| كل مواضيع نزار قباني | |
|
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
روشـان عضو ذهبى
عدد المساهمات : 1353 نقاط : 53025 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 06/11/2010 العمر : 31
| موضوع: قراءة ثانية لمقدّمة ابن خلدون السبت ديسمبر 18, 2010 3:10 am | |
| 1 هذا هو التاريخُ ، يا صديقتي من غيرِ ما تعليقْ. وكل ما قرأتِ عن سيرتِنا المعطّرهْ من كَرَمٍ.. ونَجْدةٍ.. و نَخْوَةٍ.. و العَفْوِ عندَ المقدِرَة.. ليس سوى تَلْفِيقْ.. وكل ما سمعتهِ من قصص الشهامهْ وعن سجايا حاتمٍ وعن حكايا عنترهْ.. لم يبقَ شيءٌ منه في المفكرهْ وكل ما سمعتِ عن حروبنا المظفَّرَهْ وكرِّنَا.. و فَرِّنا.. وأرضنا المحرَّرهْ.. ليس سوى تلفيقْ.. هذا هو التاريخُ ، يا صديقتي فنحن منذ أن تُوفيَ الرسولُ ، سائرونَ في جنازهْ .. ونحن ، منذ مصرعِ الحسينِ ، سائرون في جنازهْ.. ونحن، من يوم تخاصَمْنَا على البُلدانِ.. والنسوانِ.. والغلمانِ.. في غرناطةٍ موتى، ولكن ما لهمْ جنازهْ !.. 3 فنِصْفُهُ هَلْوَسَةٌ.. ونصفه خطابهْ.. أطفالُنا، ليسَ لهمْ طفولةٌ. سماؤنا، ليسَ بها سَحَابَهْ. نساؤنا.. ما زلنَ في ثلاجة الخليفهْ عُشَّاقُنا.. يستنشِقُون وردةَ الكآبهْ .. كُتَّابُنا، يحاولون القفزَ كالفئرانِ ، من مصيدةِ الرقابهْ .. 4 لا تثقي ، يا صديقتي ، فعزفها مكررٌ.. وصوتها نشازْ.. المخبرونَ.. كسَّرُوا عِظامَنا وشعبُنا.. يمشي على عُكَّازْ... 5 صديقةَ العمر التي.. أقرأ في عيونها المأساةْ والحزنَ .. والشتاتْ.. نحنُ شعوبٌ تجهلُ الفرحْ أطفالنا ما شاهدوا في عمرهمْ قوس قزحْ.. هذي بلادٌ أقفلتْ أبوابَها.. وألغتِ التفكيرَ عند شعبها وألغتِ الإحساسْ.. هذي بلادٌ تطلقُ النارَ على الحَمَامِ.. والغمامِ.. والأجراسْ.. 6 ما طارَ طيرٌ عندنا.. إلا انْذَبَحْ.. ولا تغنَّى شاعرٌ بشِعْرِهِ.. 7 هذي بلادٌ .. ما بها مسيرةٌ تمشي.. ولا ذبابةٌ تطيرُ من حيٍّ.. إلى حيٍّ.. ولا أمسيةٌ شعريةٌ تُعْطَى.. 8 هذي بلادٌ نصفها زنزانةٌ ونصفها حراسْ.. تزوجَ الموتى نساءَ بعضهمْ فأينَ راحَ الناسْ؟؟ بلادكم أجمل ما شاهدت من بلدانْ. فالماء فيها ضاحكٌ.. والورد فيها ضاحكٌ.. والخوخُ.. والرمانْ.. والياسمين عندكمْ ، يمشط الشعرَ على الحيطانْ... لا يضحكُ الإنسانْ؟؟ بلادكم أجمل ما شاهدت من بلدانْ. فالماء فيها ضاحكٌ.. والورد فيها ضاحكٌ.. والخوخُ.. والرمانْ.. والياسمين عندكمْ ، يمشط الشعرَ على الحيطانْ... فكيف في بلادكُمْ لا يضحكُ الإنسانْ؟؟ | |
|
| |
روشـان عضو ذهبى
عدد المساهمات : 1353 نقاط : 53025 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 06/11/2010 العمر : 31
| موضوع: أبو جَهْل.. يشتري (فليتْ ستريتْ) السبت ديسمبر 18, 2010 3:11 am | |
| 1 هل اختفتْ من لندنِ؟ باصاتُها الجميلةُ الحمراءْ . وصارت النوقُ التي جئنا بها من يَثْرِبٍ واسطةَ الرُكُوبِ ، في عاصمة الضبابْ؟ تسرَّبَ البدوُ إلى قصرِ بكنْغهَامٍ ، وناموا في سرير الملكهْ والإنجليزُ ،لَمْلَمُوا تاريخَهُمْ... وانصرفوا.. واحترفوا الوقوفَ -مثلما كُنَّا- على الأطلالْ.... 3 في (سُوهُو) وفي (فيكتوريا).. يُشَمِّرُونَ ذَيْلَ دشْدَاشَاتِهمْ ويرقصونَ الجازْ... 4 هل أصبحت انجلترا؟ وسَمْفُونيّةِ النِعَالْ؟؟ 5 هل أصبحتْ إنْجلترا؟ تمشي على الرصيفِ، بالخُفِّ.. وبالعُقَالْ؟ سبحانهُ مُغَيِّرُ الأحوالْ!! 6 عنترةٌ ... يبحثُ طولَ الليل، عن رُوميَّةٍ بيضاءَ كالزُبدَةِ.. أو مليسةِ الفخذيْنِ .. كالهلالْ . من غير ملحٍ - في مدى دقيقةٍ- ويرفع السروالْ!! 7 لم يبق في الباركَاتِ.. لا بطٌّ، ولا زَهْرٌ، ولا أعشابْ . قد سَرحَ الماعزُ في أرجائِها وفَرَّتِ الطيورُ سمائِها 8 ها هم بنو عبسٍ.. على مداخلِ المترو يعبُّونَ كؤوسَ البيرةِ المُبَرَّدَهْ.. وينهشونَ قطعةٍ.. من نهدِ كلِّ سيدهْ.. 9 في بورصة الرِيَالْ؟.. هل أصبحتْ إنجِلترَا عاصمةَ الخلافهْ؟ وأصبحَ البترولُ يمشي ملكاً .. في شارعِ الصحافَهْ؟؟ 10 جرائدٌ.. جرائدٌ.. تنتظرُ الزبونَ في ناصيةِ الشارع، كالبغايا.. جرائدٌ ، جاءتْ إلى لندنَ ، كي تمارسَ الحريهْ.. إلى سبايا.. 11 جئنا لأوروبَّا.. لكي نشربَ من منابع الحضارهْ جِئْنَا.. لكي نبحثَ عن نافذة بحريةٍ من بعدما سدوا علينا عنقَ المحارهْ جئنا.. لكي نكتب حرياتنا من بعد أن ضاقتْ على أجسادنا العبارهْ لكننا.. حين امتلكنا صُحُفاً ، تحولت نصوصنا 12 جئنا لأوروبا لكيْ نستنشقَ الهواء جئنا.. لكي نعرف ما ألوانها السماء؟ جئنا.. هروباً من سياط القهر، والقمعِ، ومن أذى داحسَ والغبراءْ.. لكننا.. لم نتأملْ زهرةً جميلةً ولم نشاهد مرةً، حمامةً بيضاءْ. وظلَّتِ الصحراءُ في داخلنا.. 13 من كلِّ صوبٍ.. يهجم الجرادْ. ويأكل الشعر الذي نكتبه.. ويشرب المدادْ. من كل صوبٍ.. يهجم (الإيدْزُ) على تاريخِنَا ويحصُدُ الأرواحَ، والأجسادْ. من كلِّ صوبٍ.. يطلقونَ نفطهمْ علينا ويقتلونَ أجملَ الجيادْ.. فكاتبٌ مُدَجَّنٌ.. وكاتبٌ مُسْتأجرٌ.. وكاتبٌ يباع في المزادْ وصار للبترولِ في تاريخنا، نُقَّادْ؟؟ 14 للواحد الأوحد.. في عليائه تزدان كل الاغلفهْ. وتكتب المدائح المزيفة.. ويزحف الفكر الوصوليُّ على جبينهِ ليلثمَ العباءةَ المشرفهْ .. هل هذه صحافةٌ.. أمْ مكتبٌ للصيرَفَهْ؟؟ 15 كلُّ كلامٍ عندهمْ ، محرمٌ . كلُّ كِتَابٍ عندهُمْ، مصلوبْ . فكيف يستوعب ما نكتبهُ؟ 16 على الذي يريدُ أن يفوزَ في رئاسة التحريرْ.. عليهِ .. أن يَبُوسَ في الصباحِ ، والمساءِ رُكْبَةَ الأميرْ .. عليه.. ان يمشي على أربعةٍ كي يركب الأمير!!.. لا يبحث الحاكم في بلادنا عن مبدعٍ.. وإنما يبحث عن أجير.. 18 يُعطي طويلُ العمرِ.. للصحافةِ المرتزقهْ وبعدَها.. ينفجرُ النِبَاحُ.. والشتائمُ المنسقهْ ... 19 ما لليَسَاريِّينَ من كُتَّابِنَا؟ قد تركوا (لينينَ) خلف ظهرهمْ وقرروا.. أن يركبوا الجِمَالْ!! 20 لكيْ ننعمَ في حريةِ التعبيرْ ونغسلَ الغبارَ عن أجسادنَا ونزرع الأشجار في حدائق الضميرْ فكيف أصبحنا، مع الأيامِ، في مضافةِ الإسكندر الكبيرْ .؟.؟ 21 كلُّ العصافير التي كانت تشقُّ زرقةَ السماءِ، في بيروت.. قد أحرق البترول كبرياءها وريشها الجميل.. والحناجرْ.. فهي على سقوفِ لندنٍ.. تموتْ... يستعملون الكاتب الكبير.. في أغراضهمْ كربطةِ الحِذَاءْ.. وعندما يستنزفونَ حِبْرَهُ.. وفِكْرَهُ.. يرمُونَهُ ، في الريح، كالأشلاءْ.. 23 هذا لهُ زاويةٌ يوميةٌ.. هذا له عمود.. طريقةُ الركوعِ.. والسجودْ.. 24 لا ترفع الصوتَ.. فأنتَ آمِنْ . ولا تناقش أبداً مسدساً.. او حاكماً فرداً.. فأنت آمِنْ.. وكن بلا لونٍ، ولا طَعْمٍ، ولا رائحةٍ.. وكن بلا رأيٍ.. ولا قضيةٍ كبرى.. واكتبْ عن الطقسِ ، وعن حبوب منع الحملِ - إن شئت- فأنت آمن.. هذا هو القانون في مزرعة الدواجنْ.. 25 كيف تُرى، نؤسسُ الكتابهْ؟ والرمل في عيوننا والشمس من قصدير والكاتب الخارج عن طاعتهم يُذبح كالبعيرْ.. 26 أيا طويلَ العمر: وتشتري الأقلامَ بالأرطالْ.. لسنا نريد أي شيءٍ منك.. فانكح جواريك كما تريد.. واذبح رعاياك كما تريد.. وحاصر الأمة بالنار.. وبالحديد.. لا أحدٌ.. يريد منك مُلْكَكَ السعيدْ.. لا أحدٌ يُريدُ أن يسرُقَ منك جُبَّة الخِلافَهْ.. فاشْربْ نبيذَ النفطِ عن آخِرِهِ.. واتْرُكْ لنا الثقافهْ.... وعن حبوب منع الحملِ - إن شئت- فأنت آمن.. هذا هو القانون في مزرعة الدواجنْ.. 25 كيف تُرى، نؤسسُ الكتابهْ؟ في مثل هذا الزمن الصغيرْ. والرمل في عيوننا والشمس من قصدير والكاتب الخارج عن طاعتهم يُذبح كالبعيرْ.. 26 أيا طويلَ العمر: يا من تشتري النساءَ بالأرطالْ.. وتشتري الأقلامَ بالأرطالْ.. لسنا نريد أي شيءٍ منك.. فانكح جواريك كما تريد.. واذبح رعاياك كما تريد.. وحاصر الأمة بالنار.. وبالحديد.. لا أحدٌ.. يريد منك مُلْكَكَ السعيدْ.. لا أحدٌ يُريدُ أن يسرُقَ منك جُبَّة الخِلافَهْ.. فاشْربْ نبيذَ النفطِ عن آخِرِهِ.. واتْرُكْ لنا الثقافهْ.... | |
