| كل مواضيع نزار قباني | |
|
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
روشـان عضو ذهبى
عدد المساهمات : 1353 نقاط : 53025 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 06/11/2010 العمر : 31
| موضوع: رسالة حُبّ (51)-(60) الثلاثاء ديسمبر 07, 2010 3:26 am | |
| (51) فكّرتُ أمس.. بحبّي لكِ.. وأحببتُ التفكيرَ بتفكيري.. تذكّرتُ فجأةً.. قَطَراتِ العَسَل على شفتيكِ فلحستُ السُكَّرَ عن جدران ذاكرتي.. (52) أرجوكِ أن تحترمي صمتي.. إنَّ أقوى أسلحتي هو الصمتْ. هل شعرتِ ببلاغتي عندما أسكت؟ هل شعرتِ بروعة الأشياء التي أقولها؟ عندما لا أقولُ شيئاً.. (53) عندما ركبتِ معي.. (تِلفرِيك) جونيه.. وانزلقتْ المركبةُ بنا على رؤوس الشجرْ.. وأكواز الصنوبرْ.. وصواري السفن.. شعرتُ أنّني ورثتُ العرشَ فجأة.. وخطر لي أن أتزوّجك في هذه الغرفة الزجاجيّة المتدحرجة على الغيم.. كفندقٍ صغير وأن يكون شاهدَ عُرْسِنا الوحيدْ هو الله.. (54) علاّقةُ المفاتيح الذهبيّة التي أهديتنيها.. لا تفتحُ باباً واحداً من أبوابك الحجريّة وإنما تفتحُ.. أبوابَ جُروحي.. (55) لماذا تطلبينَ منّي أن أكتبَ إليكِ؟ لماذا تطلبين منّي أن أتعرّى أمامكِ كرجل بدائيّ؟ الكتابةُ هي العملُ الوحيدُ الذي يعرّيني. عندما أتكلّم.. فإنني أحتفظ ببعض الثياب أما عندما أكتب.. فإنني أصير حرّاً ، وخفيفاً كعصفور خرافيٍّ لا وزن له.. عندما أكتب.. أنفصل عن التاريخ.. وعن جاذبيَّة الأرض.. وأدورُ ككوكبٍ.. في فضاء عينيك.. (56) المتعاملُ معكِ.. كالمتعامل مع طيّارة وَرَقْ.. كالمتعامل.. مع الريح، والصُدْفة، ودُوار البحر. لم أشعر معكِ في يوم من الأيام بأنني أقف على شيء ثابت.. وإنما كنتُ أتدحرجُ.. من غيمة.. إلى غيمة كالأطفال المرسومين على سقوف الكنائس. (57) إنزعي الخنجرَ المدفونَ في خاصرتي واتركيني أعيش.. إنزعي رائحتَك من مسامات جلدي واتركيني أعيش.. إمنحيني الفرصة.. لأتعرّف على امرأة جديدة تشطب اسمَكِ من مفكّرتي وتقطعُ خُصُلاتِ شعرك الملتفّة حول عنقي.. إمنحيني الفرصة.. لأبحث عن طُرُقٍ لم أمشِ عليها معكِ ومقاعد لم أجلس عليها معكِ.. ومقاهٍ لا تعرفكِ كراسيها.. وأمكنةٍ .. لا تذكركِ ذاكرتُها. إمنحيني الفرصة.. لأبحث عن عناوين النساء اللواتي تركتٌهنّ من أجلك.. وقتلتُهنّ من أجلك فأنا أريد أن أعيش.. (58) كلّما ضربَ المطرُ شبابيكي.. أتلمّس مكانكِ الخالي.. كلّما لَحَسَ الضبابُ زجاجَ سياّراتي وحاصرني الصقيع.. وتجمّعت العصافير لتنتشل سيّارتي المدفونة في الثلج أَتذكّر حرارةَ يديكِ الصغيرتين.. والسجائر التي كنا نقتسمها كالجنود في خنادقهم.. نصفٌ لكِ .. ونصفٌ لي.. كلما علكت الرياحُ ستائرَ غرفتي وعلكتْني.. أتذكر حبَّكِ الشتائي.. وأتوسّل إلى الأمطار أن تُمطِرَ في بلادٍ أخرى وأتوسّلُ إلى الثلج أن يتساقطَ في مُدُنٍ أخرى وأتوسّل إلى الله أن يلغي الشتاء من مفكّرته لأنني لا أعرف.. كيف سأقابل الشتاء بعدك.. (59) الطائرة ترتفع أكثرَ .. وأكثرْ.. وأنا أحبّكِ أكثرَ .. وأكثرْ.. إنني أعاني تجربةً جديدة تجربةَ حبّ امرأة على ارتفاع ثلاثين ألف قدم. بدأتُ الآن أفهم الصوفيّة وأشواقَ المتصوّفين.. * من الطائرة.. يرى الإنسانُ عواطفه بشكل مختلف يتحرّر الحبُّ من غُبار الأرض من جاذبيتها.. من قوانينها.. يصبح الحبُّ كرةً من القطن، معدومةَ الوزن. الطائرة تنزلق على سجّادة من الغيم المنَّتف. وعيناك تركضان خلفها.. كعصفوريْْنِ فضوليّينْ.. يلاحقان .. فراشة. * أحمق أنا.. حين ظننتُ أنّي مسافرٌ وحدي.. ففي كلِّ مطار نزلتُ فيه.. عثروا عليكِ.. في حقيبة يدي.. (60) قبلَ أن أدخلَ مدائنَ فمك كانت شفتاكِ زهرتيْ حَجَرْ وقدحي نبيذٍ .. بلا نبيذْ وجزيرتين متجمّدتين في بحار الشمالْ.. ويوم وصلتُ إلى مدينة فمك.. خرجت المدينة كلُّها.. لترشَّني بماء الورد وتفرشَ تحت موكبي السّجادَ الأحمرْ وتبايعني خليفةً عليها.. | |
|
| |
روشـان عضو ذهبى
عدد المساهمات : 1353 نقاط : 53025 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 06/11/2010 العمر : 31
| موضوع: رسالة حُبّ (61) - (70) الثلاثاء ديسمبر 07, 2010 3:31 am | |
| (61) قُضيَ الأمرُ.. وأصبحتِ حبيبتي قُضيَ الأمر.. ودخلتِ في طيّات لحمي.. كالظفر الطويلْ.. كالزِرِّ في العُرْوَة.. كالحَلَق في أُذُن امرأةٍ إسبانية.. * لن تستطيعي بعد اليوم.. أن تحتجّي.. بأنّي مَلِكٌ غيرُ ديمُقراطي فأنا في شؤون الحُبِّ.. أصنعُ دساتيري وأحكم وحدي. هل تستشير الورقةُ الشجرةَ قبل أن تطلع؟ هل يستشير الجنينُ أمَّه قبل أن ينزل؟ هل يستشير النهدُ الغلالة.. قبل أن يتكوَّر؟ * كوني إذَنْ حبيبتي واسكتي.. ولا تناقشيني في شرعيّة حبّي لكِ لأن حبّي لكِ شريعةٌ أنا أكتُبها.. وأنا أنفّذها.. أما أنتِ.. فمهمّتك أن تنامي كزهرة مارغريت بين ذراعيّ وتتركيني أحكمُ.. مهمّتك يا حبيبتي أنْ تظلي حبيبتي.. (62) أنتِ امرأةٌ مستريحة.. مستريحةٌ ككلّ المقاعد التي لا طموح لها.. وككلّ الجرائد المتروكة في الحدائق العامة. الحبّ لديك.. حصانٌ لا يتقدّم.. ولا يتقهقر ساعي بريد .. يجيء أو لا يجيء أيّامك كلُها.. مرسومةٌ في خطوط فناجين القهوة.. ووَرَق اللعِبْ.. ووَدَع المنجّماتْ.. مستريحةٌ أنتِ.. كأرجُلِ الطاولة.. نهدُكِ الأيمنُ، لا يعرف شيئاً ، عن نهدك الأيسرْ وشفتُك العليا.. لا تدري، بشفتك السفلى.. * أردتُ أن أنقل الثورة.. إلى مرتفعات نهديك.. ففشلتْ. أردتُ أن أعلّمكِ الغضبَ، والكفرَ ، والحرّية ففشلتْ.. الغضبُ لا يعرفه إلا الغاضبون والكفرُ لا يعرفه إلا الكافرون.. والحرية سيفٌ.. لا يقطع إلا في يد الأحرار أما أنتِ.. فمستريحةٌ إلى درجة الفجيعة تراهنينَ على الخيول الراكضة ولا تمتطينها.. وتلعبين بالرجال.. ولا تحترمين قواعدَ اللُّعْبَة.. أنتِ لا تعرفينَ قشعريرةَ المغامرة والصدام مع المجهول ، واللامنتظَرْ أنتِ تنتظرينَ المنتظَرْ.. كما ينتظر الكتابُ من يقرؤه.. والمقعدُ من يجلس عليه.. والإصبعُ خاتمَ الخطبة.. تنتظرين رجلاً.. يُقشِّر لكِ اللوزَ والفستق ويسقيكِ لبَنَ العصافيرْ ويعطيكِ مفاتيحَ مدينةٍ لم تحاربي من أجلها.. ولا تستحقّين شرفَ الدخول إليها.. (63) يخطُرُ لي أحياناً.. أن أجلدكِ في إحدى الساحات العامة.. حتى تنشر الجرائد.. صورتي وصورتك في صفحاتها الأولى وحتى يعرفَ الذين لا يعرفونْ.. أنّكِ حبيبتي. * لقد ضجرتُ .. من ممارسة الحبّ خلف الكواليس ومن تمثيل دور العشَّاق الكلاسيكيين.. أريد أن أعتلي خشبةَ المسرحْ.. وأمزّق السيناريو.. وأعلن أمام الجمهور.. أنني عاشق على مستوى العصرْ وأنكِ حبيبتي رغمَ أنفِ العصرْ.. * أريدُ.. أن تعترف الصحافةُ بي كواحدٍ .. من أكبر فوضوييّ التاريخ فهذه هي فرصتي الوحيدة.. لأظهرَ معكِ في صورةٍ واحدة وليعرفَ الذين يقرأون صفحةَ الجرائم العاطفية أنّك حبيبتي.. (64) لا أستطيع أن أخرج من حدود بشريتي وأعاملكِ على طريقة المجاذيب.. والأولياءْ.. إنني أهين أنوثتَكِ إذا استبقيتُكِ عندي كزهرةٍ من الورق.. * ماذا تقول أنوثتك عني؟ إذا عاملتكِ.. كحقل لا يرغب أحدٌ في امتلاكه.. أو كأرضٍ محايدة.. لا يدخلها المحاربون.. ماذا يقول نهداكِ عني؟ إذا تركتهما يثرثران خلف ظهري.. ونمتْ.. ماذا تقول شفتاكِ عني.. إذا تركتُهما تأكلان بعضهما.. وذهبتْ.. * ليس بوسعي أن أنظرَ إليكِ كما تنظر الأبقار الكسلى.. إلى خطوط سكّة الحديدْ.. ليس بوسعي أن أظلّ واقفاً تحت جُنون مطرك الاستوائيّ.. بلا مظلّة.. (65) عندما تكونينَ برفقتي أحبُّ أن أتجاوز جميعَ إشارات المرور الحمراءْ أُحسُّ بشهوة طفولية لارتكاب ملايين المخالفات.. وملايين الحماقات.. * عندما تكون يدُكِ مطمورةً في يدي أُحبُّ أن أكسر جميعَ ألواح الزجاج التي ركّبوها حول الحُبّ.. وجميعَ البلاغات الرسمية التي أصدرتها الحكومة لمصادرة الحُبّ.. وأشعرُ، بنشوةٍ لا حدود لها حين تصطدم نثاراتُ الزجاج المكسور.. بعجلات سيّارتي.. (66) أنتِ لا تستحقّين البحرَ أيتها البيروتيّة.. ولا تستحقّين بيروتْْ فمنذ عرفتك.. وأنتِ تقتربين من البحر.. كراهبة خائفة من الخطيئة.. تريدُ ماءً بلا بَلَل وبحراً بلا غَرَق.. وعبثاً .. حاولتُ أن أقنعك أن تخلعي نظَّارتكِ السوداءْ.. وجواربَكِ السميكة وساعةَ يدِك.. وتنزلقي في الماء كسمكة جميلة.. ولكنّني فشلت. وعبثاً حاولتُ أن أشرح لكِ أن الدُوَارَ جزءٌ من البحر وأن العشقَ فيه شيء من الموت وأن الحُبَّ والبحر.. لا يقبلان أنصافَ الحلولْ.. ولكنني يئستُ من تحويلك إلى سمكة مغامرة.. فقد كانت كلُّ شروشك بريّة وكلُّ أفكارك بريّة.. لذلك أبكي عليكِ يا صديقتي وتبكي معي بيروت.. (67) كان عندي قبلّكِ .. قبيلةٌ من النساءْ أنتقي منها ما أريدْ.. وأعتق ما أريدْ.. كانت خيمتي.. بستاناً من الكُحْل والأساورْ وضميري مقبرةً للأثداء المطعونة كنتُ أتصرّف بنذالة ثريّ شرقي.. وأمارسُ الحبَّ.. بعقلية رئيس عصابة.. وحين ضربني حبُّكِ.. على غير انتظارْ شبَّت النيرانُ في خيمتي وسقطتْ جميعُ أظافري وأطلقتُ سراحَ محظيّاتي واكتشفتُ وجهَ الله.. (68) مرّتْ شهورٌ.. وأنا لا أعرف رقم هاتفكْْ أنتِ تفرضين حصاراً.. حتى على رقم هاتفكْ.. تمنعين الكلامَ أن يتكلّمْ.. ترفضين صداقةَ صوتي.. وزيارةَ كلماتي لكِ.. * إذا كنتُ لا أستطيع أن أزورَكِ فاسمحي لصوتي.. أن يدخلَ غرفةَ جلوسك وينامَ على السجّادة الفارسيّة.. أنا ممنوع.. من دخول مملكتك الصغيرة.. فلا أعرف في أيِّ ركن تجلسينْ وأيَّ المجلات تقرأينْ.. لا أعرف لونَ غطاء سريرك.. ولا لونَ ستائرك.. لا أعرف شيئاً عن عالمك الخرافيّّ ولكنَّني أخترعه.. أضع الأبيضَ .. على الأحمرْ والأزرقَ .. على الأصفرْ حتى أصبحَ عندي ثروةٌ من اللوحاتْ لا يمتلك مثلَها متحفُ اللوفر.. ولكنْْ.. إلى متى أظلّ أخترعك كما يخترع الصوفيُّ ربَّهْ.. إلى متى؟ أظلُّ أصنعكِ من خلاصة الأزهارْ كما يفعل بائع العطور.. إلى متى أظلّ أجمعكِ.. قطعةً .. قطعة من حقول التوليب في هولندا.. وكروم العنب في فرنسا وهفيفِ المراوح في إسبانيا.. (69) حين رقصتِ معي.. في تلك الليلة.. حدث شيء غريبْ. شعرتُ .. أن نجمةً متوهّجة تركت غرفتها في السماء والتجأت إلى صدري.. شعرتُ ، كما لو أنّ غابةً كاملة تنبتُ تحت ثيابي.. شعرتُ.. كما لو أن طفلةً في عامها الثالث تقرأ .. وتكتب فُروضَها المدرسيّه على قماش قميصي.. * ليس من عادتي أن أرقص.. ولكنني .. في تلك الليلة لم أكن أرقص فحسب.. ولكنني .. كنتُ الرقصْ.. (70) عاد المطرُ ، يا حبيبةَ المطرْ.. كالمجنون أخرج إلى الشرفة لأستقبلَهْ وكالمجنون ، أتركه يبلّل وجهي.. وثيابي.. ويحوّلني إلى إسفنجة بحريّة.. * المطر.. يعني عودةَ الضباب ، والقراميد المبلّلة والمواعيد المبلّلة.. يعني عودتَكِ .. وعودةَ الشعر. أيلول .. يعني عودة يديْنا إلى الالتصاقْ فطوال أشهر الصيف.. كانت يدُكِ مسافرة.. أيلول.. يعني عودةَ فمك، وشَعْرك ومعاطفك، وقفّازاتك وعطركِ الهنديّ الذي يخترقني كالسيفْ. * المطر.. يتساقط كأغنية متوحّشة ومَطَركِ.. يتساقط في داخلي كقرع الطبول الإفريقية يتساقط .. كسهام الهنود الحُمْرْ.. حبّي لكِ على صوت المطرْ.. يأخذ شكلاً آخر.. يصير سنجاباً.. يصير مهراً عربياً.. يصير بَجَعةً تسبح في ضوء القمرْ.. كلما اشتدَّ صوتُ المطرْ.. وصارت السماء ستارةً من القطيفة الرمادية.. أخرجُ كخَرُوفٍ إلى المراعي أبحث عن الحشائش الطازجة وعن رائحتك.. التي هاجرتْ مع الصيف.. | |
|
| |
روشـان عضو ذهبى
عدد المساهمات : 1353 نقاط : 53025 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 06/11/2010 العمر : 31
| موضوع: رسالة حُبّ (71) - (80) الثلاثاء ديسمبر 07, 2010 3:33 am | |
