ritta عضو مجتهد
عدد المساهمات : 26 نقاط : 46864 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 29/01/2012 العمر : 37
| |
ritta عضو مجتهد
عدد المساهمات : 26 نقاط : 46864 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 29/01/2012 العمر : 37
| موضوع: رد: الكهنوت المسيحي الثلاثاء مايو 15, 2012 4:06 am | |
|
ماهو الكهنوت ؟
هو إختيار إلهيّ (خروج 28|3)، وأيضا (خروج 29|30)، يُميّز الكاهن شكلا وقلبا (خروج31|10) ويلزمه بأنّ يسير بالقداسة على مثال الله القدّوس الذي دعاه ليكون وسيطا بينه وبين الشعب (تكريس هروان، خروج 40|12-14).
إنَّ اختيار الرّب لهرون، شقيق موس، واختياره لصموئيل منذ نعومة أظافره، وأختياره لإرميا من الحشا، ولمار يوحنا المعمدان (ابن الكاهن زكريا)، وغيرهم، لدلالة قاطعة على أن الله هو مَن يختار مِن الناس مَن يشاء، ليكونوا خدّامه. يختارُ كهنة عن غير استحقاق، وبنعمته المجانيّة يؤهلّهم للمثول أمامه، على مثال موسى (اصفح عنهم لأنهم خطئوا...)، وابراهيم (أتُهلِك البار مع الأثيم ...)
وإيليا (صلّى لأجل ابن الأرملة، ولأجل نعمة المطر ...).
| |
|
ritta عضو مجتهد
عدد المساهمات : 26 نقاط : 46864 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 29/01/2012 العمر : 37
| موضوع: رد: الكهنوت المسيحي الثلاثاء مايو 15, 2012 4:08 am | |
|
اساس الكهنوت في العهد الجديد
وفي العهد الجديد أيضا، نرى أن الله نفسه يختار من الشعب مَن يخدم أسراره. فيقول لنا: "لستم أنتم اخترتموني بل أنا أخترتكم، لتذهبوا وتأتوا بثمارٍ كثيرة ..." (يوحنا 15|16). إنّ الكهنوت في العهد الجديد مبني عل اختيار الله للرُسُل، تلمذتهم، اعطائهم سلطانه، أي سلطان غفران الخطايا، وشفاء المرضى، واقامة الموتى، وقيادة شعب الله نحو ملء الحياة، وسياسة الكنيسة وتدبير شؤونها. والكهنوت حسب مفهوم العهد الجديد، هو أيضا فعل طاعة، نابعة عن محبّة الكنسية للرّب يسوع، الذي أمرنا ليلة العشاء السريّ: "أفعلوا هذا لذكري حتى مجيئي" (لوقا 22|19). والطاعة بالنسبة ليسوع هي كمالُ المحبّة، لذا عطيّة الكهنوت تعبّر عن محبّة الله الفائقة لنا، اذا سلّطنا على جسده ودمه، وأعطانا بسلطان الكهنوت مفاتيح ملكوته. يؤمّن الكهنوت استمرايّة الكنيسة، فلا افخارستيا من دون كهنوت، كما أنّ الكهنوت ينبع من الافخارستيا، قلب الكنيسة النابض بالشكران، والغفران والمحبّة.
تؤكّد لنا قصةّ اختيار مار بطرس (متى 16|16) "لا لحم ولا دم كشف لك ذلك، بل أبي الذّي في السموات...." بأنّ الدعوة للكهنوت هي اختيار مجاني من الله الآب، وعن غير استحقاق من المَدعو. فكما كان إختيار مريم العذراء، وإختيار هروان، وداود الملك، كذلك كان اختيار مار بطرس، رأس الرُسُل، وصخرة الإيمان من الله الآب. ويسوع بدوره يُثبّتُ اختيار "أبي الذي في السموات"، ويقول لبطرس "وأنا أقولُ لكَ أنت الصخرة وعلى هذه الصخرة سأبني بيعتي ...". إنّ علاقة يسوع ببطرس الرسول، تخبرنا عن الكهنوت:
لقدّ صلّى يسوع من أجل بطرس. يُخبرنا التقليد المسيحيّ بأنّ الله يُعيّن ملاكا حارسا اضافيّا لكُلّ كاهن جديد (القديسة فرونيكا جولياني 1720)، ليحرسه، ويصلّي من أجله أمام الله ليل نهار. كذلك أوصى يسوع مريم العذار مِن على الصليب بالكنيسة، وبخاصة الكهنة، اذ قال لها: "يا امرأة هذا ابنك" مُشيراً إلى تلميذه يوحنّا الحبيب. لذا تُصلّي الكنيسة لأم الله، داعية إيّاها أم الكهنة، واضعة كلّ الكهنة تحت حمايتها. لقد سأل يسوعُ بطرسَ أن يثبّت اخوته بالإيمان، متى عاد، رغم ضعفه ونكرانه ليسوع (لوقا 22|32). لَم يختار يسوعُ بطرس لكي يُخلّص نفسه فقط، بل وضع على كتفيه مسؤوليّة رعاية خرافه. وسيُعلّمه كم ينبغي عليه أن يتألّم من أجل الكنيسة. فكُلّ كاهن مسؤولٌ أوّلا أمام الله عن خلاص النفوس. لذا عليه أن يتدّخل أحيانا كثيرة في حياة الناس الخاصة، لكي يُرشدهم إلى الخلاص. لقد اختار يسوع تلاميذه بعد صلاة لأبيه السماوي (لوقا 6|12-13)، وقد كانوا بأغلبهم صياديين سمك. فجلعهم "صيادي بشر" (متى 14|18-19، 21، ومرقس 1|16-21). كما في دعوة بطرس لكي يرعى كنيسة المسيح، كذلك في دعوة الرُسُل الإثني عشر، الذين سيصيروا كهنة ليلة العشاء السرّيّ، هناك اختيارٌ مباشر من الله. فيسوع يُصلّي قبل أن يختار التلاميذ لأبيه السماويّ. والملفت للنظهر أن الرُسُل بأغلبهم كانوا صياديّ سمك. وهناك أوجه شبه عدّة بين صياد السمك والكاهن الرسول. فالمُرسل، كما صيّاد السمك، قد يتعب كلّ الليل ولا يرى نتيجة، وأحيانا يفيضُ الخيرُ عليه من السماء. وهو لا يعرفُ أي طريقٍ يسلك، بل يسير على هدى الروح، فالبحرُ أو الأرضُ كلّها منزله. ويتعلّم الكاهن كما الصياد، أن يتّكل على الله في عمله، فهو لا يعرف متى وأين تهّبُ العاصفة، وعليه دوما أن يعمل مع رفاقه (عمل جماعة)، فهم يُشاركون المركب نفسه، والمصير نفسه. فخلاصه يتعلّق بخلاصهم.
