دراسة الإنجيل عن: -1-البرقع -2-هُدب الثوب ، فى القبطية واليونانية
السؤال الأول -- هل قال الإنجيل بالبرقع!
السؤال الثانى – ما هو هدب الثوب الذى أمرت به التوراة؟
وهل كان فى طرف الجلباب ، أم فى طرف الشال؟
وبالتالى ، ما هو هدب الثوب الذى لمسته المرأة نازفة الدم فشفيت؟
+++++++++++++++++++++++++++++++++
رجاء تنزبل الفايل من اللينك ، لأنه يحتوى التنسيق المضبوط وكذلك الصور الهامة جداً:
ميديافاير:
https://bit.ly/36EM59z
فورشير:
https://www.4shared.com/s/fx7CpX-WJiq
+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
السؤال الأول -- هل قال الإنجيل بالبرقع!
++ الترجمة العربية المنتشرة للإنجيل ، تترجم الآية (1كو 11: 15) هكذا:
[وَأَمَّا الْمَرْأَةُ إِنْ كَانَتْ تُرْخِي شَعْرَهَا فَهُوَ "مَجْدٌ لَهَا" لأَنَّ الشَّعْرَ أُعْطِيَ لَهَا "عِوَضَ بُرْقُعٍ"]
++++++ فعدم إتساق المعنى واضح ، إذ كيف يكون البرقع مجداً للمرأة ، حتى يكون الشعر عوضاً عنه!!!
++ فالبرقع هو إخفاء للرأس كلها ، إخفاء لشخصية الإنسان كله ، وليس مجرد تغطية للشعر الذى لا يؤثر على معرفة شخصية الإنسان!!
فكيف يكون إخفاء الإنسان لشخصيته مجدٌ له!!
++ إذ لا إخفاء لما هو مجيد ، بل لما هو مُخجِل ، لذلك فإنه لا يمكن أن يكون علامة مجد أبداً
++ لا يُخفى الإنسان وجهه ، إلاَّ إذا كانت عنده مشكلة كبيرة ، كأن يكون قد إرتكب جريمة ويريد إخفاء شخصيته لعدم التعرف عليه!! ولذلك تحرِّم الدول المتحضرة لبس البرقع.
++ فقط فى دين المهووسين يعتبرون وجه المرأة عورة ، ولكن لا يقول بذلك أحد فى الدنيا كلها غيرهم!
++ فلم يقل الكتاب المقدس أبداً أن وجه المرأة عورة
++ بل حتى عند الوثنيين ، قديماً عند الفراعنة والرومان والجريك وغيرهم ، وحالياً فى الهند والصين وكل شرق آسيا ، نجد النساء كلهن مكشوفات الوجوه!!
+++++ ومن ناحية أخرى ، فالشعر لا يُخفى الوجه حتى يتم مساواته بالبرقع ، فالشعر لا ينبت على الجبهة والوجه حتى يغطى الوجه ، بل ينبت على قمة وخلف الرأس فقط ، لذلك فوضعه الطبيعى هو الإنسدال للخلف ، ولا يوجد شعب فى الدنيا كلها تغطى نساؤه وجوههن بشعرهن! ولا حتى فى لشعوب القارات المكتشفة حديثاً!