| (71) يوم تعثرينَ على رَجُل.. يقدر أن يحوّل كلَّ ذرَة من ذرّاتكِ إلى شِعْرْ.. ويجعل كلَ شَعْرة من شَعَراتكِ .. قصيدة يوم تعثرين على رَجُل.. يقدر _ كما فعلتُ أنا _ أن يجعلك تغتسلينَ بالشِعرْ.. وتتكحّلين بالشِعرْ.. وتتمشّطين بالشِعرْ.. فسوفَ أتوسّلُ إليكِ.. أن تتبعيه بلا تردّد.. فليس المهمّ أن تكوني لي.. وليس المهمّ .. أن تكوني له المهمّ.. أن تكوني للشعرْ.. هوايةً خطيرة.. وهي أن أتحدّثَ عنكِ إلى النساءْ.. لذةٌ كبيرةٌ .. أن أزرعَكِ في عيون النساءْ في فضولهنّ.. في دهشتهنّ. لذةٌ ما بعدها لذّة.. أن أُضرمَ النارَ في ثياب الجميلاتْ وأتفرّج بفرح شيطاني.. على الحرائق المشتعلة فيهنّ.. عيونُ النساءْ.. هي المرايا المدهشة.. التي تطمئنني أن قصّة حبّنا غير مألوفة.. وأنكِ امرأة لا تكرّر.. سامحيني إذا فعلتُ هذا.. فأنا لا أطيقُ تعذيبَ الآخرينْ.. غير أنّي أردتُ رسْمَ صورتك في أحداق النساء.. لأرى.. كيف تزدادُ اتساعا.. (73) لا تشتكي من تطرّفي.. هي تلك الأيّام التي نسيتِ فيها تمدّنك وانزرعتِ بلحمي .. كحربةٍ مسمومة.. أروعُ أيّامك.. _إذا كان لكِ أيَّامٌ قبلي_ هي الأيّام التي اختلط فيها رمادُك برمادي.. كما يختلطُ رمادُ لُفَافَتينْ.. في منفضةٍ واحدة.. (74) لا أنا أستطيع أن أفعلَ شيئاً ولا أنتِ تستطيعن أن تفعلي شيئاً ماذا يستطيع أن يفعل الجرح بعد دقائق . تضربُ الساعةُ الثانيةَ عشرهْ.. وينتهي عامٌ .. ويولدُ عامْ.. لا تهمّني السنوات التي تولد.. ولا السنواتُ التي تموت.. فأنتِ الزمنُ الوحيد.. لن أُقَبِّلك عندما تُطفأ الأنوارْ.. كما يفعل كلُّ الأغبياء.. ولن أرقصَ معكِ بشراسة كما يفعل كلُّ المجانين.. ولن اخترعَ كلاماً سخيفاً يحمل إليكِ أطيبَ تمنياتي بعامٍ جديدْ. فالتمثيلُ ليس مهنتي.. إنّي أحبّكِ.. بعيداً عن كؤوس الويسكي.. وقُبَّعات الورقْ.. بعيداً عن موسيقى الجاز.. وانفجار البالونات الملوّنة.. أحبّك.. وأنا أنزفُ على الطاولة وحدي.. كما ينزف مصارع الثيرانْ.. أحبّكِ.. قبل أن تضربَ الساعةُ الثانيةَ عشرهْ.. وبعد أن تضربَ الساعةُ الثانيةَ عشرهْ.. وإنما حبيبة كلِّ الساعاتْ.. وكلِّ الأزمنة.. بعد دقائقْ.. سيرحل عامٌ كنتِ سيّدتَه ومليكتَهْ فيا سيّدتي ومليكتي لا أريد من الله ذهباً ولا قصوراً.. لا أريد منه ديباجاً ولا حريرا.. أريدُ منه فقط.. أن يُبقيكِ حبيبتي.. (76) يوم تعرّفتُ عليكِ .. منذ عامينْ كنتِ قطّةً تركية مدلّلهْ.. تتشمَّس.. وتتثاءب.. وتلحس فروتها.. كنتِ تموئين.. وتشربينَ الحليبَ المعقَّمْ.. وتلعبين بخيوط الصوفْ.. ومن بَصَمات أصابعي.. عندما تعرّفتُ عليكِ.. لم تكن لديكِ همومٌ عاطفية كبقيَّة القِطَطْ.. ولم تكن لديكِ شهيّةُ المغامرة.. والتناسل ، في الأزقة الضيّقة كملايين القِطَطِ الأخرى.. * بعد عامينْ.. من المناقشات العصبيَّة والغضَب ، والتشنّجاتْ.. تحوّلتِ من قطة سمينة ومترهّلة.. تتعاطى الحبوبَ المنوِّمة.. والماريجوانا.. إلى قطةٍ ترفض تاريخَها.. فكسرتِ زجاجةَ الحليب المعقَّمْ ورميتِ كرةَ الصوف على الأرض.. ووثبتِ إلى حضني.. * بعد عامين معي.. أصبحتِ قطةً غيرَ عاديَّهْ أصبحتِ قطّتي.. (77) كنتُ ساذجاً.. حين تصوّرتُ أنّني أستطيع أن أغتالكِ بالسفرْ.. وأقتلكِ.. تحت عَجلات القطارات التي تحملني.. صوتُكِ.. يتبعني على كلِّ الطائراتْ.. يخرج كالعصفور من قبّعات المضيفاتْ.. ينتظرني.. في مقاهي سان جرمان.. وسوهو.. كنتُ ساذجاً.. حين ظننتُ أنّي تركتكِ ورائي. كلُّ حقيبة أفتحها.. أجدكِ فيها.. كلُّ قميصٍ ألبسه ، يحمل رائحتكِ... كلُّ جريدةٍ صباحية أقرؤها.. تنشر صورتك.. كلُّ مسرحٍ أدخله.. أراكِ في المقعد المجاور لمقعدي.. كلّ زجاجة عطرٍ أشتريها.. هي لكِ.. فمتى .. متى أتخلّص منكِ أيتها المسافرةُ في سفري.. والراحلةُ في رحيلي.. (78) أعرف.. ونحن على رصيف المحطّة. أنَّكِ تنتظرين رجلاً آخر.. وأعرفُ، وأنا أحمل حقائبك أنكِ ستسافرين مع رجل آخر.. وأعرف .. أنني لم أكنْ.. سوى مروحةٍ صينية خفَّفتْ عنكِ حرارة الصيفْ ورميتِها بعد الصيفْ.. أعرف أيضاً.. أن رسائل الحبّ التي كتبتُها لكِ.. لم تكن سوى مرايا.. ومع هذا .. سأحملُ حقائبك.. وحقائبَ حبيبك.. لأنّني .. أستحي أن أصفع امرأةً تحمل في حقيبة يدها البيضاءْ.. أحلى أيّام حياتي.. (79) كلَّما مرَّ صوتُكِ البنفسجيّ من أسلاك الهاتف.. وصَبَّحَ عليّْ.. أتحوّلُ إلى غابة.. (80) لنْ يكونَ ذهابُكِ مأساوياً كما تتصوّرينْ.. فأنا كأشجار الصفصافْ أموتُ دائماً.. وأنا واقفٌ على قدميّْ.. لأنّني .. أستحي أن أصفع امرأةً تحمل في حقيبة يدها البيضاءْ.. أحلى أيّام حياتي.. (79) كلَّما مرَّ صوتُكِ البنفسجيّ من أسلاك الهاتف.. وصَبَّحَ عليّْ.. أتحوّلُ إلى غابة.. (80) لنْ يكونَ ذهابُكِ مأساوياً كما تتصوّرينْ.. فأنا كأشجار الصفصافْ أموتُ دائماً.. وأنا واقفٌ على قدميّْ.. | |
|
| |
روشـان عضو ذهبى
عدد المساهمات : 1353 نقاط : 53025 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 06/11/2010 العمر : 31
| موضوع: رسالة حُبّ (81) - (89) الثلاثاء ديسمبر 07, 2010 3:34 am | |
| (81) بعد ما احترقتْ روما واحترقتِ معها.. لا تنتظري منّي.. أن أكتبَ فيكِ قصيدةَ رثاءْ فما تعودتُ.. أن أرثي العصافير الميِّتة.. أنتِ قاتلتِ على طريقة دون كيشوتْ.. وأنتِ مستلقية على سريرك.. هجمتِ على الطواحين.. وقاتلتِ الهواءْ.. فلم يسقط ظفرٌ واحدٌ.. من أظافرك المطليّة.. ولم تنقطع شعرةٌ واحدةٌ.. من شعرك الطويلْ.. ولم تسقط نقطةُ دمٍ واحدة.. على ثوبك الأبيضْ.. * أيّ حربٍ.. تتحدّثين عنها؟ فأنتِ لم تدخلي معركةً واحدةً مع رجل حقيقي.. لم تلمسي ذراعَهْ.. ولم تشُمّي رائحةَ صدرهْ.. ولم تغتسلي بعَرَقِهْ.. وإنّما.. كنتِ تخترعينَ رجالاً من الورقْ.. وفرساناً من الورقْ.. وخيولاً من الورقَ.. وتحبّين .. وتعشقين.. على الورقْ.. * فيا أيتها الدونكشوتيّه الصغيرة.. إستيقظي من نومك، واغسلي وجهك، واشربي كُوبَ حليبك الصباحيّ.. وستعرفين بعدها.. أن كلَّ الرجال الذين عشقتهمْ.. كانوا من ورقْ.. (83) هل لديكِ حلٌّ لقضيتنا؟ ولا تستطيع أن تغرقْ.. * فلقد شربتُ من ملح البحر ما فيه الكفاية.. وشَوَتِ الشموسُ جِلْدي بما فيه الكفاية.. وأكلتِ الأسماكُ المتوحّشة من لحمي ما فيه الكفاية.. * أنا شخصياً.. ضجرتُ من السَفَر وضجرتُ من الضَجَرْ فهل لديك حلٌّ .. لهذا السيف الذي يخترقنا .. ولا يقتلنا؟ هل لديك حلٌّ؟. لهذا الأفيون الذي نتعاطاه.. ولا يخدّرنا.. * أنا شخصياً.. أريد أن أستريحْ.. على أيّ حَجَرٍ.. أريد أن أستريحْ على أيّ كَتِفٍ.. أريدُ أن أستريحْ.. فلقد تعبتُ من المراكب التي لا أشرعةَ لها. ومن الأرصفة التي لا أرصفة لها. فقدّمي حلولكِ يا سيّدتي! وخذي توقيعي عليها قبل أن أراها.. واتركيني أنامْ.. (84) جاءني صوتُكِ بعد الظهر.. متوهّجاً كسبيكة الذَهَبْ.. كان عندي امرأة.. من فوق أجساد جميع النساءْ.. أقفز إليكِ.. وأتركهنَّ في الظلّ.. وأذهب معكِ.. ومرعبٌ . وبَشِعْ.. فظيع.. أن أغازلكِ.. وأنا واقفٌ على نهديْنِ عارييْنْ.. ولكنني فعلتُها.. ولكنني فعلتُها.. لأتحدّاكِ بوفرة من أعرف من النساءْ ولأتحرر من بَصَمات أصابعك على أيّامي.. * ولكنني حين سمعتُ صوتك في الهاتف يتوهّج كسبيكة الذهبْ.. نسيتُ نسائي، ومحظيّاتي على الأريكة وتبعتُكِ.. فيا أيّتها المستعمرةُ دقائقَ عمري.. إرفعي يديكِ لحظةً.. عن شَهَواتي.. لأعرفَ.. كيف أستعملُ جَسَدي.. (85) أحببتِني بالحساب. وأحببتُكِ بالشعرْ.. وضعتِ رأسي على مخدةٍ من الحَجَرْ.. ووضعتُ رأسكِ على مخدَّةٍ من القصائدْ أعطيتِني سمكةً.. وأعطيتُك البحرْ.. أعطيتني قطرةً من زيت القنديلْ.. وطوّبتُ لكِ البيادرْ.. أخذتِني إلى المدن المسكونة بالزمهريرْ وأخذتُك إلى المدن المسكونة بالدهشة.. * كنتِ رصينةً كمعلّمة مدرسة.. وجليديةً كالآلات الحاسبة.. ورضيتِ أن أُطعم نهديكِ تيناً وزبيباً لأنّهما لم يأكلا منذ قرون.. أعطيتني شفتيك، وأنتِ خائفة من الزُكامْ وصافحتِني .. وأنت تلبسين قفازات الدانتيلْ.. أما أنا.. فقد تركتُ في فمكِ نصف فمي.. وتركتُ في راحتكِ .. نصفَ أصابعي... (86) إشربي فنجانَ قهوتك.. واستمعي بهدوء إلى كلماتي.. فربّما.. لن نشربَ القهوةَ معاً.. مرةً ثانية ولن يُتاح لي أن أتكلّم مرةً ثانية. * لن أتحدّثَ عنكِ.. سطرانِ مكتوبانِ بالرصاص على هامشهْ.. ولكنني سأتحدّث .. عمّا هو أكبرُ منكِ .. وأكبرُ منّي وأنظفُ منكِ .. وأنظفُ منّي.. سأتحدث عن الحبّ.. عن هذه الفَرَاشة المدهشة.. التي حطّتْ على أكتافنا وطردناها.. عن هذه السمكة الذهبيّة.. عن هذه النجمة الزرقاءْ التي مدّت إلينا يدها ورفضناها.. * ليست القضية أن تأخذي حقيبتكِ .. وتذهبي. كلُّ النساء يأخذن حقائبهنَّ في لحظات الغضب ويذهبنْ.. ليست القضية أن أطفىء لفافتي بعصبيَّة في قماش المقعدْ.. كلُّ الرجال يحرقون قماشَ المقاعد عندما يغضبونْ القضيَّة ليست بهذه البساطة.. وهي لا تتعلّق بكِ .. ولا تتعلّق بي فنحنُ صِفْرانِ على شمال الحبّ.. وسطرانِ مكتوبانِ بالقلم الرصاص.. على هامشهْ. القضية هي قضيّة هذه السمكة الذهبيّة.. التي رماها إلينا البحر ذاتَ يوم.. وسحقناها بين أصابعنا.. (87) أنا متَّهمٌ بالشهريارية.. من أصدقائي.. ومن أعدائي.. متَّهم بالشهرياريّة. وبأنني أجمعُ النساءْ.. كما أجمعُ طوابعَ البريد.. وعُلَبَ الكبريت الفارغة.. وأعلقهنّ بالدبابيس.. على جدران غرفتي.. وبالأوديبيَّة وبكلِّ ما في كُتُب الطبّ النفسيّ من أمراض.. ليُثبتوا أنّهم مثقفون.. وأنّني منحرِفْ.. * لا أحَدَ . يا حبيبتي يريد أن يستمع إلى إفادتي.. فالقضاةُ معقّدون.. والشهود مرتشون.. وقرار إدانتي يفهمُ طفولتي.. فأنا أنتمي إلى مدينةٍ لا تحبُّ الأطفالْ.. ولا تعترف بالبراءة.. ولم يسبق لها.. أن اشترت وردةً.. أو ديوانَ شعرْ.. أنا من مدينةٍ .. خشنة اليدينْ.. خشنة القلب.. خشنة العواطف من كثرة ما ابتلعت من المسامير.. وقِطَعِ الزجاج. أنا من مدينة جليديّة الأسوار مات جميعُ أطفالها.. من البرد.. * إنني لا أفكّر في الاعتذار لأحدْ.. وليس في نيّتي أن أوكّل محامياً ينقذ رأسي من حبل المشنقة. فلقد شُنِقتُ.. آلافَ المرّاتْ.. حتى تعوّدتْ رقبتي على الشنقْ.. وتعوّد جَسَدي.. على ركوب سيّارات الإسعاف.. * ليس في نيّتي أن أعتذر لأحدْ.. ولا أريد حكماً بالبراءة.. من أحدْ.. ولكنّني .. أريد أن أقول لكِ.. لكِ وحدَكِ، يا حبيبتي في جلسةٍ علنيّة.. وأمام جميع الذين يحاكمونني.. بتهمة حيازة أكثر من امرأة واحدة.. واحتكار العطور، والخواتم ، والأمشاط في زّمّن الحربْ.. أريدُ أن أقول: إنّني أحبّك وحدَكِ.. وأتكمَّش بكِ.. كما تتكمَّش قشرةُ الرمّانة بالرمّانة.. والدمعةُ بالعين.. والسكينُ بالجرحْ.. أريد أن أقولْ.. ولو لمرةٍ واحدة إنني لستُ تلميذاً لشهريارْ ولم أمارس أبداً هوايةَ القتل الجماعيّ وتذويب النساء في حامض الكبريتْ. ولكنني شاعرٌ.. يكتبُ بصوتٍ عالٍ.. ويعشق بصوتٍ عالٍ.. وطفلٌ أخضرُ العينين.. مشنوقٌ على بوّابة مدينةٍ.. لا تعرفُ الطفولة.. (88) لماذا تخابرينَ .. يا سيّدتي؟ لماذا تعتدينَ عليَّ بهذه الطريقة المتحضِّرة؟ ما دام زمنُ الحنان . قد ماتْ. وموسم البَيْلَسَان قد ماتْ. لماذا .. تكلّفين صوتكِ.. أن يغتالني مرةً أخرى؟ إنّني رجلٌ ميّت. والميّت لا يموت مرّتينْ. صوتُكِ له أظافرْ.. ولحمي، مطرّز كالشرشف الدمشقيّ، بالطَعَناتْ.. ممدوداً بيني وبينكِ .. حبلاً من الياسمينْ وأصبح الآن حبلَ مشنقة.. كان هاتفكِ.. فراشَ حريرٍ أستلقي عليه.. صار صليباً من الشوك أنزف فوقه.. كنتُ أفرح بصوتك.. عندما يخرجُ من سمّاعة الهاتف.. كعصفور أخضرْ.. أشربُ قهوتي معهْ.. وأدخّن معهْ.. وأطير إلى كلّ الآفاق.. معهْ.. كان ينبوعاً، ومِظلّة، ومروحة.. يحمل لي الفرحَ، ورائحةَ البراري.. صار كنواقيس يوم الجمعة الحزينة يغسلني بأمطار الفجيعة.. * أوقفي هذه المذبحة يا سيّدتي فشراييني كلُّها مقطوعة.. وأعصابي كلُّها مقطوعة.. ربّما .. لا يزال صوتُكِ بنفسجياً كما كان من قبل.. ولكنني _ مع الأسف _ لا أراه .. لا أراه.. لأنني مصاب بعمى الألوانْ.. (89) هل وصلنا بحبّنا إلى نقطة اللارجوعْ؟ الرجوع لا يدخل في نطاق همومي. الذهاب معكِ.. ونحوكِ.. وإليكِ.. هو أساسُ تفكيري. الذهاب الذي لا يرجع وليس لديه تذكرةُ عودة. * إنني أُحبّكِ.. ولا أطلب منكِ وثيقةَ تأمين ضدَّ الموت عشقاً. بل سأطلب منكِ _ على العكس_ أن تساعديني على الموت حرقاً على الطريقة البوذيّة.. امرأةً مثلك.. تتشقّق قشرةُ الكون وتصبح الأرضُ علبة كبريت في يد طفل.. * مجنونةٌ أنتِ .. إذا فكّرتِ أنني أبحث لديكِ عن الطمأنينة.. أو أنني أفكّر في العودة إلى البرّ مرةً أخرى. فأنا نسيتُ تاريخي البريَّ كلَّهْ نسيت الشوارعَ ، والأرصفةَ ، وأشجارَ السَروْ. وكلَّ الأشياء التي لا تستطيع تغييرَ عناوينها.. إنني أُحبّكِ.. ولا أريدُ أقراصاً منوّمة لأشواقي.. فأنا أكون في أحسن حالاتي عندما تهاجمني نوباتُ الهذيانْ.. فأنسى تاريخَ وجهي.. وأنسى مساحةَ جسدي وأتلاشى.. تحت شمس نهديْكِ كما تتلاشى مدينةٌ من الشمعْ.. أنني أبحث لديكِ عن الطمأنينة.. أو أنني أفكّر في العودة إلى البرّ مرةً أخرى. فأنا نسيتُ تاريخي البريَّ كلَّهْ نسيت الشوارعَ ، والأرصفةَ ، وأشجارَ السَروْ. وكلَّ الأشياء التي لا تستطيع تغييرَ عناوينها.. إنني أُحبّكِ.. ولا أريدُ أقراصاً منوّمة لأشواقي.. ولا حبوباً لمقاومة الدُوارْ إنّني بخير هكذا.. إنّني بخير هكذا.. فأنا أكون في أحسن حالاتي عندما تهاجمني نوباتُ الهذيانْ.. فأنسى تاريخَ وجهي.. وأنسى مساحةَ جسدي وأتلاشى.. تحت شمس نهديْكِ كما تتلاشى مدينةٌ من الشمعْ.. أنني أبحث لديكِ عن الطمأنينة.. أو أنني أفكّر في العودة إلى البرّ مرةً أخرى. فأنا نسيتُ تاريخي البريَّ كلَّهْ نسيت الشوارعَ ، والأرصفةَ ، وأشجارَ السَروْ. وكلَّ الأشياء التي لا تستطيع تغييرَ عناوينها.. إنني أُحبّكِ.. ولا أريدُ أقراصاً منوّمة لأشواقي.. ولا حبوباً لمقاومة الدُوارْ إنّني بخير هكذا.. إنّني بخير هكذا.. فأنا أكون في أحسن حالاتي عندما تهاجمني نوباتُ الهذيانْ.. فأنسى تاريخَ وجهي.. وأنسى مساحةَ جسدي وأتلاشى.. تحت شمس نهديْكِ كما تتلاشى مدينةٌ من الشمعْ.. | |
