| كل مواضيع نزار قباني | |
|
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
روشـان عضو ذهبى
عدد المساهمات : 1353 نقاط : 53025 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 06/11/2010 العمر : 31
| موضوع: على الغيم الثلاثاء نوفمبر 23, 2010 7:40 am | |
| فَرَشتُ أهدابي.. فلن تتعَبي نُزْهتنا على دمِ المغربِ في غيمةٍ ورديّـةٍ.. بيتـُنــا نَسْبَحُ في بريقها المُذْهَبِ يسوقُنا العطرُ كما يشتهي فحيثُما يذهبْ بنا.. نَذْهَبِ.. خذي ذراعي.. دربُنا فضّهٌ ووعدُنا في مخدعِ الكوكبِ أرجوكِ.. إنْ تمسّحتْ نجمةٌ بذيلِ فستانكِ.. لا تغضبي فإنها صديقةٌ .. حاولتْ تقبيلَ رِجليكِ ، فلا تعتبي ثِقي بحُبّي .. فهو أقصوصةٌ بِأَدْمُعِ النجومِ لم تُكْتَبِ حُبِّي بِلَونِ النار.. إنْ مرةً وَشْوَشْتُ عنه الحبَّ، يَسْتَغْرِبُ لا تَسأَليني..كيفَ أَحْبَبْتَني؟ يَدفعني إليكِ شوقٌ نــبي.. و اللهِ إنْ سَأَلتِني نجمةً قَلَعْتُها من أُفْقِها .. فاطلبي هل كان ينمو الوردُ في قمّتي؟ لو لم تهلّي أنتِ في ملعبي و مطلبي لَديكِ ما يطلبُ العصفورُ عند الجدولِ المعشبِ و أنتِ لي ، ما العطرُ للوردة الحمراء، لا أكونُ إنْ تذهبي .. | |
|
| |
روشـان عضو ذهبى
عدد المساهمات : 1353 نقاط : 53025 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 06/11/2010 العمر : 31
| موضوع: القبلة الاولى الثلاثاء نوفمبر 23, 2010 7:42 am | |
| عامان .. مرا عليها يا مقبلتي وعطرها لم يزل يجري على شفتي كأنها الآن .. لم تذهب حلاوتها ولا يزال شذاها ملء صومعتي إذ كان شعرك في كفي زوبعة وكأن ثغرك أحطابي .. وموقدتي قولي. أأفرغت في ثغري الجحيم وهل من الهوى أن تكوني أنت محرقتي لما تصالب ثغرانا بدافئة لمحت في شفتيها طيف مقبرتي تروي الحكايات أن الثغر معصية حمراء .. إنك قد حببت معصيتي ويزعم الناس أن الثغر ملعبها فما لها التهمت عظمي وأوردتي؟ يا طيب قبلتك الأولى .. يرف بها شذا جبالي .. وغاباتي .. وأوديتي ويا نبيذية الثغر الصبي .. إذا ذكرته غرقت بالماء حنجرتي.. ماذا على شفتي السفلى تركت .. وهل طبعتها في فمي الملهوب .. أم رئتي؟ لم يبق لي منك .. إلا خيط رائحة يدعوك أن ترجعي للوكر .. سيدتي ذهبت أنت لغيري .. وهي باقية نبعا من الوهج .. لم ينشف .. ولم يمت تركتني جائع الأعصاب .. منفردا أنا على نهم الميعاد .. فالتفتي. | |
|
| |
روشـان عضو ذهبى
عدد المساهمات : 1353 نقاط : 53025 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 06/11/2010 العمر : 31
| موضوع: الشقيقتان الثلاثاء نوفمبر 23, 2010 7:43 am | |
| قلم الحمرة .. أختاه .. ففي شرفات الظن، ميعادي معه أين أصباغي.. ومشطي .. والحلي؟ إن بي وجدا كوجد الزوبعة ناوليني الثوب من مشجبه ومن الديباج هاتي أروعه سرحيني .. جمليني .. لوني ظفري الشاحب إني مسرعة جوربي نار .. فهل أنقذته؟ من يد موشكة أن تقطعه ما كذبت الله .. فيما أدعي كاد أن يهجر قلبي موضعة رحمة .. يا هند هل أمضى له وأنا مبهورة .. ممتقعة .. إنه الآن .. إلى موعدنا جبهة .. باذخة .. مرتفعة ورداء يحصد الشمس .. جوى وفم لون الفصول الأربعة لا أسميه .. وإن كان اسمه نقرة العود .. وبوح المزرعة لو سألت الريش من أجفانه أتقي البرد به .. لاقتلعه ركزي يا هند شغلى .. فعلى سحبات الرصد ميعادي معه | |
|
| |
روشـان عضو ذهبى
عدد المساهمات : 1353 نقاط : 53025 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 06/11/2010 العمر : 31
| موضوع: هرة الثلاثاء نوفمبر 23, 2010 7:47 am | |
| كنت أعدو في غابة اللوز .. لما قال عني، أماه، إني حلوة وعلى سالفي .. غفا زر ورد وقميص تفلتت منه عروة قال ما قال .. فالقميص جحيم فوق صدري، والثوب يقطر نشوة قال لي : مبسمي وريقة توت ولقد قال إن صدري ثروة وروى لي عن ناهدي حكايا.. فهما جدولا نبيذ وقهوة وهما دورقا رحيق ونور وهما ربوة تعانق ربوة.. أأنا حلوة؟ وأيقظ أنثى في عروقي ، وشق للنور كوه إن في صوته قرارا رخيما وبأحداقه .. بريق النبوة جبهة حرة .. كما انسرح النور وثغر فيه اعتداد وقسوة يغصب القبلة اغتصابا .. وأرضي وجميل أن يؤخذ الثغر عنوة ورددت الجفون عنه .. حياء وحياء النساء للحب دعوة تستحي مقلتي .. ويسأل طهري عن شذاه .. كأن للطهر شهوة أنت .. لن تنكري على احتراقي كلنا .. في مجامر النار نسوه | |
