"وَفِي هَذَا نَرَى الْمَحَبَّةَ الْحَقِيقِيَّةَ، لاَ مَحَبَّتَنَا نَحْنُ لِلهِ، بَلْ مَحَبَّتَهُ هو لَنَا. فَبِدَافِعِ مَحَبَّتِهِ، أَرْسَلَ ابْنَهُ كَفَّارَةً لِخَطَايَانَا." (1يو4: 10).
بعض الناس ليس لديهم أي مشكلة عندما تخبرهم أن الله يحب الجميع, ولكن عندما تخبرهم أن الله يحبهم شخصياً فتجدهم يقبلون هذه الفكرة بصعوبة. يقول الكتاب المقدس "لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ،..." بعيداً عن المعرفة العامة أن الله يحب كل شخص في العالم, تحتاج أن تعرف أن الله يحبك- نعم يحبك أنت! اسمح للأمر أن يتجاوز معرفتك العقلية ليكون إعلان في روحك.
إن كنت تريد أن تفهم محبة الله المُركّزة لك, إليك هذا الاختبار البسيط-اسأل نفسك سؤالين: "هل أحب الله؟" "هل الله صالح مثلي؟ " إن جاوبت السؤال الأول "نعم" فبالتأكيد ستكون إجابة السؤال الثاني: طبعاً الله أفضل منك بكثير؛ لولم يكن الله يحبك أكثر بكثير من محبتك أنت له لما كنت أنت أحببته وهذا لأنه أفضل منك بكثير! هذا ما اكتشفه يوحنا الرسول وكان السبب في أن يقول بالروح " وَنَحْنُ نُحِبّ اللهُ، لأَنَّ اللهَ أَحَبَّنَا أَوَّلا "(1يو4: 19). فقد أدرك أنه من المستحيل أن نحب الله إن لم يكن قد أحبنا أولاً.
الله يحبك! بمقدار بساطة هذا الحق, إن آمنت به بقوة, وسمحت له أن يتعمق في وعيك وإدراكك سيغير هذا الحق حياتك للأبد, ويعطيك ثقة جديدة. حب الله هو أعظم قوة في الكون كله. لا عجب أن روح الله, صلي من خلال بولس الرسول قائلاً " حَتَّى إِذَا تَأَصَّلْتُمْ وَتَأَسَّسْتُمْ فِي الْمَحَبَّةِ (18)تَصِيرُونَ قَادِرِينَ تَمَاماً أَنْ تُدْرِكُوا، مَعَ الْقِدِّيسِينَ جَمِيعاً، مَا هو الْعَرْضُ وَالطُّولُ وَالْعُلْووَالْعُمْقُ (19)وَتَعْرِفُوا مَحَبَّةَ الْمَسِيحِ الَّتِي تَفُوقُ الْمَعْرِفَةَ، فَتَمْتَلِئُوا حَتَّى تَبْلُغُوا مِلْءَ اللهِ كُلَّهُ" فهمك وحصولك علي إعلان شخصي في روحك عن مدي كبر حجم محبة الله الآب وكم هو مُطلق وغير متناهي تجاهك سيجعلك تمتليء بكل مليء الله. هذا يعني كمال؛ ولهذا ستسلك في كمال مُطلق, نصرة وقوة.
اطمئن وأستريح في محبة الله الآب؛ استغل حقيقة أن الله يحبك حب أبدي (ارميا31: 3). عندما تكون واعي ومدرك محبة الله الآب لك طوال الوقت, لاشيء ولن يستطيع أي شخص أن يؤذيك أويوقفك في حياتك. اسمح لهذه الحقيقة أن تضيف إشراق جديد لخطواتك, وتملأ قلبك بفرح غامر- لتعلم أن ملك الكون يحبك بمقدار ما يحب يسوع! إنه يحبك كما لوكنت أنت الوحيد علي كوكب الأرض! لذلك كل صباح عندما تستيقظ, تكلم وقل, " أشكرك يا رب, من أجل محبتك الغزيرة تجاهي ولي!"
صلاة
ربي العزيز, شكراً لك من أجل محبتك الأبدية لي, من أجل بحثك عني حتى عندما لم أكن أعرفك. شكراً لك من أجل إظهار محبتك لي بطريقة واضحة للغاية. أسألك أن تساعدني في أن أدرك وأفهم بالكامل طول, عرض, عمق وارتفاع محبتك, حتى أستطيع أن أمتليء بكل ملئك وأصبِح أنا المحبة الإلهية المُتجسدة, في إسم يسوع. آمين.