 يُدينني.. أرنباً يركضْ يطلقونَ النارَ على أسماكي.. وضفادعي.. وأزاهيري الاستوائيهْ.. يطلقونَ النارَ على حصاني لأنه حملكِ على ظهره ذاتَ ليلهْ ومشى سبعة أيامٍ.. وسبعَ ليالٍ حتى أوصلك بسلامة الله إلى شواطئ صدري ومشى سبعة أيامٍ.. وسبعَ ليالٍ حتى أوصلك بسلامة الله إلى شواطئ صدري | |
|
| |
روشـان عضو ذهبى
عدد المساهمات : 1353 نقاط : 53025 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 06/11/2010 العمر : 31
| موضوع: أريد أن أعيش الخميس ديسمبر 09, 2010 6:52 am | |
| ساعديني على الخروج حياً.. من متاهات الشفتين المكتنزتين.. والشعر الأسودْ إنّ معركتي معكِ ليست متكافئهْ فأنا لستُ سوى سمكةٍ صغيرهْ تسبح في حوض من النحاس السائلْ ساعديني على التقاط أنفاسي فإنَّ نَبْضي لم يعد طبيعياً ووقتي صار مرهوناً بمزاجيّة نهديْكِ فإذا ناما نمتْ.. وإذا استيقظا استيقظتْ ساعديني على التفريق بين بدايات أصابعي ونهايات عمودك الفقريّ.. ساعديني على السفر من خريطة جسدكْ فإنني أريدُ أن أعيشْ... | |
|
| |
روشـان عضو ذهبى
عدد المساهمات : 1353 نقاط : 53025 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 06/11/2010 العمر : 31
| موضوع: أشهرك في وجه البشاعة.. دفتر شِعْر الخميس ديسمبر 09, 2010 6:58 am | |
| 1 أُشْهِرُكِ في وجه العالم سيفاً من الياسمين.. وأُعلنُ انتصاري.. أُشْهِرُكِ في وجه الكافرينَ، كتاباً مقدّساً وفي وجه الأميينَ، قصيدهْ.. وفي وجه البداوةِ، مملكةً من الرخَامْ.. أرمي جوازَ سفري في البحرْ.. وأُسمّيكِ وطني.. أرمي جميعَ معاجمي في النارْ وأسمّيكِ لُغَتي.. وأغتالُ جميعَ ملوكِ الطوائفْ وأُسمّيكِ مليكتي.. 2 أُشهِرُكِ في وجه تَمُّوزَ وعداً بالمَطَرْ وفي وجه العَصَافيرِ.. وعداً بالشَجَرْ وفي وجه النوارس.. وعداً باللون الأزرقْ وأرافقُ الأطفالَ في رحلةٍ مدرسيةٍ حولَ نهديكِ.. ليلعبوا بكُرات الثلج.. ويصطادوا البطَّ المائيّْ ويُشاهدوا – على الطبيعة- كُرويّةَ الأرضْ... أُشْهِرُكِ في وجه الصحراء نَخْلَهْ... وفي وجه الجَفَاف، سُنْبُلَةَ قمح وفي وجه الظلام، شمعداناً من الذَهَبْ وفي وجه الجائعينَ، رغيفَ خُبْزْ وفي وجه المسْتَعْبَدِينْ رايةَ حُرّيةْ.. أُشْهِرُكِ في وجه البشاعَةْ حمامةً بيضاءْ ونافورةَ ماءٍ.. وكتابَ شعرْ 4 أغنيَهْ.. وفي وجه النفط العربيّْ قارورةَ عطرْ وفي وجه الموت العربيّْ بشارةَ ولادَهْ... 5 أعلنُ أمامَ أكَلَة لحوم النساءْ فيرمونَ أضراسهُمْ في البحرْ ويقلعونَ أظافرهُمُ ويغسلونَ الدمَ عن ثيابهمْ ويدخلون عصر النهضةْ... ويقلعونَ أظافرهُمُ ويغسلونَ الدمَ عن ثيابهمْ ويدخلون عصر النهضةْ... | |
|
| |
روشـان عضو ذهبى
عدد المساهمات : 1353 نقاط : 53025 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 06/11/2010 العمر : 31
| موضوع: الطيران فوق سطح العالم الخميس ديسمبر 09, 2010 7:00 am | |
| قرّرتُ نهائياً.. أن أتفرَّغ لكِ.. فليس هناك قضيةٌ تستحق أن يموتَ الإنسان من أجلها إلا حبُّكِ.. ولا محطةٌ تستحقّ الوقوف فيها إلا محطة شَعْرك الليليّْ وليس هناك أيديولوجية متكاملة أكثرَ إقناعاً من تقاطيع وجهكْ.. وليس هناك مكانٌ للانتحار أعلى من ذروة نهديْكِ.. لقد جرّبتُ كلَّ الأعمال اليدويَّهْ من رَسْمٍ على الزجاج.. وحفرٍ على الخَشَبْ واستنفدتُ جميعَ امكانيات الصلصال والسيراميكْ فلم أكتشف آنيةً خزفيّةً أكثرَ تناسقاً من جسدكْ وأصغيتُ إلى عَشَرات التنويعات على البيانو فلم أستمع إلى معزوفةٍ أحسنَ تأليفاً من أصابعكْ... 3 أن أتخلى عن جواز سفري وأصبحَ واحداً من رعاياكِ. قرّرتُ نهائياً.. أن أتعلَّق بأية سحابةٍ هاربةٍ مع أطفالها باتجاه البحرْ فلم يَعُدْ لي وطنٌ أَلتجئ إليهِ.. سوى سواحل يَدَيْكِ.. أنتِ الوطنُ الأخيرُ الباقي على خريطة الحريّهْ أنتِ الوطنُ الأخير الذي أطعمني من جوعٍ.. وآمنني من خوفْ.. وكلُّ الأوطان الأخرى.. أوطانٌ كاريكاتوريّهْ كرسوم والت ديزني.. أو بوليسية... كمؤلفات آغاتا كريستي.. أنتِ آخرُ سنْبُلَهْ.. وآخرُ قَمَرْ.. وآخرُ حمامَهْ.. وآخرُ غمامَهْ وآخرُ مركبٍ أتعلَّقُ به.. قبل وصول التَتَارْ.... * أنتِ آخرُ وردةٍ أشُمُّها قبل أن ينتهي زمنُ الوردْ.. وآخرُ كتابٍ أقرؤه.. قبل أن تحترقَ كلُّ المكتباتْ وآخرُ كلمةٍ أكتُبُها قبل أن يأتي زُوَّارُ الفجرْ وآخرُ عَلاقةٍ أُقيمها مع امرأَهْ قبلَ أن تصبحَ الأنوثَهْ كلمةً نفتش عنها بالعَدَسات المكبِّرَهْ في المعاجم والموسوعاتْ.... 4 قرّرتُ أن أذهبَ معكِ.. وآخرِ نقطةٍ من دمي... إنني مشتاقٌ إلى الجُزُرِ التي لا تتعاملُ مع الوقتْ ولا تقرأ الجرائدَ اليوميَّهْ لم يَعُدْ عندي أيُّ مَتَاعٍ يُؤسَفُ عليه... فلحمي.. أكلته الأسماكُ بين بيروت ولارنكا ووطني.. نَشَلُوهُ من جيبي قبل أن أصعد إلى ظهر السفينهْ... وتذكرة هويتي... عليها صورةُ رجلٍ آخَرْ.. كان يُشْبِهُني قبلَ خمسينَ عاماً.. ماذا تنتظرينَ كي تَفْتَحي قلوعَ شعرك الأسودْ؟؟ إن رائحةَ الملح والتُوتياءِ في الميناءْ تخترقُني كسيفٍ معدنيّْ فلماذا لا تفتحينَ واحداً من شرايينكِ لإيوائي؟ أنا الذي فتحتُ جميعَ شراييني.. لاستقبالِكْ... 5 لم يَعُدْ عندي أسئلةٌ أطرحُها فأنتِ والبحرُ.. لم يعد عندي ارتباطاتٌ بأيِّ حَجَرْ... أو بأية شجرهْ أو بأية رائحهْ.. أو بأية خزانة ملابسْ.. فكلُّ ما تبقى لي.. هو سروالُ الجينز الأزرق الذي ألبسه. والذي كان رفيقَ تسكّعي.. ورفيقَ السَفَرِ.. والمنفى، والمقاهي، والقطاراتِ، وبواخرِ الشحن، والدُّوار، والليل، والبراندي، والجنس، والصراخِ العصبيِّ في دهاليز الجنونْ. كلُّ ما تبقى لي... هو هذا الجينزُ التاريخيّْ.. المغطَّى بالطَعَناتِ.. وفُتَات الخبز.. وفُتات الجِنْسِ.. وفُتَات صرخاتي ودموعي.. والذي صارَ المتحفَ القومي لمشاعري.. والمفكّرةَ التي أسجّلُ عليها مواعيدَ الإقلاع.. والرسو.. ومواعيدَ الغيبوبة والكحولْ وصارَ، بعد سقوط كلِّ الأوطان.. وَطَني... 6 لن أعود إلى حماقاتي السابقَهْ.. ولن أسألكِ إلى أينْ؟ إن الجغرافيا لم تعد عندي ذاتَ موضوعْ العالمْ. والمسافةُ بين ولادتي وموتي تُحسب بالسنتيمراتْ. لن أسألك إلى أينْ؟ المهمّ.. أن تنتزعيني من ذاكرتي ومن أوراق الرزنامة العربية.. وترميني على ظهر سفينةٍ لا ترفعُ عَلَمَ أي دولَهْ.... فأنا لم أعُدْ مكترثاً بالممالك.. ولا بالجمهورياتْ.. إن زجاجة البراندي.. هي الجمهوريةُ الأكثرُ عدلاً وأماناً في التاريخ.. فاغسلي قَدَميكِ بمائها المقدَّسْ فهذه فرصتُنا الوحيدَهْ.. للطيران فوق سطح العالَمْ.... إن زجاجة البراندي.. هي الجمهوريةُ الأكثرُ عدلاً وأماناً في التاريخ.. فاغسلي قَدَميكِ بمائها المقدَّسْ فهذه فرصتُنا الوحيدَهْ.. للطيران فوق سطح العالَمْ.... | |
|
| |
روشـان عضو ذهبى
عدد المساهمات : 1353 نقاط : 53025 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 06/11/2010 العمر : 31
| موضوع: درسٌ في اللغة لتلميذة مبتدئة الخميس ديسمبر 09, 2010 7:05 am | |
| 1 خُذي كلَّ شيءٍ تريدينَهْ.. واتركي لي لُغتي.. فأنا بحاجةٍ حين تكونينَ معي إلى لغةٍ جديدةٍ أُحبُّكِ بها.. وأُمشِّطُ شعرَكِ بها.. وأغسلُ أقدامَكِ بها.. وأُغطّيكِ بحنان حروفِها، عندما تنامينْ.. 2 إنني أعرفُ أنّكِ من أقدم اللُغاتْ ومن أخْصَب اللُغاتْ ومن أصعب اللغاتْ ولكنني بحاجةٍ حين تكونينَ معي أن أصنعَ معجزةً صغيرَهْ أتحدَّى بها نَهْدَيْكِ الرافِضَينِ لكلِّ شيءْ.. والقادرينِ على كلِّ شيءْ بحاجةٍ إلى لغةٍ ثانيَهْ.. أتفوَّق فيها على جسدك الخرافيّْ.. وأرفعُ فيها بيارقي على أبراجك التي لا تغيب عنها الشمسْ... 3 بلا لُغَتي.. أنتِ امرأةٌ مثل باقي النساءْ وبها، أنتِ كلُّ النساءْ بلا لُغتي.. أنتِ إشاعةُ امرأَهْ.. قُصاصةُ امرأهْ.. مشروعُ امرأه.. رَسْمٌ تجريديٌ لم يستوعبه أَحَدْ.. ومخطوطةٌ شِعْرِيّةٌ كُتِبتْ بحبرٍ سريّ ولم ينتبه إليها الناشرونْ... 4 بلا لغتي.. أنتِ إسْوَارةٌ بلا مِعْصَمْ وملكةٌ بلا شعبْ ووطنٌ بلا مواطنينْ.. وكنيسةٌ بلا مصلّينْ.. وقصيدةٌ جميلةٌ لم يقرأها أَحَدْ وها أنذا جئتُ لكي أعلّم الناسْ كيفَ يَتَهجُّونَكِ... 5 بلا لُغتي.. أنتِ فراشةٌ من حَجَرْ لا تحطُّ .. ولا تطيرْ وبيدرٌ لا تهاجمه العصافيرْ وجزيرةٌ لا تقصدها المراكبْ وشفةٌ مكتظّةٌ بالعنبْ لكنَّها.. لا تعرفُ طعْمَ النبيذْ... 6 بلا لُغتي.. لن تجدي مرآةً تتمرّينَ بها.. ولن تجدي مكحلةً تتكحَّلين بها.. ولن تجدي حَلَقاً تضعينَه في أُذُنَيْكِ.. أصفى من دموعي.. فكلماتي هي مراياكِ ومفرداتي هي أدواتُ زينتِكْ فخذي كلَّ شيء تريدينهْ.. واتركي لي لغتي.. فهي صولجانُ مجدكْ وإكليلُ الغار على جبينكْ وهي العصفورُ الجميل الذي سيحملك على جناحيهْ ويطير بك حول الكرة الأرضيَّهْ. 7 بلا لغتي.. أنتِ كتابٌ لا يزالُ تحت الطبعْ وقبلةٌ مؤجَّلةُ التنفيذْ وصلصالٌ لم يتشكَّلْ بعدْ.. ووردةٌ لم تكتشف عطرها بعدْ.. ونهدٌ .. لم يعرف ما اسمُهُ بعدْ.. فهو ينتظرني حتى أسمّيهْ.. 8 خُذي كلَّ شيء تريدينَهْ واتركي لي لغتي.. فهي الورقةُ الوحيدةُ التي بقيتْ في يدي.. والحصانُ الأخيرُ الذي أقامرُ عليهْ.. لقد ربحتِ حتى الآن عَشَراتِ الجولاتْ.. وهزمتِني عشرات المرّاتْ.. في معركة الحبّ.. فاسمحي لي أن أنتصرَ عليكِ ولو لمرةٍ واحدةْ.. في معركة الكلماتْ.. | |
|
| |
روشـان عضو ذهبى
عدد المساهمات : 1353 نقاط : 53025 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 06/11/2010 العمر : 31
| موضوع: الموت الأخير الخميس ديسمبر 09, 2010 7:09 am | |
| هذا هو الحدُّ الأقصى لجُنُوني ولم أعُدْ أقدر أن أحِبّكِ أكثرْ.. هذا هو المدى الأخيرُ لذراعيّْ ولم أعُدْ أستطيعُ أن أضُمَّكِ أكثرْ.. هذه أعلى نقطة يمكنني الوصول إليها على جبال نهديكِ.. المتوّجين بالثلج والذَهَبْ.. ولم يَعُدْ بوسعي أن أتسلَّق أكثرْ.. هذه آخرُ معركةٍ أدخلها.. للوصول إلى نوافير الماء في غرناطهْ ولم يعد بوسعي أن أقاتلَ أكثرْ.. هذا آخرُ موتٍ.. أموتُه مع امرأهْ ومن أجل امرأهْ.. ولم يَعُدْ يمكنني أن أموتَ أكثَرْ.. | |