|
| |
روشـان عضو ذهبى
عدد المساهمات : 1353 نقاط : 53025 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 06/11/2010 العمر : 31
| موضوع: رسالة حب صغيرة الثلاثاء نوفمبر 23, 2010 7:48 am | |
| حبيبتي ، لديَّ شيءٌ كثيرْ.. أقولُهُ ، لديَّ شيءٌ كثيرْ .. من أينَ ؟ يا غاليتي أَبتدي و كلُّ ما فيكِ.. أميرٌ.. أميرْ يا أنتِ يا جاعلةً أَحْرُفي ممّا بها شَرَانِقاً للحريرْ هذي أغانيَّ و هذا أنا يَضُمُّنا هذا الكِتابُ الصغيرْ غداً .. إذا قَلَّبْتِ أوراقَهُ و اشتاقَ مِصباحٌ و غنّى سرير.. واخْضَوْضَرَتْ من شوقها، أحرفٌ و أوشكتْ فواصلٌ أن تطيرْ فلا تقولي : يا لهذا الفتى أخْبرَ عَنّي المنحنى و الغديرْ و اللّوزَ .. و التوليبَ حتى أنا تسيرُ بِيَ الدنيا إذا ما أسيرْ و قالَ ما قالَ فلا نجمةٌ إلاّ عليها مِنْ عَبيري عَبيرْ غداً .. يراني الناسُ في شِعْرِهِ فَمَاً نَبيذِيّاً، و شَعْراً قَصيرْ دعي حَكايا الناسِ.. لَنْ تُصْبِحِي كَبيرَةً .. إلاّ بِحُبِّي الكَبيرْ ماذا تصيرُ الأرضُ لو لم نكنْ لو لَمْ تكنْ عَيناكِ... ماذا تصيرْ ؟ | |
|
| |
روشـان عضو ذهبى
عدد المساهمات : 1353 نقاط : 53025 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 06/11/2010 العمر : 31
| موضوع: مع جريدة الثلاثاء نوفمبر 23, 2010 7:49 am | |
| أخرجَ من معطفهِ الجريده.. وعلبةَ الثقابِ ودون أن يلاحظَ اضطرابي.. ودونما اهتمامِ تناولَ السكَّرَ من أمامي.. ذوَّب في الفنجانِ قطعتين ذوَّبني.. ذوَّب قطعتين وبعدَ لحظتين ودونَ أن يراني ويعرفَ الشوقَ الذي اعتراني.. تناولَ المعطفَ من أمامي وغابَ في الزحامِ مخلَّفاً وراءه.. الجريده وحيدةً مثلي أنا.. وحيده | |
|
| |
روشـان عضو ذهبى
عدد المساهمات : 1353 نقاط : 53025 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 06/11/2010 العمر : 31
| موضوع: عيد ميلادها الثلاثاء نوفمبر 23, 2010 7:51 am | |
| بطاقة من يدها ترتعد تفدى اليد تقول : عيدي الأحد ما عمرها؟ لو قلت .. غنى في جبيني العدد إحدى ثوانيه إذا أعطت، عصورا تلد وبرهة من عمرها يكمن فيها .. أبد ترى إذا جاء غد وانشال تول أسود واندفعت حوامل الزهر.. وطاب المشهد ورد..وحلوى ..وأنا يأكلني التردد بأي شيء أفد إذا يهل الأحد بخاتم ..بباقة؟ هيهات. لا أقلد أليس من يدلني؟ كيف .. وماذا أقتني؟ ليومها الملحن أحزمة من سوسن؟ أنجمة مقيمة في موطني؟ أهدي لها الله .. ما أقلها؟ .. من ينتقي؟ لي من كروم المشرق من قمر محترق حقا غريب العبق آنية مسحورة خالقها لم يخلق.. أحملها ..غدا لها الله ..ما أقلها لو بيدي الفرقد والدر والزمرد فصلتها جميعها رافعة لنهدها ومحبسا لزندها هدية صغيرة .. تحمل نفسي كلها لعلها إذا أنا حملتها غدا لها ستسعد يا مرتجي .. يا أحد | |
|
| |
روشـان عضو ذهبى
عدد المساهمات : 1353 نقاط : 53025 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 06/11/2010 العمر : 31
| موضوع: الى صديقة جديدة الثلاثاء نوفمبر 23, 2010 7:52 am | |
| وَدَّعتُكِ الأمس ، و عدتُ وحدي مفكِّراً ببَوْحكِ الأخيرِ كتبتُ عن عينيكِ ألفَ شيءٍ كتبتُ بالضوءِ و بالعبيرِ كتبتُ أشياءَ بدون معنى جميعُها مكتوبة ٌ بنورِ مَنْ أنتِ . . مَنْ رماكِ في طريقي ؟ مَنْ حرَّكَ المياهَ في جذوري ؟ و كانَ قلبي قبل أن تلوحي مقبرةً ميِّتَةَ الزُهورِ مُشْكلتي . . أنّي لستُ أدري حدّاً لأفكاري و لا شعوري أضَعْتُ تاريخي ، و أنتِ مثلي بغير تاريخٍ و لا مصيرِ محبَّتي نار ٌ فلا تُجَنِّي لا تفتحي نوافذ َ السعيرِ أريدُ أن أقيكِ من ضلالي من عالمي المسمَّم ِ العطورِ هذا أنا بكلِّ سيئاتي بكلِّ ما في الأرضِ من غرورِ كشفتُ أوراقي فلا تُراعي لن تجدي أطهرَ من ما عندي من شرور للحسن ثوراتٌ فلا تهابي و جرِّبي أختاهُ أن تثوري و لتْثقي مهما يكنْ بحُبِّي فإنَّه أكبر ُ من كبيرِ | |
