عاجل بعد القصف المتبادل نيران الحدود قد تشعل ازمة اقليمية جديدة وتهدد السلام الاقليمى

[b]عاجل بعد القصف المتبادل نيران الحدود قد تشعل ازمة اقليمية جديدة وتهدد السلام الاقليمى

القاهرة- (أ ش أ):
تصاعدت الأحداث على جانبي الحدود السورية التركية وبدأت غيوم التوتر تتكثف
بوتيرة متسارعة منذ سقطت قذائف سورية صباح اليوم على بلدة أقجة قلعة
الحدودية التركية بما ترتب على ذلك من مقتل خمسة مدنيين أتراك وإصابة 9
آخرين بجروح حيث سارع رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوغان إلى عقد اجتماع
طارئ للقيادات العسكرية والمدنية لبحث الرد على هذا الحادث الدامى.

ولم يتأخر هذا الرد التركى كثيرا حيث ردت تركيا مساء اليوم بقصف مدفعى
لأهداف تابعة للجيش السورى تم رصدها بالرادار وهوالاجراء الذى وصفه مجلس
الوزراء التركى بأنه تم استنادا الى قواعد الاشتباك والقوانين الدولية.

وكانت تركيا قد مهدت لهذا الاجراء من خلال نشاط سياسى ودبلوماسى محموم جرى
على مدى ساعات اليوم سواء من خلال الاتصالات التى اجراها وزير الخارجية
أحمد داود أوغلو مع السكرتير العام للأمم المتحدة بان كى مون أو مع العديد
من وزراء خارجية الدول الاعضاء فى مجلس الامن.. أو من خلال المسارعة لطلب
عقد اجتماع طارئ على مستوى المندوبين الدائمين للدول الاعضاء فى حلف الناتو
حيث لبى سكرتير عام الحلف أندريس فوج راسموسين الطلب على الفور تضامنا مع
تركيا العضو المؤثر فى الحلف.

وقد جاء رد تركيا السريع على تعرض أراضيها للقصف بمثابة تطبيق لما سبق أن
اعلنته أنقرة عقب اسقاط احدى طائراتها العسكرية بواسطة الجانب السورى قبل
عدة شهور حيث أعلنت وقتها أنها قامت بتغيير "قواعد الاشتباك" على نحو
يمكنها من سرعة رد الفعل إزاء أية احداث عسكرية من الجانب السورى.

وكانت بودار الغيوم التى خيمت على سماء الاجواء التركية السورية الملبدة
أصلا قد بدت واضحة خلال الساعات الماضية سواء من خلال الاجتماع رفيع
المستوى لكبار القيادات السياسية والعسكرية التركية أو من خلال تصريح نائب
رئيس الوزراء التركى بشير اتالاى الذى وصف فيه حادث سقوط القذائف على
البلدة الحدودية التركية بأنه بالغ الخطورة ويتجاوز كل الحدود.

كذلك فقد استشعر السكرتير العام للأمم المتحدة هذه الخطورة منذ اللحظة
الأولى مما دفعه للمسارعة الى التحذير مجددا من عسكرة الصراع فى سوريا ليس
فقط لنتائج ذلك الدامية على الشعب السورى بل وعلى جيران سوريا داعيا دمشق
للاحترام الكامل لسلامة أراضى الدول المجاورة .

ويتفق العديد من المراقبين على أن سرعة رد الفعل التركى على القصف السورى
فضلا عن اللجوء لورقة حلف الناتو من جانب ومجلس الأمن الدولى من جانب اخر
انما تشى بأن سماء العلاقات السورية التركية باتت مرشحة للمزيد من الغيوم
فى الفترة المقبلة

[/b]