|
| |
روشـان عضو ذهبى
عدد المساهمات : 1353 نقاط : 53025 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 06/11/2010 العمر : 31
| موضوع: من ملفّات محاكم التفتيش الخميس ديسمبر 09, 2010 7:14 am | |
| يطالبُني حكماءُ القبيلَهْ أن أتركَ أشعاري على باب خَيْمتِكْ وأدخلَ عليكِ، مجرّداً من السلاحْ ماذا يبقى مني؟ إذا نزلتُ عن فَرَس العشقْ ورهنتُ راياتي وأوسمتي ومعطفَ الكلمات الجميلَهْ الذي كنتُ أختالُ به كفهدٍ إفريقيٍ مرقّطْ.. يطالبني عقلاءُ القبيلَهْ حتى لا تشتعلَ الفتنَهْ وحتى لا يتقاتلَ الرجالُ مع الرجالْ من أجل حَفْنةِ كُحْلْ.. وحتى لا يسيلَ دمُ التاريخ من أجل غزالَهْ أن أفكّ ارتباطي بعينيكِ السوداوينْ وأحتكمَ إلى العقلْ.. ماذا يبقى من وطن الكحلْ؟ الذي أعطاني جنسيّتي، وجوازَ سفري إذا قبلتُ التحكيمْ وخرجتُ من عينيكِ السوداوينْ تلبيةً لمقتضيات الأمن البدويِّ.... 3 باسم الوصايا العشْرِ التي لم أقرأها وباسم دولة الذكور التي لا أعترف بها وباسم المؤلفات التي ألَّفها الجرادُ الصحراويّ وباسم شجرة العائلة التي كسرتُها.. وتدفأتُ على حطبها أن أتركَ عشقي لكِ في غمدهْ.. وأتخلى عن أجمل سيفٍ من الذَهَبْ اقتنيتُهُ في حياتي... 4 يحاكمني على حبّي بكِ.. العشقْ ولم يسمعوا بـ (طَوْق الحمامة) لابن حَزْمْ.. وبـ (فنّ الحب) لأوفيد ويطالبُ برأسي.. مثقفونَ يمارسون الحبَّ مع ذباب المقاهي ولُوطيُّونْ.. لم يتشرفوا بالوقوف في حضرة امرأهْ أو بالسباحة في صوت امرأهْ.. 5 ينصحني شعراءُ القبيلَهْ الذين رفضت الأميرةُ قصائدَهُمْ لأنهم لم يفهموا لُعْبَة الأنوثَهْ ولا لُعْبَةَ الشِعرْ.. وتلعثموا حين سألَتْهُمْ: عن الفرق بين إيقاعات البحر الطويلْ وإيقاعات شعرها الطويلْ وعن الفرق بين خصائص شفتيْها وخصائص النبيذ الفرنسيّْ وعن الفرق بين النقطة في آخر السَطرْ والشَامَة في أعلى الظهرْ... 6 ينصحني مرتزقةُ البَلاطْ أن أعودَ من حيثُ أَتيتْ لأن الأميرةَ لا تفتحُ نافذتها وأنني لو فشلتْ.. دفنتني في عتمة ضفائِرها.. 7 أضعُ دمي على كفّي وأرشُّ شراشفَ الأميرة بأشعاري يستيقظُ النَهْدانِ الكَسُولان من نَوْمهما، ويهربانِ معي.... يجتمع حكماءُ القبيلة ومستشاروها في جلسةٍ طارئَهْ ويدرسونَ مِلفّي ورقةً ورقهْ.. وأعمالي قصيدةً .. قصيدَهْ.. ويستعرضون حبيباتي إمرأةً.. إمرأهْ.. يأخذونَ بصمات يدي.. وبَصَمات فمي.. جاؤوا من كلِّ المدن العربية ليشهدوا ضدّي... 9 يقرِّرون بالإجماع: أنني فضيحةٌ مقروءَه وأنني خطرٌ على الأمن النسائيّْ.. يطلبون مني أن أغادر الوَطَنْ خلال ثمانٍ وأربعين ساعَهْ فأغادره... وتتبعني إلى المنفى كلُّ نساء القبيلَهْ... 9 يقرِّرون بالإجماع: أنني فضيحةٌ مقروءَه وأنني خطرٌ على الأمن النسائيّْ.. يطلبون مني أن أغادر الوَطَنْ خلال ثمانٍ وأربعين ساعَهْ فأغادره... وتتبعني إلى المنفى كلُّ نساء القبيلَهْ... | |
|
| |
روشـان عضو ذهبى
عدد المساهمات : 1353 نقاط : 53025 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 06/11/2010 العمر : 31
| موضوع: ليلةٌ في مناجم الذهب الخميس ديسمبر 09, 2010 7:22 am | |
| 1 جسمُكِ مدْعُوكٌ بالثلج والنارْ ومعجونٌ ببعضهْ.. كمربّى التين والسفرجَلْ ومطروقٌ كأباريق النحاسْ ومليسٌ كالبروكار الدمشقيّ وعابقٌ كأسواق البهارْ في مدينةٍ آسيويَّهْ. جسمُكِ مطرّزٌ بالشاماتِ كليل الباديَهْ ومزخرفٌ بالأزهارِ، كالخَط الكوفيّ وطازجٌ كعروق النعناعْ ولامعٌ تحت الشمس كفَقَمةِ البحرْ ومُسْتَنْفَرٌ للقتال.. كديكٍ لا يَنامْ.... 3 يُقَامُ تحت رعاية اللهْ.... 4 جسمك ليرةٌ ذهبيَّهْ ولم يجرؤ أيٌّ من السلاطينْ أن يصكَّ مثلَها مرةً ثانيَهْ... 5 جسمُكِ مكتظٌّ بالأحجار الكريمَهْ مكتظٌ بالمعادن، والتوت البريّْ وأشجار السُمَّاقْ مكتظٌّ بالنُبُوءات كالكُتُب المقدَّسهْ ومضروبٌ بالحليبِ والعَسَلِ الأسودْ ومُشرَّبٌ بالشمس كلحم الفاكهة الاستوائيَّهْ.. 6 جسمكِ له رائحةُ القِرْفة واليانسونْ ورائحةُ الأطفالْ في اليوم الأول من ولادتهمْ.. جسمُكِ مَقَامٌ عراقيٌّ قديمْ وقهوةٌ.. وهالْ وأمطارُ لؤلؤٍ كريمْ و "إنّه من سليمانَ، 8 جسمُكِ مكتنزٌ كبرتقالَهْ ومغامرٌ كسَمَكَهْ ومفتوحٌ كورقة الكتابَهْ.. 9 جسمُكِ برجٌ من الذَهَبْ ويودّع ألفَ حمامَهْ 10 جسمُكِ شَجَرةُ موسيقى كلّما هززتُها ودموعُ إسحق الموصلي.. 11 جسمُكِ دفترٌ سريّْ سجّلتُ عليه وكلَّ تفاصيل ليلة القَدْرْ 12 جسمُكِ وليمةٌ مجنونَهْ من ولائم الرومانْ يسكرُ فيها النهدْ.. نجمةً محترقَهْ... 13 جسمُكِ قبيلةٌ تحترف الحربْ كتيبةٌ مدجّجةٌ بالأنوثَهْ.. غَزْوَةٌ حضارية 14 جسمُكِ كاتدرائيةٌ قوطيّةُ الأقواسْ تمارَسُ فيها كلُّ الدياناتْ وتُضاءُ الشموعْ وتقرعُ الأجراسْ جسمُكِ منارةُ المناراتْ ووطن العصافير التي تموت من شدّة البردْ ووطنُ الكلمات التي تموتُ من شدة القمعْ.. 