|
| |
روشـان عضو ذهبى
عدد المساهمات : 1353 نقاط : 53025 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 06/11/2010 العمر : 31
| موضوع: سلالات الثلاثاء نوفمبر 23, 2010 7:54 am | |
| شمِنْ سُلالاتِ العَصَافِيرِ .. أنا لا سُلالاتِ الشَجَرْ وشَرَاييني امتدادٌ لشَرَايينِ القَمَرْ إنَّني أخزِنُ كالأسماكِ في عَيْنَيَّ ألوانَ الصواري ، ومواقيتَ السَفَرْ . أنا لا أُشْبِهُ إلا صُورَتي فلماذا شَبَّهُوني بعُمَرْ ؟ [b] | |
|
| |
روشـان عضو ذهبى
عدد المساهمات : 1353 نقاط : 53025 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 06/11/2010 العمر : 31
| موضوع: طوق لاياسمين الثلاثاء نوفمبر 23, 2010 7:56 am | |
| شكراً.. لطوق الياسمين وضحكت لي.. وظننت أنك تعرفين معنى سوار الياسمين يأتي به رجل إليك ظننت أنك تدركين وجلست في ركن ركين تتسرحين وتنقطين العطر من قارورة و تدمدمين لحناً فرنسي الرنين لحناً كأيامي حزين قدماك في الخف المقصب جدولان من الحنين وقصدت دولاب الملابس تقلعين .. وترتدين وطلبت أن أختار ماذا تلبسين أفلي إذن ؟ أفلي أنا تتجملين ؟ ووقفت .. في دوامة الأوان ملتهب الجبين الأسود المكشوف من كتفيه هل تترددين ؟ لكنه لون حزين لون كأيامي حزين ولبسته وربطت طوق الياسمين وظننت أنك تعرفين معنى سوار الياسمين يأتي به رجل إليك ظننت أنك تدركين.. هذا المساء بحانة صغرى رأيتك ترقصين تتكسرين على زنود المعجبين تتكسرين وتدمدمين قي أذن فارسك الأمين لحناً فرنسي الرنين لحناً كأيامي حزين * وبدأت أكتشف اليقين وعرفت أنك للسوى تتجملين وله ترشين العطور وتقلعين وترتدين ولمحت طوق الياسمين في الأرض .. مكتوم الأنين كالجثة البيضاء تدفعه جموع الراقصين ويهم فارسك الجميل بأخذه فتمانعين وتقهقهين " لاشيء يستدعي انحناْك ذاك طوق الياسمين .. " | |
|
| |
روشـان عضو ذهبى
عدد المساهمات : 1353 نقاط : 53025 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 06/11/2010 العمر : 31
| موضوع: خبز وحشيش وقمر الثلاثاء نوفمبر 23, 2010 7:57 am | |
| عندما يولدُ في الشرق القمرْ.. فالسطوحُ البيضُ تغفو تحت أكداس الزَهَرْ.. يترك الناسُ الحوانيت و يمضون زُمَرْ لملاقاةِ القَمَرْ.. يحملون الخبزَ.. و الحاكي..إلى رأس الجبالْ و معدات الخدَرْ.. و يبيعونَ..و يشرونَ..خيالْ و صُوَرْ.. و يموتونَ إذا عاش القمر.. *** ما الذي يفعلهُ قرصُ ضياءْ؟ ببلادي.. ببلاد الأنبياءْ.. و بلاد البسطاءْ.. ماضغي التبغ و تجَّار الخدَرْ.. ما الذي يفعله فينا القمرْ؟ فنضيع الكبرياء.. و نعيش لنستجدي السماءْ.. ما الذي عند السماءْ؟ لكسالى..ضعفاءْ.. يستحيلون إلى موتى إذا عاش القمرْ.. و يهزّون قبور الأولياءْ.. علَّها ترزقهم رزّاً.. و أطفالاً..قبورُ الأولياءْ و يمدّون السجاجيدَ الأنيقات الطُرَرْ.. يتسلون بأفيونٍ نسميه قَدَرْ.. و قضاءْ.. في بلادي.. في بلاد البسطاءْ.. *** أي ضعفً و انحلالْ.. يتولاّنا إذا الضوء تدفقْ فالسجاجيدُ.. و آلاف السلالْ.. و قداحُ الشاي .. و الأطفالُ..تحتلُّ التلالْ في بلادي حيث يبكي الساذجونْ و يعيشونَ على الضوء الذي لا يبصرونْ.. في بلادي حيث يحيا الناسُ من دونِ عيونْ.. حيث يبكي الساذجونْ.. و يصلونَ.. و يزنونَ.. و يحيونَ اتكالْ.. منذ أن كانوا يعيشونَ اتكالْ.. و ينادون الهلال: " يا هلالْ.. أيُّها النبع الذي يُمطر ماسْ.. و حشيشياً..و نعاسْ.. أيها الرب الرخاميُّ المعلقْ أيها الشيءُ الذي ليس يصدَّق".. دمتَ للشرق..لنا عنقود ماسْ للملايين التي عطَّلت فيها الحواسْ *** في ليالي الشرق لمَّا.. يبلغُ البدرُ تمامُهْ.. يتعرَّى الشرقُ من كلَِ كرامَهْ و نضالِ.. فالملايينُ التي تركض من غير نعالِ.. و التي تؤمن في أربع زوجاتٍ.. و في يوم القيامَهْ.. الملايين التي لا تلتقي بالخبزِ.. إلا في الخيالِ.. و التي تسكن في الليل بيوتاً من سُعالِ.. أبداً.. ما عرفت شكلَ الدواءْ.. تتردَّى جُثثاً تحت الضياءْ.. في بلادي.. حيث يبكي الأغبياءْ.. و يموتون بكاءْ.. كلَّما حرَّكهمْ عُودٌ ذليلٌ..و "ليالي" ذلك الموتُ الذي ندعوهُ في الشرقِ.. "ليالي"..و غناءْ في بلادي.. في بلاد البسطاءْ.. حيث نجترُّ التواشيح الطويلةْ.. ذلكَ السثلُّ الذي يفتكُ بالشرقِ.. التواشيح الطويلة.. شرقنا المجترُّ..تاريخاً و أحلاماً كسولةْ.. و خرافاتٍ خوالي.. شرقُنا, الباحثُ عن كلِّ بطولةْ.. في أبي زيد الهلالي.. | |
