احبائى واخوتى اعضاء المنتدى
سلام المسيح
وحشتونى جدا جدا وبتاسف لغيابى الفترة الماضية
بسبب سوء النت
ولكن الرب اراد ان يجمعنا سويا من جديد
فسنبداء سلسلتنا الجديدة بعنوان
الشعب المتزمر
مصر وعنف فرعون
قلنا أن مصر في المرحلة الأولى ترمز إلى حياة الإنسان الساكن في جنة عدن، بل وكان قلبه جنة مثمرة، أما في المرحلة التالية حيث قام فرعون يضطهد شعب الله، فإنها صارت تمثل الإنسان العنيف المُستعبد لإبليس وجنوده.
قصة سقوط الشعب اليهودي تحت العبودية، والتزامهم بالعمل في الطين وصنع اللبن وذلهم تحت يد فرعون القاسية، ثم خروجهم من مصر بيد الله القوية وذراعه الرفيعة ليس حدثًا عارضًا أو حدثًا من بين آلاف الأحداث التي ذكرها الكتاب المقدس، وإنما هو حدث رئيسي ذُكر في سفر الخروج، وأُشير إليه في كثير من أسفار الكتاب المقدس. الخروج من مصر، لم يشغل موسى النبي وحده بل ورد في الأسفار التاريخية والمزامير وكتب الأنبياء، ويردد كثيرًا في ليتورجيات الأعياد اليهودية والتسابيح التي كانت تُقدم في الهيكل. قصة الخروج هي ظل لقصة الخروج الحقّة التي تممها السيد المسيح على الصليب، حيث أطلقنا من العبودية إبليس ودخل بنا إلى حضن أبيه، في كنعان السماوية.
..........................................................................................
الخروج من مصر والتمتع بعهد الحرية المفرح
إذ سقط الشعب تحت السخرة وصاروا يعانون من عبودية فرعون كرمزٍ للسقوط تحت عبودية إبليس، أرسل الله نبيّه موسى لكي يحررهم من هذه العبودية. كانت الدعوة موجهة للتحرر من عنف إبليس والدخول في عهد مفرح مع الله، يحول حياتهم إلى أعيادٍ مستمرة للرب. وكما قال موسى وهرون لفرعون: "هكذا يقول الرب إله إسرائيل أطلق شعبي ليُعيدوا لي في البرية" (خر1:5).
هذا هو العهد الذي أراد الله أن يُقيمه مع شعبه، عهد الحرية، خلاله ينعم الشعب بالحياة المطوّبة المفرحة كعيدٍ دائمٍ، وبدونه يسقطون تحت لعنة إبليس. وكما قال الرب بإرميا: "ملعون الإنسان الذي لا يسمع كلام هذا العهد، الذي أمرت به آباءكم يوم أخرجتهم من أرض مصر من كور الحديد" (إر4:11). وكما يقول العلامة أوريجينوس:
[إذًا لا تقع هذه اللعنة علينا نحن، وإنما تقع على أولئك الذين لم يسمعوا كلام العهد الذي أمر الله به الآباء، "يوم أخرجتهم من أرض مصر من كور الحديد".
نحن أيضًا، أخرجنا الله من أرض مصر [1]، ومن كور الحديد، خاصة إذا فهمنا ما هو مكتوب في سفر الرؤيا، أن الموضع الذي صُلب فيه الرب ُيدعى روحيًا سدوم ومصر (رؤ8:11). إذًا إن كان يدعى روحيًا مصر، فمن الواضح أنه لو فهمت ما هو مقصود بالبلد التي ُتدعى روحيًا مصر والتي كنت تعيش فيها قبلًا، تكون قد خرجت من أرض مصر، وُيقال لك أيضًا بعد ذلك: "اسمعوا صوتي واعلموا به حسب كل ما آمركم به". [2]
وللحديث بقية باذن رب المجد