«الوطن» ترصد ساعات الرعب بسبب غموض النفوق الجماعى للدواجن.
كتب : عبدالوهاب عليوة وصالح رمضان: منذ 17 دقيقة
طباعةShare on facebook_like
عمال المزارع يحملون الطيور النافقة
ينهض من نومه مفزوعاً على «نقنقة»
الدجاج القوية، محاولاً معرفة سبب تصرفات الدجاج الخارجة عن المألوف،
القادمة من عنبر يبعد عن مرقديه ببضعة أمتار، تصدم عيناه بمشهد نفوق
عشرات.. المئات من الفراخ، التى تركها قبل 6 سويعات فى كامل نشاطها، بعد
وضع المزيد من الأعلاف والماء أمامها كعادته اليومية، هكذا يروى «محمد»
العامل الثلاثينى بمزرعة الحاج سامى طاهر، إحد المزارع التى وقع عليها
البلاء فى ليلة العيد بقرية برهمتوش بمركز السنبلاوين بمحافظة الدقهلية. <blockquote>
نفوق 85 ألف طير فى 17 مزرعة.. فى 3 مراكز متجاورة بالدقهلية</blockquote><b
style="color: rgb(0, 0, 0); font-family: arial; font-size: 16px;
font-style: normal; font-variant: normal; letter-spacing: normal;
line-height: normal; orphans: 2; text-align: start; text-indent: 0px;
text-transform: none; white-space: normal; widows: 2; word-spacing: 0px;
-webkit-text-size-adjust: auto; -webkit-text-stroke-width: 0px;
background-color: rgb(255, 255, 255); ">
ويحكى
عامل المزرعة المنكوبة كواليس عملية النفوق؛ التى بدأت فجأة وتوقفت فجأة
-على حد زعمه- فى الثانية بعد منتصف الليل، لمئات الدجاج القابع داخل أروقة
العنبر أمام عينيه حتى السادسة صباحاً، وكان الاتصال بصاحب المزرعة أول رد
فعل للعامل الذى تلقى التعليمات بعدم الاقتراب من الطيور النافقة، وترك كل
شىء فى مكانه كما هو، ليقوم صاحب المزرعة بتحرير محضر بالواقعة.
التخلص من الدواجن النافقة فى الدقهلية
مشهد تكرر فى توقيت واحد بجوف الليل،
بـ 17 مزرعة دواجن بمحافظة الدقهلية، أسفر عن نفوق أكثر من 85 ألف طير،
وفقاً للإحصائيات الرسمية التى تقتصر على 14 مزرعة فقط، بسبب تأخر أصحاب
المزارع الـ3 الأخرى فى إبلاغ الجهات المتخصصة، لاعتقادهم أن حالة النفوق
فردية، عندهم فقط، وقاموا بتحرير محاضر بعد علمهم بالنفوق الجماعى من وسائل
الإعلام، لتصبح القائمة تضم 17 مزرعة دواجن، مرشحة للزيادة فى ظل الغموض
المسيطر على الموقف، خاصة أن المزارع الموبوءة المتناثرة على مساحة 10
كيلومترات فى رقعة جغرافية واحدة، بثلاثة مراكز متجاورة تقاسمت الأضرار
فيما بينها، حيث ضم مركز السنبلاوين 4 مزارع، بالإضافة إلى 3 مزارع كان
الإبلاغ عنها متأخراً، بينما نفقت الطيور بـ 8 مزارع أخرى بمركز ميت غمر،
وكذلك مركز أجا به مزرعتان.
تتنوع أعمار الطيور النافقة من يومين
وحتى 37 يوماً، وهناك عنابر دواجن نافقة بأكملها وأخرى نجا منها القليل،
وتقع المزارع الـ17 على خط طولى واحد، كما يقول الدكتور أشرف الدسوقى
الطبيب البيطرى بقرية برهمتوش، وهو ما يزيد من مؤشرات تسبب غازاً ساماً فى
عملية النفوق، مضيفاً أن عملية النفوق المفاجئة للطيور تمت خلال 4 ساعات
فقط، مستبعداً أن تكون الأعلاف السبب لتنوع مصادرها المختلفة، كما استبعد
«الدسوقى» وجود مرض بين الدواجن يؤدى إلى نفوق هذه الكميات الكبيرة من
الطيور.<blockquote>الاشتباه فى وجود غاز سام.. والمحافظ يطلب من الطب البيطرى سرعة التحقيق</blockquote>ولنفس
السبب أرجع محمد زارع العامل بمزرعة سامى البرعى، التى تضم أربعة عنابر
كان يقبع فيها 21 ألف كتكوت لم يتجاوز عمرها 10 أيام، نفق منها عشرون ألفاً
ولم ينج سوى ألف كتكوت فقط، موضحاً أن الهواء كان محملاً بفيروس تسبب فى
عملية النفوق الجماعى، مدللاً على صدق كلامه بأنهم فوجئوا صباح اليوم
التالى ببعض العصافير النافقة على بعد أمتار من المزرعة، وتم تسليمها للجنة
الطب البيطرى التى أخذت العينات من المزرعة.
