بعد قرار إغلاق المحلات مبكراً.. خبراء: لا يمكن تطبيقه فى مصر إلا بشروط

بعد قرار إغلاق المحلات مبكراً.. خبراء: لا يمكن تطبيقه فى مصر إلا بشروط

جانب من القاهرة ليلا

10/13/2012 2:53:00 AM
كتبت - هبة محسن:
تعاني مصر منذ حوالي 3 سنوات أزمة كبيرة في الكهرباء؛ حيث
الانقطاع المتكرر بسبب الأحمال الزائدة وعدم قدرة محطات توليد الكهرباء علي
تحمل هذه الزيادة، وكان الحل الوحيد أمام الحكومات المتعاقبة هو قطع
الكهرباء عن بعض المناطق يومياً في شهور الصيف.
هذا الحل لم يرضي عنه المواطنين؛ فلا يوجد من يستطيع العيش
بدون الكهرباء خاصة في شهور الصيف شديدة الحرارة، وفي محاولة منها لحل
الأزمة وترشيد استهلاك الكهرباء لجأت حكومة الدكتور هشام قنديل إلي حل أخر
وهو إغلاق جميع المحلات التجارية في العاشرة مساءاً.
وأعلن اللواء أحمد زكي عابدين - وزير التنمية الإدارية -
أنه تمت الموافقة بإجماع المحافظين خلال اجتماعهم مع رئيس مجلس الوزراء على
تخفيض ساعات العمل للمنشآت التجارية بحيث تغلق المحال التجارية في العاشرة
مساءا، والمطاعم في الثانية عشرة منتصف الليل، أما المنشآت السياحية
فمسموح لها العمل طوال الـ24 ساعة، أما مواعيد إغلاق المنشآت التجارية فسوف
يتم دراسته بشكل جدي لإصدار قانون تشريعي به وذلك توفير للطاقة ومنع زحام
الشوارع.
وكان رئيس الهيئة العامة للبترول المهندس هاني ضاحي قد أوضح
أن أغلب المنشآت التجارية في أوروبا تغلق أبوابها في الثامنة مساءاً
للحفاظ علي الموارد، وهذا نمط حياة تعود عليه المواطنون في هذه الدول ومنها
فرنسا وتركيا وماليزيا والتي تغلق أبوابها من السابعة مساءاً.
وكشفت دراسة أعدتها الهيئة العامة للبترول أنه في حالة
إغلاق المحال التجارية والمنشآت غير الحيوية في الـ10 مساءاً، يمكن أن يتم
توفير 17% من دعم الطاقة في مصر، نظراً لأن بقاء المحال التجارية لفترات
عمل مسائية طويلة يهدر نسبة كبيرة من الطاقة.
ومن جانبها، أكدت وزارة الكهرباء أن هذا القرار موجود في
جميع أنحاء العالم وتتم دراسته في مصر حتي يقل معدل استهلاك الكهرباء الذي
كان زاد بسبب المحلات التجارية والتي تستهلك كمية كبيرة من الكهرباء.
ورغم مبررات اتخاذ القرار وأهمية تطبيقه لترشيد الاستهلاك
في الطاقة مازال هناك جدلاً بشأنه ومازالت هناك تخوفات كثيرة لدي البعض من
تأثير هذا القرار سلباً علي حركة البيع والشراء في مصر خاصة في ظل الوضع
الاقتصادي المتردي للبلاد.
وأعرب لويس عطية - نائب رئيس الاتحاد العام لغرف القاهرة
ورئيس شعبة الملابس بغرفة الإسكندرية - عن استيائه من القرار، معتبراً أن
مثل هذا القرار لا يستقيم تطبيقه في مصر ومن أصدره لا يعي جيداً طبيعة
الشعب المصري الذي يعتاد السهر يومياً وقضاء حاجاته من الأسواق ليلاً.
وأضاف عطية: "الموظف يعود للمنزل بعد الساعة 5 مساءاً
