ان بين الميلاد والموت حياة والمسيح غلب الموت لذا فهو حى ولنا اذا امنا باسمه حياة ابدية. ان رسالة القيامة توكد انها ليست مجرد حدثا تاريخيا جديدا فقط بل فعلا فريدا وعملا مجيدا ايضا وان تفعيل الحياة يبدأ من الموت وليس من الحياة فكل كائن يبدأ بالميلاد اما الانسان الجديد المولود للبر وقداسة الحياة فلابد ان يبدأ من الموت مع المسيح ليعيش ليس لنفسه بل من اجل الذى مات من اجله وقام. ان جدة الحياة لابد وان تبدأ بموت البذرة اى الدفن ثم تنبت برعما فنبتة فغرسة فشجرة ثم ثمرة لذا فانة يعد حقيقة منطقية ماثلة ان الموت بوابة الحياة فالترتيب المقصود فى جنة عدن كان شجرة الحياة والموت ثم شجرة الحياة الى الابد فنحن امام تسلسل وتتابع يبدأ بالحياة ثم الموت ثم الحياة الابدية وهكذا نرى الامور وقد اتسمت واتسقت وتناسقت واستقامت والمهم والاكيد والافيد ان نحرص على الموت لتوهب لنا الحياة وهذا ما فعله يسوع اذ ركز نظره نحو اورشاليم وثبت عينيه على الصليب اذ هو الوسيلة والغاية معا لتحقيق الفداء مع المضى قدما فى عملية تقديم النموذج الذى يضمن اهليته لتولى هذه المهمة امام الله وامام الناس فى انسجام وانتظام لم يسبق لهما مثيل فى تأنق وتألق ليس له مثيل اذ ان موته النيابى هو ضامن وضمان امكانية الحياه من جديد فى الارض الجديدة والسماء السعيدة. اذا يسوع قدم الصليب كحل للخطية والاب قدم القيامة كحل للموت اذ ان الموت مرادف للخطية والقيامة صنوا للحياة. والقيامة كفعل تثبت ان الضامن الوحيد لحدث الحياة الجديدة هو المسيح الاجدر والاقدر والمسيح وحده اذ له عدم الموت وهو كحدث فريد فى التاريخ يتضمن صيرورة عنصر الزمن الى غاية ويعيد صياغة التاريخ بعد ان ركز كتبة التاريخ قبل الميلاد على ثقافة الموت على اعتبارها الحدث المهم تاتى القيامة لتكون الحدث الاهم بعد الميلاد اذ هى جوهر الوجود واصله وغايته والحدث الاكثر صعوبة والابعد فى التحقق اذ اهتمت الديانات السماوية وغير السماوية بالموت على انه الاصل ولكن يسوع وهذا ما تريده وتعلمه المسيحية ان القيامة هى الحدث الاكثر اثارة والاجدر بالاهتمام فالبرغم من اهتمام المصرى القديم بالتوحيد مع بقاء الموت هو الاساس لذلك بنى القبور على شكل اهرامات واهتم الاسلام بثقافة الموت اى الجهاد فهى الاساس على اعتبار ان الموت فى سبيل الله هوالحدث الاكثر اثارة والاكبر فى المكافاه ولكن يسوع يعطى الحياة على الارض والحياة الافضل على الارض الموعوده والحياة الافضل على الاطلاق عندما ياتى ثانية بمجده وملكوت ابيه وياخذ اتباعه ومحبيه اذ يتمتعون بتمام الوعد ويتمتع هو بتمام الانجاز اذ يملك الى الابد ولا يكون لملكه نهاية وهذا ما يجعل المسيح يتفوق ويصدق. اذا يسوع فى القيامة وجه الضوء وسلطه على القيامة وليس على الموت اذ أبطل الموت وأنار لنا الحياة والخلود (2تى 1: 10 ) فهو كما انار الحياة عمليا بتقديم نموذج عملى للانسان الجديد واهله ليسكن روح الله القدوس فيه للابد بنفس القدر انار الخلود بقيامته المجيدة ناقضا اوجاع الموت ومظهرا الامكانية لكل من يقبله ربا ومخلصا وفاديا باعطاءه ادوات التحول والتغيير بالكلمة الحية المحيية والعلاقة المباشرة والشخصية بدون وسيط او شفيع عداه اذ يوجد وسيط واحد وشفيع واحد بين الله والناس الانسان يسسوع المسيح وبشركة الجسد الواحد وسكنى الروح القدس المحيى بمجرد قبول الفرد سلطان وسيادة وانسانية والوهية البار ابن الله الحى الذى كان ميتا والمقام من الاموات وهذا ما يجعل المسيح يتألق ويتأنق ويقتدى ويحتذى به. ان لنا نحن المسيحين الكثير والكثير فى اروع الاحداث واعظمها على مدار التاريخ ابداعا وجلل ولكن اجمل واكمل ما لنا فى القيامة ان لنا يسوع الحى وان لنا اذا امنا حياة باسمه ويمكن ذكر ما يلى على انه عربون الميراث الذى تفعل وتكمل وتقرر وتدبر بقيامة المسيح من الموت: