كاهن قبطي شجاع؟!
[size=21]كتبها عبد صموئيل فارس
هذه
القصه حدثت منذ مايقرب من خمس سنوات مضت لكنها تكشف أبعاد نفتقدها في
مقاومة الهجوم الشرس الذي يعاني منه الاقباط والمتمثل في محاولة اسلمة
الفتيات القبطيات والذي يتم يوميا وبأعداد كبيره اما قصة اليوم فبطلاها
اثنين هما الاب الكاهن والمتمثل في موقفه الشجاع والضحيه المستهدفه والتي
عاشت حياه مفككه بفعل التكوين الاسري لها وفي الغالب تكون هذه النوعيات هي
المستهدفه مع غيرها والتي تتنوع معاناتهم ولكن الهدف واحد اسقاط ضحايا في
طريق اللاعوده
قادتني الصدفه في زيارتي لآحدي الآسر لآن أتعرف علي تفاصيل تلك القصه
والتي روتها لي شاهدة عيان علي احداثها وهي صديقة الضحيه فقالت لي
ماريان انه خلال دراستها في الصف الثالث الثانوي كان لها صديقتها تدعي
ميرفت والتي ولدت في ظروف عائليه غايه في السوء فالاب قد ترك المنزل
لسنوات وذلك نتيجة تزايد الديون الماليه عليه والام قد اصابها مرض عقلي
افقدها توازنها وادراكها والاخ الوحيد لتلك المسكينه سافر للعمل في مدينة
شرم الشيخ السياحيه وهذا الوضع جعل الابنه تعاني نفسيا كثيرا نتيجة حالة
التهميش التي وجدتها ممن حولها ولكن كان هناك من هم متربصون بها نظرا لان
الضحيه كانت علي قدر كبير من الجمال ظهرت في حياتها صديقه تدعي اسماء
وكانت تلازمها بطريقه غير عاديه واستطاعت ان تبعد عنها صديقتها ماريان
والتي قالت انني بصراحه لا احب ان اكون متطفله وتحت رغبتها تركتها وابتعدت
عنها بالفعل إلا انني كنت اراقبها من بعيد وكنت اتعجب من بعض الامور التي
كانت تحدث وهي اننا وقت حصة الدين كنا نخرج من الفصل كعادة الاقباط داخل
المدارس وكنت اتفاجئ بغياب ميرفت وانها ليست معنا
ولان ماريان من الواضح عليها علامات الجرءه والشجاعه فكانت ترجع مسرعه الي
الفصل وتسئل عن ميرفت فيقولون لها انهم لم يروها ولا يعلموا اين ذهبت
وبعد ان تنتهي الحصه كانت ترجع ماريان لتجد صديقتها داخل الفصل فتقول لها
اين كنتي فكانت تنظر اليها وهي عابثة الوجه وشارده لتقول لها انني كنت في
مكان ما وتمر الايام ويزداد هذا الامر سوءا نظرا لآحتضان الاستاذ احمد وهو
مدير المدرسه للضحيه فهو يمتلك كل مقومات الدعوه الاسلاميه بحكم منصبه
كمدير للمدرسه بالاضافه الي ملامحه المتعارف عليها وهي الذبيبه التي تعلو
وجهه الملائكي ولحيته وشاربه وهذا وضع معتاد الان داخل المدارس المصريه
فقد تحولت الي معاهد ازهريه مصغره المهم انه في يوم من الايام كانت الضحيه
ميرفت ذاهبه الي الكانتين لشراء بعض المستلزمات في هذه الاثناء كانت تضع
طرحه بيضاء علي راءسها يزين تلك الطرحه صوره صغيره للسيد المسيح وكان هناك
متواجدا الاستاذ احمد والذي قام بالنداء علي ميرفت وبعد حوار قالت ماريان
انها لم تسمع ما قاله لها لانها كانت بعيده عنهم ولان في ذلك الوقت كان
هناك العشرات من البنات يقفن وكنا شاهدات علي هذا الحدث ولكن قالت انه في
نهاية الامر اخذ من علي رأس الفتاه تلك الطرحه وقام بألقاءها علي الارض
وقام بدهس الطرحه بأرجله ويعطيها طرحه جديده باللون الازرق وبعد هذا اليوم
لم تعد ميرفت الي منزلها كالمعتاد وتداولت الاشاعات كالعاده انها احبت
فلان وستتزوجه جُن جنون صديقتها ماريان والتي ذهبت مسرعه الي احد الاباء
الكهنه في تلك المدينه فله علاقات قويه ومحبوب من الجميع وهو اب اعتراف
ماريان وحكت القصه لهذا الكاهن وما حدث من مدير المدرسه امام الجميع
علي الفور قام الكاهن بالاتصال بالجهات المعنيه ونظرا لانه رجل مختبر
المراوغات الامنيه فعرف ان كل دقيقه مماطله ستضيع ابنته من بين يديه فأخذ
سيارته وذهب مسرعا الي عضو مجلس الشعب عن الدائره وبالفعل تقابل معه
النائب ولكن ليس كالمعتاد فالكاهن كانت تنتابه ثوره عارمه اثناء الحديث
وطال الوقت واخيرا قال الكاهن لنائب الشعب انه سيمهله ساعتين لولم تظهر
الفتاه ستكون العواقب وخيمه وقال له ان البنت قاصر ولا يجوز اي ارتباط من
اي نوع وقبل ان يرحل قال الكاهن للنائب ساعتين وسأشعلها نارا ولن تستطيعوا
أطفاءها ولآن هذا الكاهن معروف عنه انه حينما يوعد بشئ سينفذ حتما ذهب
النائب مسرعا وراءه وقال له انت تعلم انني بعيدا عن هذا الامر فقال له
الكاهن لكنك مسئول عنها امام الدوله وعن سلامتها فقام النائب بالاتصال
بالبشاوات وابلغهم انه غير مسئول عما سيحدث وكل ما سيفعله انه سيبلغ أمانة
حزبه في القاهره شعر الجميع ان الامور ستزداد سوءا خاصة وان الكاهن
استدعي الكثيرين من ابناءه الشباب داخل الكنيسه وعلي مشارف المدينه وهنا
لم تمر الساعتين حتي ظهرة الفتاه بصحبة البشاوات وقام الكاهن بأستلامها
ولم تذهب الي المدرسه مره اخري وهي الان بصحبة زوجها واولادها وقد تحدثت
معها ومع الاب الكاهن الشجاع الذي قال ان الله هو الذي يعطينا القوه
لنقاوم هذه التجارب لانها في غاية الصعوبه لتنتهي هذه القصه والتي حدثت
داخل اروقة مؤسساتنا التعليميه ولكن كل احداثها لم تكن غريبه فهذا امر
متوقع ان يحدث في وزاره ماتت يوم ان سكت قلب عميد الادب العربي طه حسين عن
النبض ولا امل في رجوعها الي الحياه مره اخري؟!