15 جسمُكِ مزارٌ.. ومخطوطةٌ من العهد القديمْ عليها تواقيعُ ملوكٍ وأنبياءْ ومغنّنين وشعراءْ ورسّامينَ من عصر النهضَهْ ومعماريينَ.. من السلالة الفرعونية الرابعَهْ.. 16 جسمُكِ عصفورٌ يلعبُ على البيانو جيداً ويغنّي.. ويرقص.. ويكتب الشعرَ جيداً.. تسافرُ في لحمي.. جيداً.. وتذبحني.. جيداً.. جيداً.. جيداً.... 17 جسمُكِ حاضرُ البديهة دائماً كثعلبٍ متربّصٍ في غابَهْ... 18 جسمُكِ كتابٌ يُقرأ من كلِّ الجهاتْ عَمُودياً يُقرأْ.. وفي الصباح يُقرأْ وفي المساء يُقرأْ وفي وقت القيلولة يُقرأْ ومن الْتِفَاتَةِ العُنُق يُقرأْ ومن شموخ النهدين يُقرأْ ومن أصابع القدمينِ يُقرأْ ومن استدارة الفخذَين يُقرأْ جسمُكِ قارةٌ متعدّدةُ اللغاتْ... جسمُكِ فيه كلُّ عَظَمة التراثْ وكلُّ دهْشَة الحداثََهْ فيه شيءٌ من أصولية المتنبي وهَلْوَسَات سيلفادور دالي... 20 جسمُكِ ثَوْريٌّ بالفطرَهْ وفدائيّ بالفطرَهْ وقاتلٌ أو مقتولٌ.. بالفطرَهْ.. 12 إذا كان نهداكِ مثقّفينِ ثقافةً عاليَهْ - كما تقولينْ - فلماذا لم يعترفا حتى الآنْ بقانون الجاذبية الأرضيّهْ؟ 22 أن نَهْدَكِ.. هو أقدمُ إعلان للحريّة عرفه العالمْ.. 23 جسمُكِ إشكالٌ لغويٌّ كبيرْ فلا أنا أعرف كيف أحفظُهْ.. 24 جسمُكِ هو المَلِكْ وهو يحكُمُنَا باسم اللهْ... ويطردنا منها .. بأَمْرِ اللهْ... 25 ويقررُ جسمُكِ أن يلقيَ قصيدتَهْ.. أستقيلُ أنا من الكلامْ.... - كما تقولينْ - فلماذا لم يعترفا حتى الآنْ بقانون الجاذبية الأرضيّهْ؟ 22 درَّسُونا في كلية الحقوقْ أن نَهْدَكِ.. هو أقدمُ إعلان للحريّة عرفه العالمْ.. 23 جسمُكِ إشكالٌ لغويٌّ كبيرْ فلا أنا أعرف كيف أحفظُهْ.. ولا أنا أعرفُ كيف أنساهْ 24 جسمُكِ هو المَلِكْ وهو يحكُمُنَا باسم اللهْ... ويطردنا منها .. بأَمْرِ اللهْ... 25 عندما تجلسين على المقعد الأخضرْ ويقررُ جسمُكِ أن يلقيَ قصيدتَهْ.. أستقيلُ أنا من الكلامْ.... | |
|
| |
روشـان عضو ذهبى
عدد المساهمات : 1353 نقاط : 53025 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 06/11/2010 العمر : 31
| موضوع: قبل أن.. بعد أن.. الخميس ديسمبر 09, 2010 7:24 am | |
| 1 قبل أن أحبّكِ.. كنتُ متصالحاً مع اللغَهْ ألعبُ لها، بمهارة ساحرٍ محترفْ وأحرِّك خيوطَها.. كما يحرِّك طفلٌ طيارةً من ورقْ كنتُ أميرَ الطير.. وسيِّد المُغنّينْ وكنتُ إذا سرتُ في الغابَهْ تركض خلفي الأرانبْ.. وتتبعني الأشجارْ وتكلمني الضفادعُ النهريّهْ وتنزلُ النجومُ من شُرُفاتها لتنامَ على كَتِفي.. قبل أن أحبّكِ.. كانت إقطاعاتي الأدبيَّهْ لا تغيبُ عنها الشمسْ ومملكتي الشعريَّهْ تمتدُّ من الماء إلى الماءْ ومن النساءِ.. إلى النساءْ وكانت الشفةُ التي لا أكتب عنها تتحوّلُ إلى وردةٍ من وَرَقْ.. وكان النهدُ الذي لا يبايعني ملكاً مدى الحياهْ يُعتبر نهداً أميّاً.. ورجْعياً وتسقطُ عنه حقوقُه المدنيّهْ.. 3 كان يختبئُ في حنجرتي عشُّ عصافيرْ ويعزفُ في دمي ألفُ تشايكوفسكي.. وألفُ رحمانينوفْ وألفُ سيّد درويشْ كانت الأبجديّةُ صديقتي وكانت الثمانيةُ وعشرونَ حرفاً تكفي لبوحي، واعترافاتي وتتبعني كقطيعٍ من الغزلانْ تأكُلُ العشبَ من يدي وتشربُ الماءَ من يدي.. وتتعلَّمُ أصولَ الحبّ على يدي.. 4 قبل أن أحبّكِ.. وأحلامي على قَدِّي وحزني.. وفَرَحي.. وجنوني على قَدِّي.. وحين جاء الحبّ الكبيرْ بدأ المأزِقُ الكبيرْ وتمزّقتْ خرائطُ اللغَهْ وصارَ كلُّ ما أعرفه من كلامٍ جميلْ لا يكفي لتغطية عَشْر دقائقَ من الحنينْ عندما أدعوكِ للعشاءْ.. 5 قبل أن تصبحي حبيبتي كنتُ أضطجعُ على سرير اللغَهْ أتغزّلُ بالكلمة التي أريدْ وأتزوّجُ المُفْرَدَةَ التي أريدْ لم يكنْ عندي مشكلةٌ مع اللغَهْ كنتُ مسكوناً بالرنين كأرغُنِ كنيسَهْ وكنتُ أهدل كالحمائمْ وأصدح كطيور الكناري وألبس اللغةَ في إصبعي خاتماً من الزمرّد الأخضرْ.. 6 بعد أن صرتِ حبيبتي أضعتُ ذاكرتي اللغويّةَ نهائياً ونسيتُ كيف تُهجَّى الحروف.. وكيف تُكْتَبْ.. إلا إسمَكِ.. ولم أعُدْ أتذكر من الأصوات.. إلا صوتَكِ... ولا أتذكّر من موانئ البحر الأبيض المتوسّطْ سوى عينيكِ المكتظتينِ.. بالحزنِ.. والكُحْلِ.. وطيورِ النَوْرَسْ... 7 بعدَ.. أن دخَلَ سيفُكِ في لحمي ولحم ثقافتي إكتشفتُ أن مساحةَ الفن تضيقْ كلما اتَّسعتْ مساحةُ العشقْ سقطتْ من التداولْ كعملةٍ ورقية ليس لها تغطيَهْ وأن جميعَ ما أعرفه من مفرداتْ لا يكفي لتسديد ثمن فنجانيْ قهوَهْ في أحد مقاهي فينيسيا.. أو كومو.. أو فيينا.. أو لوغانو.. أو بيروتْ.. 8 يا التي تعتقلني في داخل قصائدي وتتحكم بمفاتيح حنجرتي ومقامات صوتي.. لم يعد يكفيني أن أقولَ (أُحبّكِ) أريد أن أصل معكِ إلى مرحلة ما بَعْدَ اللغَهْ وسُحَيْم.. وعُرْوَةِ بنِ الوردْ والرمزيين، والبرناسيين، والسرياليينْ... فيا سيّدتي، التي أخذت في حقيبتها اللغهْ.. وسافرتْ... لماذا أطلقتِ الرصاصَ على فمي؟ وأرجعتنِي إلى مرحلة التَأْتأَهْ.... وسُحَيْم.. وعُرْوَةِ بنِ الوردْ والرمزيين، والبرناسيين، والسرياليينْ... فيا سيّدتي، التي أخذت في حقيبتها اللغهْ.. وسافرتْ... لماذا أطلقتِ الرصاصَ على فمي؟ وأرجعتنِي إلى مرحلة التَأْتأَهْ.... | |