|
| |
روشـان عضو ذهبى
عدد المساهمات : 1353 نقاط : 53025 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 06/11/2010 العمر : 31
| موضوع: اكبر من كل الكلمات الثلاثاء نوفمبر 23, 2010 7:58 am | |
| سيّدتي ! عندي في الدفترْ ترقصُ آلافُ الكلمات واحدةٌ في ثوبٍ أصفَرْ واحدةٌ في ثوبٍ أحمَرْ يحرقُ أطرافَ الصفحاتِ أنا لستُ وحيداً في الدنيا عائلتي .. حُزْمةُ أبيات أنا شاعرُ حُبٍّ جَوَّالٌ تعرفُهُ كلُّ الشُرُفاتِ تعرفهُ كلُّ الحُلْوَاتِ عندي للحبِّ تعابيرٌ ما مرَّتْ في بال دواة الشمسُ فتحتُ نوافذَها و تركتُ هنالكَ مرساتي و قطعتُ بحاراً .. و بحاراً أنبشُ أعماقَ الموجاتِ أبحثُ في جوف الصَدَفاتِ عن حرفٍ كالقمر الأخضرْ أهديهِ لعينيْ مولاتي * سيِّدتي ! في هذا الدفترْ تجدينَ ألوفَ الكلمات الأبيضَ منها و .. و الأحمَرْ الأزرقَ منها و .. و الأصفَرْ لكنَّكِ .. يا قمري الأخضَرْ أحلى من كلِّ الكلماتِ أكبرُ من كُلِّ الكلماتِ | |
|
| |
روشـان عضو ذهبى
عدد المساهمات : 1353 نقاط : 53025 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 06/11/2010 العمر : 31
| موضوع: شؤون صغيرة الثلاثاء نوفمبر 23, 2010 8:01 am | |
| تمر بها أنت .. دون التفات تساوي لدي حياتي جميع حياتي.. حوادث .. قد لا تثير اهتمامك أعمر منها قصور وأحيا عليها شهور وأغزل منها حكايا كثيرة وألف سماء.. وألف جزيرة.. شؤون .. شؤونك تلك الصغيرة فحين تدخن أجثو أمامك كقطتك الطيبة وكلي أمان ألاحق مزهوة معجبة خيوط الدخان توزعها في زوايا المكان دوائر.. دوائر وترحل في آخر الليل عني كنجم، كطيب مهاجر وتتركني يا صديق حياتي لرائحة التبغ والذكريات وأبقي أنا .. في صقيع انفرادي وزادي أنا .. كل زادي حطام السجائر وصحن .. يضم رمادا يضم رمادي.. *** وحين أكون مريضة وتحمل أزهارك الغالية صديقي.. إلي وتجعل بين يديك يدي يعود لي اللون والعافية وتلتصق الشمس في وجنتي وأبكي .. وأبكي.. بغير إرادة وأنت ترد غطائي علي وتجعل رأسي فوق الوسادة.. تمنيت كل التمني صديقي .. لو أني أظل .. أظل عليلة لتسأل عني لتحمل لي كل يوم ورودا جميلة.. وإن رن في بيتنا الهاتف إليه أطير أنا .. يا صديقي الأثير بفرحة طفل صغير بشوق سنونوة شاردة وأحتضن الآلة الجامدة وأعصر أسلاكها الباردة وأنتظر الصوت .. صوتك يهمي علي دفيئا .. مليئا .. قوي كصوت نبي كصوت وارتطام النجوم كصوت سقوط الحلي وأبكي .. وأبكي .. لأنك فكرت في لأنك من شرفات الغيوب هتفت إلي.. *** ويوم أجيء إليك لكي أستعير كتاب لأزعم أني أتيت لكي أستعير كتاب تمد أصابعك المتعبة إلى المكتبة.. وأبقي أنا .. في ضباب الضباب كأني سؤال بغير جواب.. أحدق فيك وفي المكتبة كما تفعل القطة الطيبة تراك اكتشفت؟ تراك عرفت؟ بأني جئت لغير الكتاب وأني لست سوى كاذبة .. وأمضى سريعا إلى مخدعي أضم الكتاب إلى أضلعي كأني حملت الوجود معي وأشعل ضوئي .. وأسدل حولي الستور وأنبش بين السطور .. وخلف السطور وأعدو وراء الفواصل .. أعدو وراء نقاط تدور ورأسي يدور .. كأني عصفورة جائعة تفتش عن فضلات البذور لعلك .. يا .. يا صديقي الأثير تركت بإحدى الزوايا .. عبارة حب قصيرة .. جنينة شوق صغيرة لعلك بين الصحائف خبأت شيا سلاما صغيرا .. يعيد السلام إليا .. *** وحين نكون معا في الطريق وتأخذ - من غير قصد - ذراعي أحس أنا يا صديق .. بشيء عميق بشيء يشابه طعم الحريق على مرفقي .. وأرفع كفي نحو السماء لتجعل دربي بغير انتهاء وأبكي .. وأبكي بغير انقطاع لكي يستمر ضياعي وحين أعود مساء إلى غرفتي وأنزع عن كتفي الرداء أحس - وما أنت في غرفتي - بأن يديك تلفان في رحمة مرفقي وأبقي لأعبد يا مرهقي مكان أصابعك الدافئات على كم فستاني الأزرق .. وأبكي .. وأبكي .. بغير انقطاع كأن ذراعي ليست ذراعي.. | |