++++++ فكيف يقول الإنجيل ، بحسب الترجمة المتداولة ، أن البرقع مجد للمرأة وأن شعرها بديل عنه؟؟؟
+++++++++ وللإجابة عن هذا السؤال سنتبع الخطوات التالية:-
(((أولاًأ)))) كمبدأ عام ، عندما نجد أموراً غير متسقة ، يجب البدء بمراجعة الأصول القديمة للكتاب المقدس ، والخبرة السابقة تؤكد أننا سنجد أن السبب هو خطأ فى الترجمة
++ وقد قدمنا سابقاً دراسة عن كثير من الأخطاء المؤثرة ، فى الترجمة البيروتية المنتشرة ، ويمكن تنزيلها من الرابط:- (( https://bit.ly/35wPXcd أو https://www.4shared.com/office/_2-i2c3wba/2_-________.html))
((((ثانياً)))) وللمراجعة على صحة ترجمة هذه الآية:-
+++++++ (1) رجعنا لأصل هذه الكلمة فى اللغة القبطية (1كو11: 15) فوجدناها:-
++ هى الكلمة القبطية: "إرشون ouerswn " ، ومعناها هو: ثوب ، ثوب ملبوس رجالى أو حريمى ، أو "توب قماش" مثلما يُقال فى محلات الأقمشة عن لفة القماش ، ومثلما يقولون فى الصعيد: "خلقاته" أى أقمشته ، بمعنى كل ملابسه وأغطيته.
++ وبوجه عام : كل شيئ من القماش ، وأى قطعة قماش ، تتسمى: erswn
++ ويذكر العالم القبطى العالمى إقلاديوس لبيب فى قاموسه -صفحة 140- أن أحد الملبوسات التى تعنيها هذه الكلمة هو: "طيلسان" (الطيلسان أو الطاليس أو الطاليش أو الطاليت ، هو نفسه الشال ولكن بقيمة أعلى ، وسنكمل لاحقاً الحديث عنه)
+++++++ (2) كما نرجع لأصل هذه الكلمة فى اللغة اليونانية فنجدها :-
++ كلمة: "περιβολαιον" ، وهى تعنى أيضاً "ثوب" بوجه عام مثل القبطية ، وأيضاً تشير لعدة إستخدامات مختلفة من الملبوسات ، مثلما فى القبطية تماماً (القبطية صورة صادقة للمعنى كما هو فى اليونانية ، لأن ترجمتها تمت فى القرون الأولى بواسطة علماء قديسين يتقنون ويتكلمون اللغتين معاً كلغات حية آنذاك).
((((ثالثاً)))) وكيف يستخدم الكتاب المقدس هذه الكلمة فى المواضع الأخرى؟
++++ فى الكتاب المقدس باليونانية ، توجد نفس هذه الكلمة: (περιβολαιον) ، فى الآيات:-
(((1))) - 1كو 11: 15 وَأَمَّا الْمَرْأَةُ إِنْ كَانَتْ تُرْخِي شَعْرَهَا فَهُوَ مَجْدٌ لَهَا لأَنَّ الشَّعْرَ قَدْ أُعْطِيَ لَهَا عِوَضَ "περιβολαιον" (التى يترجمونها فى البيروتية: بُرْقُعٍ )
(((2))) - عب 1: 12 :- وَكَرِدَاءٍ "περιβολαιον" تَطْوِيهَ (قبطى ويونانى = كرداء ستِلَّفَّه) فَتَتَغَيَّرُ.