|
| |
روشـان عضو ذهبى
عدد المساهمات : 1353 نقاط : 53025 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 06/11/2010 العمر : 31
| موضوع: الحب.. على شريط تسجيل الخميس ديسمبر 09, 2010 7:54 am | |
| 1 كلامُكِ ليسَ يُطاقُ.. وتعبيرُ عينيكِ ليسَ يُطاقُ.. وهذي الأغاني التي يَتَغَرْغَرُ فيها المُسجِّلُ منذُ ابتداء النهار، إلى مطلعِ الفجرِ ليست تطاقُ.. ولا بدَّ لي أن أغادرْ.. لماذا أظلُّ هنا؟ حين كلُّ الوسائد ضدِّي.. وكلُّ المقاعد ضدّي.. وكلُّ المرايا.. وكلُّ الزوايا .. وكلُّ الستائرْ.. لماذا أظلُّ هنا بعد موت جميع المشاعرْ؟ لماذا أظلُّ هنا؟ حين أشعر أني سأُشنقُ في آخر الليل.. فوقَ الضفائرْ.. لماذا أظلُّ هنا؟ حين أعرفُ أني سأُدفَنُ تحت رنين العُقُودِ.. وضَوْع البخورِ.. وشكوى الأساورْ.. سأذهبُ حتى أقابلَ شِعْري فإني نسيتُ تماماً، طريقةَ رَسْمِ الحُروفِ، نسيتُ بياضَ الدفاترْ.. فنصفي مقيمٌ لديكِ ونصفي مسافرْ... 3 لكنَّ هذا المناخَ العدائيَّ بيني وبينكِ.. أطفأ كلَّ النجوم، وأيْبَسَ كلَّ البيادرْ صحيحٌ.. بأنَّ المكانَ أنيقٌ وأن النبيذَ عميقٌ وأنَّ التماثيلَ رائعةٌ، والأزاهرْ ولكنّني، رَغْمَ هذا الإطار الملوكيِّ حولي، أحِسُّ بأني أموتُ كشاعرْ... 4 ويا ستَّ كل الجميلاتِ.. وأنَ جُنودَكِ كُثْرٌ.. وأنَّ وصالَكِ قَهْرٌ.. وهَجْرَكِ قَهْرٌ.. وأنَّ الذي لا يسبّحُ باسمكِ كافرْ فلا تَضَعيني.. بقائمة الرُكَّع الساجدينْ ولا تُدْخليني.. بجيشِ الدراويش والصابرينْ ولا تحسبيني.. خَرُوفاً تَجُزِّينَ عن جسمه الصوفَ.. كالآخرينْ ولا تستبدّي برأيكِ فوقَ فراش الهوى لأنّي من اللهِ.. لا أتلقى الأوامرْ... خَرُوفاً تَجُزِّينَ عن جسمه الصوفَ.. كالآخرينْ ولا تستبدّي برأيكِ فوقَ فراش الهوى لأنّي من اللهِ.. لا أتلقى الأوامرْ... | |
|
| |
روشـان عضو ذهبى
عدد المساهمات : 1353 نقاط : 53025 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 06/11/2010 العمر : 31
| موضوع: أنا والنساء الخميس ديسمبر 09, 2010 7:55 am | |
| 1 أريدُ الذهابَ .. إلى زَمَنٍ سابقٍ لمجيء النساءْ.. إلى زمنٍ سابقٍ لقُدُوم البكاءْ فلا فيهِ ألمحُ وجهَ امرأهْ.. ولا فيهِ أسمعُ صوتَ امرأهْ.. ولا فيهِ أشنقُ نفسي بثدي امرأَهْ.. ولا فيه ألعقُ كالهرِّ رُكْبَةَ أيّ امرأَهْ... 2 أريدُ الخروجَ من البئر حيَّاً.. لكي لا أموتَ بضَرْبَة نَهْدٍ.. وأُهْرَسَ تحت الكُعُوب الرفيعةِ.. تحت العيون الكبيرةِ، تحت الشفاه الغليظةِ، تحتَ رنين الحِلَى، وجُلُود الفِراءْ أريدُ الخروجَ من الثقبِ كي أتنفَّسَ بعضَ الهواءْ.. 3 أريدُ الخروجَ من القِنِّ.. حيثُ يفرّقْنَ بين الصباحِ وبين المَسَاءْ أُريدُ الخروجَ من القِنِّ.. إنَّ الدَجَاجاتِ مزَّقْنَ ثوبي.. وحللنَ لحمي.. وسَمَّيْنَني شاعرَ الشُعَراءْ.... 4 كرهتُ الإقامةَ في جَوْف هذي الزُجاجَهْ.. كرهتُ الإقامَهْ.. أيمكنُ أن أتولّى حِرَاسَةَ نَهْدَيْنِ.. حتى تقومَ القيامَهْ؟؟ أيمكنُ أن يصبح الجِنْسُ سِجْناً أعيشُ به ألفَ عامٍ وعامْ أريدُ الذهابَ.. إلى حيث يمكنني أن أنامْ... فإني مللتُ النبيذَ القديمَ.. الفِرَاشَ القديمَ.. البيانو القديمَ.. الحوارَ القديمَ.. وأشعارَ رامبو.. ولَوْحَات دالي.. وأعينَ (إلْزَا) وعُقْدَةَ كافْكَا.. وما قالَ مجنونُ لَيْلَى لشرح الغرامْ... متى كانَ هذا المُخَبَّلُ مجنونُ ليلى.. خبيراً بفنّ الغرامْ؟ أريدُ الذهابَ إلى زمن البحرِ.. كي أتخلَّصَ من كل هذي الكوابيسِ، من كلّ هذا الفِصَامْ فهل ممكنٌ؟ - بعد خمسينَ عاماً من الحُبِّ- أن أستعيدَ السلامْ؟؟ 5 أريدُ الذهابَ.. لما قَبْلَ عصر الضفائرْ وما قَبْلَ عصر عُيُون المَهَا.. وما قَبْلَ عصر رنين الأساورْ وما قَبْلَ هندٍ.. ودَعْدٍ.. ولُبْنَى.. وما قَبْلَ هزِّ القُدُودِ، وشَدِّ النهودِ.. ورَبْط الزنانير حول الخواصرْ.. أريدُ الرحيلَ بأيِّ قطارٍ مُسَافرْ فإنَّ حُرُوبَ النساءْ بدائيّةٌ كحروب العشائرْ فقَبْلَ المعاركِ بالسيفِ، كانتْ هناكَ الأظافِرْ!!. * 6 كرهتُ كتابةَ شعري على جسد الغانياتْ كرهتُ التَسَلُّق كلَّ صباحٍ، وكلَّ مساءٍ إلى قمة الحَلَماتْ.. أريدُ انتشالَ القصيدة من تحت أحذية العابراتْ أريدُ الدخولَ إلى لغةٍ لا تجيد اللغاتْ أريدُ عناقاً بلا مُفْرَداتْ وجنْساً بلا مُفْرَداتْ وموتاً بلا مُفْرَداتْ أريدُ استعادةَ وجهي البريءِ كوجه الصلاةْ أريدُ الرجوعَ إلى صدر أمّي أريدُ الحياةْ... | |
|
| |
روشـان عضو ذهبى