يلتقط طرف الحديث شعبان ذو الخامسة
والعشرين عاماً قائلاً: المزرعة عمرها 9 سنوات ولم يسبق وقوع خسائر بها
بهذا الشكل، حتى أثناء انتشار إنفلونزا الخنازير، تمكنا من بيع الدواجن
للعديد من المجازر ولم تحدث حالات نفوق غير طبيعية مثل التى حدثت بالأمس،
مستبعداً أن تكون الأعلاف السبب، مبرراً ذلك بأن صاحب المزرعة هو صاحب مصنع
الأعلاف التى تعتمد عليه العديد من المزارع الأخرى بخلاف المزارع الخاصة
به.
محمد محمود أحمد رئيس قسم الإنتاج
الحيوانى بالسنبلاوين، يؤكد أن عملية البلاغات عن الطيور النافقة استمرت
على مدار أيام العيد الثلاثة، وأخذت عينات من الأعلاف من جميع المزارع التى
أبلغت عن النفوق ومعرفة مصدرها، وكذلك الدواجن النافقة أو الحية، وتحديد
الأماكن التى تم شراء الكتاكيت منها، نفس الأمر يتم مع التحصينات التى
تستخدمها كل مزرعة.<blockquote>الخوف من تزايد الإصابة بسبب توقعات بحدوث حالات نفوق أخرى لم يتم الإبلاغ عنها</blockquote>وتوقع
سعيد بدوى رئيس الوحدة البيطرية بقرية برهمتوش، أن تظهر نتائج تحليل
العينات اليوم، موضحاً أنه حتى الآن ما زال الغموض يسيطر على السبب فى نفوق
هذه الكميات الكبيرة من الدواجن، مؤكداً أنه لا يستطيع الجزم بأى شىء قبل
ظهور نتيجة التحليل، التى تم إرسالها إلى معمل جمصة، مضيفاً أنه تم حصر
نفوق الدواجن ودفنها باستخدام الجير الحى فى حفرة وفقاً للإجراءات الصحية.
فى حين أكد فتحى البرنس من قرية سنفا
بمركز ميت غمر، وجود رائحة نفاذة يشتبه فى أنها غاز سام، تسبب فى عملية
النفوق الجماعى، موضحاً أن الرائحة ظهرت لعدة ساعات واختفت، دون أن نعرف
مصدرها أو المكان الذى تسربت منه، وهو ما رصدته مديرية الطب البيطرى
بالدقهلية فى تقريرها الأول عن الأزمة، الذى تم رفعه إلى المحافظ، وتضمن
العديد من التوصيات أهمها رفع حالة الطوارئ بالإدارات البيطرية، والمرور
على جميع المزارع فى نطاق كل مركز والإبلاغ الفورى عن وجود أى حالة غير
طبيعية، ورغم أن التقرير ممهور بتوقيع المحافظ، مطالباً بسرعة تنفيذ جميع
التوصيات، وخاصة فحص المزارع المجاورة، فإن هذا لم يحدث، كما يقول سيد
سالم، الذى أضاف أنه لم يأتِ إليهم أحد لفحص الدواجن بالمزرعة، وموضحاً
أنهم قاموا بتأمين المزرعة بغلق جميع الشبابيك بشكائر بلاستيكية حتى نعرف
السبب.
وحدد الدكتور أشرف الدسوقى الطبيب
البيطرى، الخسائر المبدئية بأنه تقترب من مليون جنيه حتى الآن، خاصة أنه
وفقاً للنتائج المعلنة بشأن النفوق بلغت 750 ألف جنيه، موضحاً أن هناك بعض
حالات النفوق التى حدثت عند الأهالى ولم يتم الإبلاغ بها حتى الآن.
الوطن</b>