+++ هنا ، سنحتاج لمراجعة الفعل المترجم: "تطويه" ، بالإضافة لمراجعتنا للكلمة المترجمة: "رداء":-
+++++++ فبخصوص الفعل المترجم "تطويه" (فى عب 1: 12 ) ، ففى القبطية واليونانية ، سنجدهما لا تعنيان الطى بالتطبيق ، بل الطى باللف: "ستُلفه" ، كالتالى :-
++++ فى القبطية = مثل رداء ستلفهم: : `m`vri] `nouerswn `,nakolou
وفى قاموس إقلاديوس لبيب صفحة 216 تحت الجذر kel ، سنجدها تعنى: طوى لفَّ بَرَم كفَّن قمَّط
++++ وفى اليونانى ελιξεις = ستلفها :
ωσει περιβολαιον ελιξεις αυτους
ελιξεις = you shall coil (من الفعل يلف: ἑλίσσω ):-
++++ وهذا الفعل نفسه يُستخدم بمعنى يلف فى الآيات الأخرى ، مثل:-
( أ )- رؤ6: 14 14. : وَالسَّمَاءُ انْفَلَقَتْ كَدَرْجٍ مُلْتَفٍّ ὡς βιβλίον ἑλισσόμενον (from ἑλίσσω)
=like a scroll being rolled up
( ب )- وهو نفسه فى أشعياء 34: 4 :- وَتَلْتَفُّ السَّمَاوَاتُ كَدَرْجٍ (الدرج هو لفة المخطوط من بردى أو غيره)
ἑλιγήσεται (from ἑλίσσω) = it-will-be-ROLLed-UP
( ج )- وكذلك فى مزمور 102: 26 س (101: 27 ب)
ὡσεὶ περιβόλαιον ἑλίξεις αὐτοὺς مثل درج ستلفها
++ لذلك ، فالمعنى هنا لكلمة περιβολαιον لا ينطبق على الرداء بمعنى الجلباب ، لأن إستخدام الجلباب بشكله الإسطوانى لا يكون بأن تلفه بل أن تلبسه لبساً ، ولكن يناسبه الإغطية المفتوحة التى تُلبس بأن تلفها لفاً ، مثل الشال أو العباءة
++ وسنعود لذلك لا حقاً
+++++++++++++++++++++++++
+++++++ ونعود لتكميل إستخدامات الكلمة اليونانية (περιβολαιον) التى ترجمتها البيروتية ب: "نقاب" ، فى 1كو11: 15 :-
(((3))) - خروج 22: 26 - انِ ارْتَهَنْتَ ثَوْبَ (ἱμάτιον) صَاحِبِكَ ، فَالَى غُرُوبِ الشَّمْسِ تَرُدُّهُ لَه ُ، لانَّهُ وَحْدَهُ غِطَاؤُهُ (περιβόλαιον). هُوَ ثَوْبُهُ (ἱμάτιον) لِجِلْدِهِ. فِي مَاذَا يَنَامُ؟
++ نلاحظ أن الثوب المذكور فى هذه الآية يوصف بصفتين ، إحداهن هى: "ثوب" (ἱμάτιον) ، والأخرى هى: "غطاء" (περιβόλαιον).
++ والثوب (περιβόλαιον) الموصوف بأنه: "غطاء" ، يستحيل أن يكون "البرقع" ، فهل ينام أحد فى البرقع ويتغطى به مثلما تقول الآية!
++ وحيث أن كلمة ثوب تعنى بوجه عام شيئ مصنوع من القماش ، فلعل المقصود هنا هو قطعة قماش كبيرة ، مثل الضرَّابية أو الكوفرته (كلمة كوفرته مأخوذة من: "cover" أى غطاء) وهى بحجم البطانية ولكن من القماش.
+++ ومما يؤكد ذلك أنه حدد نهاية الإرتهان بقبل مجئ الليل لأنه سيحتاج إليه عندذاك ، مما يعنى أن الإنسان لا يحتاج لهذا الشيئ فى النهار ، بل فقط فى الليل
++ ولذلك فهو ليس ثوباً بمعنى الجلباب ، لأن صاحب الجلباب لا يستغنى عنه بالأكثر فى النهار ، خصوصاً وهو لا يملك غير واحد.
++ فإن الآية تحدد بأنه ليس عنده غيره ليتغطى به: ،[ لانَّهُ وَحْدَهُ غِطَاؤُهُ. هُوَ ثَوْبُهُ لِجِلْدِهِ] ، فهل سيستغنى عن جلبابه الوحيد ويقضى طول النهار عارياً ، ثم يحتاجه فقط فى الليل؟ طبعاً المعنى هكذا سيصبح مرتبكاً جداً!
++ فالذى يتغطى به الإنسان فى الليل ولا يحتاجه فى النهار ، ليس هو الجلباب ، بل توب القماش أو قطعة القماش بمعنى الغطاء أو "الكوفرته".
