+ إنها دعوة كريمة من الله ذاته مع وعد صادق وأمين، لمن يأتي إليه، مهما كانت متاعبه كثيرة وصعبة، لأنه قادر على كل شيء، ولا يعسر عليه أمر (لو1: 37).
+ وكانت رسالة رب المجد يسوع، بمجيئه إلى العالم، لأجل خلاص الناس من أثقل كل الأحمال والهموم، وهي الخطية ونتائجها الردية (الجسدية والروحية والنفسية).
+ والله يدعو "ثقيلي الأحمال"، ربما لأن الذي حمله خفيف، عادة ما يحتمل ويسكت، أما الذي حمله ثقيل، فليس أمامه سوى أن يقول "ساعدني يارب".
+ والمفروض أن تلجأ إلى الله – في كل حال – سواء كان الحمل خفيف أو ثقيل لأنه وعدنا بأن يريحنا تماماً، فهل تذهب إليه لكي يريحك؟! أم تلجأ إلى الوسائل البشرية، ظناً منك – وهذا ظن خاطيء – انها ممكن أن تخلصك من متاعبك وأحمالك!!
+ فالله – هو وحده – مريح التعابى، الذين لا يجدون لدى البشر الشاكين إليهم، سوى اللامبالاة والإهمال أو النقد واللوم أو قلة الحيلة. بينما الله الحنون لا يوبخ، بل يعطي هدوءاً وعزاءاً وسلاماً، وطمأنينة للقلب ... المهم أن تدعوه في وقت الضيق (مز50: 75) فهل تفعل؟!
+ ويقول قداسة البابا شنودة: "البعض إذا أصابته ضيقة، يظل يغلي بالألم والحزن داخل نفسه، أفكاره تتعبه، ونفسيته تتعبه، وربما اليأس يتعبه، وربما لا يجد أمامه سوى الشكوى للناس أو التذمر أو البكاء، أو الإنطواء، وينسى وعد الله "إلق على الرب همك وهو يعولك" (مز55: 22).
+ فتعال للرب المحب، وتكلم معه عن متاعبك، في رجاء وثقة كاملة (إيمان) في وعده "يستجيب لك الرب، في يوم شدتك، ينصرك اسم إله يعقوب" (مز20: 1)، كما وقف مع الشهداء والمعترفين والقديسين المحاربين من الأعداء الخفيين والظاهرين.
+ وكل مغلوب من الخطية، وكل تعبان من العادات الردية، عليه أن يأتي سريعاً للرب المعين مؤمناً بقوله "تعالوا إليَ".
+ وهناك حمقى لا يحلون مشاكلهم باللجوء إلى الله، بل إلى مزيد من الخطايا (الكذب – العنف – السكر – أو الهرب إلى الإدمان – واللهو والدنس ...) لكي ينسوا مشاكلهم. ومنهم من من يلتجأ إلى الوهم أو أحلام اليقظة أو اللجوء إلى العرافين والدجالين والسحرة. وكل ذلك – بالطبع – لا يحل المشاكل، بل يتعب الفكر والقلب ويغضب الرب.
+ أما من يطيع كلمة الرب، فينال بركات ونعم كثيرة حسب قوله ووعده:
+ "إرجعوا كلكم وتعالوا" (أي17: 10).
+ "أخرجوا (من أماكن الشر) وتعالوا" (دا3: 26).
+ "كل شيء معد (في فرح السماء) تعالوا" (مت11) (لو14).
+ "تعالوا يا مباركي أبي، رثوا الملكوت" (مت 25: 34).
+ فهل تقبل دعوة الرب لك، لتتمتع بالراحة هنا على الأرض والفرح الأبدي في السماء؟!
منقووووووووووووول