|
| |
روشـان عضو ذهبى
عدد المساهمات : 1353 نقاط : 53025 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 06/11/2010 العمر : 31
| موضوع: رسالة حُبّ (90) - (95) الثلاثاء ديسمبر 07, 2010 3:36 am | |
| (90) رسالتُكِ ، في صندوق بريدي ، فُلَّةٌ بيضاء حمامةٌ أَليفة.. تنتظرني لتنامَ في جوف يدي فشكراً لكِ يا سخيَّةَ اليدينْ.. شكراً على موسم الفُلّْ.. * تسألين: ماذا فعلتُ في غيابك؟ غيابُكِ لم يحدثْ. ورحلتُكِ لم تتم. ظللتِ أنت وحقائبك قاعدةً على رصيف فكري ظلَّ جوازُ سفرك معي وتذكرةُ الطائرة في جيبي.. * ممنوعةٌ أنتِ من السَفَرْ.. إلا داخلَ الحدود الإقليمية لقلبي.. ممنوعةٌ أنتِ من السفرْ.. خارجَ خريطة عواطفي واهتمامي بك.. أنتِ طفلةٌ لا تعرف أن تسافر وحدَها.. أن تمشي على أرصفة مُدُن الحبّ.. وحدَها.. أن تنزل في فنادق الأحلام.. وحدَها. تسافرينَ معي.. أو لا تسافرينْ.. تتناولينَ إفطارَ الصباح معي.. وتتكئين في الشوارع المزدحمة على كَتِفي. أو تظلّين جائعة.. وضائعة.. رسالتُك في صندوق بريدي جزيرةُ ياقوتْ.. وتسألين عن بيروتْ.. شوارعُ بيروت، ساحاتُها، مقاهيها، مطاعمُها، مرفأها.. بواخرها.. كلُّها تصبُّ في عينيْكِ ويوم تغمضين عينيكِ.. تختفي بيروتْ. لم أكن أتصوّر من قبل.. أن امرأةً تقدر أن تعمِّرَ مدينة.. أن تخترعَ مدينة.. أن تعطي مدينةً ما.. شمسَها ، وبحرها ، وحضارتَها.. لماذا أتحدّث عن المدن والأوطانْ؟ أنتِ وطني.. وجهُكِ وطني.. صوتُكِ وطني.. تجويف يدك الصغيرة وطني.. وفي هذا الوطن ولدتُ.. وفي هذا الوطن.. أريدُ أن أموت... * رسالتُكِ في صندوق بريدي شمسٌ إفريقيَّة.. وأنا أُحبّكِ على مستوى الهمجيّة أُحبّك.. على مستوى النار والزلازل أُحبّكِ.. على مستوى الحمّى والجنون.. أُحبّكِ فلا تسافري مرةً أخرى.. لأنّ الله _ منذ رحلتِ _ دخل في نوبة بكاء عصبية.. وأضربَ عن الطعام.. رسالتُكِ في صندوق بريدي.. ديكٌ مذبوحْ.. ذبحَ نفسَه.. وذبحني.. أحبّ أن يكون حبي لكِ على مستوى الذبحْ على مستوى النزيف والإستشهادْ.. أُحبّ أن أمشي معكِ دائماً على حَدِّ الخنجرْ.. وأن أتدحرجَ معكِ عشرةَ آلاف سنة قبل أن نتهشَّم معاً على سطح الأرض. تقرأين تعاليمَ ماو.. وكلَّ كُتُب الثورة الثقافية.. وتمشينَ في المسيرات الطويلة ترفعين لافتات الحريّة وتطالبين أن يحكم الطلاب العالم وأن يكسروا جدرانَ العالم القديم.. وحين يهاجمك الحبّ.. كوحش أزرق الأنيابْ.. ترتعشين أمامه كفأرة مذعورة.. وترمين صورة ماو على الأرض وترمين معها، كلَّ لافتات الحرية التي رفعتِها .. أنت وزميلاتك.. وتلتجئين باكيةً.. إلى صدر جدّتك وتتزوَّجين.. على طريقة جدّتك.. (91) تلبسين ملابسَ الهيبيّينْ.. وتعلّقين على شعرك الزهورْ وفي رقبتك الأجراسْ.. وتمشينَ في المسيرات الطويلة ترفعين لافتات الحريّة وتطالبين أن يحكم الطلاب العالم وأن يكسروا جدرانَ العالم القديم.. وحين يهاجمك الحبّ.. كوحش أزرق الأنيابْ.. ترتعشين أمامه كفأرة مذعورة.. وترمين صورة ماو على الأرض وترمين معها، كلَّ لافتات الحرية التي رفعتِها .. أنت وزميلاتك.. وتلتجئين باكيةً.. إلى صدر جدّتك وتتزوَّجين.. على طريقة جدّتك.. (92) أشعر بالحاجة إلى النطق باسمك هذا اليوم.. لم أزرعه شمساً في رأس الورقة.. لم أتدفّأ به.. واليوم، وتشرين يهاجمني ويحاصر نوافذي، أشعر بحاجة إلى النطق به. بحاجة إلى أن أوقد ناراً صغيرة.. بحاجة إلى غطاء.. ومعطف.. وإليك.. يا غطائي المنسوج من زهر البرتقال، وطرابين الزعتر البريّ.. لم أعد قادراً على حبس اسمكِ في حلقي. لم أعد قادراً على حبسك في داخلي مدةً أطول. ماذا تفعل الوردةُ بعطرها؟ أين تذهب الحقول بسنابلها، والطاووس بذيله، والقنديل بزيته؟ أين أذهب بكِ؟ أين أُخفيكِ؟ والناس يرونك في إشارات يدي، في نبرة صوتي في إيقاع خطواتي.. من رائحة ثيابي يعرف الناس أنكِ حبيبتي، من رائحة جلدي يعرف الناس أنكِ كنتِ معي، من خَدَر ذراعي يعرف الناس أنكِ كنتِ نائمة عليها.. لن أستطيع إخفاءك بعد اليوم.. فمن أناقة خطي يعرف الناس أنني أكتب إليكِ.. من فرحة خطاي يعرفون أنني ذاهبٌ إلى موعدك.. من كثافة العشب على فمي يعرفون أني قبّلتكِ.. لا يمكننا.. لا يمكننا .. أن نستمر في ارتداء الملابس التنكريَّة.. بعد الآن.. فالدروبُ التي مشينا عليها لا يمكن أن تسكت.. والعصافيرُ المبلّلة التي وقفت على أكتافنا سوف تخبر العصافيرَ الأخرى.. كيف تريدينني أن أمحو أخبارنا من ذاكرة العصافير.. كيف يمكنني أن أُقنع العصافير.. أن لا تنشر مذكّراتها؟ (93) هذه رسالة غير عاديّة، عن يوم غير عاديّ. قليلة جداً هي الأيّام غير العاديّة في حياة الإنسان. الأيّام التي يخرج بها من قفص بشريّته .. ليصبح عصفوراً. يوم.. أو نصف يوم.. ربّما.. في حياة الانسان كلّها، يخرج فيه من السيلول الضيق، ليمارس حرّيته، ليقول ما يشاء.. ويحرّك يديه كما يشاء، ويحبّ من يشاء في الوقت الذي يشاء.. فإذا كتبتُ لكِ عن هذا اليوم غير العاديّ، فلأنني أشعر أنني تحرّرت في هذا اليوم من دَبَقي ومن صمغي.. وخرجتُ من صندوق النفاق الإجتماعي، ومن مغارة التاريخ، لأمارس حريتي كما يمارسها أيّ عصفور شارد في البريّة. * البحر كتابٌ أزرقُ الغلاف.. أزرقُ الصفحات.. وأنتِ بثوب الإستحمام، تقرأين تحت الشمس. الحشرات الصغيرة تزحف على جسدك الزنبقيّ لتشرب الضوء.. ظَهْرُكِ مكشوف.. وقدماكِ تلعبان بحرية وطفولة على العشب النابت أمام باب بيتنا البحريّ.. وأخيراً.. أصبح لنا بابٌ .. ومفتاحٌ.. ومنزلٌ بحريّ نلتجيء إليه.. ربّما لا تدركين معنى أن يكون للإنسان بيت، ومفتاح، وامرأة يحبّها.. ربّما لا تدركين أنني تلميذٌ هاربٌ من جميع مدارس الحبّ ومعلّميها.. هارب من ممارسة الحبّ بالإكراه، وممارسة الشوق بالإكراه، وممارسة الجنس بالإكراه.. وللمرة الأولى منذ عشرين سنة، أدخل معك منزلنا البحريّ فلا أشعر أن له سقفاً .. وجدراناً.. للمرة الأولى أدفن وجهي في صدر امرأةٍ أُحبُّها.. وأتمنى أن لا أستيقظ.. للمرة الأولى أقيم حواراً طويلاً مع جسد امرأةٍ أُحبّها.. ولا أفكر في الحصول على إجازة.. للمرة الأولى منذ عصور، أفكّر بتجديد إقامتي معك.. وحين يفكر رجل في تمديد إقامته مع امرأة .. فهذا يعني أنه دخل مرحلة الشعر.. أو مرحلة الهيستريا.. * البحر شريطٌ من الحرير الأزرق على رأس تلميذة.. ونهداكِ يقفزان من الماء.. كسمكتين متوحّشتين.. وأنا أنكش في الرمل الساخن بحثاً عن لؤلؤة تشبه استدارة نهدَيْكِ.. نخلتُ كلَّ ذرّات الرمل، وفتحتُ مئات الأصداف، ولم أعثر على لؤلؤة بملاستهما.. إنتهى رملُ البحر كلُّه.. وانتهت قواقعي كلُّها.. ورجعتُ إلى صدرك نادماً ومعتذراً.. كطالبٍ راسبٍ في امتحاناته.. نتخبّط في الماء.. كطائرين بحرييّن لا وطن لهما. قطراتُ الماء تكرج على الجسدين المتشابكينْ.. تتدحرج.. تشهق.. تغنّي.. ترقص.. تصرخ.. لا تعرف أيَّ الجسدَيْن تبلِّل.. قطراتُ الماء دوَّختها جغرافيةُ الجسدينْ المتداخلين.. لم تعد تعرف أين تسقط.. على أيّ أرض تتزحلق.. ضاعت جنسيّةُ الرخام. لم يعد للعنق اسم.. ولا للذراع اسم.. ولا للخصر اسم.. ضاعت أسماء الأسماء. الرخام كلّه معجون ببعضه.. براري الثلج كلها تشتعل.. وأنا.. وأنتِ.. مزروعان في زرقة الماء.. كسيفيْنِ من الذَهَب.. * الحبُّ يجرفنا كصَدَفتيْن صغيرتيْن.. وأنا أتمسّك بشعرك بشراسة إنسان يغرق.. لم يكن بإمكاني أن أكون أكثر تحضّراً، فحين تلتصقين بي كسمكة زرقاء.. أكونُ سخيفاً وغبيّاً إذا لم أجرّك معي إلى الهاوية.. لنستقرّ في قعر البحر سفينتيْن لا يعرف أحدٌ مكانَهما... * إنتهى يومُنا البحريّ.. ذهبتِ أنتِ . وظلّتْ رغوةُ البحر تزحف على جسدي.. ظلّت الشمس جرحاً من الياقوت على جبيني. حاولتُ أن أستعيدَكِ ، وأستعيدَ البحر.. نجحتُ في استرداد البحر.. ولم أنجح في استردادك.. فما يأخذه البحر لا يردّه. حاولتُ أن أركِّبَ يومنا البحريّ تركيباً ذهنيّاً.. وألصق عشرات التفاصيل الصغيرة ببعضها.. كقطع الفسيفساء. تذكّرتُ كلَّ شيء. قبَّعتكِ البيضاء، ونظّارة الشمس، وكتابك الفرنسيّ المطمور بالرمل.. حتى النملة الخضراء، التي كانت تتسلّق على ركبتك الشمعيّة.. لم أنْسَها.. حتى قطرات العَرَق التي كانت تتزحلق كحبّات اللؤلؤ.. على رقبتك لم أنسَها.. حتى قَدَمُكِ الحافية التي كانت تتقلّب على الرمل، كعصفورة عطشى.. لم أنْسَها.. * إنتهى يومُنا البحريّ.. لا زال ثوبُ استحمامك البرتقاليّ، مشتعلاً كشجرة الكرز في مخيّلتي.. لا زال الماء المتساقط من شعرك.. يبلّل دفاتري.. كلُّ سطر أكتبه .. يغرق في الماء. كلُّ قصيدة أكتبها.. تغرق في الماء.. واتركي الشمس.. تُشرق ثانيةً، على جَسَدي * إنتهى يومُنا البحريّ.. وكتبَ البحرُ في دفتر مذكّراته: "كانا رجلاً وامرأة.. وكنتُ بحراً حقيقياً.." (94) ساعة الكرملين تدقُّ في موسكو.. منتصف الليل.. وأنا عائد إلى فندقي من مسرح البُلْشوي حيث شاهدت باليه (بحيرة البجع)، تحفة تشايكوفسكي المذهلة. خلال فترة العرض بحثتُ عن يدك أكثر من مرة.. عن يميني بحثت عنها.. وعن يساري بحثت عنها.. عندما أكون في حالة الفن، أو في حالة العشق.. أبحث عن يدك.. ألتجيء إليها، أكلّمها.. أضغط عليها.. أنزلق على لزوجتها.. أنام في جوفها.. ومن خلال أمطار الياسمين، خرجتِ أنتِ بَجَعةً بيضاء من بحيرة ذكرياتي. ورجعتُ إلى فندقي في آخر الليل.. لألملم زَغَبَ القطن المتناثر على ثيابي.. (95) الفودكا.. تمرُّ فوق لساني سيفاً من نار.. ومع كلّ قطرةٍ تمرين أنتِ. حاولتُ هذه الليلة أن أجامل.. حاولتُ أن أكون روسياً.. يبتلع عَشَرات الحرائق.. ولا يحترقْ لكنني فشلت.. لأنّني كنتُ أواجه ناريْنْ.. فتاةُ المطعم موسكوفيَّة. إسمُها ناتاشا.. وأُحبّ أن أسمّيكِ ، مثلها، ناتاشا.. وأحبّ أن تركضي معي وأحبّ أن تركضي معي كحمامةٍ، على ثلوج الساحة الحمراء.. كحمامةٍ، على ثلوج الساحة الحمراء.. * * القدحُ الصغيرُ يشتعلُ كالحمرة القدحُ الصغيرُ يشتعلُ كالحمرة ووجهكِ ، يعوم كالوردة، ووجهكِ ، يعوم كالوردة، على سطح السائل اللؤلؤيّ.. على سطح السائل اللؤلؤيّ.. يا ناتاشا.. يا حبيبتي يا ناتاشا.. يا حبيبتي يشربُ الرجالُ الخمرةَ ليهربوا من حبيباتهم. يشربُ الرجالُ الخمرةَ ليهربوا من حبيباتهم. أما أنا فأشربُها.. أما أنا فأشربُها.. لأهربَ إليك.. لأهربَ إليك.. وأحبّ أن تركضي معي كحمامةٍ، على ثلوج الساحة الحمراء.. * القدحُ الصغيرُ يشتعلُ كالحمرة ووجهكِ ، يعوم كالوردة، على سطح السائل اللؤلؤيّ.. يا ناتاشا.. يا حبيبتي يشربُ الرجالُ الخمرةَ ليهربوا من حبيباتهم. أما أنا فأشربُها.. لأهربَ إليك.. | |
|
| |
روشـان عضو ذهبى
عدد المساهمات : 1353 نقاط : 53025 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 06/11/2010 العمر : 31
| موضوع: رسالة حُبّ (96) - (100) الثلاثاء ديسمبر 07, 2010 3:39 am | |