(((4))) - تثنية 22: 12 - اِعْمَل لِنَفْسِكَ جَدَائِل (κρασπεδων (وهى نفس الكلمة اليونانية المترجمة أهداب فى سفر: عد15: 38) عَلى أَرْبَعَةِ أَطْرَافِ ثَوْبِكَ (περιβολαιων) الذِي تَتَغَطَّى بِهِ ،
στρεπτα ποιησεις σεαυτω επι των τεσσαρων κρασπεδων των περιβολαιων σου α εανπεριβαλη εν αυτοις
++++ يستحيل أن يكون المقصود هو البرقع النسائى ، لأن الله هنا يوجه أوامره للرجال بالتحديد ، إذ يقول:- أوصِيكَ بِهَا أَنْتَ وَابْنُكَ وَابْنُ ابْنِكَ (تث6: 2) فلم يقل: أنتى وبنتكى ، بل فقط: أنتَ وإبنكَ . + لأن الرجال هم القادة ، هم الرؤوس وليس النساء ، فهذه قاعدة عامة ثابتة فى البشرية منذ آدم.
++ وبالإضافة لذلك الدليل القاطع ، فإن الآية تحدد بأن هذا الثوب له أربعة أطراف ، أى أنه مربعٌ أو مستطيلٌ: ( أربعة أطراف ثوبك) ، وليس كالبرقع الإسطوانى :-
++++++ وبالإضافة لأن صيغة الأوامر تحدد بأنه ليس برقعاً نسائياً بل ملبوساً رجالياً ، فإن الآية تحدد أيضاً بأنه ليس جلباباً رجالياً أو ما يساويه ، لأن الجلباب أيضاً لا يكون مربعا أو مستطيلاً ، فليس للجلباب أربعة أطراف ، بل إنه إسطوانى .
++ كما أن الآية تحدد بأنه غطاء: "الذى تتغطى به" ، وليس ملبوساً كالجلباب
++ لذلك فمعنى: "ثوب" هنا ،لا يمكن أن يكون البرقع النسائى ولا الجلباب الرجالى
+++++ وهذه الأوصاف الثلاثة:- 1- أنه للرجال ، 2- وأنه قطعة قماش مربعة أو مستطيلة ذات أربعة أطراف ، 3- وأنه للتغطية (كاملة أو جزئية) وليس للبس ،
هذه الأوصاف تنحصر فى الملبوسات المفتوحة التى يتلفف بها الرجال ويغطون بها رؤوسهم وأكتافهم ، فوق الجلباب.
++ وقد يكون المقصود هو العباءة المفتوحة بدون أكمام التى يلتف بها الإنسان فوق الجلباب
++ أو يكون قطعة القماش المستطيلة التى تغطى الرأس وتنسدل على الأكتاف ، مثل الشال بتسمياته المختلفة ، ++ وقد إستخدم اليهود الشال منذ القديم وإلى الآن ، وقبلهم كان عند الفراعنة ، قبل وأثناء زمن خروجهم من مصر ، فلعله كان ملبوساً عالمياً بأشكال مختلفة:-
++++ والطيلسان أو الطاليس ، موجود عند اليهود منذ القديم وحتى زمننا الحالى ، ويسمونه حالياً:- طاليت أو تاليت ، بنفس الأوصاف المذكورة فى العهد القديم.
++ كما أنه كان موجوداً عند العرب قبل محمد ، وتوجد أحاديث له عنه ، وهم يقولون بأنه ليس عربياً بل من الملبوسات الأعجمية ويقولون أن إسمه الأصلى: طاليش ، وتستخدمه حتى الآن طوائف من المسلمين ، وكذلك أمراؤهم وملوكهم ، كما يوجد الشال الفلسطينى المخطط الشهير.
