يعلمنا تاريخ الجنس البشرى ان الناس فى كل العصور ومن كل الاجناس والحضارات قد بحثوا عن اللة
توجد رغبة عميقة داخل القلب البشرى الى معرفة اللة ، والى شئ مختلف عما يقدمة العالم المادى 0
وهذا الاشتياق اساسي جدا وملح حتى انة يشبة بالجوع الجسدى ، فتماما كما يشير الجوع الى ان الجسم قد خلق لكى يعيش على الغذاء ، هكذا يشير الجوع الروحى الى ان البشرية قد خلقت للحياة مع اللة0
لكن هناك بعض الناس بالطبع يقاومون هذا الجوع الروحى ، فهم ينكرون احتياجهم للشبع الروحى ، تماما كاولئك الذين يضربون عن تناول الطعام فيؤدى ذلك الى ذبول الجسد ، وفى النهاية الى الموت 0 بنفس الطريقة ، يؤدى حرمان الروح من الغذاء الى الذبول الروحى واخيرا الى الضياع والهلاك الابدى
اى الانفصال الابدى عن اللة
لكن معظم البشر يستجيبون لجوعهم الروحى الداخلى تماما كما يستجبون لجوعهم الجسدى ، فيبحثون عن الغذاء الروحى الذى يشبعهم روحيا 0
لكن كيف يمكن لانسان ان يجد هذا النوع من الغذاء
اسئلة للبحث
يمكننا ان نسال هذة الاسئلة بعدة اساليب لكن يظل الاحتياج والاشتياق كما هو فى جميع الحالات
كيف يمكننى ان اتواصل مع اللة ؟
ماالذى يجب علي عملة لارضاء اللة ؟
كيف يمكن ان اتعامل مع التجارب والالام فى هذا العالم ؟
ورغم ان شكل بحثنا قد يختلف من بيئة الى اخرى ، الا ان السؤال الاساسي يظل كما هو ، اذ انة ينبع من الحالة العامة للقلب البشرى ، وهى حالة الاحتياج الشديد للشبع الروحى ، وهو مالا تستطيع الروح البشرية ان تصنعة بنفسها او ان تجدة عن طريق الاشياء المادية الموجودة فى هذا العالم 0
لقد قال القديس اغسطينوس احد المفكرين الافارقة من القرن الرابع الميلادى ذات مرة فى صلاتة ( اللهم ان قلوبنا تظل قلقة الى ان تجد راحتها فيك ) وبعدة بالف عام ردد احد الفلاسفة الفرنسيين صدى هذا الحق بقولة ( داخل كل قلب بشرى يوجد فراغ لايمكن ان يشغلة ويملاة سوى اللة ) ربما وانت تقراء هذة الكلمات اليوم تشعر بجوعك الروحى بشدة فتتساءل : ما الذى يلزم المرء ليكون ( باحثا حقيقيا )0
اذا طلبت الاجابة من تاريخ الفكر الدينى ، وبخاصة فى الديانات الاولية وغير الكتابية فانك ستحصل على مجموعة من القوانين والمبادى او على الشعائر التى يجب اتباعها 0 حتى تؤهلك لاستنارة او الحصول على بعض الردود الايجابية من السماء 0 وسواء بصورة بسيطة او مركبة ، فان هدف هذة القوانين والشعائر هو ان تفتح ابواب السماء عن طريق تخطى الحواجز فينانحن او افكارنا عن اللة 0
ان كثير من الباحثين والساعيين الى اللة ينسبون الية انة الة بعيد بل ان بعض الناس يعتبرون اللة غير مهتم بالبشر 0 فاحيانا نعتقد ان اللة شديد البعد والسمو حتى اننا لا يمكن ان نصل الية بسهولة ، بل قد نعتقد ان اللة لا يرغب حتى ان تزعجة اهنمامات البشر الصغيرة 0
اما الحاجز الاخر بيننا وبين اللة فياتى من احساسنا بعدم الاستحقاق ، نتيجة لوجود الخطية فى حياتنا 0 اننا نقول لانفسنا ( ان اللة كلى القداسة ، وما انا الا مجموعة من الرغبات الخاطئة والمتصارعة ، وهذا السلوك يخلق حاجزا ومسافة تتزايد باستمرار بينى وبين اللة 0 وانا من ناحيتى لا يمكن ان اتخطى هذة المسافة او ازيل هذا الحاجز ) كما كان حبقوق نبى العهد القديم يفكر فى اللة قائلا ( عيناك اطهر من ان تنظر الشر ولا تستطيع النظر الى الجور 0000) حبقوق 1 : 13
والى اللقاء فى رحلة البحث عن اللة والرب معكم