| (96) أكتب إليكِ من لينغراد. عاصمة القياصرة. درجة الحرارة صفر. وأنا ألبسك على جسدي كنزةً من الحنان.. واتدفَّأ بكِ كما تتدفَّأ كنيسةٌ بشموعها.. يُريحني أن ألبسَكِ على جسدي، فأنتِ حَطَبي وفحمي في هذه القارَّة المرتعشة المفاصل. قضيتُ اليوم كلَّه في متحف الهيرميتاج. كلُّ متاحف العالم تبدو أكواخاً فقيرة من القشّ أمام هذا المتحف الخرافة، حتى اللوفر العظيم يغطِّي وجهه بيديه مختجلاً إذا ذُكر اسمُ الهيرميتاج. ألفا غرفة تضمّ أروع وأثمن ما صنعته أصابع البشر، جمعها القياصرة قطعةً قطعةً من كلّ زاوية من زوايا الأرض. كلُّ مصوّري العالم ونحّاتيه يتنفّسون في غرف الهيرميتاج ويتحدّثون مع الزوّار.. الهيرميتاج هو فندق كلّ عباقرة العالم.. فيه ينامون.. وفيه يرسمون .. وينحتون... هنا وطن الفنّانين.. فلوحات رينوار، وماتيس، وفان غوخ ، وغويا، والغريكو، وروبنس، الموجودة هنا أعظم من آثارهم الموجودة في بلادهم الأصلية. زرتُ الجناح الخاص بالامبراطورة كاترينا الثانية. رأيت ملابسها، وجواهرها، وأمشاطها، وخواتمها، وأثواب نومها المطرّزة بالذهب، ومعاطفها المشغولة بالحجارة الثمينة. في لحظة من لحظات الحلم تصوَّرتك كاترين الثانية.. وأردتُ أن أُخرج جميع ما في الخزائن البللورية من عقود وأساور وأطرحها على قدميكِ.. يا قيصرةَ القياصرة.. في لحظة من لحظات الشرود، تصوّرت أن المتحف متحفك، والتيجان تيجانك، والوصيفات وصيفاتك.. وأنكِ تركبين العربة الملكيّة الموشّاة بالذهب وأحجار الياقوت والزمرّد.. وتنزلقين على ثلوج لينغراد. هل تسمعين صوتي، وأنا أهتف مع الرعايا المتناثرين على أرصفة لينغراد (حفظ الله الملكة). أنا واحدٌ من رعاياكِ يا قيصرة القياصرة. أنا مواطنٌ يُحبّكِ.. على سواحل بحر الشمال تلتفّ ذراعي حول خصرك بحركة تلقائية.. على كلّ البحار أنت متمدّدة.. وعلى سطوح كلّ المراكب أنت مستلقية.. سمك منتشر في شراييني كبقعة حبر على ثوب أبيض.. ونهدك يطيعني كما تطيع التفاحة جاذبية الأرض.. إنفصالي عنكِ خرافة.. فنحن نسقط إلى الأعلى، نتدحرج إلى ذروة الشمس، يمسح الواحدُ منا حدودَ الآخر.. يُلغيه.. حين تكونين معي. يكون واحدٌ منّا فقط، ينتهي واحدٌ منّا. يصير صوتكِ امتداداً لفمي، وتصير ذراعي امتداداً طبيعياً لذراعك.. ويصير شعركِ الأسود امتداداً لأحزاني. إنفصالي عنكِ خرافة.. (98) فنحن نسقط إلى الأعلى، نتدحرج إلى ذروة الشمس، يمسح الواحدُ منا حدودَ الآخر.. يُلغيه.. لستُ نادماً على أعوامي الضائِعةِ معكِ.. لستُ نادماً على أعوامي الضائِعةِ معكِ.. حين تكونين معي. يكون واحدٌ منّا فقط، ينتهي واحدٌ منّا. يصير صوتكِ امتداداً لفمي، وتصير ذراعي امتداداً طبيعياً لذراعك.. ويصير شعركِ الأسود امتداداً لأحزاني. حين تكونين معي. يكون واحدٌ منّا فقط، ينتهي واحدٌ منّا. يصير صوتكِ امتداداً لفمي، وتصير ذراعي امتداداً طبيعياً لذراعك.. ويصير شعركِ الأسود امتداداً لأحزاني. فأنا لا أحترفُ الندامة. فأنا لا أحترفُ الندامة. ولستُ آسفاً .. لأنني لعبتُ على حصانٍ خاسرْ.. إن المقامرة على النساء.. كالمقامرة على الخيولْ.. غيرُ مضمونة النتائج.. ولا تصدُقُ فيها النُبُوءاتْ.. فكلُّ رجل ينتقي فَرَساً.. وكلُّ امرأة تنتقي جواداً.. ولا يربح في نهاية الشوط.. سوى النساءْ.. * إن تجاربي مع الخيل والنساء.. متشابهة.. أربحُ مرةً.. وأخسرُ مرّاتْ.. أنتصرُ مرةً.. وأُهزم مرّاتْ.. ورغم هذا أستمرُّ في اللعبة.. وأجدُ في ممارستها الكثير من الشعرْ.. فلا أجمل من السقوط المفاجئ.. تحت حوافر الخيلْ.. أو تحت حوافر الحُبّ.. (99) إطمئني يا سيّدتي! فما جئت لأشْتُمَكِ، أو لأشنقَكِ على حبال غَضَبي ولا جئتُ، لأراجع دفاتري القديمة معكِ فأنا رجلٌ .. لا يحتفظ بدفاتر حبّه القديمة.. ولا يعود إليها أبداً.. لكنني جئتُ لأشكرك.. على زهور الحزن التي زرعتها في داخلي فمنكِ تعلّمتُ أن أحبَّ الزهورَ السوداءْ.. وأشتريها.. وأوزّعها في زوايا غرفتي. * ليس في نيّتي، أن أفضح انتهازيّتكِ.. أو أكشف الأوراق المغشوشة التي كنتِ تلعبين بها.. خلال عامينْ.. لكنني جئتُ لأشكرك.. على مواسم الدمع.. وليالي الوجع الطويلة.. وعلى كلّ الأوراق الصفراء التي نثرتِها على أرض حياتي.. فلولاكِ، لم أكتشفْ لذّةَ الكتابة باللون الأصفرْ ولذّةَ التفكير.. باللون الأصفرْ.. ولذّةَ العشق باللون الأصفرْ.. (100) هذه هي رسالتي الأخيرة.. ولن يكون بعدها رسائلْ... هذه.. آخرُ غيمةٍ رماديةٍ تمطر عليكِ.. ولن تعرفي بعدها المطرْ.. هذا آخرُ النبيذ في إنائي.. وبعده.. لن يكون سُكْرٌ.. ولا نبيذْ.. هذه آخرُ رسائل الجنونْ.. وآخرُ رسائل الطفولة... ولن تعرفي بعدي، نقاءَ الطفولة، وطرافة الجنونْ.. لقد عشقتُكِ.. كطفلٍ هاربٍ من المدرسة.. يخبئ في جيوبه العصافير.. ويخبّئ القصائدْ.. كنتُ معكِ.. طفلَ الهلوسة، والشرود، والتناقضاتْ.. كنتُ طفلَ الشعر، والكتابة العصبيّة أما أنتِ.. فكنتِ امرأةً شرقيّةَ الشروشْ تنتظر قدَرَها.. في خطوط فناجين القهوة.. وملاءات الخاطباتْ.... ما أتعسكِ يا سيّدتي.. فلن تكوني في الكُتُب الزرقاء.. بعد اليوم ولن تكوني في ورق الرسائلْ، وبكاء الشموعْ.. وحقيبة موزع البريدْ.. لن تكوني في عرائس السُكَّرْ.. وطيّارات الورق الملوّنة.. لن تكوني في وَجَع القصائدْ.. فلقد نفيتِ نفسكِ خارجَ حدائق طفولتي.. وأصبحتِ نثراً.... | |
|
| |
روشـان عضو ذهبى
عدد المساهمات : 1353 نقاط : 53025 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 06/11/2010 العمر : 31
| موضوع: الحب لا يقف على الضوء الأحمر الثلاثاء ديسمبر 07, 2010 3:43 am | |
| " أنت في العشرين تستطيع أن تُحبّ.. وأنت في الثمانين تستطيع أن تُحبّ.. هناك دائماً مناسبة لاشتعال البرق.." فرانسواز ساغان - - - إفتتاحيّة هذا كتابي الأربعُونَ .. ولم أزَلْ أحْبُو كتلميذٍ صغيرٍ .. في هَوَاكِ هذا كتابي الأربَعُونَ.. ورغمَ كلِّ شَطَارتي .. ومَهَارتي لم يرضَ عنّي ناهداكِ... كلُّ اللغات قديمةٌ جداً.. وأَضْيَقُ من رُؤايَ ومن رُؤاكِ.. لا بدَّ من لغةٍ أُفَصِّلُها عليكِ .. حبيبتي.. لا بدَّ من لغةٍ تليقُ بمستواكِ *** حَلَّقتُ آلافَ السنين.. وما وصلتُ إلى ذُرَاكِ وجلبتُ تيجانَ الملوكِ.. وما حصلتُ على رضَاكِ.. وصعدتُ فوق الأبْجَديَّة كي أراكِ.. يا مَنْ تخيطُ قصائدي ثوباً لها.. هل ممكنٌ بين القصيدةِ .. والقصيدةِ .. أنْ أراكِ؟؟... | |
|
| |
روشـان عضو ذهبى
عدد المساهمات : 1353 نقاط : 53025 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 06/11/2010 العمر : 31
| موضوع: القرار الثلاثاء ديسمبر 07, 2010 3:46 am | |
| إنّي عشِقْتُكِ .. واتَّخذْتُ قَرَاري فلِمَنْ أُقدِّمُ _ يا تُرى _ أَعْذَاري لا سلطةً في الحُبِّ .. تعلو سُلْطتي فالرأيُ رأيي .. والخيارُ خِياري هذي أحاسيسي .. فلا تتدخَّلي أرجوكِ ، بين البَحْرِ والبَحَّارِ .. ظلِّي على أرض الحياد .. فإنَّني سأزيدُ إصراراً على إصرارِ ماذا أَخافُ ؟ أنا الشرائعُ كلُّها وأنا المحيطُ .. وأنتِ من أنهاري وأنا النساءُ ، جَعَلْتُهُنَّ خواتماً بأصابعي .. وكواكباً بِمَدَاري خَلِّيكِ صامتةً .. ولا تتكلَّمي فأنا أُديرُ مع النساء حواري وأنا الذي أُعطي مراسيمَ الهوى للواقفاتِ أمامَ باب مَزاري وأنا أُرتِّبُ دولتي .. وخرائطي وأنا الذي أختارُ لونَ بحاري وأنا أُقرِّرُ مَنْ سيدخُلُ جنَّتي وأنا أُقرِّرُ منْ سيدخُلُ ناري أنا في الهوى مُتَحكِّمٌ .. متسلِّطٌ في كلِّ عِشْقِ نَكْهةُ اسْتِعمارِ فاسْتَسْلِمي لإرادتي ومشيئتي واسْتقبِلي بطفولةٍ أمطاري.. إنْ كانَ عندي ما أقولُ .. فإنَّني سأقولُهُ للواحدِ القهَّارِ... عَيْنَاكِ وَحْدَهُما هُمَا شَرْعيَّتي مراكبي ، وصديقَتَا أسْفَاري إنْ كانَ لي وَطَنٌ .. فوجهُكِ موطني أو كانَ لي دارٌ .. فحبُّكِ داري مَنْ ذا يُحاسبني عليكِ .. وأنتِ لي هِبَةُ السماء .. ونِعْمةُ الأقدارِ؟ مَنْ ذا يُحاسبني على ما في دمي مِنْ لُؤلُؤٍ .. وزُمُرُّدٍ .. ومَحَارِ؟ أَيُناقِشُونَ الديكَ في ألوانِهِ ؟ وشقائقَ النُعْمانِ في نَوَّارِ؟ يا أنتِ .. يا سُلْطَانتي ، ومليكتي يا كوكبي البحريَّ .. يا عَشْتَاري إني أُحبُّكِ .. دونَ أيِّ تحفُّظٍ وأعيشُ فيكِ ولادتي .. ودماري إنّي اقْتَرَفْتُكِ .. عامداً مُتَعمِّداً إنْ كنتِ عاراً .. يا لروعةِ عاري ماذا أخافُ ؟ ومَنْ أخافُ ؟ أنا الذي نامَ الزمانُ على صدى أوتاري وأنا مفاتيحُ القصيدةِ في يدي من قبل بَشَّارٍ .. ومن مِهْيَارِ وأنا جعلتُ الشِعْرَ خُبزاً ساخناً وجعلتُهُ ثَمَراً على الأشجارِ سافرتُ في بَحْرِ النساءِ .. ولم أزَلْ _ من يومِهَا _ مقطوعةً أخباري.. *** يا غابةً تمشي على أقدامها وتَرُشُّني يقُرُنْفُلٍ وبَهَارِ شَفَتاكِ تشتعلانِ مثلَ فضيحةٍ والناهدانِ بحالة استِنْفَارِ وعَلاقتي بهما تَظَلُّ حميمةً كَعَلاقةِ الثُوَّارِ بالثُوَّارِ.. فَتشَرَّفي بهوايَ كلَّ دقيقةٍ وتباركي بجداولي وبِذَاري أنا جيّدٌ جدّاً .. إذا أحْبَبْتِني فتعلَّمي أن تفهمي أطواري.. مَنْ ذا يُقَاضيني ؟ وأنتِ قضيَّتي ورفيقُ أحلامي ، وضوءُ نَهَاري مَنْ ذا يهدِّدُني ؟ وأنتِ حَضَارتي وثَقَافتي ، وكِتابتي ، ومَنَاري.. إنِّي اسْتَقَلْتُ من القبائل كُلِّها وتركتُ خلفي خَيْمَتي وغُبَاري هُمْ يرفُضُونَ طُفُولتي .. ونُبُوءَتي وأنا رفضتُ مدائنَ الفُخَّارِ.. كلُّ القبائل لا تريدُ نساءَها أن يكتشفْنَ الحبَّ في أشعاري.. كلُّ السلاطين الذين عرفتُهُمْ.. قَطَعوا يديَّ ، وصَادَرُوا أشعاري لكنَّني قاتَلْتُهُمْ .. وقَتَلْتُهُمْ ومررتُ بالتاريخ كالإعصارِ .. أَسْقَطْتُ بالكلمَاتِ ألفَ خليفة .. وحفرت بالكلمات ألف جدار أَصَغيرتي .. إنَّ السفينةَ أَبْحَرتْ فَتَكَوَّمي كَحَمَامةٍ بجواري ما عادَ يَنْفعُكِ البُكَاءُ ولا الأسى فلقدْ عشِقْتُكِ .. واتَّخَذْتُ قراري.. | |
|
| |
روشـان عضو ذهبى
عدد المساهمات : 1353 نقاط : 53025 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 06/11/2010 العمر : 31
| موضوع: معها .. في باريس الثلاثاء ديسمبر 07, 2010 3:48 am | |
| لا الشعرُ ، يُرضي طُمُوحاتي ، ولا الوَتَرُ إنّي لعَيْنَيْكِ ، باسمِ الشِعْرِ ، أَعتذِرُ.. يا مَنْ تَدُوخُ على أقدامِكِ الصُوَرُ يُروِّجُونَ كلاماً لا أُصَدِّقُهُ كم صَعْبةٌ أنتِ .. تَصْويراً وتَهْجِيَةً إذا لَمَسْتُكِ ، يبكي في يدي الحَجَرُ ولا البصيرةُ ، تكفيني ، ولا البَصَرُ نَهْداكِ .. كان بودِّي لو رَسَمْتُهُمَا *** أيا غَمَامةَ مُوسيقى .. تُظلِّلُني الحَرْفُ يبدأُ من عَيْنَيْكِ رحْلتَهُ كلُّ اللُغاتِ بلا عينيكِ .. تَنْدثِرُ إلى نبيذٍ ، بنار العِشْق يَخْتَمِرُ ولم أُخَطِّطْ لهُ .. لكنَّهُ القَدَرُ.. هزائمي في الهوى تبدو مُعَطَّرَةً تركتُ خَلْفيَ أمجادي .. وها أنذا بطُولِ شَعْرِكِ _ حتى الخَصْرِ _ أفْتَخِرُ وأنتِ .. أجملُ ما في حُبِّكِ الخَطَرُ يا مَنْ أُحِبُّكِ .. حتى يستحيلَ فمي جرائرُ الكُحْلِ في عينيكِ مُدْهِشَةٌ ماذا سأفعلُ لو ناداني السفرُ؟؟ ولُؤلُؤُ البحر شفَّافٌ .. ومُبْتَكرُ هل تذكرينَ بباريسَ تسكُّعَنَا ؟ خُطَاكِ في ساحة (الفاندوم) أُغنيةٌ وكُحْلُ عينيكِ في (المادلين) ينتثرُ .. ما زال في رُكْنِنَا الشعريِّ ، ينتظرُ كلُّ التماثيل في باريسَ تعرفُنا حتّى النوافيرُ في (الكونكُورد) تذكُرُنا ما كنتُ أعرفُ أن الماءَ يَفْتكِرُ .. نبيذُ بُوردو .. الذي أحسُوهُ يصرعُني ودفءُ صوتِكِ .. لا يُبْقي ولا يَذَرُ ما دامَ حُبُّكِ يُعْطيني عباءتَهُ فكيفَ لا أفتحُ الدنيا .. وأنتصِرُ ؟ والعاشقُ الفذُّ .. يحيا حين ينتحِرُ ... تمشينَ أنتِ .. فيمشي خلْفكِ الشجرُ خُطَاكِ في ساحة (الفاندوم) أُغنيةٌ وكُحْلُ عينيكِ في (المادلين) ينتثرُ .. صَديقَةَ المطعم الصِينيِّ .. مقعدُنا ما زال في رُكْنِنَا الشعريِّ ، ينتظرُ كلُّ التماثيل في باريسَ تعرفُنا وباعةُ الورد ، والأكشَاكُ ، والمَطَرُ حتّى النوافيرُ في (الكونكُورد) تذكُرُنا ما كنتُ أعرفُ أن الماءَ يَفْتكِرُ .. *** نبيذُ بُوردو .. الذي أحسُوهُ يصرعُني ودفءُ صوتِكِ .. لا يُبْقي ولا يَذَرُ ما دُمْتِ لي .. فحدودُ الشمس مملكتي والبرُّ ، والبحرُ ، والشُطْآنُ ، والجُزُرُ ما دامَ حُبُّكِ يُعْطيني عباءتَهُ فكيفَ لا أفتحُ الدنيا .. وأنتصِرُ ؟ سأركبُ البحرَ .. مَجنوناً ومُنْتَحراً.. والعاشقُ الفذُّ .. يحيا حين ينتحِرُ ...