+++ وعن إستخدام اليهود حالياً له ، وتسميتهم له بطاليت ، يذكر موقع وفا –مركز المعلومات الوطنى الفلسطينى ما يلى :
((الطاليت (عند اليهود) هو شال الصلاة – وهو عبارة عن رداء بحجم ملاءة صغيرة، مستطيل الشكل، تتدلى من أركانه أهداب "صيصيت"، كما ورد في سفر العدد: 15: 38-41، ويكون الطاليت عادة أبيض اللون، من الصوف أو القطن أو الحرير. وفي كثير من الأحيان يكون مخططاً، إما بخطوط سوداء أو زرقاء، وتكون الأهداب من أربعة خيوط عادية (أى أن الأربعة أهداب من خيوط عادية) ، مربوطة بطريقة معيّنة ... ويجوز للرجل ارتداءه على كتفيه أو على رأسه ، بشكل عباءة.))
++++ كما نلاحظ فى الصور التالية أن اليهود كانوا وما زالوا حتى الآن يرتدون الطاليس (الطاليت/الطيلسان) ويضعون عليه أهداباً مثلما أمرهم الله فى هذه الآية: تثنية 22: 12:-
+++ ونلاحظ فى هذه الصور -المصورة من إسرائيل- أن بعض الأهداب تكون طويلة مثل الحبال ، بالإضافة للأخرى القصيرة.
(والصورة السفلية الوسطى لنساء تم القبض عليهن لإرتدائهن الطاليس الممنوع على النساء أثناء الصلاة فى إسرائيل ، وفيه أيضاً الأهداب القصيرة والطويلة معاً)
++ وهذه الحبال الطويلة نجدها بنفس شكلها فى أيقونة أثرية يونانية ، تصوِّر داود وفى يده الجزء الذى قطعه من ثوب (شال) شاول ، وهو يعرضه عليه (1صم15: 27) ، وهو أيضاً حبل طويل:-
+++ لذلك فمن المؤكد أن الله فى (تثنية 22: 12) ، كان يتكلم عن الشال ، وأنه أمر بوضع الأهداب عليه للتذكرة بعهده معهم ، وللتفريق بينه وبين الشال الموجود الفراعنة الذين خرجوا منهم (والذى نراه فى تماثيلهم) ، وعند غيرهم من الشعوب القديمة
++++++++ والطاليس يشبه البلين والشملة والطيلسان فى ملابس الكهنوت عند الأقباط الأرثوذكس وغيرهم.
((الكهنوت تغيَّرَ من اليهود للمسيحي ، فالإنجيل لا يقول إلغاء بل تغيير: عب7: 12 ، فتم تغيير ما يستوجب التغيير وإبقاء ما لايحتاج تغيير ، فالمسيحية تكميل للقديم ، ووجود ما يشير للجذور القديمة هو دليل على أصالة الإنتساب للرسل ولرب المجد وللأصول اليهودية التى أكتملت فى المسيحية . فنحن الأقباط كنا فراعنة نعبد آمون وغيره ، فلولا تبعيتنا لمار مرقس ، رسول ربنا العبرانى ، لما دخلت فينا سمات الجذور العبرانية . فهذه السمات دليل إنتسابنا للرسل ولربنا يسوع))
++ وأيضاً عند غير الأقباط الأرثوذكس يرتدونه ، ولو بأسماء مختلفة:
+++++ النتيجة النهائية: الترجمة بكلمة "البرقع" فى 1كو11: 15 ، لهذه الكلمة اليونانية (περιβολαιον) ، هى ترجمة خطأ لغوياً وتاريخياً ، هى خطأ من كل النواحى:
++ فالبرقع ليس مجداً مثلما تقول الآية عن الموصوف بهذه الكلمة
++ كما لا يمكن تشبيه البرقع بالشعر لأن البرقع يخفى الوجه بعكس الشعر الذى ينسدل على الكتف وللخلف فى وضعه الطبيعى.