|
| |
روشـان عضو ذهبى
عدد المساهمات : 1353 نقاط : 53025 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 06/11/2010 العمر : 31
| موضوع: الوضوءُ بماءِ العْشق والياسمينْ (1) السبت ديسمبر 18, 2010 3:15 am | |
| 1 ينطلقُ صوتي، هذه المرة، من دمشقْ. ينطلقُ من بيت أُمّي وأبي. في الشام. تتغيَّرُ جغرافيّةُ جَسَدي. تُصْبح كُريَّاتُ دمي خضراءْ. وأبجديتي خضراءْ. في الشام. ينبتُ لفمي فمٌ جديدْ وينبُتُ لصوتي، صوتٌ جديدْ وتصبحُ أصابعي، قبيلةً من الأصابعْ. أعودُ إلى دمشقْ ممتطياً صَهْوَةَ سَحَابَهْ ممتطياً أجملَ حصانينِ في الدنيا حصانِ العِشْقْ. وحصانِ الشِعْرْ .. أعودُ بعد ستّينَ عاماً لأبحثَ عن حبل مشيمتي ، وعن الحلاق الدمشقيّ الذي خَتَنَنِي ، وعن القابلة التي رَمَتْني في طَسْتٍ تحت السريرْ وقبضتْ من أبي ليرةً ذهبيَّة وخرجت من بيتنا .. في ذلك اليوم من شهر آذار عام 1923 ويَدَاها مُلَطَّخَتانِ بدم القصيدَهْ .... 3 من جهة (باب البريدْ). حاملاً معي ، عَشْرَةَ أطنانٍ من مكاتيبِ الهَوَى كنتُ قد أرسلتُها في القرن الأوّلِ للهُجْرَة ولكنها لم تصِلْ إلى عُنْوانِ الحبيبْ أو فَرَمَها مِقصُّ الرقيبْ .. لذلك.. قرَّرتُ أن أحمل بريدي على كتفي لعلَّ التي أحببتُها .. وهي تلميذةٌ في المدرسة الثانويَّة قبل خمسةَ عشرَ قرناً لا تزال ترسُبُ في امتحاناتها تضامناً مع ليلى العامريَّهْ ومريمَ المجدليَّهْ ورابعةَ العدويَّةْ وكلِّ المعذَّبات في الحبِّ .. في هذا العالم الثالثْ. أو لعلَّ الرقيبَ الذي كان يغتالُ رسائلي قد نقلوهُ إلى مصلحة تسجيل السيَّارات أو أدخلوه إلى مدرسةٍ لمحْوِ الأميَّةْ أو تزوَّجَ ممَّنْ كانَ يقرأ لها رسائلي منتحلاً إسْمي.. وإمضائي .. وجُرْأةَ قصائدي .. 4 أعودُ إلى الرَحِمِ الذي تشكّلتُ فيه.. وإلى المرأةِ الأولى التي علَّمَتْني جُغْرَافِيَّةَ الحُبّْ .. وجُغْرَافيّةَ النساءْ.. أعودُ.. بعدما تناثَرَتْ أجزائي في كل القاراتْ وتناثر سُعالي في كل الفنادق فبعد شراشفِ أمي المعطرة بصابون الغارْ لم أجد سريراً أنام عليه.. وبعدَ عَرُوسة الزيت والزعترْ .. التي كانت تلفُّها لي، لم تعدْ تُعجبني أيُّ عروسٍ في الدنيا.. وبَعْدَ مُربَّى السَفَرجَل الذي كانت تصنعه بيدَيْها لم أعدْ متحمساً لإفطار الصباحْ وبعد شراب التُوتِ الذي كانت تعصرُهُ لم يَعُدْ يُسْكِرُني أي نبيذْ ... 5 أدخل صحنَ الجامع الأمويّْ أُسلِّمُ على كلِّ من فيهْ بَلاطةً .. بلاطهْ حمامةً .. حمامَهْ أتجولُ في بساتين الخطِّ الكُوفيّْ وأقطفُ أزهاراً جميلةً من كلام اللهْ ... وأسمعُ بعينيَّ صوتَ الفُسَيْفُسَاءْ .. وموسيقى مسابح العقيقْ .. تأخذني حالةٌ من التجلِّي والإنخِطَافْ ، فأصعدُ دَرَجاتِ أوَّلِ مئذنةٍ تُصادِفُني مُنَادياً: " حَيَّ على الياسمينْ ". "حيَّ على الياسمينْ ". 6 عائدٌ إليكمْ .. وأنا مضرَّجٌ بأمطار حنيني عائدٌ .. لأملأَ جُيُوبي عائدٌ إلى مَحَارَتي . عائدٌ إلى سرير ولادتي. فلا نوافيرُ فرسايْ عوَّضتْني عن (مقهى النوفَرَهْ).. ولا سُوقُ الهال في باريس عوَّضَني عن (سوق الجُمْعَهْ) .. ولا قصرُ باكِنْغهَامْ في لندنْ عوَّضَني عن (قصر العَظمْ).. ولا حمائم ساحة (سان ماركو) في فينيسيا أكثرُ بَرَكةً من حَمَائم الجامع الأمويّْ ولا قبرُ نابوليون في الأنفاليدْ أكثرُ جلالاً من قبر صلاح الدين الأيُّوبي .. قد يتَّهِمُني البعض .. بأنني عدتُ إلى السباحة في بحار الرومانسيَّةْ إنني لا أرفضُ التُهْمةْ . فكما للأسماكِ مياهُها الإقليميةْ فإن للقصائد أيضاً مياهها الإقليميةْ . وأنا ـ كأيِّ سَمَكةٍ تكتبُ شِعْراً ـ لا أريدُ أن أموتَ اخْتِنَاقاً .... 7 أتجوَّلُ في حارات دمشقَ الضَيِّقةْ . تستيقظُ العيونُ العسليَّةُ ، خلفَ الشبابيكْ وتُسلِّمُ عليّْ .. تلبسُ النجوم أساورها الذهبيةْ .. تحطُّ الحمائمُ من أبْراجها .. وتُسلِّمُ عليّْ .. تخرجُ لي القِطَطُ الشاميَّةُ النظيفَهْ التي وُلِدَتْ مَعَنا .. وراهقتْ معنا .. وتزوَّجتْ مَعَنا .. لتُسَلِّمَ عليّْ ... تضعُ قليلاً من الماكياج على وجهها .. شأن كلِّ النساءْ .. تصنعُ لي قهوةً طيِّبَهْ . وتُعَرِّفُني على أولادها .. وأصْهارِها .. وأحفادها .. وتخبرني أن أكبر أولادها .. سيتخرجُ هذا العامَ ، طبيباً من جامعة دمشقْ وأن أصغرَ بناتها تزوَّجتْ من أميرٍ عربيّ وسافَرَتْ معهُ إلى الخليجْ .. تكرُجُ الدَمْعَةُ في عيني .. وأَستأذِنُ بالإنصرافْ .. وأنا مطمَئِنٌّ على شجرة العائلَةْ ومُسْتَقْبَلِ السُلالاتْ ... 8 أتَغَلْغَلُ في ( سُوق البُزُوريَّةْ ) مُبْحِراً في سُحُب البَهَارْ وغمائمِ القرنفُلِ .. والقِرفةِ .. واليانسُونْ .. وبماء العِشْقِ مرَّاتْ .. وأنسى ـ وأنا في سُوق العطَّارينْ جميع مستحضرات (نينا ريتشي ) .. و (كُوكُو شانيلْ ) ... ماذا تفعل بي دمشقْ ؟ كيف تغيِّرُ ثقافتي ، وذوقي الجماليّْ ؟ فَيُنْسيني رنينُ طاساتِ (عرقِ السُوسْ) كونْشِرتُو البيانو لرحْمَا نينوفْ .. كيف تُغيِّرني بساتين الشامْ ؟ فأصبحُ أولَ عازفٍ في الدنيا يقودُ أوركِسترا من شجر الصفصافْ!! 9 جئتُكُمْ .. من تاريخ الوردةِ الدمشقيّةْ التي تختصرُ تاريخَ العطرْ .. ومن ذاكرة المُتَنبِّي التي تختصرُ تاريخَ الشِّعرْ .. جئتكمْ.. والأَضاليا .. والنَرْجِسِ الظريفْ التي علَّمتني أول الرسمْْ .... جئتكم.. من ضِحْكَة النساءِ الشاميَّاتْ التي علَّمتني أول المُوسيقى ... وأول المراهقةْ .. ومن مزاريبِ حَارَتِنا التي علَّمَتْني أول البكاءْ ومن سجادة صلاة أمي التي علمتني أول الطريق إلى الله .... 10 أفتحُ جوارير الذاكرهْ واحداً .. واحداً .. أتذكَّرُ أبي .. خارجاً من معمله في (زُقاق معاويَهْ) كأنه غَمَامةٌ من عطر الفانيليا .. أتذكر عربات الخيلْ .. وبائعي الصَبَّارَةْ .. التي تكاد ـ بعد بَطْحَةِ العرقِ الخامسَةْ ـ أن تسقطَ في النهرْ ... أتذكر المناشفَ الملوَّنَهْ وهي ترقُصُ على باب (حمَّام الخياطينْ) كأنها تحتفل بعيدها القوميّْ . أتذكرُ البيوتَ الدمشقيَّةْ بمقابض أبوابها النحاسيةْ وسُقوفها المُطرَّزةِ بالقَيْشَاني وباحاتها الجُوَّانيةْ التي تذَكِّرُكَ بأوصاف الجنةْ .... 11 البيت الدمشقيّْ خارجٌ على نصِّ الفَنِّ المعماريّْ . هندسةُ البيوت عندنا .. تقومُ على أساسٍ عاطفيّْ فكلُّ بيتٍ .. يسندُ خاصرةَ البيت الآخرْ وكلُّ شُرفةْ .. تمُدُّ يدها للشرفة المقابلهْ .. البيوتُ الدمشقيّةُ بيوتٌ عَاشِقَةْ ... وتتبادلُ الزياراتِ .. ـ في السِرِّ ـ ليلاً .... 12 عندما كنتُ دبلوماسيّاً في بريطانيا قبلَ ثلاثينَ عاماً . كانت أميّ ترسل لي في مطلع الربيعْ في داخل كلِّ رسالَةْ .. حُزْمَةَ (طَرْخُونْ) ... وعندما ارتابَ الإنجليزُ في رسائلي أخَذُوها إلى المخْتَبَرْ .. وَوَضعُوهَا تحت أشعَّةِ الليزِرْ وأحالوها إلى سكوتلانديارد .. وعندما تَعِبُوا منّي .. ومن (طَرْخُوني) .. سألوني : قل لنا بحقِّ اللهْ ... ما اسمُ هذه العُشْبَةِ السحرية التي دَوَّخَتْنَا ؟. هل هي تعويذة ؟ أم هي دواءْ أم هي شفْرةٌ سِريَّة ؟ وماذا يقابلُها باللغة الإنجليزيَّة ؟ ... قلتُ لهم: صعبٌ أن أشرحَ لكم الأمرْ .. (فالطرخُونْ) لغةٌ تتكلَّمُها بساتين الشام فقط .. وهو عُشْبَتُنا المُقدَّسَةْ .. وبلاغتُنَا المعطَّرةْ .. ولو عرف شاعركم العظيم شكسبير (الطرخونْ) لكانت مسرحياتهُ أفضلْ .. وباختصارْ.. إنَّ أمي امرأةٌ طيبّةٌ جداً .. وتُحِبُّني جداً .. وعندما كانت تشتاقُ لي .. كانت تُرْسِلُ لي باقةَ (طرخُونْ).. (فالطرخونُ) عندها، هو المعادل العاطفيّ لكلمة (يا حبيبي) ... أو لكلمة ( تقبرني).. وعندما لم يفهم الإنجليز حرفاً واحداً من مُرَافَعتي الشعريةْ ... أعادوا لي (طَرْخُوني) .... وأغلقوا محضرَ التحقيقْ .... 