عدد المساهمات : 1353 نقاط : 53025 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 06/11/2010 العمر : 31
| موضوع: حبٌّ.. تحت الصفرْ الجمعة ديسمبر 17, 2010 12:57 am | |
| 1 هو البحرُ.. يفصل بيني وبينَكِ.. والموجُ، والريحُ، والزمهريرْ. هو الشِعْرُ.. يفصل بيني وبينكِ.. فانتبهي للسقوط الكبيرْ.. هو القَهْرُ.. يفصل بيني وبينكِ.. فالحبُّ يرفُضُ هذي العلاقَةَ بين المرابي.. وبين الأجيرْ.. أحبُّكِ.. هذا احتمالٌ ضعيفٌ.. ضعيفْ فكلُّ الكلام به مثلُ هذا الكلام السخيفْ أحبُّكِ.. كنتُ أحبُّكِ.. ثم كرهتُكِ.. ثم عبدتُكِ.. ثم لعنتُكِ.. ثم كَتبتُكِ.. ثم محوتُكِ.. ثم لصقتُكِ.. ثم كسرتُكِ.. ثم صنعتُكِ.. ثم هدمتُكِ.. ثمَّ اعتبرتُكِ شمسَ الشموسِ.. وغيّرتُ رأيي. فلا تعجبي لاختلاف فصولي فكل الحدائقِ، فيها الربيعُ، وفيها الخريفْ.. هو الثلجُ بيني وبينكِ.. ماذا سنفعلُ؟ إنَّ الشتاءَ طويلٌ طويلْ هو الشكُّ يقطعُ كلَّ الجُسُورِ ويُقْفِلُ كلّ الدروبِ، ويُغْرِقُ كلَّ النخيلْ أحبّكِ!. يا ليتني أستطيعُ استعادةَ هذا الكلام الجميلْ. أُحبُّكِ.. أين تُرى تذهبُ الكَلِماتْ؟ وكيف تجفُّ المشاعرُ والقُبُلاتْ فما كان يمكنني قبل عامَيْنِ أصبح ضرباً من المستحيلْ وما كنتُ أكتبُهُ – تحت وهج الحرائقِ – أصبحَ ضرباً من المستحيلْ.. 3 إن الضبابَ كثيفٌ وأنتِ أمامي.. ولستِ أمامي ففي أي زاويةٍ يا تُرى تجلسينْ؟ أحاولُ لَمْسك من دون جدوى فلا شفتاكِ يقينٌ.. ولا شفتايَ يقينْ يداكِ جليديّتانِ.. زجاجيّتان.. محنّطتانِ.. وأوراقُ أيلولَ تسقُط ذاتَ الشمال وذاتَ اليمينْ ووجهُكِ يسقط في البحر شيئاً فشيئاً كنصف هلالٍ حزينْ.. 4 تموتُ القصيدةُ من شدَّة البَرْدِ.. من قِلّة الفحم والزيْتِ.. تيبَسُ في القلب كلُّ زهور الحنينْ فكيف سأقرأ شعري عليكِ؟ وأنتِ تنامينَ تحت غطاءٍ من الثلجِ.. لا تقرأينَ.. ولا تسمعينْ.. وكيف سأتلو صلاتي؟ إذا كنتِ بالشعر لا تؤمنينْ.. وكيف أقدّمُ للكلمات اعتذاري؟ وكيف أُدافعُ عن زمن الياسمينْ؟ 5 جبالٌ من الملح.. تفصل بيني وبينكِ.. كيف سأكسر هذا الجليدْ؟ وبين سريرٍ يريدُ اعتقالي.. وبين ضفيرة شعرٍ تكبِّلني بالحديدْ؟ 6 أحبُّكِ.. كنت أُحبُّكِ حتى التَنَاثُرِ.. حتى التبعثُرْ.. حتى التبخّرِ.. حتى اقتحامِ الكواكبِ، حتى ارتكابِ القصيدة، أُحبُّكِ.. كنتُ قديماً أحبّكِ.. لكنَّ عينيكِ لا تأتيانِ بأيِّ كلامٍ جديدْ أُحبُّكِ.. يا ليتني أستطيع الدخولَ لوقت البنفسج، لكنَّ فصلَ الربيع بعيدْ.. ويا ليتني أستطيع الدخولَ لوقت القصيدة، لكنَّ فصلَ الجنون انتهى من زمانٍ بعيد. لكنَّ عينيكِ لا تأتيانِ بأيِّ كلامٍ جديدْ أُحبُّكِ.. يا ليتني أستطيع الدخولَ لوقت البنفسج، لكنَّ فصلَ الربيع بعيدْ.. ويا ليتني أستطيع الدخولَ لوقت القصيدة، لكنَّ فصلَ الجنون انتهى من زمانٍ بعيد. | |
|
| |
روشـان عضو ذهبى
عدد المساهمات : 1353 نقاط : 53025 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 06/11/2010 العمر : 31
| موضوع: 22 نيسَان الجمعة ديسمبر 17, 2010 12:58 am | |
| المَسَا ، شَلالُ فَيْرُوزٍ ثَرِي وبِعَيْنَيْكِ ، ألوفُ الصُوَرِ ضَوْءُ عينَيْكِ .. وضَوْءُ القَمَرِ .. وبِعَيْنَيْكِ مرايا اشتعلتْ وانفتاحاتٌ على صَحْوٍ.. على رحلتي طالَتْ .. أما من مرفأٍ فيه أَرسُو ، عَسَليِّ الحَجَرِ؟ قَبْلَ بَدْءِ البَدْءِ ، قبلَ الأعصُر أنا بعثرتُ نُجومي فيهما ما المصابيحُ التي لاحتْ على فَتْحتيْ عينيْكِ .. إلا فِكَري إعْقِدي الشالَ .. فلو أنتِ معي مرة ، غيَّرتُ مجرى القَدَرِ بَعْدُ .. تدعوكِ ، فلا تَفْتكِري رَجَعَ الصيفُ لعينيكِ.. ولي وأراجيحُ لنا معقُودةٌ نحنُ منثورُ الرُبَى .. زَنْبَقُها.. شَهْقَةُ النَجْماتِ في المُنْحَدَرِ بالأغاني .. برُفُوف الزَهَرِ إنَّهُ أوَّلُ صيفٍ مَرَّ بي *** مَنْ تكونينَ أَيَا أٌغْنيةً أنتِ يا وَعْداً يصَحْوٍ مُقْبِلٍ بعطايا فوق وُسْع البَيْدَرِ وافتكارٌ بإنائَيْ جَوْهَرِ.. وتَوَقَّعْتُكِ دَهْراً .. فإذا فوقَ ما يحلُمُ ثلجٌ بِذُرىً وترابٌ برجوع المَطَرِ لو معي حبُّكِ .. لاجْتَحْتُ الذُرى ولحرَّكْتُ ضميرَ الحَجَرِ في عُرَى هذا القميص الأحمرِ تُنْبِئي الليلَ بهذا الخَبَرِ واتْرُكيهِ .. واتْرُكيني نَبَأً *** أيُّ فَضْلٍ لكِ في الدنيا إذا ضَلَّ إزْمِيلي .. إذا لم تُصْبِحي قَمَراً .. أو شُرْفةً في قَمَرِ ... وتَوَقَّعْتُكِ دَهْراً .. فإذا بكِ فوقَ المُرْتَجَى المُنْتَطَرِ.. فوقَ ما يحلُمُ ثلجٌ بِذُرىً وترابٌ برجوع المَطَرِ *** لو معي حبُّكِ .. لاجْتَحْتُ الذُرى ولحرَّكْتُ ضميرَ الحَجَرِ ولَجمَّعتُ الدُنَا .. كُلَّ الدُنا في عُرَى هذا القميص الأحمرِ إنَّني أعبُدُ عَيْنَيْكِ .. فلا تُنْبِئي الليلَ بهذا الخَبَرِ واتْرُكيهِ .. واتْرُكيني نَبَأً لم يَجُلْ بَعْدُ بفكرِ المُضْمَرِ.. *** أيُّ فَضْلٍ لكِ في الدنيا إذا أنتِ لم تحترقي كالشَرَرِ ضَلَّ إزْمِيلي .. إذا لم تُصْبِحي قَمَراً .. أو شُرْفةً في قَمَرِ ... | |
