آية (1) ويل للذين ينزلون إلى مصر للمعونة و يستندون على الخيل و يتوكلون على المركبات لأنها كثيرة و على الفرسان لأنهم أقوياء جدا و لا ينظرون إلى قدوس إسرائيل و لا يطلبون الرب.
كانت يهوذا مملكة ضعيفة بين مصر وأشور الأقوياء، وكان من الحكمة السياسية أن تعتمد يهوذا علي إحداها لحمايتها ولكن الله يقول هنا أن هذا يعتبر خيانة للرب فالاتكال علي غير الرب يحطم الإيمان، وفيه استهانة بالرب.
آية (2) و هو أيضا حكيم و يأتي بالشر و لا يرجع بكلامه و يقوم على بيت فاعلي الشر و على معونة فاعلي الإثم.
وهو أيضاً حكيم = كثيرون يظنون أن الله يهتم فقط بالروحيات ولا يذكرونه سوي في وقت العبادة. أما أمور السياسة (وأعمالنا اليومية) فهي من اهتماماتنا فقط ومحور هذا الإصحاح أن الله يهتم بالسياسة وهو أيضاً حكيم فيها. و يأتي بالشر = أي النكبات وهو يأتي بها كعقاب علي الشر والخطية فهم في علاقتهم بمصر تعلموا الوثنية. وهو لا يرجع بكلامه = لأنه لا يخطئ أما الإنسان فيخطئ.
آية (3) و أما المصريون فهم أناس لا آلهة و خيلهم جسد لا روح و الرب يمد يده فيعثر المعين و يسقط المعان و يفنيان كلاهما معا.
اعتقد المصريون أن ملوكهم آلهة وليسوا بشر. و هنا الله يشرح أنهم ما هم إلا أناس مائتين، ومن يتكل علي الموتى يصير ميتاً مثلهم ومن يلتصق بالموتي يصير مثلهم، ومن يلتصق بالله الحي يحيا ويشاركه أمجاده. الله يشرح لهم هنا أن أسلحة البشر وأسلحة الجسد لا تخلص، بل الخلاص هو من عنده وحده.
آيات (4، 5) لأنه هكذا قال لي الرب كما يهر فوق فريسته الأسد و الشبل الذي يدعى عليه جماعة من الرعاة و هو لا يرتاع من صوتهم و لا يتذلل لجمهورهم هكذا ينزل رب الجنود للمحاربة عن جبل صهيون و عن أكمتها.كطيور مرفه هكذا يحامي رب الجنود عن أورشليم يحامي فينقذ يعفو فينجي.
الرب يشبه نفسه هنا بأسد يهجم علي فريسته، أي أشور، ويمزقها حتى يحمي شعبه. هنا نري قوة الله في الحمآية. ثم يشبه نفسه بطيور مرفة = هذه تهتم بصغارها. هنا نري صورة محبة الله كأم ترعي أولادها.
آيات (6 – 8) ارجعوا إلى الذي ارتد بنو إسرائيل عنه متعمقين. لان في ذلك اليوم يرفضون كل واحد أوثان فضته و أوثان ذهبه التي صنعتها لكم أيديكم خطيئة. و يسقط أشور بسيف غير رجل و سيف غير إنسان يأكله فيهرب من أمام السيف و يكون مختاروه تحت الجزية.
متعمقين = كانوا قد أخطأوا عمداً وقصداً، وربما أشارت الكلمة إلي مقاصدهم السرية أيضاً. وهم في علاقتهم مع مصر وتحالفاتهم تعمقوا في وثنيتهم التزاماً بشروط التحالف. و الإصلاح الحقيقي أن يفحص كل واحد عما في قلبه وأن ينزع خطيته. و أوثان فضته = لأنها إساءة لله. بسيف غير رجل = لان أشور سقطت بسيف الرب. بل صارت أشور. تحت الجزية لبابل.
آية (9) و صخره من الخوف يزول و من الرآية يرتعب رؤساؤه يقول الرب الذي له نار في صهيون و له تنور في أورشليم.
صخره = صخر أشور أي ملكه، هم ظنوه صخراً ولكنه سيزول، أما الرب صخرنا فهو القادر علي كل شيء. و ملك أشور من الرآية يرتعب = فالله حينما يوجد في مكان ترفع رايته دليل حمايته لهذا المكان "علمه فوقي محبة" وهذا يرعب الأعداء. نار في صهيون = نار مذبح المحرقة، نار العبادة، هي نار تخرج لتحرق الأعداء. والله كان عمود نار لشعبه، وسور من نار لشعبه. وجود الله في صهيون وفي وسط شعبه هو وجود نار حارقة لأعداء كنيسته.
منقووووووووووووووووووول
من تفسير أبونا أنطونيوس فكري
اذكروني في صلواتكم