++ لذلك فالتشبيه فى حقيقته ليس عن البرقع ، بل عن الشال أو الطاليس الذى هو جزء من ملابس الكهنوت ، وكذلك فى ملابس الملوك (مثل: قض8: 26 : وَأَثْوَابَ (περιβολαιων) الأُرْجُوانِ الَّتِي عَلَى مُلُوكِ مِدْيَانَ ، وكذلك: حزقيال 16: 13 ، وكذلك شاول الملك 1صم15: 27) ، وكذلك من ملابس شعب الله كله + كما أن الطاليس يتماثل مع إنسياب الشعر من قمة الرأس للأكتاف ولخلفها ، ولا يغطى الوجه.
+++++++++++++++++++++++++++++++++++
السؤال الثانى - وما هو إذن هُدب الثوب الذى لمسته المرأة نازفة الدم فشفيت ، هل كان فى طرف الجلباب ، أم فى طرف الشال (الطاليس)؟
+++ للإجابة عن هذا السؤال ، سنواصل دراسة آيات أخرى ، تشترك فى الكلمات اليونانية:-
(((5))) - عد 15: 38 - يَصْنَعُوا لهُمْ أَهْدَاباً “κράσπεδα” فِي أَذْيَالِ (بالقبطى: nitenh = أجنحة ، وباليونانى: πτερύγια = أجنحة حدود) ثِيَابِهِمْ فِي أَجْيَالِهِمْ ، وَيَجْعَلُوا عَلى الذَّيْلِ (على أهداب أجنحتهم ἐπὶ τὰ κράσπεδα τῶν πτερυγίων) عِصَابَةً (خيط /κλῶσμα=thread LSJ) مِنْ أَسْمَانْجُونِيٍّ (وهى الخيوط أو الحبال التى رأيناها فى صور اليهود الحديثة وفى أيقونة داود النبى الأثرية!)،، فَتَكُونُ لكُمْ هُدْباً فَتَرُونَهَا وَتَذْكُرُونَ كُل وَصَايَا الرَّبِّ وَتَعْمَلُونَهَا
38 Λάλησον τοῖς υἱοῖς Ισραηλ καὶ ἐρεῖς πρὸς αὐτοὺς καὶ ποιησάτωσαν ἑαυτοῖς κράσπεδα ἐπὶ τὰ πτερύγια τῶν ἱματίων αὐτῶν εἰς τὰς γενεὰς αὐτῶν καὶ ἐπιθήσετε ἐπὶ τὰ κράσπεδα τῶν πτερυγίων κλῶσμα ὑακίνθινον.
15:38 je caji nem nens/ri mpicra/l ouoh ekejoc nwou ouoh
marouyamio nwou nhansta] hi nitenh nte nouhboc sa
noujwou ouoh eretene,w hijen nista] nte nitenh nouhbwc
nhuakinyinon (=ὑακίνθινον)
+++ ونفس الكلمة اليونانية فى هذه الآية:" πτερύγια " ، المترجمة هنا: "أذيال" ، والتى تعني "أجنحة" فى القبطية واليونانية ، موجودة فى آيات أخرى بمعنى جناح ، ولا يمكن أن تكون غير ذلك ، مثل:-
1 - أجنحة الكروبين أو الشاروبيم اللذين على تابوت العهد ، ومثل جناح الهيكل:-
وَخَمْسُ أَذْرُعٍ جَنَاحُ الْكَرُوبِ الْوَاحِدُπτερύγιον τοῦ χερουβ
2 – على جناح الهيكل مت4: 5 - ἐπὶ τὸ πτερύγιον τοῦ ἱεροῦ
++ والفارق كبير بين ذيل وجناح ، فالأذيال ترتبط بالقدمين ، بينما الأجنحة (كما فى القبطية واليونانية) فترتبط بالأذرع والأجناب (فمثلاً يُقال عن الجيوش والفرق الرياضية: الجناح الأيمن ، بمعنى الجانب)
++ والكلام هنا يتماثل مع الآية السابقة: تثنية 22: 12:-