13 عائدٌ إليكمْ .. من آخِرِ فضاءات الحُريَّةْ وآخِرِ فَضَاءاتِ الجُنُونْ. في قلبي .. شيءٌ من أحزان أبي فراس الحَمَدانيّْ وفي عينيَّ .. قَبَسٌ من حرائق ديكِ الجِنِّ الحمصيّْ مُشْكِلَتي .. أن الشعر عندي هو بَرْقٌ لا عقلَ له. وزلزالٌ .. رُبما ركبتُ حصانَ الشعرْ .. برعونةٍ .. ونَزَقْ .. ولكنني .. لم أُغَيِّر سُرُوجي ولم أشتغلْ سائساً بالأُجرهْ .. أو شاعراً بالأُجرَهْ .. صحيحٌ .. أنني ربحتُ أكثر من سِبَاقْ وحصلتُ على مداليَّاتٍ ذهبيةٍ كثيرةْ وصحيحٌ .. أن الشعبَ العربيّْ .. طوَّقني بأكاليل الغارْ.. إلا أن أحزاني .. كانت دائماً طويلةً كسنابل القمحْ .. فلقد كُسِرَتْ ساقي ألف مرهْ .. وكُسِرتْ رقبتي ألفَ مرَّهْ .. وكُسِرَ عَمُودي الفقريُّ ، مليونَ مرهْ وإذا كنتُ أقِفُ أمامكمْ على المنبرْ وأنا بكامل لياقتي الجَسَديَّةْ .. فلأنَّني .. أقفُ على عظام كِبْريَائي .... 14 مِنْ (خان أسعد باشا) يخرجُ أبو خليل القباني بقُنْبازِهِ الدَامَسْكُو .. وعمامَتِهِ المُقَصَّبَهْ .. وعينيهِ المسْكُونتينِ بالأسئلَهْ .. كعَيْنَيْ (هامْلِتْ) ... يحاولُ أن يُقدِّمَ مسرحاً طليعياً فيطالبونَهُ بخيمة قَرَه كُوزْ .. يحاولُ أن يقدِّمَ نصَّاً من شكسبيرْ فيسألونَهُ عن أخبار الزيرْ ... يحاول، أن يجد صوتاً نسائياً واحداً (يا مالْ الشامْ يا شامي).. فيُخَرْطِشُونَ بواريدهُمْ العُثمانيَّةْ ويُطلقونَ النار على كل شجرةِ وردْ.. تحترفُ الغِناءْ ... يحاولُ أن يجد امرأةً واحدَهْ .. تردِّدُ وراءَهُ : (يا طيرَهْ طيري يا حمامَهْ).. فيستلُّونَ سكاكينَهُمْ ويذبحون كل سلالات الحمام.. وكل سلالات النساءْ ... بعد مئةِ عامْ... إعتذرتْ دمشقُ لأبي خليل القبَّاني وشيَّدتْ مسرحاً جميلاً باسْمِهْ وصارت أغنية (يا مال الشامْ، يا شامي) نشيداً ، رسمياً مُقرَّراً على كلِّ مدارس الإناث في سوريَّهْ .... 15 ألبِسُ جُبَّةِ محي الدين بن عَرَبيّْ وأهبطُ من قِمّة جَبَلِ قاسيونْ حاملاً لأطفال المدينةْ .. خَوْخا .. ورُمّاناً .. وحلاوةً سِمْسِمِيَّهْ .. ولنسائها .. أطواقَ الفيروزْ .. وقصائد الحبّْ ... أدخلُ .. في نَفَقٍ طويلٍ من العصافيرْ .. والمنثورْ.. والياسمينِ العراتليّْ .. أدخُلُ في أسئلة العطرْ.. تضيعُ منّي حقيبتي المدرسيةْ والسَفرْطاسُ النحاسيّْ الذي كنتُ أحملُ فيه طعامي .. والخَرَزَةُ الزَرْقاءْ .. التي كانتْ تُعلِّقُها أُمّي في صدري . فيا أهْلَ الشامْ.. مَنْ وجدني منكمْ.. فليرُدَّني إلى (أم المعتزّ) وثوابه عند الله .. أنا عصفوركم الأخضر.. يا أهل الشامْ فمن وجدني منكمْ.. فليُطْعِمْني حبة قمحْ .. أنا وردتُكُمْ الدمشقيَّةُ .. يا أهل الشامْ فمنْ وجدني منكُمْ ، فلْيَضَعْني في أول مِزْهريَّهْ أنا شاعركمْ المجنونُ .. يا أهل الشامْ فمن رآني منكمْ .. فليَلْتَقِطْ لي صورةً تذكاريةْ قبل أن أشفى من جنوني الجميل .. أنا قمركمُ المشردُ .. يا أهل الشامْ فمن رآني منكمْ .. فليتبرَّعْ لي بفراشٍ .. وبطانيةِ صوفْ .. لأنني لم أنمْ منذُ قُرُونْ ... فيا أهْلَ الشامْ.. مَنْ وجدني منكمْ.. فليرُدَّني إلى (أم المعتزّ) وثوابه عند الله .. أنا عصفوركم الأخضر.. يا أهل الشامْ فمن وجدني منكمْ.. فليُطْعِمْني حبة قمحْ .. أنا وردتُكُمْ الدمشقيَّةُ .. يا أهل الشامْ فمنْ وجدني منكُمْ ، فلْيَضَعْني في أول مِزْهريَّهْ أنا شاعركمْ المجنونُ .. يا أهل الشامْ فمن رآني منكمْ .. فليَلْتَقِطْ لي صورةً تذكاريةْ قبل أن أشفى من جنوني الجميل .. أنا قمركمُ المشردُ .. يا أهل الشامْ فمن رآني منكمْ .. فليتبرَّعْ لي بفراشٍ .. وبطانيةِ صوفْ .. لأنني لم أنمْ منذُ قُرُونْ ... | |
|
| |
روشـان عضو ذهبى
عدد المساهمات : 1353 نقاط : 53025 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 06/11/2010 العمر : 31
| موضوع: العطر السبت ديسمبر 18, 2010 3:17 am | |
| العطر لغةٌ لها مفرداتُها ، وحروفُها ، وأبجديتُها ، ككل اللغات . والعطور أصنافٌ وأمزجة . منها ما هو تمْتَمَةْ .. ومنها ما هو صلاة .. ومنها ما هو غزْوَةٌ بربريَّةْ ... وللعطر المتحضر روعته .. كما للعطر المتوحش روعته أيضاً .. وهذا بالطبع يتوقف على الحالة النفسية التي نكون فيها، عندما نستقبل العطر . وعلى نوع المرأة التي تستعمل العطر . والرجل أيضاً ، يلعب لعبته في تقييم العطر .. بمعنى أن أنف الرجل مرتبطٌ بثقافته ، وتجربته، ومستواه الحضاري . هناك رجالٌ يفضِّلونَ العطور التي تهمس.. منهم من يفضَّلونَ العطورَ التي تصرخ.. ومنهم من يفضِّلون العطورَ التي تغتال .... ثم أن نوعية علاقتنا بالمرأة تلعب دورها في تحديد نوع العطر الذي يُقنعنا .. فعطر العشيقة شيء .. وعطر الحبيبة شيءٌ آخر .. وعطر الطالبة ذات السبع عشر سنة شيء .. وعطر السيدة في الأربعين شيءٌ مختلف .. وبالنسبة لي، يتغير العطر الذي أحبُّ ، بتغير حالتي النفسية .. ففي بعض الأحيان ، أحبُّ العطر الذي نسيَ الكلام ... وفي بعض الأحيان ، أحب العطر الذي يدخل في حوار طويل معي .. وفي بعض الأحيان أحب العطر المسالم .. وفي بعض الأحيان أحب العطر المتوحش .. والعدوانيّْ .. على أن خياري الأول والأخير، في مسألة العطر ، هو أنني أحب المرأة ـ الغمامة التي تخرج من تحت الدُوش وهي لا تحمل على جسدها إلا رائحةَ الصابون .. وقطرات الماء ... | |
|
| |
روشـان عضو ذهبى
عدد المساهمات : 1353 نقاط : 53025 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 06/11/2010 العمر : 31
| موضوع: عاصي الرحباني السبت ديسمبر 18, 2010 3:19 am | |
| 1 عاصي الرحباني ، هو آخر الأشياء الجميلة في حياتنا . هو آخر قصيدة ، قبل أن ندخل في الأمية. وآخر حبة قمحٍ ، قبل أن ندخل في زمن اليَبَاس . وآخر قمرٍ ، قبل أن تهاجمنا العُتْمَة . وآخر حمامةٍ تحطُّ على أكتافنا .. قبل زمن الخراب . وآخر الماء قبل أن تشتعلَ الحرائق في ثيابنا . وآخر الطفولة .. قبل أن تسرقَ الحربُ طفولتنا . به بدأ الحبُّ ، وبه انتهى . وبه بدأ اللونُ الأخضر ... وبه انتهى . وبه بدأ النبيذُ .. وبه انتهى . وبه صار بحرُ (أنطلياسْ) أعظمَ من المحيط الأطلسي. 3 فأحبَبْنَا ... وهو الذي شجَّعَنا على أن نذهب لمواعيدنا ... فَذَهبنا .. وهو الذي علمنا أن تكتب على ضفائر حبيباتنا .. فكتبنا ... وهو الذي غطَّانا بشراشفِ الحنان .. فنمنا ... 4 على يدي عاصي ، تحولت الموسيقى من مُظَاهَرة وتحولَ الحبُّ من غَزْوَةٍ بربريةٍ إلى صلاةْ .. وتحولَ الشعرُ من قرقَعةٍ لغويّة إلى جملةٍ حضارية .. وتحولنا نحنُ ، من كائناتٍ ترابيةْ إلى ضوءٍ مسموعْ ... 5 لم يكنْ عاصي ، حادثاً هامشياً في حياتنا كان جبلاً .. ومؤسسةً .. وأكاديميةً .. ويومَ يكتبُونَ تاريخ الشَجَرْ .. وتاريخَ الدِفْلَى والبَيْلَسَانْ والقرميدِ الأحمر .. وتاريخ القرى اللبنانيّة التي جعلها عاصي الرحباني أهم من باريس، ونيويورك ، وسان فرانسيسكو . يوم يُعلِّمون، بعد ألف سنةٍ في مدارسنا ، أسماء الجبال في لبنان ، فسيكون عاصي الرحباني أعلى وأهم جبلٍ في أطلس لبنان ... أهم من باريس، ونيويورك ، وسان فرانسيسكو . يوم يُعلِّمون، بعد ألف سنةٍ في مدارسنا ، أسماء الجبال في لبنان ، فسيكون عاصي الرحباني أعلى وأهم جبلٍ في أطلس لبنان ... | |
|
| |
روشـان عضو ذهبى
عدد المساهمات : 1353 نقاط : 53025 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 06/11/2010 العمر : 31
| موضوع: هوامِشُ على دفتر الهزيمة 1991 السبت ديسمبر 18, 2010 3:21 am | |