| |
|
| |
روشـان عضو ذهبى
عدد المساهمات : 1353 نقاط : 53025 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 06/11/2010 العمر : 31
| موضوع: من يوميات تلميذ راسب الثلاثاء ديسمبر 07, 2010 3:50 am | |
| 1 ما هُوَ المطلوبُ منّي ؟ ما هُوَ المطلوبُ بالتحديد منّي ؟ إنَّني أنْفَقتُ في مدرسة الحُبّ حياتي وطَوالَ الليل .. طالعتُ .. وذاكرتُ .. وأنهيتُ جميعَ الواجباتِ.. كلُّ ما يمكنُ أن أفعلَهُ في مخدع الحُبِّ ، فَعَلْتُهْ ... كلُّ ما يمكنُ أن أحفرَهُ في خَشَب الوردِ ، حَفَرْتُهْ ... كلُّ ما يمكنُ أن أرسُمَهُ .. من حُرُوفٍ .. ونقاطٍ .. ودوائرْْ .. قد رَسَمْتُهُ .. فلماذا امتلأَتْ كرَّاستي بالعَلاَمات الرديئَهْ ؟. ولماذا تَسْتَهينينَ بتاريخي .. وقُدْراتي .. وفنّي .. أنا لا أفهمُ حتى الآنَ ، يا سيِّدتي ما هُوَ المطلوبُ منّي؟. 2 ما هُوَ المطلوبُ منّي؟ يشهدُ اللهُ بأنِّي .. قد تَفرَّغْتُ لنهديْكِ تماما .. وتَصَرَّفْتُ كفنّانٍ بدائيٍّ .. فأنْهَكْتُ .. وأَوْجَعْتُ الرُخَاما إنّني منذُ عصور الرِقِّ .. ما نِلْتُ إجازَهْ فأنا أعمَلُ نَحَّاتاً بلا أَجْرٍ لدى نَهْدَيْكِ مُذْ كنتُ غُلامَا .. أحملُ الرملَ على ظَهْري .. وأُلْقِيهِ ببحر اللانهايَهْ أنا منذ السَنَة الألفَيْنِ قَبْلَ النهدِ .. يا سيِّدتي – أفعلُ هذا ... فلماذا؟ تطلبينَ الآنَ أن أبدأَ – يا سيّدتي – منذُ البدايَهْ ولماذا أُطْعَنُ اليومَ بإبْداعي .. وتشكيلاتِ فنّي ؟ ليتني أعرفُ ماذا ... يبتغي النَهْدَانِ منّي؟ ؟ 3 ما هُوَ المطلوبُ منّي ؟ كي أكونَ الرجُلَ الأوَّلَ ما بين رجالِكْ وأكونَ الرائدَ الأوَّلَ .. والمكتشفَ الأوَّلَ .. والمستوطنَ الأوَّلَ .. في شّعْرِكِ .. أو طَيَّاتِ شَالِكْ .. ما هو المطلوبُ حتّى أدخلَ البحرَ .. وأَستلقي على دفءِ رمالِكْ ؟ إنني نفَّذْتُ – حتى الآنَ – آلافَ الحماقاتِ لإرضاء خيالِكْ وأنا اسْتُشْهِدتُ آلافاً من المرَّاتِ من أجل وصالِكْ .. يا التي داخَتْ على أقدامِها أقوى الممالِكْ .. حَرِّريني .. من جُنُوني .. وجَمالِكْ .. 4 ما هُوَ المطلوبُ منّي ؟ ما هُوَ المطلوبُ حتى قطَّتي تصفحَ عنّي ؟ إنَّني أطْْعَمْتُها .. قمحاً ... ولَوْزاً ... وزَبيبا .. وأنا قدَّمتُ للنهديْنِ .. تُفَّاحاً .. وخمراً .. وحليباً .. وأنا علّقتُ في رقْبَتِها .. حَرَزَاً أزْرَقَ يحميها من العَيْنِ ، وياقُوتاً عجيبا .. ما الذي تطلبهُ القِطَّةُ ذاتُ الوَبَر الناعِم منّي ؟ وأنا أَجْلَسْتُها سُلْطَانةً في مقعدي .. وأنا رافقتُها للبحر يومَ الأَحَدِ ... وأنا حَمَّمْتُها كلَّ مساءٍ بيدي .. فلماذا ؟ بعد كلِّ الحُبِّ .. والتكريمِ .. قد عضَّتْ يدي ؟. ولماذا هي تدعوني حبيباً .. وأنا لستُ الحبيبا .. ولماذا هيَ لا تمحُو ذُنُوبي ؟ أبداً .. واللهُ في عَليائهِ يمحُو الذُنُوبَا .. 5 ما هُوَ المطلوبُ أن أفعلَ كي أُعْلِنَ للعشق وَلاَئي ما هُوَ المطلوبُ أن أفعلَ كي أُدْفَنَ بين الشُهَدَاءِ ؟ أَدْخَلُوني في سبيل العِشْق مُسْتَشفى المجاذيبِ .. وحتَّى الآنَ – يا سيِّدتي – ما أَطْلَقُوني .. شَنَقُوني _في سبيل الشِعْر_ مرَّاتٍ .. ومرَّاتٍ .. ويبدُو أنَّهُمْ ما قَتَلُوني حاولو أن يقلَعُوا الثورةَ من قلبي .. وأوراقي .. ويبدُو أنَّهُمْ .. في داخل الثورة – يا سيِّدتي – قد زَرَعُوني ... 6 يا التي حُبِّي لها .. يدخُلُ في باب الخُرَافاتِ .. ويَسْتَنْزِفُ عُمْري .. ودمايا .. لم يَعُدْ عندي هواياتٌ سوى أن أجْمَعَ الكُحْلَ الحجازيَّ الذي بَعْثَرْتِ في كلِّ الزوايا .. لم يعُدْ عندي اهتمامَاتٌ سوى .. أَنْ أُطفيءَ النارَ التي أشْعَلَها نَهْدَاكِ في قلب المرايا .. لم يعُدْ عندي جوابٌ مُقْنِعٌ .. عندما تسألُني عنكِ دُمُوعي .. وَيَدَايا .. 7 إشْرَبي قهوتَكِ الآنَ .. وقُولي ما هو المطلوبُ منِّي ؟ أنا منذُ السَنَةِ الألفَيْنِ قَبْلَ الثَغْرِ .. فكَّرْتُ بثغرِكْ .. أنا منذُ السنَة الألفَيْنِ قَبْلَ الخَيْل .. أَجْري كحصانٍ حَوْلَ خَصْرِكْ .. وإذا ما ذكروا النيلَ .. تَباهَيْتُ أنا في طُول شَعْرِكْ يا التي يأخُذُني قُفْطَانُها المشْغُولُ بالزَهْر .. إلى أرض العَجَائبْ .. يا التي تنتشرُ الشَامَاتُ في أطرافِها مثلَ الكواكبْ .. إنَّني أصرخُ كالمجنون من شِدَّة عِشْقي .. فلماذا أنتِ ، يا سيِّدتي ، ضدَّ المواهبْ ؟ إنّني أرجُوكِ أن تبتسمي .. إنني أرجُوكِ أن تَنْسَجمِي .. أنتِ تدرينَ تماماً .. أنَّ خِبْراتي جميعاً تحتَ أَمْرِكْ وَمَهاراتي جميعاً تحتَ أَمْرِكْ وأصابيعي التي عَمَّرتُ أكواناً بها هيَ أيضاً .. هيَ أيضاً .. هيَ أيضاً تحت أَمْرِكْ .. | |
|
| |
روشـان عضو ذهبى
عدد المساهمات : 1353 نقاط : 53025 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 06/11/2010 العمر : 31
| موضوع: من غير يَدَيْن الثلاثاء ديسمبر 07, 2010 3:53 am | |
| لم أكُنْ مُنْتَظراً.. أنْ تَثْقُبيني مثلَ رُمْحٍ وَثَنِيّْ لم أكُنْ منتظِراً.. أن تدخلي في لُغتي .. وكَلامي.. وإشاراتِ يَدَيّْ لم أكُنْ منتظِراً.. أن تُصبحي أنتِ الثقافَهْ.. لم أكُنْ منتظراً.. أن أخسرَ التاجَ.. وحَقِّي بالخِلافَهْ.. فلقد كنتُ قويَّاً .. وشهيراً وجُنُودي يملأونَ البرَّ والبحرَ.. وراياتي تُغَطِّي المَشْرِقَينْ لم أكنْ منتظراً أن يحدثَ الزَلْزَالُ.. أن ينْشَطِرَ البحرُ.. وأن تكسِرَني عيناكِ ، يوماً ، قِطْعَتَيْنْ.. *** لم أكُنْ منتظراً.. حينَ قَبَّلتُكِ أن أنسى لَدَيْكِ الشَفَتَينْ لم أكُنْ منتظراً.. حينَ عانقتُكِ.. أن أرجعَ من غيرِ يَدَيْنْ... | |
|
| |
روشـان عضو ذهبى
عدد المساهمات : 1353 نقاط : 53025 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 06/11/2010 العمر : 31
| موضوع: التقصير الثلاثاء ديسمبر 07, 2010 3:57 am | |
| منذُ ثلاثينَ سَنَهْ أحلُمُ بالتغييرْ وأَكتُبُ القصيدةَ الثورةَ.. والقصيدةَ الأزْمةَ.. والقصيدةَ الحريرْ... منذُ ثلاثينَ سَنَهْ وأكتبُ التاريخَ بالشكل الذي أَشاءْ.. وأجعلُ النقاطَ، والحروفَ ، والأسماءَ ، والأفعالَ، تحت سُلْطَة النساءْ. وأدَّعي بأنّني الأوّلُ في فَنِّ الهوى.. وأنَّني الأخيرْ.. *** وعندما دخلتُ .. يا سيِّدتي إنْكَسَرتْ فوق يدي قارورةُ العبيرْ وانْكَسَرَ التعبيرْ... *** ولا أزالُ كلَّما سافرتُ في عينَيْكِ .. يا حبيبتي أشعرُ بالتقصيرْ.. وكلَّما راجعتُ أعمالي التي كتبتُها.. أشعرُ بالتقصيرْ.. أشعرُ بالتقصيرْ.. أشعرُ بالتقصيرْ.. وكلَّما راجعتُ أعمالي التي كتبتُها.. قُبَيْلَ أن أراكِ يا حبيبتي.. أشعرُ بالتقصيرْ.. أشعرُ بالتقصيرْ.. أشعرُ بالتقصيرْ.. | |
|
| |
روشـان عضو ذهبى
عدد المساهمات : 1353 نقاط : 53025 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 06/11/2010 العمر : 31
| موضوع: قصيدة سريالية الثلاثاء ديسمبر 07, 2010 3:58 am | |
| 1 لا أنتِ ، يا حبيبتي ، معقولةٌ ولا أنا معقولْ.. هل من صفات الحُبِّ.. أن يُحَطِّمَ العاديَّ ، والمألوفَ ، والمعقولْ؟ هل من شروط الحُبِّ .. أن نجهلَ ، يا حبيبتي ، أسماءَنا؟ هل من شُرُوط الحُبِّ ، يا حبيبتي؟ أن لا نَرَى أمامَنا.. ولا نَرَى وراءَنا.. هل من شُرُوط الحُبِّ ، يا حبيبتي؟ بأنْ أُسَمَّى قاتلاً حينَ أنا المقتولْ.. 2 لا أنتِ يا حبيبتي معقولةٌ.. ولا أنا معقولْ فَشَطِّبي _ حينَ أكونُ غاضباً من كلماتي ، نِصْفَ ما أقُولْ.. وهذِّبي مشاعري.. وقَلِّمي أظَافري.. ولَمْلِمي جميعَ ما أرميهِ من شوكٍ ومن وُحُولْ وصَدِّقيني دائماً.. حين أجيءُ حاملاً إليكِ يا حبيبتي الأزهارَ .. والأقمارَ .. والفُصُولْ.. 3 لا أنتِ يا حبيبتي معقولةٌ.. ولا أنا معقولْ.. ورغْمَ هذا.. يستمرُّ الرفْضُ والقَبُولْ ورغْمَ هذا .. يستمرُّ الضِحْكُ ، والصُرَاخُ ، والشُرُوقُ ، والأُفُولْ فما الذي نَخْسَرُ يا حبيبتي؟ لو أنتِ قد أعطيتني يَدَيْكِ وسافرتْ يَدَايَ فوق الذَهَب المَشْغُولْ وما الذي نخسرُ يا مليكتي؟ لو انْطَلَقْنَا مثلَ عُصْفُورَيْنِ في الحُقُولْ وما الذي نخسرُ يا أميرتي؟ إذا طَبَعْتُ قُبْلةً في الأحمر الخَجُولْ.. وما الذي نخسرُ يا سبيكتي؟ إذا ارْتَفَعْنَا مثل صُوفيٍّ إلى مرتبة الفَنَاءِ والحُلُولْ وما الذي نَخْسَرُ يا حبيبتي؟ لو نحنُ صلَّيْنا على الرَسُولْ.. | |
|
| |
روشـان عضو ذهبى
عدد المساهمات : 1353 نقاط : 53025 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 06/11/2010 العمر : 31
| موضوع: من يوميّات رجل مجنون الثلاثاء ديسمبر 07, 2010 3:59 am | |
| 1 إذا ما صَرَختُ: " أُحِبُّكِ جِدَّاً" " أُحِبُّكِ جِدَّاً" فلا تُسْكِتيني. إذا ما أضعتُ اتزّاني وطَوَّقتُ خَصْرَكِ فوق الرصيفِ، فلا تَنْهَريني.. إذا ما ضَرَبتُ شبابيكَ نَهْدَيْكِ كالبَرْقِ، ذات مَسَاءٍ فلا تُطْفئيني.. إذا ما نَزَفْتُ كديكٍ جريحٍ على سَاعِدَيْكِ فلا تُسْعِفيني.. إذا ما خرجتُ على كلِّ عُرْفٍ ، وكُلِّ نظامٍ فلا تَقْمَعيني.. أنا الآن في لَحَظاتِ الجُنُونِ العظيمِ وسوفَ تُضيعين فُرْصَةَ عُمْركِ إنْ أنتِ لم تَسْتَغِلِّي جُنُوني. 2 إذا ما تدفَّقْتُ كالبحر فوقَ رِمَالكِ.. لا تُوقِفيني.. إذا ما طلبتُ اللجوءَ إلى كُحْل عَيْنَيْكِ يوماً، فلا تطرُديني.. إذا ما انْكَسَرتُ فتافيتَ ضوءٍ على قَدَميْكِ، فلا تَسْحقيني.. إذا ما ارْتَكَبْتُ جريمةَ حُبٍّ.. وضَيَّع لونُ البرونْزِ المُعَتَّقِ في كَتِفَيْكِ .. يقيني إذا ما تصرّفتُ مثلَ غُلامٍ شَقيٍّ وغَطَّسْتُ حَلْمَةَ نهداكِ بالخَمْرِ... لا تَضْرِبيني. أنا الآنَ في لَحَظات الجُنُونِ الكبيرِ وسوفَ تُضيعينَ فُرْصَةَ عُمْرِكِ، إنْ أنتِ لم تَسْتَغِلِّي جُنُوني. 4 إذا ما كتبتُ على وَرَق الوردِ، أَنِّي أُحِبُّكِ... أرجوكِ أَنْ تقرأيني.. إذا ما رَقَدتُ كطفلٍ، بغاباتِ شَعْرِكِ، لا تُوقظيني. إذا ما حملتُ حليبَ العصافير .. مَهْرَاً فلا تَرْفُضيني.. إذا ما بعثتُ بألفِ رسالةِ حُبٍّ إليكِ... فلا تُحْرِقيها .. ولا تُحْرِقيني.. 5 إذا ما رأَوكِ معي، في مقاهي المدينة يوماً، فلا تُنكريني.. فكُلُّ نِسَاء المدينة يعرفْنَ ضَعْفي أمامَ الجَمَالِ.. ويعرفنَ ما مصدرُ الشِعْرِ والياسمينِ.. فكيف التَخَفّي؟ وأنتِ مُصَوَّرَةٌ في مياه عُيوني. أنا الآنَ في لحظات الجُنُون المُضيءِ وسوفَ تُضِيعينَ فُرْصَةَ عُمْركِ، إنْ أنتِ لم تستغلِّي جُنُوني. 6 إذا ما النبيذُ الفَرَنْسيُّ ، فَكَّ دبابيسَ شَعْرِكِ دونَ اعتذارِ فحاصَرَني القمحُ من كُلِّ جانبْ وحاصَرَني الليلُ من كُلِّ جانبْ وحاصَرَني البحرُ من كُلِّ جانبْ وأصبحتُ آكلُ مثلَ المجانينِ عُشْبَ البراري.. وما عدتُ أعرفُ أينَ يميني.. وما عدتُ أعرفُ أينَ يساري؟ 7 إذا ما النبيذُ الفرنسيُّ، ألغى الفُروقَ القديمةَ بين بقائي وبين انتحاري فأرجوكِ ، باسْمِ جميع المجاذيبِ ، أن تَفْهَميني وأرجوكِ، حين يقولُ النبيذُ كلاماً عن الحُبِّ. فوق التوقُّع .. أن تعذُريني. أنا الآنَ في لحظات الجُنُونِ البَهيِّ وسوفَ تُضيعينَ فُرْصَةَ عُمركِ إنْ أنتِ لم تستغلِّي جُنوني.. 8 إذا ما النبيذُ الفرنسيُّ، ألْغَى الوُجُوهَ ، وألْغَى الخُطُوطَ، وألْغَى الزوايا. ولم يَبْقَ بين النساءِ سواكِ. ولم يَبْقَ بين الرجال سوايا. وما عدتُ أعرفُ أين تكونُ يَدَاكِ .. وأينَ تكونُ يدايا.. وما عدتُ أعرفُ كيف أُفرِّقُ بين النبيذِ، وبين دِمَايا.. وما عدتُ أعرفُ كيف أُميِّز بين كلام يديْكِ وبين كلام المرايا.. إذا ما تناثرتُ في آخر الليل مثلَ الشظايا وحاصَرَني العشْقُ من كُلِّ جانبْْ وحاصَرَني الكُحْلُ من كُلِّ جانبْ وضَيَّعتُ إسْمي. وعُنوانَ بيتي.. وضيَّعْتُ أسماءَ كُلِّ المراكِبْ فأرجوكِ ، بعد التناثُرِ ، أن تَجْمَعيني. وأرجوكِ ، بعدَ انْكِساريَ ، أن تُلْصِقيني وأرجوكِ ، بعدَ مَمَاتيَ ، أن تَبْعَثيني أنا الآن في لَحَظاتِ الجنونِ الكبيرِ وسوف تُضِيعين فُرْصَةَ عُمْرِكِ إنْ أنتِ لم تَسْتَغِلِّي جُنوني. 9 إذا ما النبيذُ الفرنسيُّ ، شالَ الكيمونُو عن الجَسَد الآسيويِّ فأطْلَعَ من عُتْمةِ النَهْد فَجْرَا وأطْلَعَ منهُ مَحَاراً.. وأطْلَعَ منه نُحاساً، وشاياً وعاجاً وأطْلَعَ أشياءَ أُخرى.. إذا ما النبيذُ الفرنسيُّ، ألغى اللُّغاتِ جميعاً. وحوَل كُلَ الثقافات صِفْرَا.. وكُلَّ الحضاراتِ صِفْرَا وحوَّل ثَغْرَكِ بُسْتَانَ وردٍ وحوَّلَ ثَغْريَ خمسين ثَغْرا.. إذا ما النبيذُ الفرنسيُّ أعلنَ في آخر الليلِ ، أنّكِ أحلى النساءْ.. وأرشقُهُنَّ قواماً وخَصْرَا وأعْلَنَ أنَّ الجميلاتِ في الكون نَثْرٌ ووَحْدَكِ أنتِ التي صِرْتِ شِعْرَا فباسْم السُكَارى جميعاً وباسْمِ الحَيَارى جميعاً وباسْمِ الذينَ يُعانونَ من لعنة الحُبِّ ، أرجوكِ لا تَلْعَنيني.. وباسْمِ الذين يعانونَ من ذَبْحةِ القلبِ، أرجوكِ لا تَذْبحيني.. أنا الآنَ في لَحَظاتِ الجُنُونِ العظيمِ وسوفَ تُضِيعين فُرْصَة عُمْرِكِ، إنْ أنتِ لم تستغلِّي جُنُوني.. | |