|
| |
جيجى عضو ذهبى
عدد المساهمات : 382 نقاط : 53337 السٌّمعَة : 11 تاريخ التسجيل : 26/05/2010 العمر : 35
| موضوع: رد: كل مواضيع نزار قباني الخميس نوفمبر 25, 2010 2:32 am | |
| | |
|
| |
روشـان عضو ذهبى
عدد المساهمات : 1353 نقاط : 53025 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 06/11/2010 العمر : 31
| موضوع: لوليتا الخميس نوفمبر 25, 2010 10:01 pm | |
| صار عمري خمس عشرة صرت أحلى ألف مرة صار حبي لك أكبر ألف مرة.. ربما من سنتين لم تكن تهتم في وجهي المدور كان حسني بين بين .. وفساتيني تغطي الركبتين كنت آتيك بثوبي المدرسي وشريطي القرمزي كان يكفيني بأن تهدي إلي دمية .. قطعة سكر .. لم أكن أطلب أكثر وتطور.. بعد هذا كل شيء لم أعد أقنع في قطعة سكر ودمي .. تطرحها بين يدي صارت اللعبة أخطر ألف مرة.. صرت أنت اللعبة الكبرى لدي صرت أحلى لعبة بين يدي صار عمري خمس عشره.. * صار عمري خمس عشره كل ما في داخلي .. غنى وأزهر كل شيء .. صار أخضر شفتي خوح .. وياقوت مكسر وبصدري ضحكت قبة مرمر وينابيع .. وشمس .. وصنوبر صارت المرآة لو تلمس نهدي تتخدر والذي كان سويا قبل عامين تدور فتصور .. طفلة الأمس التي كانت على بابك تلعب والتي كانت على حضنك تغفو حين تتعب أصبحت قطعة جوهر.. لا تقدر .. * صار عمري خمس عشره صرت أجمل .. وستدعوني إلى الرقص .. وأقبل سوف ألتف بشال قصبي وسأبدوا كالأميرات ببهو عربي.. أنت بعد اليوم لن تخجل في فلقد أصبحت أطول .. آه كم صليت كي أصبح أطول.. إصبعا .. أو إصبعين.. آه .. كم حاولت أن أظهر أكبر سنة أو سنتين .. آه .. كم ثرت على وجهي المدور وذؤاباتي .. وثوبي المدرسي وعلى الحب .. بشكل أبوي لا تعاملني بشكل أبوي فلقد أصبح عمري خمس عشرة. | |
|
| |
روشـان عضو ذهبى
عدد المساهمات : 1353 نقاط : 53025 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 06/11/2010 العمر : 31
| موضوع: نهر الأحزان الخميس نوفمبر 25, 2010 10:03 pm | |
| عيناكِ كنهري أحـزانِ نهري موسيقى.. حملاني لوراءِ، وراءِ الأزمـانِ نهرَي موسيقى قد ضاعا سيّدتي.. ثمَّ أضاعـاني الدمعُ الأسودُ فوقهما يتساقطُ أنغامَ بيـانِ عيناكِ وتبغي وكحولي والقدحُ العاشرُ أعماني وأنا في المقعدِ محتـرقٌ نيراني تأكـلُ نيـراني أأقول أحبّكِ يا قمري؟ آهٍ لـو كانَ بإمكـاني فأنا لا أملكُ في الدنيـا إلا عينيـكِ وأحـزاني سفني في المرفأ باكيـةٌ تتمزّقُ فوقَ الخلجـانِ ومصيري الأصفرُ حطّمني حطّـمَ في صدري إيماني أأسافرُ دونكِ ليلكـتي؟ يا ظـلَّ الله بأجفـاني يا صيفي الأخضرَ ياشمسي يا أجمـلَ.. أجمـلَ ألواني هل أرحلُ عنكِ وقصّتنا أحلى من عودةِ نيسانِ؟ أحلى من زهرةِ غاردينيا في عُتمةِ شعـرٍ إسبـاني يا حبّي الأوحدَ.. لا تبكي فدموعُكِ تحفرُ وجـداني إني لا أملكُ في الدنيـا إلا عينيـكِ ..و أحزاني أأقـولُ أحبكِ يا قمـري؟ آهٍ لـو كـان بإمكـاني فأنـا إنسـانٌ مفقـودٌ لا أعرفُ في الأرضِ مكاني ضيّعـني دربي.. ضيّعَـني إسمي.. ضيَّعَـني عنـواني تاريخـي! ما ليَ تاريـخٌ إنـي نسيـانُ النسيـانِ إنـي مرسـاةٌ لا ترسـو جـرحٌ بملامـحِ إنسـانِ ماذا أعطيـكِ؟ أجيبيـني قلقـي؟ إلحادي؟ غثيـاني ماذا أعطيـكِ سـوى قدرٍ يرقـصُ في كفِّ الشيطانِ أنا ألـفُ أحبّكِ.. فابتعدي عنّي.. عن نـاري ودُخاني فأنا لا أمـلكُ في الدنيـا إلا عينيـكِ... وأحـزاني | |
|
| |
روشـان عضو ذهبى
عدد المساهمات : 1353 نقاط : 53025 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 06/11/2010 العمر : 31
| موضوع: يدك الخميس نوفمبر 25, 2010 10:04 pm | |
| يدك التي حطت على كتفي كحمامة . . نزلت لكي تشرب عندي تســاوي ألف مملكة يا ليتهـــــــا تبقى ولا تذهب تلك السبيكة . . كيف أرفضها من يرفض السكنى على كوكب لهث الخيال على ملاستها وأنهار عند سوارها المذهب الشمس نائمة على كتفي قبلتهــــا ألفــا ولم أتعب نهر حريري . . ومروحة صينية . . وقصيدة تكتب يدك المليسة . . كيف أقنعها أني بها .. أني بها معجب قولي لها تمضي برحلتها فلها جميع . . جميع ما ترغب يدك الصغيرة . . نجمة هربت مــاذا أقــول لنجمة تلعب أنا ساهر .. ومعي يد امرأة بيضاء .. هل اشهى وهل أطيب؟ | |
