romany المدير العام
عدد المساهمات : 5217 نقاط : 70760 السٌّمعَة : 1 تاريخ التسجيل : 03/06/2009 الموقع : منتدى قلب يسوع
| موضوع: مقالة المصرى اليوم | طلع البدر علينا فى الكنيسة الأربعاء نوفمبر 07, 2012 10:46 pm | |
| طلع البدر علينا.. فى الكنيسة
٧/ ١١/ ٢٠١٢ بقلم أحمد الجمال
مع تقدم العمر يتضاعف الحنين للماضى.. ليس بمنطق «ألا ليت الشباب يعود يوما..» ولكن بمشاعر افتقاد أصدقاء وأحباب جمعتنا معا مشاهد وأحداث ومواقف تركت بصمتها فى تكوين المرء وأسهمت فى شأن يتصل بالمحروسة الغالية.. مصر! وفيما كنت أترقب مع غيرى انتخاب المرشحين للجلوس على كرسى القديس مرقس الرسول، ثم الانتهاء من القرعة الهيكلية التى تحدد واحدا من الثلاثة واستقرار الاختيار السماوى على صاحب النيافة الأنبا تواضروس، تذكرت أياما.. وأصدقاء. تذكرت الصديقين العزيزين الراحلين الدكتور أحمد عبدالله رزة، والمهندس جورج عجايبى، والأم العزيزة الراحلة مارى جورجيت، رئيسة الرهبانيات الكاثوليكية لمصر والشرق الأوسط.. ومعهم تذكرت الأحباء الأحياء الدكتور صلاح عبدالمتعال ومجدى حسين ومنير عياد وجورج إسحق ونبيل مرقس وزوجته الدكتورة إيناس، وكذلك سمير مرقس وزوجته فيفيان فؤاد! وتذكرت تلك الكنيسة فى ضاحية أبوتلات على الساحل الشمالى، التى شهدت لقاءاتنا الرائعة مع الشباب المصرى المسيحى من الذكور والإناث، كما تذكرت دير الراهبات المكرسات القائم فى ضاحية مصر الجديدة بالقرب من ميدان هليوبوليس! ووجدت سمعى متيقظا تماما كما لو كنت أستمع فعليا للمتحدثين فى لقاءات الكنيسة والدير، وفى المقدمة نيافة الأسقف حنا قلتة نائب البطرك الكاثوليكى. ولست بصدد كتابة ترجمة ذاتية لأصدقائى الراحلين، مع أننى فى أمس الاحتياج للكتابة الوافية عنهم لذاتهم ولدورهم فى خدمة الوطن؛ ليعرف من لا يعرفون ويتذكر الذين ينسون ويتدبر الذين يتجاهلون أن مصر لم تعقم يوما ولم تكن بانتظار المخلص الطائفى الذى سيأتى ليقرعنا باسم الدين والشريعة ويزعم لنفسه القوامة على حياتنا العامة والخاصة إن استطاع، وما أنا بصدده هو الأمل فى أن يتجدد ذلك اللون من الفعل العام الذى أعتقد أن نتائجه كانت ناجحة بكل المعايير، ولأننى حتى الآن ألتقى كثيرا بشباب مصرى من المسيحيين والمسلمين ممن استمعوا وناقشوا فى تلك اللقاءات بكنيسة أبوتلات وفى قاعات دير مصر الجديدة! أذكر ذات دورة من دورات اللقاءات فى أبوتلات أن كانت محاضرة للصديق مجدى أحمد حسين، وكان حديثه عن ملامح المشروع الحضارى الإسلامى، ويبدو أنه أخذ راحته فى تفاصيل شمول هذا المشروع وكيف أن الخير كله سيأتى مع الإسلام الذى هو الحل! ثم بدأت المناقشة ووقفت إحدى الشابات وسألته عن وضع المصريين المسيحيين فى ذلك المشروع، وأجاب أن لهم دورهم فى المشاريع التنفيذية وخلافه مما ليس من صميم تولى المسؤولية العامة الكبرى، ووجه بثورة ورفض، وأكملت الشابة بقصة عن ابن أختها الذى لم يتجاوز الخامسة واسمه مايكل، وكيف أن زملاءه فى الفصل يضربونه ويطالبونه بأن يأتى فى اليوم التالى وقد غير اسمه إلى محمد أو أحمد.. وكان دورى بعد مجدى وبين المحاضرتين، كان الشباب، وهم فوق المائتين عدداً، معتادين ترديد ترنيمات كنسية بالعربية المختلطة بالقبطية، ووجدونى وقد رددت معهم الترنيمة بصوت جهورى لا يلحن فى الكلمات بنوعيها، وإذ بى أفاجأ بهم وهم يقررون أن هذه أول مرة يجدون فيها مسلما يردد الترنيمات، واستأذنوا فى أن يردوا إلىّ التحية، وإذا بهم فى صوت جماعى واحد شديد العذوبة والتأثير ينشدون: «طلع البدر علينا من ثنيات الوداع.. وجب الشكر علينا ما دعا لله داع»، إلى آخر الأنشودة التى رددها بنو النجار عند دخول الرسول - صلى الله عليه وسلم - المدينة المنورة. وعند انتهائهم انسالت دموعى ودموعهم والحاضرين حارة وتعانق الجميع! وكانت محاضرتى عن الجذور المشتركة حضاريا وثقافيا وعقائديا بين مصر والأمة العربية! الآن ومع جلوس قداسة البابا تواضروس الثانى على كرسى البابوية أتمنى أن تعود المواسم الثقافية المشتركة التى كانت تعقد فى أبوتلات وفى المقر بالأنبا رويس لنستكمل مشواراً وطنيا عظيما لا أعرف إلى الآن من الذى أوقفه.
المصدر : المصرى اليوم
| |
|