|
| |
روشـان عضو ذهبى
عدد المساهمات : 1353 نقاط : 53025 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 06/11/2010 العمر : 31
| موضوع: أحبكِ.. أحبكِ.. وهذا توقيعي الثلاثاء ديسمبر 07, 2010 4:03 am | |
| 1 هل عندكِ شَكٌّ أنَّكِ أحلى امرأةٍ في الدُنيا؟. وأَهَمَّ امرأةٍ في الدُنيا ؟. هل عندكِ شكّ أنّي حين عثرتُ عليكِ . . ملكتُ مفاتيحَ الدُنيا ؟. هل عندكِ شكّ أنّي حين لَمَستُ يَدَيْكِ تغيَّر تكوينُ الدنيا ؟ هل عندكِ شكّ أن دخولَكِ في قلبي هو أعظمُ يومٍ في التاريخ . . وأجمل خَبَرٍ في الدُنيا ؟ 2 هل عندكِ شكٌّ في مَنْ أنتْ ؟ يا مَنْ تحتلُّ بعَيْنَيْها أجزاءَ الوقتْ يا امرأةً تكسُر ، حين تمرُّ ، جدارَ الصوتْ لا أدري ماذا يحدثُ لي ؟ فكأنَّكِ أُنثايَ الأُولى وكأنّي قَبْلَكِ ما أحْبَبْتْ وكأنّي ما مارستُ الحُبَّ . . ولا قبَّلتُ ولا قُبِّلتْ ميلادي أنتِ .. وقَبْلَكِ لا أتذكّرُ أنّي كُنتْ وغطائي أنتِ .. وقَبْلَ حنانكِ لا أتذكّرُ أنّي عِشْتْ . . وكأنّي أيّتها الملِكَهْ . . من بطنكِ كالعُصْفُور خَرَجتْ . . 3 هل عندكِ شكٌّ أنّكِ جزءٌ من ذاتي وبأنّي من عَيْنَيْكِ سرقتُ النارَ. . وقمتُ بأخطر ثَوْرَاتي أيّتها الوردةُ .. والياقُوتَةُ .. والرَيْحَانةُ .. والسلطانةُ .. والشَعْبِيَّةُ .. والشَرْعيَّةُ بين جميع الملِكَاتِ . . يا سَمَكَاً يَسْبَحُ في ماءِ حياتي يا قَمَراً يطلع كلَّ مساءٍ من نافذة الكلِمَاتِ . . يا أعظمَ فَتْحٍ بين جميع فُتُوحاتي يا آخرَ وطنٍ أُولَدُ فيهِ . . وأُدْفَنُ فيه .. وأنْشُرُ فيه كِتَابَاتي . . 4 يا امْرأَةَ الدَهْشةِ .. يا امرأتي لا أدري كيف رماني الموجُ على قَدَميْكْ لا ادري كيف مَشَيْتِ إليَّ . . وكيف مَشَيْتُ إليكْ . . يا مَنْ تتزاحمُ كلُّ طُيُور البحرِ . . لكي تَسْتوطنَ في نَهْدَيْكْ . . كم كان كبيراً حظّي حين عثرتُ عليكْ . . يا امرأةً تدخُلُ في تركيب الشِعرْ . . دافئةٌ أنتِ كرمل البحرْ . . رائعةٌ أنتِ كليلة قَدْرْ . . من يوم طرقتِ البابَ عليَّ .. ابتدأ العُمرْ . . كم صار جميلاً شِعْري . . حين تثقّفَ بين يديكْ .. كم صرتُ غنيّاً .. وقويّاً . . لمّا أهداكِ اللهُ إليَّ . . هل عندكِ شكّ أنّكِ قَبَسٌ من عَيْنَيّْ ويداكِ هما استمرارٌ ضوئيٌّ ليَدَيّْ . . هل عندكِ شكٌّ . . أنَّ كلامَكِ يخرجُ من شَفَتيّْ ؟ هل عندكِ شكٌّ . . أنّي فيكِ . . وأنَّكِ فيَّ ؟؟ 6 يا ناراً تجتاحُ كياني يا ثَمَراً يملأ أغصاني يا جَسَداً يقطعُ مثلَ السيفِ ، ويضربُ مثلَ البركانِ يا نهداً .. يعبقُ مثلَ حقول التَبْغِ ويركُضُ نحوي كحصانِ . . قولي لي : كيف سأُنقذُ نفسي من أمواج الطُوفَانِ .. قُولي لي : ماذا أفعلُ فيكِ ؟ أنا في حالة إدْمَانِ . . قولي لي ما الحلُّ ؟ فأشواقي وصلَتْ لحدود الهَذَيَانِ .. . 7 يا ذاتَ الأَنْف الإغْريقيِّ .. وذاتَ الشَعْر الإسْبَاني يا امْرأَةً لا تتكرَّرُ في آلاف الأزمانِ .. يا امرأةً ترقصُ حافيةَ القَدَمَيْنِ بمدْخَلِ شِرْياني من أينَ أتَيْتِ ؟ وكيفَ أتَيْتِ ؟ وكيف عَصَفْتِ بوجداني ؟ يا إحدى نِعَمِ الله عليَّ .. وغَيْمَةَ حُبٍّ وحَنَانٍ . . يا أغلى لؤلؤةٍ بيدي . . آهٍ .. كم ربّي أعطاني . . | |
|
| |
روشـان عضو ذهبى
عدد المساهمات : 1353 نقاط : 53025 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 06/11/2010 العمر : 31
| موضوع: حبيبتي تقرأ فنجانها الثلاثاء ديسمبر 07, 2010 4:04 am | |
| 1 توقَّفي .. أرجوكِ .. عن قراءةِ الفنجانْ حينَ تكونينَ معي.. لأنّني أرفضُ هذا العبثَ السخيفَ، في مشاعر الإنسانْ. فما الذي تبغينَ، يا سيّدتي ، أن تعرفي؟ وما الذي تبغينَ أن تكْتَشِفي؟. أنتِ التي كنتِ على رمال صدري.. تطلبينَ الدفءَ والأَمَانْ.. وتصهلينَ في براري الحُبِّ كالحِصَانْ... أَلَمْ تقولي ذاتَ يومٍ.. إنَّ حُبِّي لكِ من عجائب الزَمَانْ؟ أَلَمْ تَقُولي إنَّني .. بَحْرٌ من الرقّةِ والحَنَانْ؟ فكيفَ تسألينَ ، يا سيِّدتي، عنّي .. مُلُوكَ الجانْ؟ حين أكونُ حاضراً.. وكيفَ لا تصدِّقينَ ما أنا أقولُهُ؟ وتطلبينَ الرأيَ من صديقكِ الفنجانْ... تَوقَّفي .. أرجوكِ .. عن قراءة الغُيُوبْ.. إنْ كانَ من بشارةٍ سعيدةٍ.. أو خَبَرٍ.. أو كان من حمامةٍ تحمل في منقارها مَكْتُوبْ. فإنّني الشخصُ الذي سيُطْلِقُ الحَمَامَهْ.. وإنّني الشخصُ الذي سيكتُبُ المكْتُوبْ.. أو كان يا حبيبتي من سَفَرٍ.. فإنَّني أعرفُ من طفولتي .. خرائطَ الشمال والجنوبْ.. وأعرفُ المدائنَ التي تبيعُ للنساءِ أروعَ الطُيُوبْ.. وأعرفُ الشمسَ التي تنامُ تحت شَرْشَفِ المحبُوبْ.. وأعرفُ المطاعمَ الصُغْرى التي تشتبكُ الأيدي بها.. وتهمسُ القلوبُ للقلوبْ.. وأعرفُ الخمرَ التي تفتحُ يا حبيبتي نوافذَ الغُرُوب وأعرفُ الفنادقَ الصغرى التي تعفو عن الذُنُوبْ فكيفَ يا سيّدتي؟ لا تقبلينَ دعوتي إلى بلادٍ هَرَبتْ من مُعْجَم البُلْدَانْ.. قصائدُ الشِعْر بها.. تنبتُ كالعُشْبِ على الحيطانْ.. وبَحْرُها.. يخرجُ منه القمحُ .. والنساءُ .. والمَرْجَانْ.. فكيفَ يا سيّدتي.. تركتنِي .. منْكَسِرَ القلب على الإيوانْ وكيف يا أميرةَ الزمانْ؟. سافرتِ في فنجانْ... 3 فإنّي لستُ مُهتمّاً بكَشْفِ الفَالْ.. ولستُ مهتمّاً بأن أُقيمَ أحلامي على رمالْ ولا أرى معنى لكلّ هذه الرسومِ ، والخطوطِ ، والظلالْ.. ما دام حُبّي لكِ يا حبيبتي.. يضربني كالبَرْقِ والزَلْزَالْ.. فما الذي يفيدُكِ الإسْرَافُ في الخيالْ؟ ما دام حبّي كلَّ لحظةٍ سنابلاً من ذَهَبٍ.. وأنهراً من عَسَلٍ.. وعِطْرَ بُرتُقالْ.. فما الذي يفيدُكِ السؤالْ؟ عن كلِّ ما يأتيكِ من أطفالْ.. وكيف ، يا سيّدتي ، يفكّرُ الرجالْ.. *** توقّفي فوراً.. فإنِّي أرفضُ التزييفَ في مشاعر الإنسانْ توقَّفي .. توقَّفي .. من قبل أن أُحَطِّمَ الفنجانْ... توقَّفي .. توقَّفي .. من قبل أن أُحَطِّمَ الفنجانْ... | |
|
| |
روشـان عضو ذهبى
عدد المساهمات : 1353 نقاط : 53025 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 06/11/2010 العمر : 31
| موضوع: إلى ممثّلة فاشلة الثلاثاء ديسمبر 07, 2010 4:06 am | |
| 1 في طَبْعكِ التمثيلْ في طَبْعكِ التمثيلْ ثيابُكِ الغريبةُ الصارخةُ الألوانْ.. وصوتُكِ المُفْرِطُ في الحنانْ.. وشَعْرُكِ الضائعُ في الزمان والمكانْ.. والحَلَقُ المغامرُ الطويلْ جميعُها .. جميعُها.. من عُدَّةِ التمثيلْ.. 2 سيّدتي: إيّاكِ أن تستعملي قصائدي في غَرَض التجميلْ فإنَّني أكرهُ كلَّ امرأةٍ تستعملُ الرجالَ للتجميلْ لستُ أنا .. لستُ أنا.. الشخص الذي تُعلِّقينَ في الخِزَانَهْ ولا طُموحي أن أُسمَّى شاعرَ السُلْطَانَهْ أو أن أكونَ قِطَّةً تُرْكيةً تنامُ طولَ الليل تحت شَعْركِ الطويلْ فالدورُ مستحيلْ لأنَّني أرفضُ كلَّ امْرَأةٍ.. تُحِبُّني .. في غَرَض التجميلْ.. 3 لا تسْحَبيني من يدي.. إلى مشاويركِ مثلَ الحَمَل الوديعْ. لا تحسبيني عاشقاً من جُمْلة العُشَّاق في القطيعْ. ما عدتُ أستطيعُ أن أحتملَ الإذلالَ يا سيِّدتي، والريحَ .. والصقيعْ.. ما عدتُ أستطيعْ.. نصيحتي إليكِ .. أن لا تَصْبغي الشفاهَ من دمائي نصيحتي إليكِ .. أن لا تقفزي من فوق كبريائي نصيحتي إليكِ .. أن لا تعرضي رسائلي التي كتبتُها إليكِ كالإمَاءِ.. فإنَّني آخرُ مَنْ يُعْرَضَ كالخيول في مجالس النساءِ.. 4 نصيحةٌ برئيةٌ إليكِ .. يا عزيزتي لا تحسبيني وَصْلَةً شِعْريّةً أكونُ فيها نَجْمَ حَفْلاتِكْ. أو تحسبيني بطلاً من وَرَقِ يموتُ في إحدى رواياتِكْ أو تُشْعليني شَمْعةً لتضْمَني نجاحَ سَهْراتِكْ.. أو تلبسيني معطفاً لتعرفي رأيَ صديقاتِكْ.. أو تجعليني عادةً يوميَّةً من بين عاداتِكْ.. 5 نصيحةٌ أخيرةٌ إليكِ .. يا عزيزتي لا تسْتَغِلّي الشِعْرَ حتى تُشْبِعي إحدى هواياتِكْ فلنْ أكونَ راقصاَ مُحْترفاً... يسعى إلى إرضاء نَزْواتِكْ وها أنا أقدِّمُ استقالتي من كُلِ جنَّاتِكْ | |
|
| |
روشـان عضو ذهبى
عدد المساهمات : 1353 نقاط : 53025 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 06/11/2010 العمر : 31
| موضوع: على عينيك يضبط العالم ساعاته الثلاثاء ديسمبر 07, 2010 4:08 am | |
| 1 قبل أن تُصبحي حبيبتي كانَ هناكَ أكثرُ من تقويمٍ لحساب الزَمَنْ. كان للهُنُود تقويمُهُمْ، وللصينيِّنَ تقويمُهُم، وللفُرْسِ تقويمُهُمْ، وللمصريِّينَ تقويمُهُم، بعدَ أن صرتِ حبيبتي صارَ الناس يَقُولون: السنةُ الألفُ قبل عَيْنَيْها والقرنُ العاشر بعد عَيْنَيْها. وصلتُ في حُبِّكِ إلى درجة التَبَخُّرْ وصارَ ماءُ البحر أكبرَ من البحرْ ودَمْعُ العين أكبرَ من العينْ ومساحةُ الطَعْنَةِ.. أكبرَ من مساحة اللَّحْمْ. 3 وأتوحَّدَ بكِ أكْثَرْ صارتْ شفتايَ لا تكفيانِ لتَغْطيةِ شَفَتَيْكِ وذِرَاعايَ لا تكتفيانِ لتطويقِ خَصْرِكْ وصارتْ الكِلماتُ التي أعرفُها أَقَلَّ بكثيرٍ، من عدد الشَامَاتِ التي تُطرِّزُ جَسَدكِ. 4 لم يعُدْ بوسْعي، فمنذُ أعوامٍ، وهُمْ يُعْلِنونَ في الجرائد أنَّني مفقودْ ولا زلتُ مَفْقُوداً.. حتى إشعارٍ آخَرْ.. 5 لم يَعْدْ بوسْع اللغة أن تَقُولَكِ.. صارتِ الكِلماتُ كالخيول الخَشَبيَّهْ ولا تَطَالُكِ.. كُلَّما اتَّهمُوني بحُبِّكِ.. أشعُرُ بتفوّقي. وأعقدُ مؤتمراً صحفيَّاً، أوزِّعُ فيه صُوَرَكِ على الصحافَهْ، وأظهر على شَاشةِ التلفزيونْ وأنا أضَعُ في عروة ثوبي وردةَ الفضيحَهْ.. 7 كنتُ أسمعُ العُشَّاقَ يتحدَّثُونَ عن أشواقِهمْ فأضْحَكْ.. وشربتُ قهوتي وحدي.. عرفتُ كيف يدخلُ خنجرُ الشوق في الخاصرة ولا يخرجُ أبداً.. 8 مُشْكلتي مع النَقْد أنَّني كلَّما كتبتُ قصيدةً باللون الأسودْ قالوا إنَّني نَقَلْتُها عن عَيْنَيْكِ.. 9 أنَّني كلَّما نفيتُ علاقتي بكِ سَمِعْنَ خَشْخَشَةَ أساوركِ في ذَبْذَبات صوتي ورأينَ قميصَ نَوْمكِ 10 لا تُعوِّديني عليكِ.. فقد نصحني الطبيبْ أن لا أتركَ شفتيَّ في شَفَتَيْكِ أكثرَ من خَمْسِ دقائقْ وأن لا أجلس تحت شمس نَهْدَيْكِ أكثرَ من دقيقةٍ واحدةٍ 11 إنْ كنتِ تعرفينَ رَجُلاً.. يُحِبُّكِ أكثرَ منّي فدُلّيني عليهْ لأُهنِّئهُ.. وأَقْتُلَهُ بعد ذلكْ.. أكثرَ من دقيقةٍ واحدةٍ حتَّى لا أحترقْ.. 11 إنْ كنتِ تعرفينَ رَجُلاً.. يُحِبُّكِ أكثرَ منّي فدُلّيني عليهْ لأُهنِّئهُ.. وأَقْتُلَهُ بعد ذلكْ.. | |
