ان الصداقة هي حاجة و مشاعر غريزية موجودة داخل الإنسان منذ الخلق حيث يحتاج الإنسان إلى أنيس و إلى أشخاص لكي يشاركهم مكنونات نفسه و مشاعره فنجد الطفل الصغير رغم وجود أبويه أحاطتهم له بالحب و الرعاية إلا أنه يبحث لنفسه عن صديق خاص يجده في أحد ألعابه ( دب صغير أو لعبة ) ليتحدث معه و يصطحبه أحيانا إلى فراشه. أذن الصداقة مهمة جدا لكمال العواطف و الحاجات النفسية لدى الإنسان و هي ليست مقتصرة على الأشخاص العاديين و العاطفيين ، فقد اعترف القائد العظيم
( نابليون بونابرت) لزوجته في أيامه الأخيرة بأنه حزين جدا لعدم وجود أصدقاء له يساعدونه على مواجهة شدائد الحياة و ذلك لأنه لم يعطي وقت في حياته لتكوين الأصدقاء.
2-هل أستطيع أن أصادق زوجي ؟ و كيف ؟
بالطبع يحتاج الزواج الناجح إلى درجة عالية من الصداقة و التواصل الفكري و النفسي ، مع أنه رابطة قوية جدا و ذلك من الله الذي قال " يكون الاثنان جسدا واحدا " و لكن هذا الاتحاد الوجداني العميق إذا لم يصاحبه تناغم فكري و علاقة صديقة في مضمونه فانه يبقى جافا و يفقد الاثنان الاتصال المتكامل في حياتهم .
كيف ؟
الاهتمام بآراء و اهتمامات الطرف الآخر ، ومحاولة تبني ميوله و هواياته و مشاركته فيها إذا كان مناقشة حول كتاب أو حضور نشاطات رياضية سويا أو مشاركة روحية و تبادل أطراف الحديث الذي يريح النفس و يفرغ الهموم المكبوتة داخل أي شخص.
3- هل أستطيع مصادقة أطفالي ؟
إنها لمتعة كبيرة أن أدخل إلى عالم أطفالي و أخذ دور أحد الأصدقاء و ليس كل الأصدقاء ، أي أن لا أحتكر الصداقات لنفسي فقط ، بل أحترم حاجته إلى أصدقاء له في مثل سنه ، أن لا أغضب منه إذا عرفت أنه يفضل أن يتكلم في موضوع ما مع أحد أصدقاءه
و ليس معي . طبعا أنا أتكلم عن الأطفال البالغين الذين هم في سن المراهقة فما فوق ، أما الأطفال الصغار فاعتقد أننا يجب أن نكون حذرين بعض الشيء حتى لا يفهموا الصداقة بشكل أخر و تصبح فرصة لعدم الاحترام و سماع التوجيهات التي يحتاجها هذا العمر بشدة فهذا العمر هو بداية معرفة لديهم و تمييز بين المسموح و الممنوع . و بداية التربية الصحيحة التي تحتاج إلى جدية في معظم الأوقات .
4- كيف أختار أصدقائي و إلى أي مدى أنمي هذه العلاقات ، هل هناك حد ؟
من يسمع كلمة اختيار يتصور أمامه مجموعة من الناس و أنا أختار من بينهم هذا أو ذاك و هذا لا يحصل عادة فان الصديق المناسب لكل شخص يختلف عن الآخر ، فمثلا هناك شخصيات تحتاج إلى صديق حنون يسمع و يساعد و يعين ، و هناك من يحتاج إلى صديق قيادي أي أن الحاجات مختلفة ، فالصديق يفرز لوحده بعد عدة مراحل من التعامل و يحدث التقارب بحسب أمور معينة و لكن المهم في الاختيار أن يكون هذا الصديق ذو أخلاق و مبادئ عالية و أهم شيء أن يكون له سلام روحي و علاقة جيدة بالله حتى لا يقود إلى طريق الزلق والفساد.
5- كيف أكون صديقة جيدة و مخلصة ، وما هي صفات الصديقة الجيدة ؟
الصداقة الجيدة أساسها وجود المحبة الكبيرة للأصدقاء و الاهتمام بما بهم و ليس بما لي وأن لا أفرض عليهم أمورا فوق طاقتهم وأن أحترم خصوصيتهم ، وأنا أشكر على أقل شيء يصدر منهم لي حتى السؤال عن صحتي و أحوالي وأعتبر كل شيء هبة منهم و ليس واجب و بهذا لا اثقل عليهم في مطالب الصداقة و الإنسان الذي يعتبر أن صديقه مسؤول عنه في أمور كثيرة يجد نفسه وحيدا في نهاية المطاف لأن الصداقة بذل و عطاء اكثر من أن تكون أخذ . أمثال 9:17 (من يستر معصية يطلب محبة ومن يكرر أمرا يفرق بين الأصدقاء)
6- ماذا يقول الكتاب المقدس عن الصداقة ؟
إن أي علاقة على الأرض يجب أن تمجد الله أولا عن طريق إعطاءه المركز الأول في الحياة ، إذا كنت صديقة صحيحة بحسب الكتاب يجب أن تجعلي صديقتك أو أصدقاءك يحبوا الرب وأن لا يتعلقوا بك أنت فلولا سمح الله حدث أمر يبعدك عن هذه
ا لصديقة يجب أن لا تنهار أمام هذه الأمور سواء سفر أو غياب أو انشغال عنها بل أن تعتمد في حياتها على الصديق الأول والدائم الرب يسوع الذي هو ألصق من الأخ ، لذلك فان مشروع الصداقة يجب أن يتجه باتجاه الله و ليس باتجاه أمور شريرة كالتي تحصل بين الأشرار أو السارقين الذين يتحدون في صداقة سيئة و لمشروع شيء
أمثال 12: 26 "الصديق يهدي صاحبه أما طريق الأشرار فتضلهم "
أمثال1: 10-15"إن تملّقك الخطاة فلا ترضى ، لا تسلك في الطريق معهم ، امنع رجلك عن مسالكهم لأن أرجلهم تجري إلى الشر وتسرع إلى سفك الدم"
وأخيرا يسوع نفسه مارس الصداقة الحقيقية مع التلاميذ وشاركهم رحلة الثلاث سنوات وهو الصديق الودود المحب الذي يلبي الحاجات وأعطاهم أهمية كبرى عندما أطلعهم على مكنونات قلبه. عندما كان يطلب منهم أن يساعدوه في بعض الأمور كان أيضا يوجه عيونهم إلى السماء حتى يستمروا في مأموريتهم بقوة و عزم كما كانوا وهو بينهم