معرفة المسيح بين الذهن والعقل:
_______________________
(اصلّي بالروح واصلّي بالذهن ايضا.ارتل بالروح وارتل بالذهن ايضا.1كو 14 : 15)
هذا الموضوع هام جدآآآآآآآآآآ لمن يريد معرفة الله معرفة حقيقية .ارجو التفكير العميق فى هذه الكلامات والبحث فيها مع نعمة الله التى تعطى للانسان الصادق المحب للمسيح. هناك فرق كبير جدآآآآآآآآآآآ بين معرفة الله بالعقل ومعرفة الله بالذهن .
فكثيرون جدآ يعرفون الله بالعقل ربما كل العالم اليوم يعرف الله بالعقل ويعترفون بهذه المعرفة بدون مشاكل وينادى كل العالم بمختلف أنواعه ولغاته بأن " الله عرفوه بالعقل" وهذه كارثة إيمانية .ومن العجيب أن هذه المعرفة لا تختلف عن معرفة الشياطين أيضآ عن الله :
(انت تؤمن ان الله واحد.حسنا تفعل.والشياطين يؤمنون ويقشعرون يع 2 : 19)
أذا معرفة العقل معرفة خطيرة جدآ والايمان بالعقل يتساوى فيه الانسان مع أيمان الشياطين!! أنظروا هذه الخطورة !! أذا حدث لك ضيق وملل من تكملة الموضوع أو وقفت موقف المنتقد والمعارض بثورة من هذا الموضوع أرجوك راجع نفسك يا عزيزى ربما تكون مرتاح لهذا النوع من الايمان لانه سهل وهو أيمان يشجعه الشيطان!!!!
مرة أخرى أرجوك أن تفكر فى الامر وأن تفتح له قلبك أذا كنت تريد معرفة حقيقية لله.عمومآ معرفة الله العقلية هى السمه الغالبة على أجيالنا الحديثة .
اذا ماهى معرفة الله بالعقل وماهى معرفة الله بالذهن الذى تكلم عنها الانجيل.؟؟
معرفة الله بالعقل:
____________________
هى معرفة تعتمد على أمكانيات الانسان وقدراته العقلية والذكاء .فى فحص الله .وتضع الله بطبيعته غير المفحوصة تحت فحص العقل . وتقبل وتتهلل بكل شيئ عن الله يتفق مع المنطق العقلى .وكثيرآ ما يحدث تصادم بين أمور الله وخاصآ الفائقة على العقل وبين إمكانيات العقل المحددوة جدآ بالنسبة لله ,...
وتكون النتيجة الخطيرة هو أن الانسان يحاول أن يمنطق ويخضع هذه الاشياء الفائقة للعقل وبالتالى يخرج بها عن حقيقتها ويصورها بصور بعيدة جدآآآآ عن طبيعة هذه الامور ,وتكون النيجة أن الانسان بعقله يخترع كلمات ومفاهيم تصف طبيعة الله وطبيعة الله غير قابلة للوصف بهذه الكلمات .
أما أخطر شيئ فى هذه المعرفة العقلية أنها منفصلة تمامآ عن القلب .والقلب قاعدة السلوك عند الانسان حسب قول المسيح له المجد:
(الانسان الصالح من كنز قلبه الصالح يخرج الصلاح.والانسان الشرير من كنز قلبه الشرير يخرج الشر.فانه من فضلة القلب يتكلم فمه. لو 6 : 45)
أى أن من يعرف الله بالعقل فهو فقط يجتهد فى معرفة الله ويحشو عقله بمعلومات ويفرح كل ما يقتنى معلومات أكثر ,ولكن تظل هذه المعلومات فى حيز عقله فقط أما سلوكه وحياته الداخلية بعيدة تمامآ عن هذه المعرفة .
فهو يكون دكتور فى الدراسات الخاصة بالله ولكن يسلك بصورة بعيدة تماما عن محبة الله فنجد كل ما يزداد هذا الانسان فى هذه المعرفة يزداد فى الكبرياء والتعالى عن الناس .ويشعر انه هو الوحيد الذى له السلطان أن يحكم فى الخطاة والمنحرفين عن الايمان .
معرفة الذهن:
________________
هذه هى معرفة الله حسب الانجيل .وهى ثمرة الخلاص وأتحاد الله بالانسان فمن نعمة التجسد أن معرفة الله صارت بالذهن وأيضآ حدث تلاحم بين الذهن والقلب فى الانسان الجديد..
ويكمن خلف هذا ,أن الروح القدس سكن داخل الانسان وبالتالى وهب النور لذهن الانسان ليعرف الله معرفة حقيقية.أتضرع اليك يا عزيز أن تفكر فى هذه الكلامات ولا تعطى الشيطان فرصة أنه يبعدك عنها لانه من الضرورى أن الشيطان يشكك فى هذه المعرفة لانها معرفة ضدد معرفة الشيطان ولا يستطيع قبولها.
ولان المعرفة بالذهن هى معرفة قاعدتها القلب لذلك كل ذرة معرفة من هذا النوع يترجم فورآ الى تغير فى سلوك الانسان أنظر كيف يقول بولس الرسول وأفطن لهذا الامر:
(ولا تشاكلوا هذا الدهر.بل تغيّروا عن شكلكم بتجديد اذهانكم لتختبروا ما هي ارادة الله الصالحة المرضية الكاملة
رو 12 : 2)
وواضح جدآ أن المعرفة حسب العقل هى معرفة هذا الدهر .ويصرخ بولس الرسول أن نقبل تجديد الذهن الذى عمله يسوع فينا لنعرفه معرفة حقيقية بالذهن المفتوح على القلب...
وبالتالى هذه المعرفة والتى تستقر فى القلب وتدخل من الذهن .تكون قاعدة لتغير سلوك الانسان فهى معرفة تدفع وبصورة مستمرة الانسان لتغير سلوكه لكى يكون دائمآ حسب أرادة الله وتكون هذه المعرفة نور ومرشد للانسان لكى لا ينحرف أبدآ عن ارادة الله الصالحة.
والانسان الذى يعرف الله بهذه المعرفة يتجلى الله عنده جدآآ ويكتشف عظمة ومجد الله بصورة فائقة وينكشف أمام قلبه أن مجد الله هو المجد الوحيد فى كل الوجود وليس هناك مجد أخر .وبالتالى كل ما يذاد هذا الانسان بهذه المعرفة كل ما يزداد أنسحاق ووداعة فيشعر بأنه عبد لله حتى ولو أخذ من الله أمجاد لا توصف:
(فقالت مريم هوذا انا أمة الرب.ليكن لي لو 1 :38)
وأخيرآ من يعرف الله بالذهن يملك حكمة من الله لا يستطيع كل مقاوموه فى الشر ان ينالوا منه لانها حكمة من الروح القدس:
(((((هنا الذهن الذي له حكمة رؤ 17 : 9)))))))))))))
وهذه الحكمة التى ترافق معرفة الله بالذهن هى فقط من أجل الشهادة لله وتمجيد اسم الله القدوس وتدفع الانسان أن يحتمل اى شيئ حتى الظلم والموت من أجل الشهادة للمسيح أما معرفة العقل فهى من أجل الافتخار بالذات أو التجارة بكلمة الله للمكاسب المادية::
(ومنازعات اناس فاسدي الذهن وعادمي الحق يظنون ان التقوى تجارة.تجنب مثل هؤلاء. 1تي 6 : 5)