|
| |
روشـان عضو ذهبى
عدد المساهمات : 1353 نقاط : 53025 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 06/11/2010 العمر : 31
| موضوع: كريستان دِيُور الجمعة ديسمبر 17, 2010 12:59 am | |
| شَذَايَ الفَرَنْسِيُّ .. هل أثْمَلَكْ؟ حبيبي، فإنّي تطيَّبْتُ لَكْ .. لأَصْغَرُ .. أصْغَرُ نُقْطةِ عطرٍ.. ذِرَاعٌ تُمَدُّ.. لِتَسْتَقْبِلَكْ.. تُناديكَ في الرُكْن .. قارورةٌ ويسألني الطيبُ .. أن أسألَكْ .. لديَّ مفاجأةٌ .. فالتفِتْ لي ... ومَرِّرْ على عُنُقي أَنْمُلَكْ وقُلْ لي بأنَّكَ .. لا .. لا تَقُلْ لي .. وأَبْحِرْ بشَعْري الذي ظلَّلَكْ صَنَعْتُ لكَ الجوَّ .. وصَدْراً .. أتَذْكُرُ كم دلَّلَكْ ؟ وشَعْراً قصيراً .. لماذا شَهَقْتَ؟ أخيَّبَ شَعْري تُرى مأملَكْ شَذَاكَ المُفضَّلُ رَشْرَشْتُهُ على بَدَنٍ طالما أَذْهَلَكْ.. هُنا .. عند نَحْري.. هُنا .. خَلْفَ أُذْني .. شَكَوتُكَ للليلِ .. ما أكْسَلَكْ أأبخَلُ بالطيبِ .. لا كان صَدري يميناً .. أنا يومَ تأتي إليَّ سَأَبْني على فُلَّةٍ منزلَكْ .. إذا لم يكُنْ مرةً مَشْتَلَكْ يميناً .. أنا يومَ تأتي إليَّ سَأَبْني على فُلَّةٍ منزلَكْ .. | |
|
| |
روشـان عضو ذهبى
عدد المساهمات : 1353 نقاط : 53025 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 06/11/2010 العمر : 31
| موضوع: عوْدة أيلول الجمعة ديسمبر 17, 2010 1:01 am | |
| لا زَيْتَ .. لا قَشَّهْ لا فَحْمَةٌ في الدارْ جَهَّزْ وجاقَ النارْ في حَلْمَتي رِعْشَهْ.. أَيْلُولُ للضَمِّ فمد لي زندك هل أَخْبَرُوا أُمِّي؟ أَنِّي هُنا عندكْ .. *** ما أطيبَ الوحْدَهْ والساعِدَ المفتوحْ *** تفرَّقَ الصِبْيانْ في ساحة البلْدَهْ وصَوَّحَ الوزَّانْ *** مُعَطَّرَ الضِحْكَهْ لاشَتِ الأقمارْ في موطن (الدَبْكَهْ) *** من عُتْمة الرَفِّ في كَرْمِنَا الصيفي.. *** يا طيبَ أيلولا يُلحِّنُ الأبوابْ كانتْ مواويلا؟.. لآثرَ اللينَا مِنْ هذه الأخشابْ كانتْ كراسينا .. *** نُرَطِّبُ التَلَّهْ في خاطر السَلَّهْ *** لا آهَ .. لا مَوَّالْ يُزَرْكشُ القريَهْ .. يُكحِّلُ الآجالْ بمجد سُوريَّهْ .. إذا مَضَى الصيفُ وأقْفَرَ البَيْدَرْ في بُؤبُؤٍ أخْضَرْ كُنَّا مع النَسْماتْ نُرَطِّبُ التَلَّهْ ونحشُرُ النَجْمَاتْ في خاطر السَلَّهْ *** لا آهَ .. لا مَوَّالْ يُزَرْكشُ القريَهْ .. يُكحِّلُ الآجالْ بمجد سُوريَّهْ .. إذا مَضَى الصيفُ وأقْفَرَ البَيْدَرْ فموطني يغفُو في بُؤبُؤٍ أخْضَرْ | |
|
| |
روشـان عضو ذهبى
عدد المساهمات : 1353 نقاط : 53025 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 06/11/2010 العمر : 31
| موضوع: يا بَيْتَها الجمعة ديسمبر 17, 2010 1:03 am | |
| أُعْطِيكَ مِنْ أَجَلَي وَعَيْنَيَّا يا بَيْتَها .. في آخِرِ الدُنْيَا ويَئِنُّ بابُكَ .. بين جَنْبَيَّا يا ضَائعاً في الأرضِ ، يا نَغَماً نَوَّارُ مرَّ عليكَ ، وانْفَتَحَتْ أزوارُهُ ، لا فيكَ بَلْ فِيَّا تَهْمِي سَمَاوِيَّاً .. سَمَاوِيَّا ومَغَالقُ الشُبَّاك مُشْرَعَةٌ دَرَجاتُهُ وَهْمٌ .. وسُلَّمُهُ يمشي .. ولكنْ فوق جَفْنَيَّا يا بَيْتَها .. زَوَّادتي بيدي والشمسُ تمسحُ وجه وادِيَّا (بالميْجَنَا) و (الأوفْ) و (اللَيَّا) الوردُ جُوريٌّ .. وموعدنُنا *** يا بَيْتَها .. زَوَّادتي بيدي والشمسُ تمسحُ وجه وادِيَّا وبلادُ آبائي مُغَمَّسةٌ (بالميْجَنَا) و (الأوفْ) و (اللَيَّا) الوردُ جُوريٌّ .. وموعدنُنا لمَّا يَصيرُ الوَرْدُ جُورِيَّا | |
|
| |
روشـان عضو ذهبى
عدد المساهمات : 1353 نقاط : 53025 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 06/11/2010 العمر : 31
| موضوع: العُقْدة الخضراءَ الجمعة ديسمبر 17, 2010 1:05 am | |
| يا عُقْدتي .. ارْتَفِّي مطَلَّ اخْضِرَارْ ويا نَهَاري ، قَبْلَ كونِ النهارْ ويا قُلُوعَ الصَحْو .. مَنْشُورةً يُصفِّقُ الشُبَّاكُ ، شُبَّاكُنا عُشِّ عصافيرٍ مع الصيف طارْ.. تختبئُ النَحْلاتُ في ظِلِّها فبينها وبينهُ .. ألفُ ثَارْ ضَلَّ .. فما هذا زمانُ البِذَارْ قِطْعَةُ صَحْوٍ .. رَطَّبتْ سَهْلَنا فارتاح نَبْعٌ ، واسْتَلَذَّ انحدارْ *** تَوَقَّفي .. ولَوْ لِلَمِّ الإزَارْ قِطْعَةُ صَحْوٍ .. رَطَّبتْ سَهْلَنا فارتاح نَبْعٌ ، واسْتَلَذَّ انحدارْ وللنُجميْماتِ عليَّ انْهِمَارُ.. *** تَوَقَّفي .. ولَوْ لِلَمِّ الإزَارْ لكُلِّ قرميدٍ لدينا يَدٌ قِطْعَةُ صَحْوٍ .. رَطَّبتْ سَهْلَنا فارتاح نَبْعٌ ، واسْتَلَذَّ انحدارْ للشرق – إمَّا طَفَرَتْ – ضِحْكَةٌ وللنُجميْماتِ عليَّ انْهِمَارُ.. *** إنْ لُحتِ قبلَ الشمسِ في بابنا تَوَقَّفي .. ولَوْ لِلَمِّ الإزَارْ لكُلِّ قرميدٍ لدينا يَدٌ وكلُّ شُبَّاكٍ لدينا انتظارْ.. | |
|
| |
روشـان عضو ذهبى
عدد المساهمات : 1353 نقاط : 53025 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 06/11/2010 العمر : 31