| 1 لا حربنَا حربٌ، ولا سلامُنَا سلامْ جميعُ ما يَمُرُ في حياتنا ليس سوى أفْلامْ ... زواجُنا مُرتجلٌ . وحُبُّنا مُرتَجَلٌ . كما يكونُ الحبُّ في بداية الأَفلامْ . وموتُنا مُقرَرٌ . كما يكونُ الموتُ في نهاية الأفلامْ . لم ننتصِرْ يوماً على ذُبابةٍ لكنها .. تجارةُ الأوْهامْ . فخالدٌ ، وطارقٌ ، وحمزةٌ ، وعُقبَةُ بن نافعٍ ، والزيرُ ، والقَعقَاعُ ، والصَمْصَامْ . مُكَدَّسونَ كُلُّهم .. في عُلبِ الأفلامْ .. 3 وراءها هزيمةٌ .. وراءها هزيمةٌ .. كيف لنا أن نربحَ الحربَ إذا كان الذينَ مَثَّلُوا .. وصوَّرُوا .. وأخرجوا .. تعلَّموا القتالَ في وزارة الإعلامْ ؟؟ 4 في كلِّ عشرينَ سَنَهْ .. ليذبحَ الوَحْدَةَ في سريرها ويُجهضَ الأحلامْ. 5 في كلِّ عشرينَ سنهْ .. يأتي إلينا حَاكمٌ بأمرِهِ ويأخذَ الشمسَ إلى مِنصَّة الإعدامْ . 6 في كلِّ عشرين سنَهْ يأتي إلينا نَرْجسيٌّ عاشقٌ لذاتِهِ ليدَّعي بأنه المَهْديُّ ، والمنْقِذُ ، والواحدُ ، والخالدُ ، والحكيمُ ، والعليمُ ، والقِدِّيسُ ، والإمامْ ... 7 في كلِّ عشرين سَنَهْ يأتي إلينا رجُلٌ مُقامِرٌ ليرهُنَ البلادَ ، والعبادَ ، والتراثَ ، والشُروقَ ، والغروبَ ، والذُكورَ ، والإناثَ ، والأمواجَ ، والبحرَ ، على طاولةِ القِمَارْ .. 8 في كلِّ عشرين سَنَهْ يأتي إلينا رجُلٌ مُعَقَّدٌ يحمل في جيوبهِ أصابعَ الألغامْ .. 9 ليس جديداً خوفُنا من يوم كُنّا نُطفةً في داخل الأرْحَامْ . 10 هل النظامُ ، في الأساس ، قاتلٌ ؟ عن صناعة النظامْ ؟ 11 إنْ رضي الكاتبُ أن يكون مرةً دَجَاجَةً .. تُعاشِرُ الدُيُوكَ .. أو تبيضُ .. أو تنامْ .. 12 للأُدباء عندنا نقابةٌ رسْميَّةٌ تُشْبهُ في تشكيلها نقابةَ الأغْنامْ ... ثم مُلُوكٌ أكلوا نساءَهُمْ في سالف الأيامْ لكنَّما الملوكُ في بلادنا تعوّدوا أن يأكلوا الأقلامْ ... 14 وأصبحَ التاريخُ في أعماقنا إشارةَ استِفْهَامْ !! 15 هُمْ يقطعونَ النَخْلَ في بلادنا للسيّد الرئيسِ ، غاباتٍ من الأصنامْ ! 16 لم يطْلُبِ الخالقُ من عبادهِ أن ينحتوا يوماً لهُ مليونَ تمثالٍ من الرَّخامْ !! تَقَاطعتْ في لحمنا خناجرُ العُرُوبَهْ واشْتَبَكَ الإسلامُ بالإِسلامْ ... 18 بعد أسابيع من الإبحار في مراكب الكلامْ إلا الجلدُ والعِظام .. 19 طائرةُ (الفَانْتُومِ) .. تنقَضُّ على رؤوسِنَا 20 الحَربُ .. لا تربحُها وظائفُ الإنشاءْ . ولا التشابيهُ .. ولا النُعُوتُ .. والأسمَاءْ فكم دَفَعْنَا غالياً ضريبةَ الكلامْ ... 21 من الذي يُنقذُنا من حالة الفِصَامْ ؟ ونحن كلَّ ليلةٍ .. نرى على الشاشاتِ جيشاً جائعاً .. وعارياً .. يشحذُ من خنادق الأعداء (سانْدَوِيشَةً) وينحني .. كي يلثُمَ الأقدامْ !! قد دخلَ القائدُ – بعد نَصْرِهِ – لغرفة الحمامْ .. ونحن قد دخلنا لملجأ الأيتامْ !!.. نموتُ مجَّاناً .. كما الذُّبابُ في إفْريقيا نموتُ كالذُبَابْ. ويدخلُ الموتُ علينا ضاحكاً ويُقفِلُ الأبوابْ. نموتُ بالجُمْلة في فراشنا ويرفضُ المسؤولُ عن ثلاجة الموتى نموتُ .. في حرب الإشاعاتِ.. وفي حرب الإذاعاتِ.. وفي حرب التشابيهِ.. وفي حرب الكِنَاياتِ.. وفي خديعة السَّرابْ . نموتُ.. مَقْهورينَ، مَنْبُوذينَ ، ملْعُونينَ.. مَنْسيِّينَ كالكلابْ .. يُفَلْسِفُ الخَرَابْ... 24 مُضحكةٌ مُبكِيةٌ. معركة الخليجْ. فلا النِّصَالُ انكسَرَتْ فيها على النِّصَالْ. ولا رأينا مرَّةً.. آشورَ بانيبالْ فكُلُّ ما تبقّى.. لمُتْحَفِ التاريخِ . أهْرامٌ من النعالْ!!. 25 في كُلِّ عشرين سَنَهْ. يجيئُنا مِهْيَارْ. يحملُ في يمينه الشَمْسَ، وفي شماله النَّهارْ. ويرسمُ الجنَّاتِ في خيالنا ويُنْزِل الأمطارْ. وفجأةً.. يحتلُّ جيشُ الرُوم كبرياءَنا وتسقُطُ الأسوارْ!!. 26 في كلِّ عِشْرِينَ سَنَهْ. يأتي امرؤُ القَيْس على حصانهِ 27 أصواتنا مكتومةٌ. شفاهنا مختومةٌ. شعوبنا ليست سوى أصفارْ ... إنَّ الجُنُونَ وحدَهُ، يصنعُ في بلادنا القَرارْ... 28 نكذِبُ في قراءة التاريخْ. نكذبُ في قراءة الأخبارْ. إلى انتصارْ!!. 29 يا وطني الغارقَ في دمائهِ يا أيها المَطْعُونُ في إبائهِ مدينةً مدينةً.. نافذةً نافذةً .. غمامةً غمامةً.. حمامةً حمامةً .. مئذنةً مئذنةً .. أخافُ أن أُقرِئَكَ السلامْ .. يُسافر الخنجرُ في عروبتي يسافر الخِنجرُ في رُجولتي هل هذه هزيمةٌ قُطْريَّةٌ ؟ أم هذه هزيمةٌ قوميّةٌ ؟ 30 يُسافر الخنجرُ في عروبتي يسافر الخِنجرُ في رُجولتي هل هذه هزيمةٌ قُطْريَّةٌ ؟ أم هذه هزيمةٌ قوميّةٌ ؟ أم هذه هزيمتي ؟؟ | |
|
| |
روشـان عضو ذهبى
عدد المساهمات : 1353 نقاط : 53025 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 06/11/2010 العمر : 31
| موضوع: البحثُ عن سيّدةٍ إسْمُها السبت ديسمبر 18, 2010 3:22 am | |
| 1 سَيِّدتي الشُورَى : ما أحوالُكِ ؟ ما عُنْوانُكِ ؟ ما صندوقُ بريدكِ ؟ هل يمكنني أن ألقاكِ لخَمْسِ دقائقَ يا سيِّدتي الشُورَى ؟.. فتَّشْنا عنكِ طويلاً بين الماءِ .. وبينَ الماءِ .. وبين الرملِ .. وبين الرملِ .. وبينَ القَتْلِ .. وبين القَتْلِ .. وبينَ قُرَيْشٍ .. وقُرَيْشٍ .. فوجدنَا أنقاضَ خُيولٍ ووجدنا أجزاءَ سُيُوفٍ ووجدنا أشباه رجالٍ ووجدنا جيشاً مَدْحُوراً ... سَيِّدتي .. سَيِّدتي الشُورَى : فتَّشْنا عنكِ بأقْسَام البُوليسِ ، وقائمةِ السُجَناءِ ، وطابُورِ الغُرَباءِ ، وفي غُرَفِ الإنْعَاشِ ، وثلاجَاتِ الموتى .. فتّشْنا .. عن سيّدةٍ فُقِدَتْ منذ القرن الأولِ منّا ، تُدْعَى الشُورى . فَوَجدنا رأساً مقطُوعاً .. ووجدنا جَسَداً مُغْتَصَباً .. ووجدنا نَهْداً مَبتُورا ... 3 من يومِ وُلِدْنَا وبأنَّ الشَعْبَ شريكٌ في التفكير .. وفي التدبير .. وفي التنظيرِ .. كما تقضي أنظمةُ الشُورَى لكنَّا .. لم نُسْألْ أَبَداً إنْ كُنَّا في الأصل إناثاً أو كنّا في الأصلِ ذُكورا ... أو كنَّا بَشَراً .. أو كُنَّا قِطَطَاً .. وكلاباً .. وطُيُورا .. أو كُنَّا نأكُلُ فاكهةً أو نأكُلُ تِبْنَاً .. وشعيرا .. وبقينا في رسم الإيجارْ تحلبُنا الدولةُ كالأبقارْ لا نعرفُ مَنْ يَسْتأجرُنا . لا نعرفُ من هو مالِكُنا . لا نعرفُ مَنْ في اليوم التالي يَرْكبُنَا .. وبقينا نسألُ أنْفُسَنا هل هي شُورَبَةٌ .. أم شورَى ؟؟ 5 لو أنتَ دخلتَ على فِرْعَونٍ في عُزْلتهِ الأَبَديَّهْ قَطَراتِ دماءٍ بَشَريَّهْ . وتُشاهدُ فوقَ وسادتِهِ امْرأَةً دونَ ذراعَيْها .. وقصائدَ دونَ ذراعَيْهَا .. وخَوَاتمَ ذََهَبٍ مَرميَّهْ .. وتُشاهِدُ تحت أظافرِهِ قطعاً من لَحْمِ الحُرّيهْ .. 6 من يوم وُلِدْنَا نسمعُ عن حُكْمِ الشُورّى لكنَّ الحاكمَ في الشرق الأوسَطْ وبالَ على رأي الإنسانِ .. وبالَ على حُكْم الشُورى .. واحترفَ الرَقْصَ على أجساد الشَعْبِ وشيَّدَ للظُلْمِ قُصُورا .. ورمانا في آتون الحَرْبِ وأحْرَقَ أُمَماً وعُصُورا .. فأفَقْنَا في ذاتِ صباحٍ لنرى أنفُسَنَا مكتوبينَ بقائمة الموتى . ونرى الراياتِ مُمزَقةً . ونرى الجُدرانَ مُهَدَّمةً . ونرى الأجْسَادَ مُفَحَّمةً . ونرى أكفاناً وقُبُورا . وأفَقْنَا في ذاتِ صباحٍ لنُلَمْلِمَ وطناً مكْسُورا .. وعرفنا – بعدَ سُقُوطِ البَصْرةِ – ما معنى الشُورَى !! 7 ما زلنا منذ طُفُولتنا نتفاءلُ باللون الكاكيِّ ونفرحُ بالعُقَدَاءِ .. وبالنَجْماتِ على الأكتافِ .. وبالجَزْماتِ .. وبالأزرارْ .. ما زلنَا .. - منذُ بدأنا نقرأُ - نتلوُ قرآن الثُوَّارْ .. ونُغَطّي دبَّاباتِ الجيشِ الظافرِ بالقُبُلاتِ .. وبالصَلَواتِ .. وبالأزهارْ . بمجيء الضُبَّاط الأحرارْ .. 8 لا لُغَةٌ .. تجمعُ بين الحاكم والمحكوم لدَيْنَا إلا لغةُ البَلْطَة والمِنْشَارْ .. لا خيطٌ يجمع بينهُمَا إلا ما يجمعُ بين القِطِّ .. وبين الفَارْ .. ... وأتانا الضُبَّاطُ الأحرارْ . وبدأنا ننسى ضوءَ الشَمْسِ ، وصَوْتَ البحرِ ، وألوانَ الأشجارْ .. وبدأنا نسقُطُ تحت نعالِ الخَيلِ ، ونُصْلبُ في غُرَف التعذيبِ ، ونُشْوَى في أفْران النارْ .. شكلَ الإنسانِ – الصَرصَارْ . وبدأنا نسألُ أنفسنا : أهنالكَ ربٌّ يسمعُنا خَلفَ الأسوارْ ؟؟ 10 يتكسَّرُ وطني مثلَ قوارير الفَخَّارْ . تَنْقَرِضُ الأُمَّةُ بين الماءِ وبين الماءِ .. تهاجرُ أسماكٌ وبحارْ . تَنْهارُ بناياتُ التاريخِ جداراً بعد جدارْ .. وأنا أتأمَّلُ ما تعرضهُ الشاشةُ من أخبار العارْ .. ومُذيعُ الدولةِ ، يُعْلنُ دونَ حياءٍ ، بفضلِ نضالِ الحِزْبِ .. وفَضْلِ الضُبّاطِ الأحرارْ " !! مثلَ قوارير الفَخَّارْ . تَنْقَرِضُ الأُمَّةُ بين الماءِ وبين الماءِ .. تهاجرُ أسماكٌ وبحارْ . تَنْهارُ بناياتُ التاريخِ جداراً بعد جدارْ .. وأنا أتأمَّلُ ما تعرضهُ الشاشةُ من أخبار العارْ .. ومُذيعُ الدولةِ ، يُعْلنُ دونَ حياءٍ ، "أنَّا قد حقَّقنا النَصْرَ .. بفضلِ نضالِ الحِزْبِ .. وفَضْلِ الضُبّاطِ الأحرارْ " !! | |