|
| |
روشـان عضو ذهبى
عدد المساهمات : 1353 نقاط : 53025 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 06/11/2010 العمر : 31
| موضوع: في وصف قطّة سيامية الثلاثاء ديسمبر 07, 2010 4:09 am | |
| 1 تخلعُ فاطمةُ حَذَاءَها... وتتكوَّمُ، كقِطَّةٍ سِيَاميَّةٍ في جَوْف راحتي ترمي حقيبتَها على مَقْعَدْ... وكيسَ مُشْترياتِها على مقعدْ وتدخُلُ... في أوّل شريانٍ تصادِفُهْ. تخلعُ فاطمةُ أسماءَها.. وتقرّرُ في شجاعةٍ باهرَهْ أن تكونَ امرأتي.. تَنْتَزعُ الحَلَقَ من أُذُنَيْها تَنْتَزِعُ الأساورَ من يَدَيْهَا ترمي خواتمَهَا.. ودبابيسَ شَعْرِها على الأرضْ وذاكرتَها .. وأيَّامها المتشابهةَ على الأرض وتَنْدسُّ كشجرة الكاكاو... تحت ثيابي.. 3 تختارُ لونَ ستائري، ولونَ دفاتري، وتَفْرضُ عليَّ ذَوقَها في الطعام، وفي الحُبّ وتُغَمْغَمُ من فَرَحِها.. كقِطَّة سياميَّهْ.. 4 تدخُلُ فاطمةُ عليَّ.. تَضَعُ مجلاتِها النسائيّةَ على مكتبي. وثوبَ نومها في خزانتي.. وملاقطَ شَعْرِها في جواريري.. تضعُ فُرْشَاةَ أسنانها، قُرْبَ فُرْشاةِ أسناني، فأُدركُ أنَّها قرّرتِ احتلالي... 5 تضجر فاطمةُ من شكل نهديْها وتحاولُ رسْمَهُما من جديدْ.. وتأمُرُها أن تتحوَّلَ إلى عُصْفور.. لا شيءَ أروعَ من فاطِمَهْ عندما تخرجُ من بيت الطاعَهْ وتصهل كمِهْرَةٍ.. تحت شمس الحريَّهْ. 6 تقودُ فاطمةُ انقلاباً تاريخياً على جَسَدِها.. وتستلم السُلْطَهْ. تضعُ وزراءَها في السجنْ وقيس بنَ الملوَّحِ، وجميلَ بُثَيْنَةَ وجميع الشعراء العُذريّينَ في السجنْ وجميعَ الذين ألَّفُوا في فَنِّ الحُبّ ولم يلامسوا إصْبَعَ امرأهْ... وجميع الذينَ تحدَّثوا عن انتصاراتهم النسائيَّةَ دون أن يصابُوا بطَعْنَةٍ واحدةٍ.. أو بقُبْلةٍ واحدةٍ أو بذَبْحَةٍ قلبيّةٍ واحدَهْ.. وجميع الذين كتبُوا عن جحيم الجنسْ ولم يناموا مع ذبابَهْ.. وتعلنُ فاطمةُ أمام الجماهير التي جاءتْ لمبايعتها وفي لحظة صدقٍ لا يعرفُها العرب أنَّها حبيبتي.. 7 ترفُضُ فاطمةُ جميعَ النُصُوصِ المشكوكِ بصِحَّتها وتبتديءُ من أَوَّل السطرْ.. تمزِّقُ جميع المخطوطات التي ألَّفَها الذُكُورْ وتبتديءُ من أبجديَّةِ أنوثتها. وتقرأ في كتاب فمي. تهاجرُ من مُدُن الغبار وتتبعني حافيةً إلى مُدُن الماءْ. تقفز من قطار الجاهلية وتتكلّم معي لغةَ البحر.. تكسر ساعتَها الرمليَّه.. وتأخذُني معها إلى خارج الوقتْ... 8 تعتقدُ فاطمَهْ -وفاطمةُ دائماً على حقّ- أنَّ حركةَ التاريخ تبدأ من عَيْنَيْها، وأن الإنسانَ الأوَّلَ، عمَّر مغارتَهُ ما بين نهدَيْها.. والموسيقى لا صوت لها.. والألوانَ لا لونَ لها.. وأن الشِّعْرَ - إذا هي رَفَعتْ يدها عنه – سيُقفل البابَ على نفسه، وينتحرْ... 9 تُعْجِبُني قَرَاراتُ فاطِمَهْ عندما تتحوَّلُ من حَجَرٍ مُسْتَديرْ إلى نافُورة ماءٍ في بيتٍ أنْدَلُسيّْ ومن قصيدةٍ مَوْزُونةٍ ومُقفَّاةْ إلى حمامةٍ تحطُّ على كَتِفي ومن جاريةٍ في بلاط هارون السادسِ عَشَرْ 10 تعجبني حماقاتُ فاطمَهْ.. عندما تتجاوزُ الإشَاراتِ الحمراءْ التي وضَعَها التاريخيُّونَ حول كلامِها، وحول أحْلامِها.. وتذبحُهُمْ في خيمَتِهِمْ واحداً .. واحداً.. وتعجبُني مبالاتُ فاطمَهْ وتُعيِّنني حارساً على نهدَيْها بمرتَّبٍ قدرُهُ عَشَرَةُ آلافِ قُبْلةٍ في الليلة الواحدَهْ.... 11 أُحِبُّ فاطمَهْ حين تشربُ قهوتَها الصباحيَّةَ، وتشربُني.. وأُحبُّها أكثَرْ حين تؤكِّدُ لي: أنَّها سوفَ تحتلُّ العالَمَ، وتَحْتَلُّني.. 12 وهي تصطادُ السَمَكَ الأحمرْ على شواطئِ دمي.. 13 تعتقلني فاطمةُ تحت أهدابِها فلا أعرفُ متى ينتهي الليل ومتى يبدأ النَهَارْ.. 14 على يَدَيْ فاطِمَهْ ومحارباً جيّداً كما علَّمتني أن أحِبَّها جيداً وعلى يَدَيْ فاطمَهْ تعلَّمتُ أن الليبراليَّةَ هي امرأَهْ. فَهُوَ رَجُلُ مخابَراتْ... 15 مَنْ لم يعرِفْ فاطِمَهْ لم يعرِفْ ما هي أعظَمُ أعمالِ اللهْ.. 16 تُحَطِّمُ فاطمَهْ جميعَ قوارير الطبِّ العربيّْ وجميعَ مُعْتَقلاتِ الحُبِّ العربيّْ وتُخْرجُني من ثبات النَصِّ العربيّْ وتفتحُ لي بابَ الإجتهادْ. 17 فاطِمَهْ. هي أهَمُّ امرأةٍ بين نساء العالَمْ. وحَمَلَ السلاحَ معها.. مَنْ لم يعرِفْ فاطِمَهْ لم يعرِفْ ما هي أعظَمُ أعمالِ اللهْ.. ولَمْ يعرفْ ما هو الشِعْرْ.. 16 تُحَطِّمُ فاطمَهْ جميعَ قوارير الطبِّ العربيّْ وجميعَ مُعْتَقلاتِ الحُبِّ العربيّْ وتُخْرجُني من ثبات النَصِّ العربيّْ وتفتحُ لي بابَ الإجتهادْ. 17 فاطِمَهْ. هي أهَمُّ امرأةٍ بين نساء العالَمْ. وأنا، أَهَمُّ رَجُلٍ أحَبَّها وحَمَلَ السلاحَ معها.. | |
|
| |
روشـان عضو ذهبى
عدد المساهمات : 1353 نقاط : 53025 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 06/11/2010 العمر : 31
| موضوع: إنها تُثلج نِساءً الثلاثاء ديسمبر 07, 2010 4:11 am | |
| 1 إنَّها تُثْلِجُ نساءً.. أَنْزَعُ معطفَ المطر الذي أرتديهْ، وأُقفل مظلَّتي، وأتْرُكُهنَّ يتساقَطْنَ على جسدي واحدةً .. واحدَهْ ثماراً من النارْ وعصافيرَ من الذَهَبْ. إنَّها تُثْلِجُ نساءً.. أفْتَحُ جميعَ أزرار قميصي وأتركُهُنَّ يَتَزَحْلَقْنَ على هضابي ويغْتَسِلْنَ بمياهي ويَرْقُصْنَ في غاباتي ويَنمْنَ في آخر الليل كالطيور فوق أشجاري.. 3 أخرجُ كالطفل إلى الحديقَهْ وأتركُهُنَّ يكرُجْنَ كاللآليء على جبيني إمرأةً .. إمرأَهْ ولُؤْلُؤةً .. لُؤلُؤَهْ.. أحملُهُنَّ كالثلج على راحة يدي وأخافُ عليهنَّ أن يذُبْنَ كالثلج بين أصابعي من حرارة العشقْ. 4 إنَّها تُثْلِجُ نساءً.. البوادي تخرجُ .. والحواضرُ تَخْرُجْ الأغنياءُ يخرجونَ .. والفقراءُ يخرجون واحدٌ يحملُ بارودةَ صيدْ وواحدٌ يحملُ صنَّارةَ سمكْ وواحدٌ يحمل بَطْحَةَ عَرَقْ وواحدٌ يحملُ مخدَّةً وسريرا.. 5 إنَّها تُثْلِجُ نساءً.. والوطَنُ كلُّهُ مُسْتَنْفَرٌ للهجوم على اللون الأبيضْ وواحدٌ يريد أن يتزوَّجَ الثلجْ.. وواحدٌ يريدُ أن يأكلَهُ.. وواحدٌ يريدُ أن يأخذَه لبيت الطاعَهْ.. وواحدٌ يسحبُ دفترَ شيكاته من جيبه ليشتري أيَّ نهدٍ أشْقَرَ يسقطُ من السماءْ كي يجعلهُ ديكوراً في حجرة نومِهْ.... 6 يَسْمَعُ الثلجُ قَرْعَ الطبولِ ، وخَشْخَشَةَ السلاسِلْ ويَرَى بريقَ الخناجر ، والتماعَ الأنيابْ يخافُ الثلجُ على عذريَّتهِ.. ويقرّرُ أن يسقطَ في بلادٍ أُخرى... يَسْمَعُ الثلجُ قَرْعَ الطبولِ ، وخَشْخَشَةَ السلاسِلْ ويَرَى بريقَ الخناجر ، والتماعَ الأنيابْ يخافُ الثلجُ على عذريَّتهِ.. فيحزم حقيبتَهُ، ويقرّرُ أن يسقطَ في بلادٍ أُخرى... | |
|
| |
روشـان عضو ذهبى
عدد المساهمات : 1353 نقاط : 53025 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 06/11/2010 العمر : 31
| موضوع: الحبّ لا يقف على الضوء الأحمر الثلاثاء ديسمبر 07, 2010 4:13 am | |
| 1 لا تُفَكِّرْ أبداً.. فالضوءُ أحمَرْ.. لا تُكلِّمْ أحداً .. فالضوءُ أحمَرْ لا تًجادلْ في نصوص الفقْهِ.. أو في النَحْوِ.. أو في الصَرْفِ.. أو في الشِعْرِ.. أو في النَثْرِ.. إنَّ العقلَ ملعونٌ ، ومَكْروهٌ ، ومُنْكَرْ... لا تُغادرْ.. قُنَّكَ المختومَ بالشَمْع.. فإنَّ الضوءَ أحمَرْ لا تُحِبَّ امْرَأةً .. أو فَاْرةً.. إنَّ ضوءَ الحُبِّ أحمَرْ.. لا تُضاجعْ حائطاً .. أو حَجَراً .. أو مَقْعَداً.. إنَّ ضوءَ الجنْسِ أحمَرْ.. إبْقَ سِرِّياً.. ولا تكشِفْ قَرَاراتِكَ حتَّى لذُبَابَهْ.. إبْقَ أُمِّياً.. ولا تدخُلْ شريكاً في الزنى أو في الكتابَهْ.. فالزنى في عصرنا.. أهونُ من جُرْم الكتابَهْ.. 3 وبأشجارِ .. وبأنهارِ .. وأخبارِ الوطَنْ لا تُفكِّرْ بالذين اغتصبُوا شمسَ الوطَنْ.. إنَّ سيفَ القَمْع يأتيكَ صباحاً في عناوين الجريدَهْ.. وتَفَاعيلِ القصيدَهْ.. وبقايا قَهْوَتِكْ لا تَنمْ بين ذرَاعَيْ زوجتِكْ... إنَّ زُوَّاركَ عند الفجر موجودونَ تحت الكَنَبَهْ.. 4 لا تُطالعْ كُتُباً في النقد أو في الفلسفَهْ مزروعونَ مثلَ السُوسِ في كلِّ رفوف المكْتَبَهْ.. إبْقَ في برميلكَ المملوءِ نَمْلاً.. وبَعُوضاً.. وقِمَامَهْ إبْقَ مِنْ رجْلَيْكَ مشنوقاً إلى يوم القيامَهْ.. إبقَ من صوتِكَ مشنوقاً إلى يومِ القيامَهْ.. إبْقَ من عقلكَ .. مشنوقاً إلى يوم القيامَهْ.. إبْقَ في البرميل.. حتَّى لا ترى وَجْهَ هذي الأمّةِ المُغْتَصبَهْ.. 5 أنتَ لو حاولتَ أن تذهبَ للسلطانِ.. أو زوجتِهِ.. أو كلبِهِ المسؤولِ عن أَمن البلادْ.. والذي يأكُلُ أسماكاً.. وتُفَّاحاً.. وأطفالاً.. كما يأكُلُ من لحم العبادْ.. لوجدتَ الضوءَ أحمرْ.. 6 أنتَ لو حاولتَ أن تقرأَ يوماً نَشْرةَ الطقس.. وأسماءَ الوفيّاتِ.. وأخبارَ الجرائمْ.. لوجدتَ الضوءَ أحمَرْ.. أو أحذيةِ الأطفالِ.. أو سعرِ الطماطمْ.. لوجدتَ الضوءَ أحمَرْ.. أنتَ لو حاولتَ أن تقرأ يوماً صفحةَ الأبراجِ.. كي تعرفَ ما حَظُّكَ قَبْلَ النَفْطِ.. أو حظُكَ بعدَ النَفْطِ.. أو تعرفَ ما رقْمُكَ ما بين طوابير البهَائمْ.. لوجدتَ الضوءَ أحمَرْ.. 7 أنتَ لو حاولتَ.. أن تبحثَ عن بيتٍ من الكرتُون يأويكَ.. أو سيِّدةٍ – من بقايا الحرب- ترضى أن تُسَلِّيكَ. وعن نهديْنِ معطُوبيْنِ.. لوجدت الضوءَ أحمَرْ.. أنتَ لو حاولتَ.. أن تسألَ أستاذَكَ في الصفّ.. لماذا؟ يتسَلَّى عربُ اليوم بأخبار الهزائمْ؟ ولماذا عربُ اليوم زُجَاجٌ فوقَ بعضٍ يتكسَّرْ؟ لوجدتَ الضوءَ أحمَرْ.. 8 لا تُسافِرْ بجوازٍ عربيّْ.. لا تسافرْ مرةً أخرى لأوروبّا فأوروبّا – كما تعلمُ – ضاقَتْ بجميع السُفَهَاءْ.. أيُّها المنبوذُ.. والمشبُوهُ.. أيُّها الديكُ الطعينُ الكبرياءْ.. أيُّها المقتولُ من غير قتالٍ.. أيُّها المذبوحُ من غير دماءْ.. لا تُسافرْ لبلاد اللهِ.. إنَّ الله لا يرضى لقاءَ الجُبَنَاءْ.. 9 لا تُسافِرْ بجوازٍ عربيّْ.. وانتظرْ كالجُرْذ في كُلِّ المطاراتِ، فنَّ الضوءَ أحمَرْ.. لا تقُلْ باللغة الفُصْحَى.. أنا مروانُ.. أو عدنانُ.. أو سَحْبَانُ إنَّ الإسمَ لا يعني لها شيئاً.. وتاريخُكَ – يا مولايَ – تاريخٌ مُزَوَّرْ.. لا تُفاخِرْ ببطولاتكَ في (لليدو) فسوزانُ.. وجانينُ.. وكوليتُ.. وآلافُ الفَرَنْسِيَّاتِ.. لم يقرأنَ يوماً قصّةَ الزيرِ وعنتَرْ.. يا صديقي: أنتَ تبدو مُضْحكاً في ليل باريسَ.. فَعُدْ فوراً إلى الفندقِ.. إنَّ الضوءَ أحمَرْ.. 11 لا تُسافِرْ.. بجوازٍ عربيٍّ بين أحياءِ العَرَبْ!! فهُمُ من أجل قرشٍ يقتُلُونَكْ.. وهُمُ – حين يَجُوعُونَ مساءً – يأكُلُونَكْ لا تكنْ ضيفاً على حاتمِ طيّْ فهو كذَّابٌ.. ونصَّابٌ.. وصناديقُ الذَهَبْ.. 12 يا صديقي: لا تَسِرْ وحْدَكَ ليلاً بين أنيابِ العَرَبْ.. أنتَ في بيتكَ محدودُ الإقامَهْ.. أنتَ في قومكَ مجهولُ النَسَبْ.. يا صديقي: رحِمَ اللهُ العَرَبْ!!. وصناديقُ الذَهَبْ.. 12 يا صديقي: لا تَسِرْ وحْدَكَ ليلاً بين أنيابِ العَرَبْ.. أنتَ في بيتكَ محدودُ الإقامَهْ.. أنتَ في قومكَ مجهولُ النَسَبْ.. يا صديقي: رحِمَ اللهُ العَرَبْ!!. | |
|
| |
روشـان عضو ذهبى
عدد المساهمات : 1353 نقاط : 53025 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 06/11/2010 العمر : 31
| موضوع: نظرية جديدة لتكوين العالم الثلاثاء ديسمبر 07, 2010 4:13 am | |
| لا ثقافة بغير حُبّ. إن الذي يُحبّني يخلُقني" أراغون - - - - "أعلنُ اتّحادي بالحرية. أعلن اتحادي بالآخرين.." بوشكين جان كوكتو - - - في البّدْءِ.. كانت فاطمَهْ. وكانت اللغاتُ والأسماءْ.. والصباحُ، والمساءْ وبعد عينيْ فاطمَهْ | |
|
| |
روشـان عضو ذهبى