اِعْمَل لِنَفْسِكَ جَدَائِل κρασπεδων (وهى نفس الكلمة اليونانية المترجمة أهداب فى عد15: 38 وغيرها) عَلى أَرْبَعَةِ أَطْرَافِ ثَوْبِكَ περιβολαιων الذِي تَتَغَطَّى بِهِ
++ فالترجمة الصحيحة كما فى القبطية واليونانية هى:- أهداب على أجنحة (أطراف) ثيابك
++ ومن النظر للآيتين معاً: عد 15: 38 و تثنية 22: 12 ، سنجدهما تتكلمان عن نفس الأمر ، وبنفس الكلمات اليونانية والقبطية ، لذلك يتضح أن الثوب هنا ليس بمعنى الجلباب ، بل إنه مثلما فى تث22: 12 ، قطعة قماش مربعة يتغطون به . وهو الطاليس الذى يستخدمه اليهود حتى الآن بإسم الطاليت (وهو الشال بمواصفات خاصة)
++++ وأما بخصوص الآية التى عن المرأة التى لمست هُدب ثوب ربنا يسوع المسيح (لو 8: 44) ، فهى فى أصولها اليونانية والقبطية ، هكذا:-
44 - προσελθοῦσα ὄπισθεν ἥψατο τοῦ κρασπέδου(أهداب) τοῦ ἱματίου αὐτοῦ καὶ παραχρῆμα ἔστη ἡ ῥύσις τοῦ αἵματος αὐτῆς.
m4 etac`i `ebol hivahou ac[inem `p`sta] (أهداب) `nte pef`hboc
++ وهنا نلاحظ إستخدام كلمة مختلفة للثياب فى اليونانية عن (περιβολαιων ) التى فى (عد 15: 38) ، ولكنها مترادفة لها ، إذ تعنى أيضاً ثوب أو أى قطعة قماش أو ملابس بمختلف الإستخدامات ، كالسابقة تماماً ، وهى كلمة:- ἱματίου = a piece of dress=
+++++ وقد مرت بنا آية تم فيها هى نفسها إستخدام كلتا الكلمتين معاً لوصف نفس الثوب الواحد ، مما يؤكد أنهما مترادفات متطابقة تماماً ، وذلك فى الآية: خروج 22: 26 - انِ ارْتَهَنْتَ ثَوْبَ (ἱμάτιον) صَاحِبِكَ ، فَالَى غُرُوبِ الشَّمْسِ تَرُدُّهُ لَه ُ، لانَّهُ وَحْدَهُ غِطَاؤُهُ (περιβόλαιον). هُوَ ثَوْبُهُ (ἱμάτιον) لِجِلْدِهِ. فِي مَاذَا يَنَامُ؟ ++ فالثوب المذكور فى هذه الآية يوصف مرة بأنه ثوب: (ἱμάτιον) ، ومرة أخرى بأنه غطاء:(περιβόλαιον) ، فالكلمتان تصفان نفس الشيئ الواحد..
++ وأما فى القبطية ، للآية (عد 15: 38) ، فنجدها لا تغير الكلمة بل تستخدم نفس الكلمة كالآيات السابقة: "إهفوس: hboc" ، والتى تعنى ثوب أو توب أو قماش بالمعنى الشامل أيضاً .
++ مما يزيد التأكيد بأن (ἱμάτιον) و (περιβόλαιον) مترادفتان بنفس المعنى تماماً
++++++ وبالإضافة لما سبق ، فمن الكثير من إستخدامات الإنجيل للكلمة "ἱματίου " سنجد أنه يستحيل أن يكون المعنى هو جلباب ، بل فقط غطاء إضافى يمكن طرحه مثل العباءة أو الشال أو الطاليس ، مثل:
-1- مت 5: 40 ... ليأخذ ثوبك (كلمة ثوب هنا لها نفس كلمة قميص يوسف χιτῶν =caftan, long belted tunic) ، فإترك له الرداء ἱμάτιον (أو الشال/أو العباءة) أيضاً .