|
| |
روشـان عضو ذهبى
عدد المساهمات : 1353 نقاط : 53025 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 06/11/2010 العمر : 31
| موضوع: إلى أينَ يذهبُ مَوْتَى الوطَنْ ؟ السبت ديسمبر 18, 2010 3:24 am | |
| 1 نَموتُ مُصَادَفةً .. ككلاب الطريقْ . ونجهلُ أسماءَ من يَصْنَعُونَ القَرارْ . نموتُ ... ولسنا نُنَاقشُ كيف نموتُ ؟ وأينَ نموتُ ؟ فيوماً نموتُ بسيفِ اليمينْ . ويوماً نموتُ بسيفِ اليَسَارْ .. نموتُ من القهرِ حَرباً وسِلماً .. ولا نتذكَّرُ أوجُهَ من قتلونا ولا نتذكَّرُ أسماءَ من شَيَعُونا فلا فرقَ – في لحْظَة الموتِ – بين المَجُوسِ .. وبين التََتَارْ ... بلادٌ .. تُجيدُ كتابةَ ِشعرِ المراثي وتمتدُّ بينَ البُكاءِ .. وبين البُكاءْ بلادٌ .. جميعُ مدائنها كَرْبَلاءْ ... 3 بِكَعْبِ الحذاءِ تُدارْ .. فلا من حكيمٍ .. ولا من نبيٍّ .. ولا من كتابْ . بلادٌ .. بها الشعبُ يأخذُ شَكْلَ الذُبابْ !! 4 بلادٌ .. بلادٌ يُسيِّجُها الخوف ، حيثُ العُروبةُ تغدو عقاباً .. وحيثُ الدَعَارةُ تصبح طُهْراً وحيثُ الهزيمةُ تغدو انتصارْ ... 5 مبادئُ .. بالرطلِ مَطْروحةٌ على عرباتِ الخُضارْ .. تكفلُ حريَّةَ الرأي .. تُعْرَضُ كالفِجْلِ في عَرَبات الخُضَارْ . قصائدُ .. ليسَ عليها إزَارْ تُضاجعُ في الليل كلَّ خليفَهْ .. وتُرْضي جميع جُنُود الخليفَهْ .. وتُرمى صباحاً كأيّة جيفَهْ عل عرَبات الخُضَارْ .. 6 بلادٌ .. بدون بلادْ فأينَ مكانُ القصيدَةِ بين الحصارِ ، وبين الحصارْ ؟ فِعْلُ انتحارْ .. 7 بلادٌ .. تُحاولُ أشجارُها من اليأسِ ، أن تتوسَّلَ تأشيرةً للسفَرْ .. بلادٌ .. تخافُ على نَفْسِها من قصيدة شعرٍ .. ومن قَمَر الليل ، حين يمشّطُ شعرَ المَسَاءْ . وتخشى على أَمْنِها وعُيُونِ النساءْ .. 9 أُفتّشُ عن وطنٍ لا يَجيءُ ..وأسكنُ في لغةٍ ليس فيها جدارْ ... 10 بلادٌ .. تُعِدُّ حقائبَها للرحيلْ وليس هناكَ رصيفٌ 11 إلى أين يذهبُ مَوتَى الوطَنْ ؟ وكلُّ العقارات فيهِ ومن يدلكونَ بزيت البَنَفْسجِ صدرَ الرئيسْ .. وظهرَ الرئيسْ .. وبطنَ الرئيسْ .. ومن يحملونَ إليه كؤوسَ اللَّبنْ .. إلى أين يذهبُ ؟ وما عندهم شِقّةٌ للسَكَنْ !! 12 ولو موتُنا .. كانَ من أجل أَمْرٍ عظيمْ لكنَّا ذهبنا إلى موتنا ضاحكينْ ولو موتُنا كانَ من أجل وقْفة عزٍّ وتحرير أرضٍ .. وتحريرِ شعْبٍ .. سبقنا الجميعَ إلى جنَّة المؤمنينْ ولكنَهمْ .. قرّروا أن نموتَ .. ليبقى النِظَامْ .. وأخوالُ هذا النظامْ .. وتبقى تماثيلُ مصنوعةٌ من عجينْ !! 13 يموتُ الملايينُ منّا ولا تتحرَّكُ في رأس قائدنا شَعْرَةٌ واحدَهْ .. ولم أكُ أعرفُ أن الطُغَاةْ يضيقُونَ بالآلة الحاسِبَهْ .. 14 أحاولُ بالشِعْرِ .. أن أستعيدَ مَرَايا النهارْ . وعُشْبَ الحقولِ ، وضوءَ النجومِ ، وأستنْبِتَ القمحَ من تحت هذا الدَمَارْ . 15 أُحاولُ بالشِعْرِ .. إنهاءَ عصر التَخَلُّفِ ، حتى أؤسِّسَ عصراً جديداً من الوَرْْد والجُلَّنارْ . أُحاولُ بالشِعرِ .. تفجيرَ عَصْرٍ وتغييرَ كَوْنٍ .. وإشْعَالَ نارْ .. 17 بحثتُ طويلاً عن المُتَنبِّي فلمْ أرَ من عزَّة النفسِ بحثتُ عن الكبرياء طويلاً ولكنني لم أشاهدْ بعَصْر المماليكِ إلا الصِغَارَ .. الصِغَارْ ... من الوَرْْد والجُلَّنارْ . 16 أُحاولُ بالشِعرِ .. تفجيرَ عَصْرٍ وتغييرَ كَوْنٍ .. وإشْعَالَ نارْ .. 17 بحثتُ طويلاً عن المُتَنبِّي فلمْ أرَ من عزَّة النفسِ إلا الغُبارْ .. بحثتُ عن الكبرياء طويلاً ولكنني لم أشاهدْ بعَصْر المماليكِ إلا الصِغَارَ .. الصِغَارْ ... | |
|
| |
روشـان عضو ذهبى
عدد المساهمات : 1353 نقاط : 53025 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 06/11/2010 العمر : 31
| موضوع: إلى أينَ يذهبُ مَوْتَى الوطَنْ ؟ السبت ديسمبر 18, 2010 3:26 am | |
| 1 نَموتُ مُصَادَفةً .. ككلاب الطريقْ . ونجهلُ أسماءَ من يَصْنَعُونَ القَرارْ . نموتُ ... ولسنا نُنَاقشُ كيف نموتُ ؟ وأينَ نموتُ ؟ فيوماً نموتُ بسيفِ اليمينْ . ويوماً نموتُ بسيفِ اليَسَارْ .. نموتُ من القهرِ حَرباً وسِلماً .. ولا نتذكَّرُ أوجُهَ من قتلونا ولا نتذكَّرُ أسماءَ من شَيَعُونا فلا فرقَ – في لحْظَة الموتِ – بين المَجُوسِ .. وبين التََتَارْ ... بلادٌ .. تُجيدُ كتابةَ ِشعرِ المراثي وتمتدُّ بينَ البُكاءِ .. وبين البُكاءْ بلادٌ .. جميعُ مدائنها كَرْبَلاءْ ... 3 بِكَعْبِ الحذاءِ تُدارْ .. فلا من حكيمٍ .. ولا من نبيٍّ .. ولا من كتابْ . بلادٌ .. بها الشعبُ يأخذُ شَكْلَ الذُبابْ !! 4 بلادٌ .. بلادٌ يُسيِّجُها الخوف ، حيثُ العُروبةُ تغدو عقاباً .. وحيثُ الدَعَارةُ تصبح طُهْراً وحيثُ الهزيمةُ تغدو انتصارْ ... 5 مبادئُ .. بالرطلِ مَطْروحةٌ على عرباتِ الخُضارْ .. تكفلُ حريَّةَ الرأي .. تُعْرَضُ كالفِجْلِ في عَرَبات الخُضَارْ . قصائدُ .. ليسَ عليها إزَارْ تُضاجعُ في الليل كلَّ خليفَهْ .. وتُرْضي جميع جُنُود الخليفَهْ .. وتُرمى صباحاً كأيّة جيفَهْ عل عرَبات الخُضَارْ .. 6 بلادٌ .. بدون بلادْ فأينَ مكانُ القصيدَةِ بين الحصارِ ، وبين الحصارْ ؟ فِعْلُ انتحارْ .. 7 بلادٌ .. تُحاولُ أشجارُها من اليأسِ ، أن تتوسَّلَ تأشيرةً للسفَرْ .. بلادٌ .. تخافُ على نَفْسِها من قصيدة شعرٍ .. ومن قَمَر الليل ، حين يمشّطُ شعرَ المَسَاءْ . وتخشى على أَمْنِها وعُيُونِ النساءْ .. 9 أُفتّشُ عن وطنٍ لا يَجيءُ ..وأسكنُ في لغةٍ ليس فيها جدارْ ... 10 بلادٌ .. تُعِدُّ حقائبَها للرحيلْ وليس هناكَ رصيفٌ 11 إلى أين يذهبُ مَوتَى الوطَنْ ؟ وكلُّ العقارات فيهِ ومن يدلكونَ بزيت البَنَفْسجِ صدرَ الرئيسْ .. وظهرَ الرئيسْ .. وبطنَ الرئيسْ .. ومن يحملونَ إليه كؤوسَ اللَّبنْ .. إلى أين يذهبُ ؟ وما عندهم شِقّةٌ للسَكَنْ !! 12 ولو موتُنا .. كانَ من أجل أَمْرٍ عظيمْ لكنَّا ذهبنا إلى موتنا ضاحكينْ ولو موتُنا كانَ من أجل وقْفة عزٍّ وتحرير أرضٍ .. وتحريرِ شعْبٍ .. سبقنا الجميعَ إلى جنَّة المؤمنينْ ولكنَهمْ .. قرّروا أن نموتَ .. ليبقى النِظَامْ .. وأخوالُ هذا النظامْ .. وتبقى تماثيلُ مصنوعةٌ من عجينْ !! 13 يموتُ الملايينُ منّا ولا تتحرَّكُ في رأس قائدنا شَعْرَةٌ واحدَهْ .. ولم أكُ أعرفُ أن الطُغَاةْ يضيقُونَ بالآلة الحاسِبَهْ .. 14 أحاولُ بالشِعْرِ .. أن أستعيدَ مَرَايا النهارْ . وعُشْبَ الحقولِ ، وضوءَ النجومِ ، وأستنْبِتَ القمحَ من تحت هذا الدَمَارْ . 15 أُحاولُ بالشِعْرِ .. إنهاءَ عصر التَخَلُّفِ ، حتى أؤسِّسَ عصراً جديداً من الوَرْْد والجُلَّنارْ . أُحاولُ بالشِعرِ .. تفجيرَ عَصْرٍ وتغييرَ كَوْنٍ .. وإشْعَالَ نارْ .. 17 بحثتُ طويلاً عن المُتَنبِّي فلمْ أرَ من عزَّة النفسِ بحثتُ عن الكبرياء طويلاً ولكنني لم أشاهدْ بعَصْر المماليكِ إلا الصِغَارَ .. الصِغَارْ ... من الوَرْْد والجُلَّنارْ . 16 أُحاولُ بالشِعرِ .. تفجيرَ عَصْرٍ وتغييرَ كَوْنٍ .. وإشْعَالَ نارْ .. 17 بحثتُ طويلاً عن المُتَنبِّي فلمْ أرَ من عزَّة النفسِ إلا الغُبارْ .. بحثتُ عن الكبرياء طويلاً ولكنني لم أشاهدْ بعَصْر المماليكِ إلا الصِغَارَ .. الصِغَارْ ... | |
|
| |
روشـان عضو ذهبى
عدد المساهمات : 1353 نقاط : 53025 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 06/11/2010 العمر : 31
| موضوع: الكتابةُ بالحِبْر السريّ السبت ديسمبر 18, 2010 3:29 am | |