عدد المساهمات : 1353 نقاط : 53025 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 06/11/2010 العمر : 31
| موضوع: محاولاتٌ لقتل امرأةٍ لا تُقْتَل الثلاثاء ديسمبر 07, 2010 4:15 am | |
| 1 وعدتُكِ أن لا أُحِبَّكِ.. ثُمَّ أمامَ القرار الكبيرِ، جَبُنْتْ وعدتُكِ أن لا أعودَ... وعُدْتْ... وأن لا أموتَ اشتياقاً ومُتّْ وعدتُ مراراً وقررتُ أن أستقيلَ مراراً ولا أتذكَّرُ أني اسْتَقَلتْ... 2 وعدتُ بأشياء أكبرَ منّي.. فماذا غداً ستقولُ الجرائدُ عنّي؟ أكيدٌ.. ستكتُبُ أنّي جُنِنْتْ.. أكيدٌ.. ستكتُبُ أنّي انتحرتْ وعدتُكِ.. أن لا أكونَ ضعيفاً... وكُنتْ.. وأن لا أقولَ بعينيكِ شعراً.. وقُلتْ... وعدتُ بأَنْ لا ... وأَنْ لا.. وأَنْ لا ... وحين اكتشفتُ غبائي.. ضَحِكْتْ... 3 وَعَدْتُكِ.. أن لا أُبالي بشَعْرِكِ حين يمرُّ أمامي وحين تدفَّقَ كالليل فوق الرصيفِ.. صَرَخْتْ.. وعدتُكِ.. أن أتجاهَلَ عَيْنَيكِ ، مهما دعاني الحنينْ وحينَ رأيتُهُما تُمطرانِ نجوماً... شَهَقْتْ... وعدتُكِ.. أنْ لا أوجِّهَ أيَّ رسالة حبٍ إليكِ.. ولكنني – رغم أنفي – كتبتْ وعَدْتُكِ.. أن لا أكونَ بأيِ مكانٍ تكونينَ فيهِ.. وحين عرفتُ بأنكِ مدعوةٌ للعشاءِ.. ذهبتْ.. وعدتُكِ أن لا أُحِبَّكِ.. كيفَ؟ وأينَ؟ وفي أيِّ يومٍ تُراني وَعَدْتْ؟ لقد كنتُ أكْذِبُ من شِدَّة الصِدْقِ، والحمدُ لله أني كَذَبْتْ.... 4 وَعَدْتُ.. بكل بُرُودٍ.. وكُلِّ غَبَاءِ بإحراق كُلّ الجسور ورائي وقرّرتُ بالسِّرِ، قَتْلَ جميع النساءِ وأعلنتُ حربي عليكِ. وحينَ رفعتُ السلاحَ على ناهديْكِ انْهَزَمتْ.. وحين رأيتُ يَدَيْكِ المُسالمْتينِ.. اختلجتْ.. وَعَدْتُ بأنْ لا .. وأنْ لا .. وأنْ لا .. وكانت جميعُ وعودي دُخَاناً ، وبعثرتُهُ في الهواءِ. 5 وَغَدْتُكِ.. أن لا أُتَلْفِنَ ليلاً إليكِ وأنْ لا أفكّرَ فيكِ، إذا تمرضينْ وأنْ لا أخافَ عليكْ وأن لا أقدَّمَ ورداً... وأن لا أبُوسَ يَدَيْكْ.. وَتَلْفَنْتُ ليلاً.. على الرغم منّي.. وأرسلتُ ورداً.. على الرغم منّي.. وبِسْتُكِ من بين عينيْكِ، حتى شبِعتْ وعدتُ بأنْ لا.. وأنْ لا .. وأنْ لا.. وحين اكتشفتُ غبائي ضحكتْ... 6 وَعَدْتُ... بذبحِكِ خمسينَ مَرَّهْ.. وحين رأيتُ الدماءَ تُغطّي ثيابي تأكَّدتُ أنّي الذي قد ذُبِحْتْ.. فلا تأخذيني على مَحْمَلِ الجَدِّ.. مهما غضبتُ.. ومهما انْفَعَلْتْ.. ومهما اشْتَعَلتُ.. ومهما انْطَفَأْتْ.. لقد كنتُ أكذبُ من شدّة الصِدْقِ والحمدُ لله أنّي كَذَبتْ... 7 وعدتُكِ.. أن أحسِمَ الأمرَ فوْراً.. وحين رأيتُ الدموعَ تُهَرْهِرُ من مقلتيكِ.. ارتبكْتْ.. وحين رأيتُ الحقائبَ في الأرضِ، أدركتُ أنَّكِ لا تُقْتَلينَ بهذي السُهُولَهْ فأنتِ البلادُ .. وأنتِ القبيلَهْ.. وأنتِ القصيدةُ قبلَ التكوُّنِ، أنتِ الدفاترُ.. أنتِ المشاويرُ.. أنت الطفولَهْ.. وأنتِ نشيدُ الأناشيدِ.. أنتِ المزاميرُ.. أنتِ المُضِيئةُ.. أنتِ الرَسُولَهْ... 8 وَعَدْتُ.. بإلغاء عينيْكِ من دفتر الذكرياتِ ولم أكُ أعلمُ أنّي سأُلغي حياتي ولم أكُ أعلمُ أنِك.. - رغمَ الخلافِ الصغيرِ – أنا.. وأنّي أنتْ.. وَعَدْتُكِ أن لا أُحبّكِ... - يا للحماقةِ - ماذا بنفسي فعلتْ؟ لقد كنتُ أكذبُ من شدّة الصدقِ، والحمدُ لله أنّي كَذَبتْ... 9 وَعَدْتُكِ.. أنْ لا أكونَ هنا بعد خمس دقائقْ.. ولكنْ.. إلى أين أذهبُ؟ إنَّ الشوارعَ مغسولةٌ بالمَطَرْ.. إلى أينَ أدخُلُ؟ إن مقاهي المدينة مسكونةٌ بالضَجَرْ.. إلى أينَ أُبْحِرُ وحدي؟ وأنتِ البحارُ.. وأنتِ القلوعُ.. وأنتِ السَفَرْ.. فهل ممكنٌ.. أن أظلَّ لعشر دقائقَ أخرى لحين انقطاع المَطَرْ؟ أكيدٌ بأنّي سأرحلُ بعد رحيل الغُيُومِ وبعد هدوء الرياحْ.. وإلا.. سأنزلُ ضيفاً عليكِ إلى أن يجيءَ الصباحْ.... * 10 وعدتُكِ.. أن لا أحبَّكِ، مثلَ المجانين، في المرَّة الثانيَهْ وأن لا أُهاجمَ مثلَ العصافيرِ.. أشجارَ تُفّاحكِ العاليَهْ.. وأن لا أُمَشّطَ شَعْرَكِ – حين تنامينَ – يا قطّتي الغاليَهْ.. وعدتُكِ، أن لا أُضيعَ بقيّة عقلي إذا ما سقطتِ على جسدي نَجْمةً حافيَهْ وعدتُ بكبْح جماح جُنوني ويُسْعدني أنني لا أزالُ شديدَ التطرُّفِ حين أُحِبُّ... تماماً، كما كنتُ في المرّة الماضيَهْ.. 11 وَعَدْتُكِ.. أن لا أُطَارحَكِ الحبَّ، طيلةَ عامْ وأنْ لا أخبئَ وجهي.. بغابات شَعْرِكِ طيلةَ عامْ.. وأن لا أصيد المحارَ بشُطآن عينيكِ طيلةَ عامْ.. فكيف أقولُ كلاماً سخيفاً كهذا الكلامْ؟ وعيناكِ داري.. ودارُ السَلامْ. وكيف سمحتُ لنفسي بجرح شعور الرخامْ؟ وبيني وبينكِ.. خبزٌ.. وملحٌ.. وسَكْبُ نبيذٍ.. وشَدْوُ حَمَامْ.. وأنتِ البدايةُ في كلّ شيءٍ.. ومِسْكُ الختامْ.. 12 وعدتُكِ.. أنْ لا أعودَ .. وعُدْتْ.. وأنْ لا أموتَ اشتياقاً.. ومُتّ.. وعدتُ بأشياءَ أكبرَ منّي فماذا بنفسي فعلتْ؟ لقد كنتُ أكذبُ من شدّة الصدقِ، والحمدُ للهِ أنّي كذبتْ.... | |
|
| |
روشـان عضو ذهبى
عدد المساهمات : 1353 نقاط : 53025 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 06/11/2010 العمر : 31
| موضوع: التانغو الأخير الثلاثاء ديسمبر 07, 2010 4:16 am | |
| فوق حقل من التوليب الأحمر.. 1 كُنْتِ.. في أحسن حالاتِكِ – يا سيّدتي – هذا المساءْ كانَ نَهْداكِ.. يُذِيعانِ بلاغَ الثورة الأولى بتاريخ النساءْ ويقُودان انقلاباً ضدَّ كلّ الخُلَفَاءْ.. كانَ في عينيكِ غَيْمٌ أسودٌ.. وبداياتُ شتاءْ.. ونُبُوءاتُ جميع الأنبياءْ.. 2 لم تكوني امرأة عاديةً... في ذلك اليوم الشتائيِّ الذي يحكمُهُ الكونياكْ، والقهوةُ.. والجِنْسُ.. وإيقاعُ المزاريبِ، وموسيقى المَطَرْ.. كنتِ جَمْراً. كُنْتِ فَحْما كنت شيئاً لا يُسَمَّى. لم تكوني دُمْيَةً مَحْشُوةً بالقطنِ.. مثلَ الأخْرَياتِ كنتِ وَحْشاً رائعَ الجلد جميلا.. لم تكوني نَسْمةً من نسمات الصيفِ.. لكنْ كنتِ زلزالاً مَهُولا. لم تكوني زهرةً من ورقٍ.. بل حصاناً.. يمضغ الشرشَفَ شوقاً وصهيلا.. 3 كان تشرينُ بلا عقلٍ.. وكان العشبُ متروكاً على فطرته الأولى.. وماري، تصنعُ الحُبَّ على فطرتها الأولى.. وكانت تتهجّى جَسَدي حرفاً فحرفا.. دونَ أن تُخْطئَ في تشكيل كلِّ الكَلِماتِ ربّما الكونياكُ قد ثقَّفَ ماري.. فهي تختارُ أرقَّ المُفْرَدَاتِ. ربّما الكونياكُ قد علَّمَها أنَّ في إمكان نهدَيْها احتلالَ الكائناتِ هذه الليلةَ، يا ماري، سأبقى صامتاً فالبراندي، هو سُلْطَانُ اللغاتِ.. 4 كنتِ في أخصب أيامِكِ، يا ماري، وكانت أنْهُرُ الياقوتِ تجري بهدوءٍ.. والأزاهيرُ تغطي كلّ أنحاء السريرْ.. لم تكوني امرأةً مذعورة.. أو خائفَهْ كُنْتِ سِكّينا بقلب العاصفَهْ شَرِبتْ سجّادةُ الموكيت، يا سيدتي، نصفَ دمي وأنا اقتطفُ التوليبَ مبهوراً.. وأحسو المَطَرَ الورديَّ من أعلى الينابيعِ.. وأكوي بالبراندي شَفَةَ الجُرْح.. ولا أحسبُ للنار حسابْ.. آهِ.. يا ماري التي تفتحُ لي أسوارَها مثلَ كتابْ لم يعُد عنديَ ما أقرؤهُ. فأنا آتٍ من الأرض الخرابْ.. 5 آهِ.. يا ماري التي تلبس لي في أوّل الليل قميصاً معجزَهْ.. وإذا ما انتصفَ الليلُ.. قميصاً معجزَهْ.. كيفَ صارَ الزَغَبُ الطالعُ من إبْطيْكِ.. أسلاكَ حريرْ؟ آهِ.. يا ماري التي تحفرني في بطنها العاري.. كجرحٍ مستديرْ.. يا التي أزرعُ في أحشائِها.. السيفَ الأخيرْ.. 6 أحرقَ الكونياكُ أعصابي.. وفي عينيْكِ بَرْقٌ.. ورعودٌ.. ومَطَرْ وقلوعٌ.. واحتمالاتُ سَفَرْ لم أكن أُدْرِكُ ما يجري تماماً.. غيرَ أن الأرضَ كانت تحتَنا تهتزُّ.. والجدرانُ، والأبوابُ، والأكوابُ، واللوحاتُ، والأشجارُ، والأوراقُ في الريح تطيرْ لم أكن أسمعُ إلا جَرَس القرية في الليلِ، وإلا وَقْعَ أقدامٍ على الثلجِ، وإلا صَرْخَةَ الأنثى التي تُشْعِلُ النارَ بقلب الزمهريرْ آهِ.. يا ماري التي تشرح لي كلَّ شيءٍ.. مثل تلميذٍ صغيرْ. أنتِ منفاي النهائيُّ.. ومينائي الأخيرْ فاسحبيني من يدي.. قبلَ أن يبلعني البحرُ الكبيرْ.... | |
|
| |
روشـان عضو ذهبى
عدد المساهمات : 1353 نقاط : 53025 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 06/11/2010 العمر : 31
| موضوع: إلى سمكةٍ قبرصية.. تُدعى تامارا الثلاثاء ديسمبر 07, 2010 4:17 am | |
| 1 باسم ليماسُولَ.. شكراً يا تامارا باسْم هذا الخاتم المشغولِ بالفيروزِ.. شُكْراً يا تامارا باسْمِ هذا الدفتر المفتوح للضوءِ.. وللشِعْر.. وللعشَّاقِ.. شكراً يا تامارا باسم أسرابٍ من النَوْرَسِ كانَتْ تنقر الحنطةَ من ثغركِ.. شكراً يا تامارا باسم كلِّ القبرصيينَ الذين اكتشفُوا اللؤلؤَ الأسودَ في عينيْكِ. شكراً يا تامارا باسم أحزاني التي ألقيتُها في بحر بيروت. وأجزائي التي أبحث عنها.. في زوايا الأرضِ ليلاً ونَهَاراً... ألفُ شكرٍ.. يا تامارا. * يا تامارا القبرصيّة: أيُّها السيفُ الذي يقتلني من قبل أن يُلقي التحيَّة باسْمِ مقهانا البدائيِّ على البحرِ.. وكُرْسيَّيْنِ مزروعينِ في الرمل.. و (أنطونيو) الذي كان خلالَ الصيف عرَّابَ هوانا. والذي كان وديعاً مثلَ قط منزليٍّ.. وعريقاً مثل تمثال حكيمٍ من أثينا، ورقيقاً.. وصديقاً.. عندما يختارُ في الليل لنا فاكهةَ البحر.. ويوصيكِ بأن ترتشفي (الأوزو) الذي تشربُه آلهةُ اليونانِ في الحبِّ وفي الحربِ.. ويرجوكِ بأن تستمتعي بمذاقِ (الكالامارْ) ومَذَاقِ العشق في تلك الجزيرَهْ باسم آلاف التفاصيل الصغيرَهْ.. ألفُ شكرٍ .. يا تامارا 3 كيف أنسى امرأةً من قبرصٍ.. تُدْعى تامارا.. شَعْرُها تعلكهُ الريحُ.. ونهداها يُقِيمان مع الله حِوارَا.. خرجَتْ من رَغْوَة البحر كعَشْتَارٍ.. وكانتْ تلبسُ الشمسَ بساقَيْها سِوارَا.. كيفَ أنسى جسداً؟ يقدحُ كالفوسفور في الليل شَرارَا.. كيفَ أنسى حَلْمَةً مجنونةً مزَّقتْ لحمي، صعوداً.. وانحدارا... 4 إصْهلي.. يا فَرَسَ الماء الجميلَهْ إصرخي.. يا قطّةَ الليل الجميلَهْ بلّليني برَذَاذِ الماء والكُحْلِ.. فلولاكِ لكانتْ هذه الأرضُ صَحَارى.. بلّليني.. بالأغاني القبرصيَّهْ ما تهمُّ الأبجديّاتُ.. فأنتِ الأبجديَّهْ.. يا التي عشتُ إلى جانبها العشقَ.. جُنُوناً وانتحارا.. يا التي ساحلها الرمليّ يرمي لي.. زُهوراً.. ونبيذاً قبرصياً.. ومَحَارا.. لم يكُنْ حبُّ تامارا.. ذلك الحبّ الروائيّ ، ولكنْ كانَ عَصْفاً ودمارا. لم يكُنْ جدولَ ماءٍ إنما كانَ حُبّاَ صغيراً.. فقد احتلَ بلاداً.. وشعوباً.. وبحارا.. كلُّ أمجادي سرابٌ خادعٌ ليس من مجدٍ حقيقيٍ.. سوى عينيْ تامارا.. 5 تحت سطح الماء.. أحببتُ تامارا.. ورأيتُ السَمَكَ الأحمرَ.. والأزرقَ. والفضيَّ.. فوجئتُ بغاباتٍ من المرجانِ.. داعبتُ كطفلٍ سلحفاةَ البحرِ، لامستُ النباتات التي تفترسُ الإنسانَ، حاولتُ انتشالَ السفن الغرقى من القَعْرِ.. ولملمْتُ كنوزاً ليسَ تُحصى.. ونجوماً .. وثمارا.. تحت سطحِ الماءِ.. أعلنتُ زواجي بتامارا. فإذا بالموج قد صار نبيذاً.. وإذا الأسماكُ أصبحنَ سُكارى.. 6 ما الذي يحدثُ تحت الماء في جلد تامارا؟ فهُنا.. الأحمرُ يزدادُ احمرارا.. وهنا .. الأخضرُ يزداد اخضرارا.. وهنا السُرَّةُ تزدادُ أمام الضوءِ.. خوفاً.. وانبهارا.. ما الذي يحدثُ في عقلي.. وفي عقل تامارا؟ سَمَكُ الدولفين يرمي نفسَهُ. كالمجانين يميناً.. ويسارا.. سَمَكُ الدولفين يدعوني لكي أقفزَ في الماءِ.. وفي مملكة الأسماكِ.. لا أملكُ رأياً أو خيارا.. عَبَثٌ.. أن يُسْأَلَ الإنسانُ عن ماضيه أو حاضرهِ، عندما يتّخذ البحرُ القرارا... 7 يا تامارا.. أنتِ في قبرضَ كبريتٌ .. وشَمْعٌ وأنا موسى الذي أوقَدَ تحت الماء نارا... | |
|
| |
| كل مواضيع نزار قباني | |
|