|
| |
روشـان عضو ذهبى
عدد المساهمات : 1353 نقاط : 53025 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 06/11/2010 العمر : 31
| موضوع: حبك طير أخضر الخميس نوفمبر 25, 2010 10:06 pm | |
| حُبُّكِ طيرٌ أخضرُ .. طَيْرٌ غريبٌ أخضرُ .. يكبرُ يا حبيبتي كما الطيورُ تكبْرُ ينقُرُ من أصابعي و من جفوني ينقُرُ كيف أتى ؟ متى أتى الطيرُ الجميلُ الأخضرُ ؟ لم أفتكرْ بالأمر يا حبيبتي إنَّ الذي يُحبُّ لا يُفَكِّرُ ... حُبُّكِ طفلٌ أشقرُ يَكْسِرُ في طريقه ما يكسرُ .. يزورني .. حين السماءُ تُمْطِرُ يلعبُ في مشاعري و أصبرُ .. حُبُّكِ طفلٌ مُتْعِبٌ ينام كلُّ الناس يا حبيبتي و يَسْهَرُ طفلٌ .. على دموعه لا أقدرُ .. * حُبُّكِ ينمو وحدهُ كما الحقولُ تُزْهِرُ كما على أبوابنا .. ينمو الشقيقُ الأحمرُ كما على السفوح ينمو اللوزُ و الصنوبرُ كما بقلب الخوخِ يجري السُكَّرُ .. حُبُّكِ .. كالهواء يا حبيبتي .. يُحيطُ بي من حيث لا أدري به ، أو أشعُرُ جزيرةٌ حُبُّكِ .. لا يطالها التخيُّلُ حلمٌ من الأحلامِ .. لا يُحْكَى .. و لا يُفَسَّرُ .. * حُبُّكِ ما يكونُ يا حبيبتي ؟ أزَهْرَةٌ ؟ أم خنجرُ ؟ أم شمعةٌ تضيءُ .. أم عاصفةٌ تدمِّرُ ؟ أم أنه مشيئةُ الله التي لا تُقْهَرُ * كلُّ الذي أعرفُ عن مشاعري أنكِ يا حبيبتي ، حبيبتي .. و أنَّ من يًُحِبُّ .. لا يُفَكِّرُ .. | |
|
| |
روشـان عضو ذهبى
عدد المساهمات : 1353 نقاط : 53025 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 06/11/2010 العمر : 31
| موضوع: ماذا أقول له الخميس نوفمبر 25, 2010 10:08 pm | |
| ماذا أقول له لو جاء يسألني.. إن كنت أكرهه أو كنت أهواه؟ ماذا أقول ، إذا راحت أصابعه تلملم الليل عن شعري وترعاه؟ وكيف أسمح أن يدنو بمقعده؟ وأن تنام على خصري ذراعاه؟ غدا إذا جاء .. أعطيه رسائله ونطعم النار أحلى ما كتبناه حبيبتي! هل أنا حقا حبيبته؟ وهل أصدق بعد الهجر دعواه؟ أما انتهت من سنين قصتي معه؟ ألم تمت كخيوط الشمس ذكراه؟ أما كسرنا كؤوس الحب من زمن فكيف نبكي على كأس كسرناه؟ رباه.. أشياؤه الصغرى تعذبني فكيف أنجو من الأشياء رباه؟ هنا جريدته في الركن مهملة هنا كتاب معا .. كنا قرأناه على المقاعد بعض من سجائره وفي الزوايا .. بقايا من بقاياه.. ما لي أحدق في المرآة .. أسألها بأي ثوب من الأثواب ألقاه أأدعي أنني أصبحت أكرهه؟ وكيف أكره من في الجفن سكناه؟ وكيف أهرب منه؟ إنه قدري هل يملك النهر تغييرا لمجراه؟ أحبه .. لست أدري ما أحب به حتى خطاياه ما عادت خطاياه الحب في الأرض . بعض من تخيلنا لو لم نجده عليها .. لاخترعناه ماذا أقول له لو جاء يسألني إن كنت أهواه. إني ألف أهواه.. | |
|
| |
روشـان عضو ذهبى
عدد المساهمات : 1353 نقاط : 53025 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 06/11/2010 العمر : 31
| موضوع: لاتحبيني الخميس نوفمبر 25, 2010 10:09 pm | |
| هذا .. الهوى ما عاد يغرينيَ ! فلتستريحيِ .. ولترُيحينيِ إن كان حبكِ .. في تقلبه ما قد رأيتُ .. فلا تُحبينيِ حبي . . هو الدنيا بأجمعها أما هواك فليس يعنيني أحزانيَ الصغرى .. تعانقنيَ وتزورنيَ ... أن لم تزوريني ما همني .. ما تشعرين به إن أفتكاري فيكِ يكفيني فالحبُ . وهمٍ في خواطرنا كالعطر , في بال البساتين عيناكِ . من حزني خلقتُهما ما أنتِ ؟ ما عيناكِ ؟ من دوني فمُكِ الصغيرً ... أدرتهُ بيدي وزرعتهُ أزهار ليمون حتى جمالُك , ليس يذهلني إن غاب من حينٍ إلى حين فالشوقُ يفتحُ ألف نافذةٍ خضراء ... عن عينيكِ تغنينيَ لا فرق عنديَ يا معذبتيِ أحببتنيِ ، أم لم تُحبينيِ أنتِ أستريحيِ ... من هواي أنا لكن سألتكِ ... لا ترُيحني | |
|
| |
روشـان عضو ذهبى
عدد المساهمات : 1353 نقاط : 53025 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 06/11/2010 العمر : 31
| موضوع: مهرجة الخميس نوفمبر 25, 2010 10:11 pm | |