| 1 هُمْ يكتبُونَ .. كأنهمْ لا يكتُبُونْ . ويُعاصِرون سقوطَ تاريخٍ .. وهمْ مثلَ الدَجَاج مُجلَّدُونْ .. ويُسافرونَ .. بغير أقدامٍ ، على أوراقهمْ ويُضاجعون نساءَهم ليلاً وهُمْ مُتنكّرونْ .. وطنٌ تَنَاثرَ كالغُبَار أمامهمْ وهُمُ على أطلاله يتنَزَّهُونْ .. هُمْ خائفونَ .. على أناقَتِهمْ .. وقَصَّةِ شَعْرِهمْ .. وعلى نَشَاءِ قميصهِمْ .. هُمْ خائفُونْ . 3 حتى يُبْدِعُوا .. مِنْ بَعْدِ زيتِ الكازِ .. ماذا يشربُونْ ؟ هل هؤلاءِ طليعةٌ ثوريَّةٌ أم باعةٌ مُتجولُونْ ؟؟ 4 البائعونَ ثقافةً مغْشُوشَةً والراقدونَ بغرفةِ الإنعاشِ .. لا يتحركُّونْ .. والسائحونَ على ضِفَاف جِراحِنا ماذا سيفعلُ هؤلاءِ السائحونْ ؟ فمِنَ المقاهي .. يُعلنونَ حُرُوبَهُمْ . ومن المقاهي .. يُطْلِقُونَ رصَاصَهُمْ وعلى كراسيها الوثيرةِ يحضنُونَ بُيُوضَهُمْ .. ويُفرِّخُونْ .. ما أجْبَنَ الثَوْرَاتِ تخرُجُ من كُؤُوسِ اليانَسُونْ !! 5 ماذا يريدُ الأنبياءُ الكاذبونْ ؟ الثائرونَ على دفاترهمْ والشاهرُونَ سيوفَ أحْرفُهِم وهُمْ مُتَقاعِدُونْ .. والحاملونَ طُبولَهُمْ .. ودُفُوفَهُمْ .. فبكلِّ عُرسٍ سُلْطَويٍّ يدبكُون .. ويرقُصُونْ .. ولكلِّ طاغيةٍ .. يُضيئونَ الشموعَ .. ويسجدُونَ .. ويركعونْ .. 6 ماذا يريد الهاربونَ من الشهامةِ ، والرُجولةِ ، ما يريدُ الهاربُونْ ؟ يُدخِّنُونْ .. ماذا يريدُ النَرْجسيُّونَ الذين بحُسْنهم يتغزَّلُونْ ؟ وبشِعْرهِمْ يتغزًّلُونْ .. وبنثرهمْ يتغزَّلونْ .. 7 الرائدونَ .. وليس ثمَّ ريَادَةٌ .. أو رائدُونْ .. والجالسونَ أمامَ أبواب الجوامعِ .. والكنائسِ .. يَشْحَذُونْ . 8 ماذا يريدُ اللاعبونَ على اللُّغَاتِ الشاطرونَ .. الماكرونْ ؟ الشاهدونَ على جريمة شنْقِنَا ماذا تراهُم يشهدُونْ ؟ في أيِّ يومٍ يغضَبُونْ ؟ في آبَ ؟ في أيلولَ ؟ في تشرينَ ؟ في يوم القيامةِ – رُبَّما – هُمْ يغضَبُونْ !!. 9 لا شيءَ .. في العصر البيزنطيِّ الجديدِ يَهزُّهُمْ .. لا شيءَ .. في عصر المماليكِ الجديد يَهزُّهُمْ .. لا شيءَ .. في عصر (المارينز) يُثيرُهُمْ أو يرفُضُوا .. أو يبصُقُوا .. أو يعلنوا رأياً .. فهُمْ موتى وماذا قد يقومُ الميِّتُونْ ؟ 10 مَنْ هؤلاءِ السادةُ المُسْتَشْرِقُونْ ؟ ولأيِّ شعبٍ ؟. أيِّ أرضٍ ؟ أيِّ دينٍ ؟ أيِّ ربٍّ ينتمونْ ؟ ما مسَّهُمْ حَرٌّ ، ولا قَرٌّ ، ولا قَلَقٌ ، ولا أَرَقٌ ، ولا مَنْ يَحْزَنُونْ .. يتكلمونَ .. بألف موضوعٍ ولا يتكلمونْ .. ويحركون شفاههمْْ لكنهم لا ينطقونْ .. ويشاهدون جنازة الوطن القتيل أمامهمْ تمشي .. فلا يترحمونْ .. 11 مَنْْ هؤلاءِ الطارئونَ على مَشَاكلِ عَصْرِنا ؟ مَنْ هؤلاءِ الطارئُونْ ؟ هُمْ يزعمُونَ بأنَّهُمْ سيغيِّرونَ خريطةَ الدنيا .. وهم مُتَخلّفونْ .. وبأنهم سيُحرّرونَ الفكرَ والإنسانَ في كَلِمَاتِهمْ وهُمُ على كُلِّ الموائد يخدُمُونْ .. وبأنّهمْ عَرَبٌ غطاريفٌ وهُمْ مُسْتعرِبُونْ .. مَنء هؤلاءِ الخائفُونَ على طراوة جِلْدِهمْ ؟ وعلى تناسقِ خَصْرِهمْ وعلى أنوثة صوتِهمْ مَنْ هؤلاء المُتْرَفُونْ ؟ هل هؤلاءِ طليعةُ ثوريَّةٌ ؟ أم باعةٌ متجوِّلُونْ ؟؟ وبأنّهمْ عَرَبٌ غطاريفٌ وهُمْ مُسْتعرِبُونْ .. 12 مَنء هؤلاءِ الخائفُونَ على طراوة جِلْدِهمْ ؟ وعلى تناسقِ خَصْرِهمْ وعلى أنوثة صوتِهمْ مَنْ هؤلاء المُتْرَفُونْ ؟ هل هؤلاءِ طليعةُ ثوريَّةٌ ؟ أم باعةٌ متجوِّلُونْ ؟؟ | |
|
| |
روشـان عضو ذهبى
عدد المساهمات : 1353 نقاط : 53025 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 06/11/2010 العمر : 31
| موضوع: إلى زَائِرَة السبت ديسمبر 18, 2010 3:38 am | |
| حَسْبي بهذا النَفْخِ والهَمْهَمَهْ يا رِعْشَةَ الثعبان .. يا مُجْرِمَهْ زحفاً إلى غرفتي الملْهَمَهْ.. مفكوكة الأزرار عن جائعٍ وشَعْرُكِ المسفوحُ .. خُصْلاتُهُ مهملةٌ ، لا تعرف اللمْلَمَهْ تائهةٌ كالفكرة المُبْهَمَهْ ونَهْدُكِ الملتفُّ في ريشهْ كالأرنب الأبيض في وَثْبِهِ الله.. كم حاولتُ أن أرسمَهْ هل ظَلَّ شيءٌ بَعْدُ ما حطَّمَهْ؟ آمنتُ باللَّذاتِ مَسْلُولةً وكم لدى المرأة من طلبٍ في جوع عينيها له ترجمَهْ شهيّةَ العطر . أنا ماردٌ فحاذِري أن تكسِري قُمْقُمَهْ عواصفي ، وشهوتي الملْجَمهْ لا يعرفُ الطوفانُ في جَرْفِهِ وكم لدى المرأة من طلبٍ في جوع عينيها له ترجمَهْ *** شهيّةَ العطر . أنا ماردٌ فحاذِري أن تكسِري قُمْقُمَهْ ما أنتِ ؟ ما نَهْدَاكِ؟ إن قَهْقَهْتْ عواصفي ، وشهوتي الملْجَمهْ لا يعرفُ الطوفانُ في جَرْفِهِ ما حلَّلَ اللهُ .. وما حَرَّمَهْ.. | |
|
| |
روشـان عضو ذهبى
عدد المساهمات : 1353 نقاط : 53025 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 06/11/2010 العمر : 31
| موضوع: القُرْطُ الطويل السبت ديسمبر 18, 2010 3:44 am | |
| جاران ِ للسالف.. مَن ذا رأى على بساطٍ.. رُزْمتي جَوْهَر ِ قد فـُكَّتا.. فانفرطتْ أنجمٌ على طريق ٍ معشبٍ.. مُزهِر ِ.. حبلا بريق ٍ.. رافقا جيدها واستأنسا بالهُدْبِ والمِحْجر ِ وَشْوَشة ُ البَحْراتِ.. مسموعة ٌ من مقعدي، وضجَّة ُ الأنهُر ِ ياطيبَ شلاّلين ِ من فضةٍ سالا على مقالع المرمر ِ كم غـَلـْغـَلا خلف ذؤاباتها وخوّضا في المسكِ والعنبر ِ.. ما تَعبا رقصاً على جيدها ولا انتهى الهَمْسُ مع المئزر ِ أرجوحة ٌ من قـَلقي خيطـُها من نـَزَق المدوّر ِ الأسمَر ِ.. أسلاكُها تمضي على كيفها تمضي.. وتمضي.. في مدى مُقمر ِ تحط إن شاءتْ على شَعْرها أو.. لا.. ففوق البؤبؤ ِ الأخضر ِ. يردّني القِرْطُ كأنيِّ به.. يخافُ أن أعلقَ بالأحمر ِ رغم امتناع القرط.. أجتاحُهُ أشرسَِ من عصفورة البيدَرِ.. | |
|
| |
روشـان عضو ذهبى
عدد المساهمات : 1353 نقاط : 53025 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 06/11/2010 العمر : 31
| موضوع: مُسَافِرَة السبت ديسمبر 18, 2010 3:45 am | |
| جِئْتُها نازفَ الجراح ، فقالتْ: شاعرَ الحُبِّ والأناشيدِ .. ما بِكْ؟ ذاكَ منديليَ الصغيرَ .. فكفْكِفْ قَطَراتِ الأسى على أهدابِكْ نَمْ على زنديَ الرحيم .. وأَشْفِقْ يا رفيقَ الصبا .. على أعصابِكْ إرفعِ الرأسَ ، والتفتْ لي قليلاً يا صغيري ، أكْأَبْتَني باكتئابِكْ مُمْكِنٌ أن نظلَّ بعدُ صديقيْنِ تَفَاءلْ .. ألم تزلْ في ارتيابِكْ؟ *** ما تقولينَ ؟ كيفَ أحملُ جُرْحي بيميني .. كيفَ احتمالُ اغترابِكْ أينَ تَمْضينَ؟ كيفَ تَمْضينَ ؟ رُدِّي وأغانيَّ ضارعاتٌ ببابِكْ وببيتي من ضَوْء عَيْنَيْكِ ضوءٌ وبقايا من رائعاتٍ ثيابِكْ أنتِ لي رَحْمةٌ من الله بيضاءُ أُحِسُّ السلامَ في أعتابِكْ أنتِ كوخُ الأحلام آوي إليهِ أَشربُ الصمتَ في حمى أعشابِكْ أنتِ شَطٌ أغفتْ عليه الهناءاتُ وقِلْعي حيرانُ فوق عُبابِكْ أنتِ حَانُوتُ خمرتي إن طغى الدهرُ وجدتُ السلوانَ في أكوابِكْ أنتِ كَرْمى الدفيقُ .. لو يُعْبَدُ الكرْمُ عَبَدتُ النيرانَ في أعنابِكْ *** مَسَحَتْ جبهتي .. بأنْمُلِها الخَمْس وفَكَّتْ لي شعريَ المتشابِكْ يا صديقي وشاعري : لا تُمَكِّنْ قَبْضَةَ اليأس من طُمُوح شبابِكْ أنتَ للفنّ .. قد خُلِقْتَ وللشِعْر .. سَيَهْدي الدُنيا بريقُ شهابِكْ أنا دَعْني أسيرُ .. هذا طريقي وامْشِ يا شاعري إلى محرابِكْ ما خُلِقْنا لبعضنا .. يا حبيبي فابقَ للفنِّ .. للغِنَا .. لكتابِكْ.. | |
|
| |
روشـان عضو ذهبى
عدد المساهمات : 1353 نقاط : 53025 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 06/11/2010 العمر : 31
| موضوع: وَرَقة إلى القارِئ السبت ديسمبر 18, 2010 3:48 am | |