+ ففى هذه الآية ، نجد الكلمة الأولى: χιτῶν تعنى تحديداً الجلباب أو القميص ، وهى نفسها المستخدمة للأقمصة التى صنعها الله لآم وحواء ، وكذلك لقميص يوسف تك37: 3
++ مما بستلزم أن تكون قطعة الملابس الثانية تعنى شيئاً مختلفاً ، إذ يستحيل أن تعنى الكلمتان نفس الشيئ وإلاَّ كان الكلام بلا معنى ، وهذا عكس إسلوب رب المجد المتقن ، لذلك فهو يعنى شيئاً آخر مختلفاً عن الجلباب ، مثل الشال أو العباءة أو ما يشابه ذلك.
-2- مر10: 50 – (عن الأعمى) [طرح ثوبه ἱμάτιον (شاله/عباءته) وجاء إلى يسوع]
يستحيل أن الأعمى المستعجل يقف ليخلع جلابيته ويلقيها ويسير عارياً!! بل الممكن الوحيد هو أنه طرح الثوب الإضافى كالعباية أو الشال .
-3- مت21: 8 – [فَرَشُوا ثيابهم ἱμάτιον (شالاتهم/عباءاتهم) على الطريق]
يستحيل أن يكون المقصود هو أنهم خلعوا الجلباب وساروا عرايا!!! ، بل فرشوا العباءة أو الشال الذى كانوا يرتدونه فوق الجلباب ، (كالسابقة تماماً)
-4- مر11: 7 – [وألقوا ثيابهم (شالاتهم/عباءاتهم) عليه وأجلسوا يسوع عليه] (كالسابقة تماماً)
-5- مر11: 8 – [فرشوا ثيابهم (شالاتهم/عباءاتهم) على الطريق] (كالسابقة تماماً)
-6- لو8: 44 – [جاءت خلفه ولمست هدب ثوبه (شاله/ عباءته)]
(المعنى الصحيح يظهر من الآيات السابقة معاً)
++ فالمعنى الصحيح فى لو8: 44 ، يستحيل أن يعنى أن المرأة إنحنت وسط الجموع المتلاصقة لكى تلمس طرف جلبابه ، مثلما توحى الترجمة الغير صحيحة ، فهذا مستحيل على أى أحد ، وبالأخص على إمرأة وسط الزحام الشديد ، خصوصاً وهى تريد أن يكون ذلك سراً!
+++ بل إن المعنى الصحيح -كما يظهر من اللغات الأصلية- هو أنها لمست هُدب الشال أو العباءة أو الطاليس الذى كان يتغطى به وينسدل على الأكتاف ، وهو الذى تكون عليه الأهداب ، مثلما أمر الكتاب المقدس اليهود بأن يضعوها للتذكرة ، مثلما مر بنا سابقاً.
+++ فبمعرفة حقيقة أهداب الأثواب ((المذكورة فى :-تثنية 22: 12 + عدد 15: 38)) أمكن تلافى عدم الوضوح فى الترجمة البيروتية
+++++++++++++++++++++++++++++++++++++
+++++ وإننى أدعو كل دارسى القبطية واليونانية ، لمراجعة كل كلمة فى الكتاب المقدس ، فبذلك سيقدمون خدمة عظيمة لكلمة الله.
++++ وتوجد أبحاث بالإنجليزية عن تطابق السبعينية (العهد القديم) باليونانية مع العهد الجديد باليونانية ، وقد يوجد غيرها فى الفرنسية وغيرها من اللغات الحديثة ، فياليت الخدام يقومون بترجمة هذه الأبحاث الهامة جداً ، والتى ترد على الشبهات الغير صحيحة ، بعدم دقة العهد الجديد فى الإقتباسات من العهد القديم.
+++ وأنا تحت أمر أى أحد لتقديم كل ما عندى
+++ وليس ذلك عن تكاسل وإلقاء العبئ على الغير ، بل بسبب ظروف السن والمرض ، لكى يستمر العمل فى كل الأحوال لمجد إلهنا القدوس وحده.