إن تبوء وظيفة جيدة أو امتلاك بيت رحب أو الإتصاف بالثقافة و... الخ لايدل في الحقيقة على اقتدار أو عدم اقتدار
الشخص.
يمكن القول بأن المرأة المقتدرة أو ذات الشخصية القوية هي التي لاتسعى لإحراز تأييد أو احترام أي شخص لأن الذين
يطلبون الاحترام ويتوقعونه من قبل الآخرين إنما يدفعون الاحتمام عن أنفسهم في الواقع.
المرأة المقتدرة تعرف أن لكل انسان خصائص يتميّز بها. لديها الثقة بالنفس إلى حد لاتجعلها تتوقع تأييد واحترام الذين
يحيطونها في المجتمع. وهي تعي حقيقة أنه لايمكن إرضاء الجميع أبدا فلذلك لاتجهد ولا تؤذي نفسها في سبيل
تحقيق ذلك.
المرأة المقتدرة تحترم نفسها واحترام النفس يعني إحلال التوازن في جميع جوانب وأنحاء الحياة من الأكل والنوم
والعمل ورعاية الزوج والأولاد و...
من صفات المرأة المقتدرة أيضا هي أنها لاتجهد نفسها أبدا في سبيل التأثير على الآخرين لأنها تدرك حقيقة أن
معلوماتها وخبراتها لو ازدادت فستستطيع أن تكسب إعجاب الآخرين وتلفت أنظارهم وبالتالي تصبح في رأيهم مقبولة
ومحترمة.
الذين يتصفون بالاقتدار والاحترام لايقيسون أنفسهم بالآخرين لأن القياس يسبب بروز حالتين في الشخص هما الحسد
والخيلاء والشخص لم يتغير في كلا الحالتين في نظر الآخرين وهذا يسبب انعزاله وبعده عن المجتمع.
أما المرأة القوية الشخصية فلديها تصورات ذهنية إيجابية تجاه الآخرين وأيضا ذكريات جميلة عنهم تستحضرها في
ذهنها دائما ويؤثر هذا على نظريتها ورؤيتها للناس ويؤثر أيضا في مسيرة حياتها.
ومن جهة أخرى التفكير الجميل يستميل الجمال والتصورات الجمالية تعكس أثرها في التعامل الاجتماعي لدى
الأشخاص فالشخص الذي يفكر في إيجابيات الآخرين ينظر إلى إيجابياتهم أكثر مما ينظر إلى سلبياتهم ويؤدي ذلك
تلقائيا إلى أن ينظر الآخرون أيضا إلى إيجابياته ويتذكروا نقاط القوة لديه من غير وعي.
ومن أبرز صفات المرأة المقتدرة أنها مع اهتمامها بتهذيب باطنها تهتم بظاهرها أيضا. لأنّ الأناقة خارج البيت شيء
مقبول في رأيها مجدوده المعقولة طبعا.
المرأة المقتدرة والذكية لاتقيس نفسها بالآخرين لاتتصف غالبا بالثرثرة ولا تنظر نظرة سليبة إلى الأمور ولا تكثر توجيه
النصح أو النقد إلى الناس