| كميس الهوادج ... شرقية ٌ ترش على الشمس حلوا الحدا كدندنة البدو فوق سرير من الرمل ينشف فيه الندا ومثل بكاء الماّذن وسرتُ الى الله اجرح صوت المدى أعبّىء جيبي نجوماً وأبني على مقعد الشمس لي مقعدا ويبكي الغروب على شرفتي ويبكي لأمنحه موعدا شراع أنا لا يطيق الوصول ضياعٌ أنا لا يريد الهدى حروفي جموع السنونو تمدُّ على الصحو معطفها الأسودا أنا الحرف ...أعصابه ... نبضه تمزقهُ قبل أن يولدا أنا لبلادي ... لنجماتها لغيماتها ...للشذا ...للندى سفحت قواوير لوني نهوراً على وطني الأخضر المفتدى ونتفت في الجو ريشي صعوداً ومن شرف الفكر أن يصعدا تخليتُ حتى جعلت العطور ترى ويشم اهتزاز الصدى بأعراقي الحمر إمرأةٌ تسير معي في مطاوي الردى تفح وتنفخ في أعظمي فتجعل من رئتي موقدا هو الجنس أحمل في جوهري هيولاه ما شاطىء المبتدا بتركيب جسمي جوع ٌ يحن ُ لأخر....جوعٌ يمد اليدا أتحسب أنكَ غيري ضللت فإنَّ لنا العنصر الأوحدا جمالك مني ... فلولاي لم تكُ شيئا ولولاي لم ن توجدا ولا فقع الثدي أو عربدا صنعتك من أضلعي لا تكن جحوداً لصنعي ولا ملحدا أضاعكَ قلبي ولما وجدتكَ يوماً بدربي وجدت الهدى عزفت ولم أطلب النجم بيتاً ولا كان حلمي أن أخلدا إذ قيل عني "أحسُ" كفاني ولا أطلب" الشاعر الجيدا" شعرتُ "بشيءٍ" فكونت "شيئاً" بعفويةٍ دون أن أقصدا فيا قارئي ...يا رفيق الطريق أنا الشفتان وأنتَ الصدى سألتكَ بالله ...كن ناعماً أذا ما ضممت حروفي غدا تذكر ..وأنتَ تمر عليها عذاب الحروف لكي توجدا سأرتاح لم يكن معنى وجودي فضولاً...ولا كان عمري سدا فما مات من في الزمان أحب َّ ولا ماتَ من غردا | |
|
| |
روشـان عضو ذهبى
عدد المساهمات : 1353 نقاط : 53025 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 06/11/2010 العمر : 31
| موضوع: مَذعُورة الفسْتَان السبت ديسمبر 18, 2010 3:49 am | |
| مَذْعورَةَ الفُسْتَانِ .. لا تهربي لي رأيُ فنّانٍ ، وعَيْنَا نبي واْلتَفَّ بالعِقْدِ .. وبالجوْرَبِ والتهَمَ الخَيْطَ .. وما تَحْتَهُ واقْتَحَمَ النهدَ .. وأَسوارَهُ ولم يُعدْ من ذلك الكوكبِ يمشي على جُرح هوىً مُرْعِبِ يمشي بلا وَعْيٍ ولا غايةٍ حَرَّكتِ بالإيقاع أَحْجَارَهُ فانْدَفَعتْ في عِزَّةِ الموكبِ شيئاً من الليلِ .. من المغْرِبِ أهذه أنتِ ؟ صَبَاحي رِضَا تَمَهَّلِي في السَيْر .. هل رَغْبَةٌ ظَلَّتْ بصدر الدرب لم تَرْغَبِ؟ لم ينسجمْ . لم يَبْكِ . لم يَطْرَبِ تَسَلْسَلي ، إيقاعَ رَصْدٍ ، ثِبي *** مُخضَرَّةَ الخطوة .. لا تُجْفلي مَشَى بكِ المقهى .. مشى حَيُّنا حَلْفَ حفيفِ المِئْزَرِ المُطْرِبِ حُلْمُ طُيُورِ البحرِ بالمركبِ أَذْرُعُنا . أَذْرُعُ أشواقِنا نحنُ ! دعي نحن .. أيا واحةً يحلمُ فيها كلُّ مُسْتَرْطِبِ .. لولاكِ وجهُ الأرضِ لم يُعْشِبِ الرصيفُ . يا للموسمِ الطيَّبِ.. هل تغضبُ الوردةُ .. كي تغضبي؟ مَشَى بكِ المقهى .. مشى حَيُّنا حَلْفَ حفيفِ المِئْزَرِ المُطْرِبِ نحنُ افتكارُ الجُرْح في نفسِهِ حُلْمُ طُيُورِ البحرِ بالمركبِ أَذْرُعُنا . أَذْرُعُ أشواقِنا تَهْتُفُ بالذَهَابِ : لا تَذْهَبِ .! نحنُ ! دعي نحن .. أيا واحةً يحلمُ فيها كلُّ مُسْتَرْطِبِ .. مَرَرْتِ .. أم نَوَّارُ مَرَّ هنا ؟ لولاكِ وجهُ الأرضِ لم يُعْشِبِ دُوسي . فَمِنْ خطوكِ قد زَرَّرَ الرصيفُ . يا للموسمِ الطيَّبِ.. | |
|
| |
روشـان عضو ذهبى
عدد المساهمات : 1353 نقاط : 53025 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 06/11/2010 العمر : 31
| موضوع: مكَابَرَةَ السبت ديسمبر 18, 2010 3:50 am | |
| تُراني أُحِبُّكِ ؟ لا أَعْلَمُ سُؤالٌ يحيطُ بهِ المُبْهَمُ وإن كان حبي لك افتراضا.لماذا؟ إذا لُحْتِ طاشَ برأسي الدمُ وحَارَ الجوابُ بحنْجُرتي وفَرَّ وراءَ ردائكِ قلبي ليلثمَ منكِ الذي يَلْثمُ أنا لا أُحِبُّ .. ولا أُغْرَمُ *** وتطفو على مَضْجَعي الأنجُمُ وأسأَلُ قلبي : أتعرفُها؟ تُراني أُحِبُّكِ؟ لا . لا . مُحَالٌ *** وإن كنتُ لستُ أُحِبُّ ، تراهُ وتلكَ القصائدُ أشدو بها أما خلفَها امرأةٌ تُلْهِمُ؟ أنا لا أُحِبُّ .. ولا أُغْرَمُ *** أُلِحُّ . وأرجُو . وأسْتَفْهِمُ فيهمُسُ لي : أنتَ تعبُدُها لماذا تكابرُ .. أو تَكْتُمُ ؟ وتلكَ القصائدُ أشدو بها أما خلفَها امرأةٌ تُلْهِمُ؟ تُراني أُحِبُّكِ؟ لا . لا . مُحَالٌ أنا لا أُحِبُّ .. ولا أُغْرَمُ *** إلى أَنْ يَضيقَ فُؤادي بِسرِّي أُلِحُّ . وأرجُو . وأسْتَفْهِمُ فيهمُسُ لي : أنتَ تعبُدُها لماذا تكابرُ .. أو تَكْتُمُ ؟ | |
|
| |
روشـان عضو ذهبى
عدد المساهمات : 1353 نقاط : 53025 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 06/11/2010 العمر : 31
| موضوع: المَوْعِدُ الأوّل السبت ديسمبر 18, 2010 3:52 am | |
| ويمنحني ثَغْرُها مَوْعِدَا فيخضرُّ في شفتيها الصَدَى وأينَ القرارُ؟ سَبَقْتُ الزمانَ أُخَوِّضُ في الصُبح .. مِلءَ طريقي تخافينَهُ؟ نحنُ نهدي الهُدَى أُحِبُّكِ فوقَ التصَوُّر .. فوقَ إلى شَعْركِ القمرَ الأسودا.. على اللهِ حتَّى .. فلم يَسْجُدا !! جَرَحْتُ الأزاميلَ فيكِ . حَمَلْتُ إلى شَعْركِ القمرَ الأسودا.. على اللهِ حتَّى .. فلم يَسْجُدا !! المسافاتِ .. فوقَ حَكَايا العِدَا جَرَحْتُ الأزاميلَ فيكِ . حَمَلْتُ إلى شَعْركِ القمرَ الأسودا.. وشَجَّعتُ نَهْدَيْكِ .. فاسْتَكْبَرا على اللهِ حتَّى .. فلم يَسْجُدا !! | |
|
| |
روشـان عضو ذهبى
عدد المساهمات : 1353 نقاط : 53025 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 06/11/2010 العمر : 31
| موضوع: أُكْتُبي لي السبت ديسمبر 18, 2010 3:53 am | |
| إليَّ اكْتُبِي ما شئتِ .. إني أُحِبُّهُ وأتلوهُ شِعْراً .. ذلكَ الأدَبَ الحُلْوَا نسائيةِ الرِعْشَات .. ناعمةِ النجوى عليَّ اقْصُصي أنباءَ نَفْسِكِ .. وابعثي لَتُفْرِحُني تلك الوريقاتُ حُبِّرَتْ كما تُفْرِحُ الطفلَ الألاعيبُ والحلوى تُسلَّمُ لي سرّاً .. فَتُلْهمُني السلوى أحِنُّ إلى الخَطِّ المليسِ .. ورُقْعَةٍ أُحِسُّكِ ما بينَ السطور ضحوكةً تحدثني عيناكِ في رقّةٍ قُصوى وصوتاً حريريَّ الصدى ، وادعاً ، حُلوا رسائلُكِ الخضراءُ .. تحيا بمكتبي زَرَعتِ جواريري شذاً وبراعماً وأجريتِ في أخشابها الماءَ والسَرْوَا.. تدغدغُكِ الأحلامُ في ذلك المأوى ومَرَّتْ على لين الوسادة صُورَتي وما بكِ ترتابين؟ هل من غَضَاضةٍ إذا كتبتْ أختُ الهوى للذي تَهْوَى؟ رسائِلُكِ النعماءُ في أضلعي تُطوى فلستُ أنا مَنْ يَسْتَغِلُّ صبيَّةً فما زالَ عندي – رغم كُلِّ سوابقي – بقيّةُ أخلاقٍ .. وشيءٌ من التقوى ومَرَّتْ على لين الوسادة صُورَتي تخضّبها دمعاً .. وتُغْرِقُها شجوا وما بكِ ترتابين؟ هل من غَضَاضةٍ إذا كتبتْ أختُ الهوى للذي تَهْوَى؟ ثِقي بالشَذَا يجري بشَعْرِكِ أَنْهُرَاً رسائِلُكِ النعماءُ في أضلعي تُطوى فلستُ أنا مَنْ يَسْتَغِلُّ صبيَّةً ليجعلَها في الناس أُقْصُوصةً تُروى فما زالَ عندي – رغم كُلِّ سوابقي – بقيّةُ أخلاقٍ .. وشيءٌ من التقوى | |
|
| |
روشـان عضو ذهبى
عدد المساهمات : 1353 نقاط : 53025 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 06/11/2010 العمر : 31
| موضوع: أَمَامَ قَصْرِهَا السبت ديسمبر 18, 2010 3:55 am | |
| متي تَجِيئينَ ؟ قُولي لموعدٍ مُسْتَحِيلِ الوقُوعِ .. فوق الحصُولِ وأنتِ . لا شَيءَ إلاّ وأنتِ خَيْطُ سَرَابٍ يَمُوتُ قبل الوُصُولِِ في جَبْهة الإزْمِيلِ .. *** انزياحَ سِتْرٍ صقيلِ يلهُو الشتاءُ بشَعْري أَشْقَى .. وأنتِ اسْتَليني طَيْفٌ تثلَّجَ خلفَ الزجاج .. هيّا افْتَحِي لي .. مَنْ أنتَ ؟ وارتاعَ نَهْدٌ طفلٌ .. كثيرُ الفُضُولِ تَفْتَا القميصِ الكَسُولِ أوْجَعْتَ أكداسَ لوزٍ أنا بقايا البقايا من عَهْد جَرِّ الذُيُولِ كصفحة الإنجيلِ ومِنْ طويلٍ .. طويلِ .. وكنتُ أغمسُ وجهي في شَكْلِ وجهكِ أَقْرَا شكلَ الإلهِ الجميلِ .. مَتَى ؟ ورُدَّتْ صلاتي مع انهمازِ السُدُولِ أنا بقايا البقايا من عَهْد جَرِّ الذُيُولِ أَهواكِ مُذْ كنتِ صُغْرى كصفحة الإنجيلِ ومِنْ زَمَانٍ .. زَمَانٍ ومِنْ طويلٍ .. طويلِ .. وكنتُ أغمسُ وجهي في شَعْرِكِ المْجدُولِ في شَكْلِ وجهكِ أَقْرَا شكلَ الإلهِ الجميلِ .. *** مَتَى ؟ ورُدَّتْ صلاتي مع انهمازِ السُدُولِ | |
