عندما نجري بلا مطارد
بقلم نيافة الأنبا مكاريوس
سألته لماذا هو حزين ؟ فنظر طويلاً ثم سأل بدوره: أحقّا أبدو كذلك !
إننا كثيرا ما نستسلم للحزن، ونترك ذواتنا تدخل في سحابة سوداء .. نفقد سلامنا وتفارقنا بهجتنا وتتشح وجوهنا بمسحة من الحزن. والعجيب أنه قد لا تكون هناك مشكلة حقيقية .. إمّا أنها أوهام باطلة .. أو أنها أمور تافهة .. وإمّا أنها مشاكل لها حلول .. أو مشاكل حقيقية تحتاج إلى مواجهة وليس إلى إنحناء تحتها. وهكذا يمكن أن يجري إنسان بلا مطارد ..
الأمر يحتاج إلى يقظة وإلى شجاعة وإلى مواجهة.
فليس من مبرر لأن نفقد شهيتنا للحياة ونرزح تحت ثقل الحزن الرديء .. فليست هناك خطية تغلب محبة الله .. وليست هناك مشكلة بلا حلّ .. أحيانا ننسى ما نتمتع به من مزايا وفضائل، وننظر بحسرة إلى ما في أيدي الآخرين .. أمّا الآخرون فقد يكون لديهم الأحاسيس ذاتها .. لذلك يقول البعض أن العشب من بعيد يبدو أكثر اخضراراً .. هل يمكن أن يرزح إنسان تحت ثقل عبوة ضخمة من الريش! .. حقاً يقول الكتاب: "ملقين كل همكم عليه لانه هو يعتني بكم" (1بط 5: 7). الخطية علاجها التوبة، والإساءة علاجها الاعتذار، والحزن الناتج عن صغر النفس علاجه الانسكاب أمام الله في المخدع. والإخفاق علاجه المواجهة والرجاء، والمرض علاجه الشكر، وكل ما نلاقيه هنا من نقص وضعف علاجه رفع أنظارنا ننحو السماء حيث شهوة قلوبنا.
الحياة عطية من الله يليق بنا أن نحياها بفرح وقداسة أن نحياها في المسيح " إن عشنا فللرب نعيش وإن متنا فللرب نموت، إن عشنا وإن متنا فللرب نحن ".
منقول