بنت بابا يسوع المشرفة العامة
عدد المساهمات : 791 نقاط : 57607 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 18/08/2009 العمر : 33
| موضوع: مصر فى الوراق .. " الآلاف ينتظرون ظهور العذراء فى الوراق، وآلاف غيرهم ينتظرونها فى أس الإثنين ديسمبر 28, 2009 5:35 am | |
| مصر فى الوراق .. " الآلاف ينتظرون ظهور العذراء فى الوراق، وآلاف غيرهم ينتظرونها فى أس عزازي علي عزازي
الآلاف ينتظرون ظهور العذراء فى الوراق، وآلاف غيرهم ينتظرونها فى أسيوط، وغدا فى المطرية والمنيا والعباسية والإسكندرية، والمنتظرون لظهور البشارة ليسوا أقباطا فقط، بل يسبقهم المسلمون أيضا إلى هناك، فالمصريون قطعوا علاقتهم بالأرض فتعلقت أهدابهم بالسماء.والفرق كبير بين التدين الأصيل للشعب المصرى وبين مظاهر التدين الاضطرارى التى نراها فى الشارع كل يوم، لكن الوضع فى الوراق مختلف. فمن للمظلوم فى الأرض سوى عدل السماء، ومن يسد رمق الفقير سوى رزق السماء، ومن يفرج عن المكروب، ومن للمريض سوى الشافى، ومن للمهموم سوى طمأنينة وسكينة السماء. الأرض هنا بمعنى الدولة المسئولة عن توفير فرص وشروط الحياة فى حدها الأدنى، ولذلك فقد توحد الشعب المكلوم واتجه بناظريه إلى السماء يبحث عن مائدة تكون له عيداً، يستنجد رب السماء من طوفان الغرق، يستمطر الرحمة من الرحمن الرحيم. المشهد على ضفة النيل فى الوراق يحرضنا على تأمل أحوالنا، الآلاف من المسلمين والمسحيين داخل كنيسة السيدة العذراء من الأسبوع الماضى وآلاف غيرهم حولها، وآلاف فوق أسطح وبلكونات المنازل المجاورة، وبالمرة بوفيهات الشاى المتنقلة وباعة الحلبسة وأكشاك ضالة تبيع الساندوتشات وعلب الكشرى والسجائر، وتلك من التقاليد المصرية العتيقة فى تحويل الحادث إلى مولد وليس مهما أن يحضر صاحب المولد أو يغيب، وأحد دلالات هذا الانتظار الوراقى أن قضية الفتنة الطائفية المزعومة هى محض اختراع وافد لا علاقة للمصرين بها، فبنظرة واحدة على موالد القديسين فى ربوع مصر سوف يكتشف كل صاحب عينين أو أذنين أن المصريين نسيج واحد فى الأفراح والأطراح وأن علاقتهم بالسماء واحدة مهما تغيرت قبلة الصلاة. فالآلاف يقفون بصدق حقيقى ويقين صوفى فى انتظار البتول تظهر لهم على أى هيئة أو شكل كى تخفف وتزيح جبال الهم المتراكم وعلل الصدور، تشفى موات القلوب وزيغ العقول، الكل يتشوف نورها الساطع ليبدد ظلمة نفسه وانكفائها على رزق عنيد وحصارها فى مستنقع العبيد. ضوء السيدة حياة لمن ماتت ضمائرهم، وخبا وهج روحهم، العذراء فى المسيحية وفى الإسلام هى خير نساء العالمين وأطهر أهل الأرض، فمن لهم سواها تظهر فى القلوب فى كل حين، لكنها تضن بالظهور العلنى إلا بشرط أن تتوحد القلوب وتهفو لها، ربما يناقش بعض المتحذلقين موضوع الظهور المادى فيقولون كلاما فى التحليل البلاستيك بلا رائحة ولا معنى وينتهى التحليل بوصف الناس بالغيبية والغباء. وأتصور أن المعنى الحقيقى أو المجازى للظهور ليس مقصودا بذاته لأن الأهم هو توحد المصريين فى البحث عن حل ربما ترسله السماء بعد أن سدت أمامهم كل قنوات الأرض وجداول رزقها، وأصبح نيل العطاء المصرى فى خطر. ملحوظة أخيرة: أشكر كل القراء الذين شرفونى بالتعليق مدحا أو قدحا لأن ذلك يعنى أن هناك تفاعلا بالسلب أو بالإيجاب مع المقال وأتمنى من هؤلاء الأصدقاء الأعزاء كتابة وجهة نظرهم لأتشرف بمناقشتها باحترام شديد وتضمينها فى المقال.
تاريخ نشر الخبر : 15/12/2009
| |
|