|
| |
روشـان عضو ذهبى
عدد المساهمات : 1353 نقاط : 53025 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 06/11/2010 العمر : 31
| موضوع: إندِفَاع السبت ديسمبر 18, 2010 4:01 am | |
| أُريدُكِ أعرفُ أَنّي أُريدُ المُحاَلْ وأَنَّكِ فوق ادّعاءِ الخَيَالْ وفوقَ الحيازةِ ، فوقَ النَوَالْ وأطيبُ ما في الطُيُوبِ وأجْمَلُ ما في الجمالْ أُريدُكِ أعرفُ أَنَّكِ ، لا شيءَ غيرُ احتمالْ وغيرُ افتراضٍ وغيرُ سؤالٍ ، ينادي سؤالْ ووعدٍ ببال العناقيدِ بالِ الدَوَالْ أُريدُكِ أَرُومْ ودونَ هوانا تقومْ تخومْ طِوالٌ .. طِوالٌ كلونِ المُحَالْ كَرَجْع المواويلِ بين الجبالْ ولكنْ .. على الرغم مما هُوَ وأُسطورةِ الجَاهِ والمُسْتَوَى أَجُوبُ عليكِ الذُرى والتلالْ وأفتحُ عنكِ عُيُونَ الكُوى وأمشي .. لعلّي ذاتَ زوالْ أراكِ ، على شُقْرةِ المُلْتَوى *** ويومَ تلوحينَ لي تباشيرَ شَالْ .. يَجُرُّ كُرُوماً يَجُرُّ غِلالْ سأعرفُ أَنَكِ أصبحتِ لي وأنيِّ لمستُ حدودَ المُحالْْ يَجُرُّ كُرُوماً يَجُرُّ غِلالْ سأعرفُ أَنَكِ أصبحتِ لي وأنيِّ لمستُ حدودَ المُحالْْ | |
|
| |
روشـان عضو ذهبى
عدد المساهمات : 1353 نقاط : 53025 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 06/11/2010 العمر : 31
| موضوع: أنا مَحْرومَة السبت ديسمبر 18, 2010 4:04 am | |
| لا أُمُّهُ لانَتْ .. ولا أُمِّي وحُبُّهُ يَنَامُ في عَظْمِي شالي . فلي شَالٌ من الغَيْمِ أو أوصدوا الشُبَّاكَ كي لا أرى ما أشفقَ الناسُ على حُبِّنا وأشْفَقَتُ مساندُ الكَرْم فهلْ تُراهُمْ عَطَّروا هَمِّي أما بَذَرْنَا الرَصْدَ والمَيجَنَا قوافلُ الأقمار من رَسْمهِ وما تَبَقَّى كُلُّه رَسْمِي .. أدركَ خَصْرٌ نِعْمَةَ الضَمِّ من فَضْلِنا ، من بعض أفْضَالِنا قوافلُ الأقمار من رَسْمهِ وما تَبَقَّى كُلُّه رَسْمِي .. وقَبْلَنا لا شالَ شالٌ .. ولا أدركَ خَصْرٌ نِعْمَةَ الضَمِّ من فَضْلِنا ، من بعض أفْضَالِنا أَنَّا اخترعْنَا عَالمَ الحُلْمِ .. | |
|
| |
روشـان عضو ذهبى
عدد المساهمات : 1353 نقاط : 53025 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 06/11/2010 العمر : 31
| موضوع: إِسْمهَا السبت ديسمبر 18, 2010 4:05 am | |
| إسمُها في فمي .. بُكاءُ النوافيرِ رحيلُ الشذا .. حُقُولُ الشَقِيقِ مِنْ سُنُونو يَهِمُّ بالتحليقِ كنُهُور الفيروز يهدرُ في رُوحي كلُهاث الكروم ، كالنشوة الشقراءِ غامتْ على فمِ الإبريقِ على كلِّ مُنْحَنَى ومضيقِ ... كحرير النهد المُهَزْهِزِ .. فيهِ كقطيعٍ من المواويل .. حَطَّتْ في ذُرى موطني الأنيقِ الأنيقِ وزَحْفُ السرور طيَّ عُرُوقي شَفَتي ، كالمزارع الخُضْرِ ، إن مرَّ أحْرُفٌ خَمْسَةٌ ، كأوتار عُودٍ كترانيم معبدٍ إغريقي.. وأشهى من نَكْهَة التطويقِ *** وتَهْدِي إلى النبوغ طريقي! كنيْسَان ، كالربيعِ الوريقِ أحْرُفٌ خَمْسَةٌ ، كأوتار عُودٍ كترانيم معبدٍ إغريقي.. أحْرُفٌ خمسةٌ ، أَشَفُّ من الضَوْءِ وأشهى من نَكْهَة التطويقِ *** إسمُكِ الحُلْوُ .. أيُّ دنيا تُناغيني وتَهْدِي إلى النبوغ طريقي! | |
|
| |
روشـان عضو ذهبى
عدد المساهمات : 1353 نقاط : 53025 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 06/11/2010 العمر : 31
| موضوع: زَيْتيّة العَيْنَين السبت ديسمبر 18, 2010 4:13 am | |
| زَيْتِيَّةَ العَيْنَيْنِ .. لا تُغْلِقي يَسْلَمُ هذا الشَفَقُ الفُستُقي أغرقتِ الدنيا ولم تَغْرَقِ.. في أَبَدٍ . يَبْْدَا ولا ينتهي في جُزُرٍ تبحثُ عن نَفْسِها ومُطْلَقٍ يولَدُ من مُطْلَقِ تَشَرُّدي في غابة الفُسْتُقِ *** باعكِ هذا اللونَ .. قُولي. اصدقي أَمِنْ ضفاف (السيْن) خيطانُهُ أم مِنْ صغير العُشْب لملمتِهِ بحيرةٌ خَضرَاءَ في شَطِّها نامتْ صبايا النُور .. لم تتّقي صَفْضَافةٌ تحت الضُحى الزنبقي عريشةٌ كَسْلَى على سَفْحنا *** شُبّاكيّ الصغيرُ .. يُفضي إلى إلى نوافيرٍ رماديّةٍ تبكي بصوتٍ أزرقٍ .. أزرقِ يفضي إلى لا مُنْتَهَى شَيِّقِ من ألفِ عامٍ وأنا مُبْحِرٌ أَمضي على زُمُرُّدٍ دافئٍ يُرهِقُني .. فُدِيتَ يا مُرْهِقي من خَلْفِ خَلْفِ الهُدُبِ المُطْرِقِ منكِ ، على شَعْري .. على مفرقي يا مَطَر العَيْنَيْنِ .. لا تنقطعْ لا تنقطعْ ثانيةً .. إنَّني جوعُ الرُبى للأخضرِ المُورِقِ سفينتي . لا بدَّ أن نلتقي يفضي إلى لا مُنْتَهَى شَيِّقِ من ألفِ عامٍ وأنا مُبْحِرٌ ولم أصِلْ .. ولم يصِلْ زورقي أَمضي على زُمُرُّدٍ دافئٍ يُرهِقُني .. فُدِيتَ يا مُرْهِقي وَشْوَشَةُ المياهِ مَسْمُوعةٌ من خَلْفِ خَلْفِ الهُدُبِ المُطْرِقِ قَطْرَاتُ فيروزٍ على جبهتي منكِ ، على شَعْري .. على مفرقي يا مَطَر العَيْنَيْنِ .. لا تنقطعْ أنا حنينُ الطيب للدَوْرَقِ لا تنقطعْ ثانيةً .. إنَّني جوعُ الرُبى للأخضرِ المُورِقِ يا مرفأَ الفيروز .. يا مُتعِباً سفينتي . لا بدَّ أن نلتقي | |
|
| |
روشـان عضو ذهبى
عدد المساهمات : 1353 نقاط : 53025 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 06/11/2010 العمر : 31
| موضوع: ساعات السبت ديسمبر 18, 2010 4:14 am | |
| اليوميات خلوتُ اليومَ ساعاتٍ ولم أعبأ بشكواهُ نظرت إليه في شغفٍ نظرتُ إليه من أحلى زواياهُ لمستُ قبابَه البيضاء .. غابَتَهُ ، ومرعاهُ أنا لوني حليبيٌّ كأنَّ الفجرَ قطَّرهُ وصفَّاهُ أسِفتُ لأنه جسدي أسفتُ على ملاستهِ رثيتُ له .. لهذا الطفل ليس تنامُ عيناهُ .. رأيتُ الظل يخرجُ من مراياهُ ومزَّقَ عنه "تَفْتَاهُ" لماذا الله أشقاني بفتنتِهِ .. وأشقاهُ ؟ جُرْحاً .. لستُ أنساهُ لماذا الله كوَّره . ودورهُ . وسوَّاهُ ؟ بفتنتِهِ .. وأشقاهُ ؟ لماذا الله كوَّره . ودورهُ . وسوَّاهُ ؟ لماذا الله أشقاني جُرْحاً .. لستُ أنساهُ بفتنتِهِ .. وأشقاهُ ؟ بفتنتِهِ .. وأشقاهُ ؟ بفتنتِهِ .. وأشقاهُ ؟ بفتنتِهِ .. وأشقاهُ ؟ بفتنتِهِ .. وأشقاهُ ؟ بفتنتِهِ .. وأشقاهُ ؟ بفتنتِهِ .. وأشقاهُ ؟ وعلَّقه بأعلى الصدر وعلَّقه بأعلى الصدر وعلَّقه بأعلى الصدر وعلَّقه بأعلى الصدر وعلَّقه بأعلى الصدر وعلَّقه بأعلى الصدر وعلَّقه بأعلى الصدر وعلَّقه بأعلى الصدر جُرْحاً .. لستُ أنساهُ جُرْحاً .. لستُ أنساهُ جُرْحاً .. لستُ أنساهُ | |
|
| |
روشـان عضو ذهبى
عدد المساهمات : 1353 نقاط : 53025 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 06/11/2010 العمر : 31
| موضوع: حَبيبَة وشِتَاء السبت ديسمبر 18, 2010 4:16 am | |
| وكان الوعدُ أن تأتي شتاءً لقد رحَلَ الشِتا .. ومضى الربيعُ تُطَرِّزُها ، ولا ثوبٌ بديعُ. ولا شالٌ يشيلُ على ذرانا وهاجرَ كلُّ عصفورٍ صديقٍ وماتَ الطيبُ ، وارتمت الجذوعُ ولم يسعدْ بك الكوخُ الوديعُ ففي بابي يُرى أيلولُ يبكي ويسعُلُ صدرُ موقدتي لهيباً فيسخنُ في شراييني النجيعُ وتذهلُ لَوْحَةٌ .. ويجوعُ جُوعُ *** وفيما يُضْمِرُ الكَرْمُ الرضيعُ وفي تشرينَ ، في الحَطَبِ المُغَنِّي وفي كَرَم الغمائم في بلادي وفي النَجْمات في وطني تضيعُ إليها قبلُ ، ما اهتدتِ القُلوعُ ولا ادَّعتِ الضمائرُ والضُلوعُ أشمُّ بفيكِ رائحةَ المراعي أُقَبِّلُ إذْ أُقَبِّلهُ حُقُولاً ويلثُمني على شفتي الربيعُ بجسمي ، من هواكِ ، شذاً يضُوعُ *** فهل يُطْفي جهنَّمَ .. مُسْتَطيعُ؟ فلا تخشي الشتاء ولا قواهُ أُحِبُّكِ .. لا يَحُدُّ هوايَ حدٌّ ولا ادَّعتِ الضمائرُ والضُلوعُ أشمُّ بفيكِ رائحةَ المراعي ويلهثُ في ضفائركِ القطيعُ.. أُقَبِّلُ إذْ أُقَبِّلهُ حُقُولاً ويلثُمني على شفتي الربيعُ أنا كالحقلِ منكِ .. فكلُّ عضوٍ بجسمي ، من هواكِ ، شذاً يضُوعُ *** جهنَّميَ الصغيرةَ .. لا تَخَافي فهل يُطْفي جهنَّمَ .. مُسْتَطيعُ؟ فلا تخشي الشتاء ولا قواهُ ففي شفتيكِ يحترقُ الصقيعُ | |
|
| |
| كل مواضيع نزار قباني | |
|