وعندما يفكر في النزول مرة أخري لشراء احتياجاته لن يكون ذلك قبل الساعة 8
مساءاً وحينها سيكتشف أن المحلات تستعد لإغلاق أبوابها، فكيف سيستطيع شراء
احتياجاته ؟!"، مشيراً إلى أن حركة البيع والشراء ضعيفة جداً في شهور
الذروة و"الاوكازيون" وهذا القرار سيؤدي إلي تفاقم المشكلة.
وأشار نائب رئيس الاتحاد العام لغرف القاهرة أن هذا النظام
يطبق في أوروبا لأن نمط حياة المواطنين مختلف تماماً كما أن المحلات هناك
تعمل طول النهار ولا تغلق فترة الظهيرة كما هو الحال في مصر.
واختلف معه محمود الداعور - رئيس شعبة الملابس الجاهزة
بغرفة القاهرة - ويري أن هذا القرار جيد ولكن لا يمكن تطبيقه في مصر، إلا
بشرط وهو أن يتم تطبيقه علي جميع "المولات" وعلي السوبر ماركت الكبيرة
والمتاجر متعددة النشاط ولا يتم استثناء أحداً منه.
وقلل الداعور من حدة المخاوف بشأن تأثير القرار السلبي علي
حركة البيع والشراء، مؤكداً ان الاستهلاك محدود وهذا يعني أن حركة البيع
والشراء لن تتأثر بكثيراً بالقرار وهذا تخوف ليس في محله.
وأكد رئيس شعبة الملابس الجاهزة بغرفة القاهرة أنه إذا بدء
تطبيق القرار فعلياً فلابد من أن يلتزم الجميع بالتطبيق احتراماً للقانون
وأن تعمل شرطة المرافق علي تطبيقه بحسم وإخلاء الشوارع من الباعة الجائلين،
مشيراً إلي أن هذا القرار مطبق في أغلب دول العالم وهناك التزام تام به
سواء من قبل الشعب أو السياح.
وأيده رئيس غرفة الصناعات النسيجية السابق محمد القليوبى،
مؤكداً أنه يري القرار جيد ولكن قد يواجه بمشاكل كثيرة في التطبيق نظراً
لطبيعة الشعب المصري المحبة للسهر خاصة في شهور الصيف، أما في الشتاء فلن
تكون هناك اعتراضات كثيرة عليه لأنه بطبيعة الحال ينتهي اليوم مبكراً.
وأوضح القليوبي أنه بدون شك سيكون للقرار تأثيرًا سلبيًا
نسبيًا علي الوضع الاقتصادي وحركة البيع والشراء ولكن ليس بالصورة التي
يتوقعها البعض، مشيراً إلي لأن هذا القرار تم تطبيقه في الستينات ولم يكن
هناك اعتراضات كثيرة.
وتمني رئيس غرفة الصناعات النسيجية السابق أن يُدرس القرار
جيداً وأن يتم عمل نقاش مجتمعي بشأنه وحملات توعية بأهمية تطبيقه حتي لا
يصطدم التطبيق مع رفض البعض، وفي حال تم إقراره لابد وأن ينفذ بحسم علي
الجميع وإلا ستعيش البلاد في حالة من الفوضي الشديدة.

» مرسى" للمعترضين على قرار غلق المحلات مبكرًا
» التنمية المحلية: قرار «غلق المحلات» لا رجعة فيه وسيبدأ تنفيذه أول نوفمبر
» "القضاء الإداري" يحسم دعوى إلغاء قرار إغلاق قناة الفراعين اليوم
» بسبب قرار غلق المحال في العاشرة مساءً أصحاب المحلات بالمنوفية يهددون باحتلال مبنى المحافظة
» تصاعد الجدل حول قرار الحكومة بغلق المحلات فى العاشرة مساء.. مواطنون: راحة من الزحام والإزعاج.. أصحاب محلات: محاربة لنا فى لقمة عيشنا