| موضوع: كُمّ الدانتيل الجمعة ديسمبر 17, 2010 1:06 am | |
| يا كُمَّها الثَرْثَارَ .. يا مَشْتَلْ رَفِّهْ عن الدنيا ولا تَبْخَلْ ونَقِّطِ الثَلْجَ على جُرْحنا يا رائع التطريز .. يا أهْدَلْ يا شَفَةً تَفْتيحُها مُمْكِنٌ ويا سُؤالاً ، بَعْدُ ، لم يُسْأَلْ .. أَقْبَلْتَ يا صَيْفِيُّ في جَوْقَة من السُنُونُو ، والشَذَا المُرْسَلْ يا كُمَّها المُنْشَالَ عن ثروة إذْهَلْ .. فإنَّ الخيرَ أن تذهَلْ أليسَ لي زاويةٌ رَطْبَةٌ بين حِرَاجِ اللوز والصَنْدَلْ يا كُمَّها .. أنا الحريقُ الذي أصبحَ في هُنَيْهةٍ جَدْوَلْ مَسَاندُ التُفَّاحِ ، مرفُوعةٌ أمامَ عيني ، كيفَ لا أقبَلْ؟ والزنبقُ الأسودُ .. من شوقهِ يقولُ : كُلْ .. فزهرُنا يُؤكَلْ.. قِطْعَةُ "دَنْتيلٍ" أنا مركبي إن يَرْتَحِلْ مع الندى .. أَرْحَلْ جَدِّفْ بنا في قَمَرٍ أسودٍ أرصُدُه ، في كوكبٍ مُهْمَلْ أيا شِراعَ الخير ، لا تَخْتَجِلْ شَرَانقُ الحرير لا تَخْجَلْ.. غَامِرْ .. فإنَّ الريحَ شَرْقِيَّةٌ ما نَحنُ؟ إن لم نَطْلُبِ الأجْمَلْ .. لَنَا ، بظِلِّ الظِلِّ ، فُسْقِيَّةٌ وألفُ ميعادٍ لنا أَوَّلْ .. يا رَوْعَةَ الرَوْعَةِ ، يا كُمَّها يا مُخْمَلاً صَلَّى على مُخْمَلْ.. | |
|
| |
روشـان عضو ذهبى
عدد المساهمات : 1353 نقاط : 53025 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 06/11/2010 العمر : 31
| موضوع: عِنْدَنَا الجمعة ديسمبر 17, 2010 1:08 am | |
| يُولَدُ المَوَّالُ حُرَّاً عندنا بين الضِيَاعِ وأنفاسِ المراعي من وُجاق النار.. مِنْ مِنْ خَوَابينا الطفيحاتِ ومِنْ كَرَمٍ مُشَاعِ يَرْشَحُ رَصْداً.. كُلُّ راعي والمَوَاويلُ لدَيْنَا حَبَكتْ أَنْوَالُنا أوَّلَ خَيْطٍ في شراعِ لَفْتةُ السيفِ الشُجَاعِ وبلادي ، شُرْفَة؟ُ الصَحْوِ مَوطِني ، من زُرْقة الحُلْمِ ومِنْ عَزْمِ القِلاعِ.. لَفْتةُ العُنْقِ لدينا لَفْتةُ السيفِ الشُجَاعِ وبلادي ، شُرْفَة؟ُ الصَحْوِ وميناءُ الشُعَاعِ.. مَوطِني ، من زُرْقة الحُلْمِ ومِنْ عَزْمِ القِلاعِ.. | |
|
| |
روشـان عضو ذهبى
عدد المساهمات : 1353 نقاط : 53025 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 06/11/2010 العمر : 31
| موضوع: بَيْتي الجمعة ديسمبر 17, 2010 1:09 am | |
| في حُرْجِنَا المَدْرُوزِ شُوحَاً سَقْفُ منزلنا اخْتَفَى فانْزَوَى .. وتَصَوَّفا نَسَجَ الثُلُوجَ عَبَاءَةً وبِدَخْنةٍ من غَزْل مِغْزَلِهِ اكتسى وتلَفْلَفا.. أَتُريدُ أَنْ لا يُعْرَفا.. وحُدُودُ بيتي .. غيمةٌ حَمَلْتهُ ألفُ فَرَاشَةٍ بيتي ، فلا مَاتَ الوَفَا الجريحةَ واكتفى .. قِطَعُ الحَصَى في أرضِهِ كَمْ مَرَّةٍ ، مَرَّ الصَبَاحُ ببابهِ.. وتَوَقَّفا... والمطَلَّ المُشْرِفَا.. سَقْفَاً ، ومَدْخَنَةً يَرْقَى إليه الدَرْبُ سكرانَ الخُطى مُتَعَطِّفا انتهتِ الطريقُ.. تَخَلَّفا.. كَمْ نَجْمَةٍ دَخَلتْ عليَّ تَرَكَتْ بِسُورِ حديقتي شَالَ الحريرِ مُنَتَّفا.. سَقْفَاً ، ومَدْخَنَةً وباباً ، ضارعاً ، مُتَفَلْسِفَا يَرْقَى إليه الدَرْبُ سكرانَ الخُطى مُتَعَطِّفا حاذَى الطريقَ .. وعندما انتهتِ الطريقُ.. تَخَلَّفا.. كَمْ نَجْمَةٍ دَخَلتْ عليَّ تظنُّ عندي مُتْحَفَا.. تَرَكَتْ بِسُورِ حديقتي شَالَ الحريرِ مُنَتَّفا.. | |
|
| |
روشـان عضو ذهبى
عدد المساهمات : 1353 نقاط : 53025 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 06/11/2010 العمر : 31
| موضوع: سَاعي البَريد الجمعة ديسمبر 17, 2010 1:10 am | |
| أَغْلَى العُطُورِ ، أُريدُها أزْهَى الثيابْ فإذا أَطلَّ بريدُها بعدَ اغترابْ وطويتُ في صدري الخطابْ عَمَّرْتُ في ظَنِّي القِبَابْ وأَمَرْتُ أن يُسْقَى المساءُ معي الشَرَابْ.. وَوَهَبْتُ للليلِ النُجومَ.. بلا حِسَابَ .. بلا حِسَابْ *** أنا عند شُبَّاكي الذي يَمْتَصُّ أوردةَ الغيابْ.. وشجيرةُ النارَنْج.. يابسةٌ مُضَيَّعةُ الشبابْ.. ومُوَزِّع الأشواق يتركُ فَرْحَةً في كُلِّ بَابْ.. خَطَواتُهُ في أرضِ شارعنا حديثٌ مُسْتَطَابْ وحقيبةُ الآمالِ تَعْبَقُ بالتحارير الرِطَابْ هذا غِلافي القُرْمُزيُّ يكادُ يلتهبُ التهابْ وأكادُ ألتهمُ النِقابَ الفُسْتُقيَّ ولا نِقابْ.. أنا قَبْلَ أن كانَ الجوَابُ.. طيبانِ لي. طيبُ الحُرُوفِ وطيبُ كاتبةِ الكِتَابْ.. أَطفُو على الحَرْفِ الذي صَلَّى على يدها وتابْ خَطٌّ.. من الضَوْءِ النحيتِ فكُلُّ فاصلةٍ شِهَابْ هذا غلافي – لا أشُكُّ- يرفُّ مَجْرُوحَ العِتابْ عُنْوانُ منزلنا المغمَّسِ بالسَحَابْ عُنْوانُنَا.. عند النجومِ الحافياتِ.. على الهضابْ *** يا أنتَ.. يا سَاعي البريد.. ببابنا، هَلْ مِنْ خِطابْ؟ ويُقَهْقِهُ الرجُلُ العَجُوزُ ويختفي بين الشِعَابْ ماذا يقولُ ؟ يقولُ: ليس لسيِّدي إلا التُرابْ إلا حُرُوفٌ من ضَبَابْ.. أَينَ الحقيبةُ؟ أينَ عُنْواني؟ سَرَابٌ .. في سَرَابْ | |
|
| |
| كل مواضيع نزار قباني | |
|