من يقتفي آثارك لن يضل قط! من يصل إليك لا يلحقه يأس! من يمتلكك تشبع كل رغباته!
القديس أغسطينوس
قبلة الوداع
كان عم بطرس حارسا لإحدى العمارات بمصر الجديدة و كان يهتم بحضور القداس كل يوم ، فيعرف مواعيد القداسات المبكره فى الكنائس المحيطة ليحضر فيها و يتناول من الأسرار المقدسة و يعود ليقوم بعمله كحارس للعمارة و لا يتعطل عن هذه القداسات إلا إذا أعاقه مرض لأنه كان مصاب بمرض صدرى و ضيق فى التنفس و يحتاج إلى أكسجين ، و يضطر إلى الذهاب إلى المستشفى إذا إزدادت الحالة . كان مواظبا على سر الإعتراف فى تدقيق و توبة عميقة ليحتفظ بقلبه نقيا دائما أمام الله .
و إذ زاره احد الخدام أو دخل أحد سكان العمارة حجرته يندهش لكثرة صور القديسين المعلقة بنظام جميل إذ كان يحبهم جدا . و كان حريصا على زيارة الأديرة فعندما يعلم عن رحلة لدير يكون اول المشتركين و يقول : دى أحلى حاجة الواحد يعملها يزور و يتبارك من أماكن القديسين فى الأديرة .
و قد تعرض لتجربة شديدة و هى أن أخيه و زوجته و أولادهما الأربعة قد أصيبوا فى حادث إنفجار أنبوبة بوتجاز و دخلوا المستشفى و انتقل السته تباعا خلال شهرين ، أما عم بطرس فظل ثابتا فى إيمانه و كان يقول : يابختهم راحوا السماء ياريت يارب نحصلهم و نبقى معاهم .
و فى احد الأيام قام باكرا كعادته و ذهب ليحضر القداس و لكن بعد وصوله إلى المحطه عاد إلى منزله و أيقظ أبنائه ليذهبوا إلى أعمالهم و مدارسهم ثم ذهب إلى محطة المترو ، و لكن فوجئ أفراد أسرته بعودته للمرة الثالثة و زادت دهشتهم عندما و جدوه يقبلهم واحد واحد ثم نام على سريره بهدوء و سلم الروح .
هذه هى نهاية الأبرار الذين تمتعوا بالسلام الداخلى طوال حياتهم بسكنى المسيح فيهم و تمتعهم بأحضان الكنيسة المريحة و المشبعة ينقلهم الله من عالمنا الفانى بهدوء و سلام بل يعدهم الله كل يوم من خلال إحتمال الأمراض و ضيقات الحياة و أحداثها فتتعلق قلوبهم بالسماء ، بل من اجل برهم يستطيع الله أن يكشف لهم لحظة إنتقالهم لينطلقوا فى فرح و قلوبهم مملوءة حبا نحو الكل .
إن عم بطرس صورة حية للإيمان البسيط القوى و حياة النقاوة و التعلق بالكنيسة و أسرارها ، نورا يسطع وسط عالم مضطرب ينادى تعالوا إلى أحضان الكنيسة و فى اسرارها المقدسة تجدون راحة نفوسكم
لأبونا يوحنا باقى
منقول