| أتريدين إذ وجدت العشيقا أتريدين أن أكون صديقا وتقولينها بكل غبــاء بؤبؤا جامدا . . ووجها صفيقا موقفي تعرفينه .. فتواري عن طريقي يا من أضعتي الطريقا مضحك ما اقترحت .. يا بهلوانا يستحق الرثاء .. لا التصفيقا أصديق .. وبعد خمس سنين كنت فيها الشذا وكنت الرحيقا يا له من منطق النساء .. أمثلي يقبل الآن أن يكون صديقــا أسالي ....... عن بصماتي كل ....... أشعلت فيه حريقا هكذا بين ليلة وضحاهـــا نتلاقى شقيقة .. وشقيقـــا فكأني لم أملأ الصدر لوزا وعلى الثغر ما سكبت العقيقا إطمئني .. فلن ازور نفسي قدر النسر أن يظل طليقــا ابدا .. لن أكون قطا أليفا تستضيفينه .. وثوبا عتيقا سيدا كنت .. في مقاصير حبي ومن الصعب أن أصير رقيقا | |
|
| |
روشـان عضو ذهبى
عدد المساهمات : 1353 نقاط : 53025 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 06/11/2010 العمر : 31
| موضوع: هذه البلاد شقة مفروشة ! الخميس نوفمبر 25, 2010 10:13 pm | |
| هـذي البـلادُ شـقَّـةٌ مَفـروشـةٌ ، يملُكُها شخصٌ يُسَمّى عَنترَهْ … يسـكَرُ طوالَ الليل عنـدَ بابهـا ، و يجمَعُ الإيجـارَ من سُكّـانهـا .. وَ يَطلُبُ الزواجَ من نسـوانهـا ، وَ يُطلقُ النـارَ على الأشجـار … و الأطفـال … و العيـون … و الأثـداء …والضفـائر المُعَطّـرَهْ ... هـذي البـلادُ كلُّهـا مَزرَعَـةٌ شخصيّـةٌ لعَنـترَهْ … سـماؤهـا .. هَواؤهـا … نسـاؤها … حُقولُهـا المُخضَوضَرَهْ … كلُّ البنايـات – هنـا – يَسـكُنُ فيها عَـنتَرَهْ … كلُّ الشـبابيك علَيـها صـورَةٌ لعَـنتَرَهْ … كلُّ الميـادين هُنـا ، تحمـلُ اسـمَ عَــنتَرَهْ … عَــنتَرَةٌ يُقـيمُ فـي ثيـابنـا … فـي ربطـة الخـبز … و فـي زجـاجـة الكُولا ، وَ فـي أحـلامنـا المُحتَضـرَهْ ... مـدينـةٌ مَهـجورَةٌ مُهَجّـرَهْ … لم يبقَ – فيها – فأرةٌ ، أو نملَـةٌ ، أو جدوَلٌ ، أو شـجَرَهْ … لاشـيء – فيها – يُدهشُ السّـياح إلاّ الصـورَةُ الرسميّـة المُقَرَّرَهْ .. للجـنرال عَــنتَرَهْ … فـي عرَبـات الخَـسّ ، و البـطّيخ … فــي البـاصـات ، فـي مَحطّـة القطـار ، فـي جمارك المطـار.. فـي طوابـع البريـد ، في ملاعب الفوتبول ، فـي مطاعم البيتزا … و فـي كُلّ فئـات العُمـلَة المُزَوَّرَهْ … فـي غرفَـة الجلوس … فـي الحمّـام .. فـي المرحاض .. فـي ميـلاده السَـعيد ، فـي ختّـانه المَجيـد .. فـي قُصـوره الشـامخَـة ، البـاذخَـة ، المُسَـوَّرَهْ … مـا من جـديدٍ في حيـاة هـذي المـدينَـةُ المُسـتَعمَرَهْ … فَحُزنُنـا مُكّرَّرٌ ، وَمَوتُنـا مُكَرَّرٌ ،ونكهَةُ القهوَة في شفاهنـا مُكَرَّرَهْ … فَمُنذُ أَنْ وُلدنـا ،و نَحنُ مَحبوسُونَ فـي زجـاجة الثقافة المُـدَوَّرَهْ … وَمُـذْ دَخَلـنَا المَدرَسَـهْ ،و نحنُ لانَدرُسُ إلاّ سيرَةً ذاتيّـةً واحـدَهً … تـُخبرنـا عـن عَضـلات عَـنتَرَهْ … وَ مَكـرُمات عَــنتَرَهْ … وَ مُعجزات عَــنتَرَهْ … ولا نرى في كلّ دُور السينما إلاّ شريطاً عربيّاً مُضجراً يلعبُ فيه عَنتَرَهْ … لا شـيء – في إذاعَـة الصـباح – نهتـمُّ به … فـالخـبَرُ الأوّلُــ – فيهـا – خبرٌ عن عَــنترَهْ … و الخَـبَرُ الأخـيرُ – فيهـا – خَبَرٌ عن عَــنتَرَهْ … لا شـيءَ – في البرنامج الثـاني – سـوَى : عـزفٌ – عـلى القـانون – من مُؤلَّفـات عَــنتَرَهْ … وَ لَـوحَـةٌ زيتيّـةٌ من خـربَشــات عَــنتَرَهْ ... و بـاقَـةٌ من أردَئ الشـعر بصـوت عـنترَهْ … هذي بلادٌ يَمنَحُ المُثَقَّفونَ – فيها – صَوتَهُم ،لسَـيّد المُثَقَّفينَ عَنتَرَهْ … يُجَمّلُونَ قـُبحَهُ ، يُؤَرّخونَ عصرَهُ ، و ينشُرونَ فكرَهُ … و يَقـرَعونَ الطبـلَ فـي حـروبـه المُظـفَّرَهْ … لا نَجـمَ – في شـاشَـة التلفـاز – إلاّ عَــنتَرَهْ … بقَـدّه المَيَّـاس ، أو ضحكَـته المُعَبـرَهْ … يـوماً بزيّ الدُوق و الأمير … يـوماً بزيّ الكادحٍ الفـقير … يـوماً عـلى طـائرَةٍ سَـمتيّـةٍ .. يَوماً على دبّابَة روسيّـةٍ … يـوماً عـلى مُجَـنزَرَهْ … يـوماً عـلى أضـلاعنـا المُكَسَّـرَهْ … لا أحَـدٌ يجـرُؤُ أن يقـولَ : " لا " ، للجـنرال عَــنتَرَهْ … لا أحَـدٌ يجرؤُ أن يسـألَ أهلَ العلم – في المدينَة – عَن حُكم عَنتَرَهْ … إنَّ الخيارات هنا ، مَحدودَةٌ ،بينَ دخول السَجن ،أو دخول المَقبَرَهْ .. لا شـيء فـي مدينَة المائة و خمسين مليون تابوت سوى … تلاوَةُ القُرآن ، و السُرادقُ الكبير ، و الجنائز المُنتَظرَهْ … لا شيء ،إلاَّ رجُلٌ يبيعُ - في حقيبَةٍ - تذاكرَ الدخول للقبر ، يُدعى عَنتَرهْ … عَــنتَرَةُ العَبسـيُّ … لا يَترُكنـا دقيقةً واحدَةً … فـ مَرّةَ ، يـأكُلُ من طعامنـا … و َمـرَّةً يشرَبُ من شـرابنـا … وَ مَرَّةً يَندَسُّ فـي فراشـنا … وَ مـرَّةً يزورُنـا مُسَـلَّحاً … ليَقبَضَ الإيجـار عن بلادنـا المُسـتأجَرَهْ | |
|
| |
روشـان عضو ذهبى
عدد المساهمات : 1353 نقاط : 53025 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 06/11/2010 العمر : 31
| موضوع: اليوميات الخميس نوفمبر 25, 2010 10:14 pm | |
| أسائل دائما نفسي: لماذا لا يكون الحب في الدنيا؟ لكل الناس .. كل الناس.. مثل أشعة الفجر... لماذا لا يكون الحب قي الدنيا؟ مثل الماء في النهر.. ومثل الغيم والأمطار, و الأعشاب والزهر... أليس الحب للإنسان عمراً داخل العمر؟؟؟.. لماذا لا يكون الحب في بلدي ؟ طبيعياً... كأية زهرة بيضاء.. طالعة من الصخر... طبيعيا ... كلقيا الثغر بالثغر... ومنسابا كما شعري على ظهري... لماذا لا يحب الناس... في لين وفي يسر؟ كما الأسماك في البحر؟؟؟ كما الأقمار في أفلاكها تجري... لماذا لا يكون الحب في بلدي؟ ضروريا.. كديوان من الشعر؟؟
ر | |
|
| |
روشـان عضو ذهبى
عدد المساهمات : 1353 نقاط : 53025 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 06/11/2010 العمر : 31
| موضوع: إختاري الخميس نوفمبر 25, 2010 10:16 pm | |
| إني خيرتُكِ فاختاري ما بينَ الموتِ على صدري.. أو فوقَ دفاترِ أشعاري.. إختاري الحبَّ.. أو اللاحبَّ فجُبنٌ ألا تختاري.. لا توجدُ منطقةٌ وسطى ما بينَ الجنّةِ والنارِ.. إرمي أوراقكِ كاملةً.. وسأرضى عن أيِّ قرارِ.. قولي. إنفعلي. إنفجري لا تقفي مثلَ المسمارِ.. لا يمكنُ أن أبقى أبداً كالقشّةِ تحتَ الأمطارِ إختاري قدراً بين اثنينِ وما أعنفَها أقداري.. مُرهقةٌ أنتِ.. وخائفةٌ وطويلٌ جداً.. مشواري غوصي في البحرِ.. أو ابتعدي لا بحرٌ من غيرِ دوارِ.. الحبُّ مواجهةٌ كبرى إبحارٌ ضدَّ التيارِ صَلبٌ.. وعذابٌ.. ودموعٌ ورحيلٌ بينَ الأقمارِ.. يقتُلني جبنُكِ يا امرأةً تتسلى من خلفِ ستارِ.. إني لا أؤمنُ في حبٍّ.. لا يحملُ نزقَ الثوارِ.. لا يكسرُ كلَّ الأسوارِ لا يضربُ مثلَ الإعصارِ.. آهٍ.. لو حبُّكِ يبلعُني يقلعُني.. مثلَ الإعصارِ.. إنّي خيرتك.. فاختاري ما بينَ الموتِ على صدري أو فوقَ دفاترِ أشعاري لا توجدُ منطقةٌ وسطى ما بينَ الجنّةِ والنّارِ.. | |
|
| |
روشـان عضو ذهبى
عدد المساهمات : 1353 نقاط : 53025 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 06/11/2010 العمر : 31
| موضوع: أحبك جداً الخميس نوفمبر 25, 2010 10:18 pm | |
| أحبك جداً وأعرف أن الطريق إلى المستحيل طويـل وأعرف أنك ست النساء وليس لدي بديـل وأعرف أن زمان الحنيـن انتهى ومات الكلام الجميل ... لست النساء ماذا نقول أحبك جدا... ... أحبك جداً وأعرف أني أعيش بمنفى وأنتِ بمنفى وبيني وبينك ريحٌ وغيمٌ وبرقٌ ورعدٌ وثلجٌ ونـار وأعرف أن الوصول لعينيك وهمٌ وأعرف أن الوصول إليك انتحـار ويسعدني أن أمزق نفسي لأجلك أيتها الغالية ولو خيروني لكررت حبك للمرة الثانية ... يا من غزلت قميصك من ورقات الشجر أيا من حميتك بالصبر من قطرات المطر أحبك جداً ... وأعرف أني أسافر في بحر عينيك دون يقين وأترك عقلي ورائي وأركض أركض أركض خلف جنونـي ... أيا امرأة تمسك القلب بين يديها سألتك بالله لا تتركيني لا تتركيني فماذا أكون أنا إذا لم تكوني أحبك جداً وجداً وجداً وأرفض من نــار حبك أن أستقيلا وهل يستطيع المتيم بالعشق أن يستقلا... وما همني إن خرجت من الحب حيا وما همني إن خرجت قتيلا | |
|
| |
| كل مواضيع نزار قباني | |
|