| |
|
ritta عضو مجتهد
عدد المساهمات : 26 نقاط : 46864 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 29/01/2012 العمر : 37
| موضوع: رد: الكهنوت المسيحي الثلاثاء مايو 15, 2012 4:10 am | |
|
ماهو عمل " رسالة الكاهن ؟
على مثال ملكيرصادق، كاهن العلّي، الذي بارك إبراهيم، ابو الأباء (تكوين 14\18)، يُبارك الكاهن الشعب باسم الله، ويقبل منهم بواكير وذبائح الشكر، والتمجيد، والتكريس. يُمثّل الشعب: لقد زوّج فرعون مصر، ابنت كاهن مصري ليوسف، علامةّ لإنصهار يوسف في الشعب المصري وقبوله، وكرامةً له. الكاهن هُنا يُمثّل نقاوة الشعب (تكوين 41\45 ...). كذلك فيما بعد (خروج 2|16) سيتزوّج موسى بابنت كاهن مدين، علامةً على انفتاحه على شعوب الصحراء، وانصهاره فيهم، وتمازجهم معه.... وسنرى فيما بعد في سفر الخروج دورا اساسيّا للكاهن. فكاهن مدين الوثني هو أيضا مرشد ومعلّم ومنظّم لشؤون الشعب، وله احترامه وكلمته المسموعة (خروج 3|1، و18|1).
يُصلّي، يقدّم الذبائح، ويتضرّع باسم الشعب أمام الله. فهو الوسيط بين الأرض والسماء (لاويين 1|13، و17، و2|8، 9، و16). إلى اللاويين، أي الكهنة، دون سواهم، سلّم الرّب مهمّة حمل "تابوت العهد" (تثنية الإشتراع 31|9)، وقدّ كان هذا التابوت يحتوي على لوحي الوصايا، قسط من المَنّ السمواي، وعصا هرون التي افرخت. وهذه رموزٌ إلى حمل كلمة الله إلى العالم، وكسر خبز السماء والحياة لهم في القدّاس الإلهي، وعلامة على اختيارهم دون سواهم كوسطاء بين الله وشعبه، يحملون عصا الرعاية. بهذه العصا يطردون الذئاب الخاطفة التي ترود حول الكنيسة لتنهش ابناءها، وبها أيضا يقودون الخراف إلى مراعٍ خصيبة، تزهِرُ فيها الفضائل المسيحيّة.
| |
|
ritta عضو مجتهد
عدد المساهمات : 26 نقاط : 46864 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 29/01/2012 العمر : 37
| موضوع: رد: الكهنوت المسيحي الثلاثاء مايو 15, 2012 4:12 am | |
|
شهادة الكهنوت
في سفر العدد 18|20 و23 ...، يقول الرّب الإله لهرون الكاهن، ابن لاوي، بأنّه لن يكون له، على غرار أبناء اسرائيل الباقين، حصةٌ في أرض الميعاد. "لأنّي أنا الرّب الإله أكون حصتّك وميراثك إلى الأبد". لهذه الآية معنىً عميق. فيسوع أيضا لم يكن له ولد، ولم يكن له ملكيّة (موضعٌ يسندُ إليه رأسه، متى 8|20)، وقدّ أخلى ذاته، وتخلّى حتّى عن إرادته ليكون كُلّيا لله. لأن الله نصيبه، و"لن يترك صدّيقه يرا فسادا." يصيرُ الكاهن الذي اعتنق المشورات الإنجيليّة، أي سارَ على خُطى المسيح، الطائع لأبيه السماوي، والعفيف والفقير، شهادةً للمكوت الآتي. فعندما ينظرُ الناس إلى كهنة الكنيسة، وقد نذروا حياتهم للخدمة، وتخلّوا عن حقوقهم الطبيعيّة في الارادة الحُرّة، والتملّك والزواج وتكوين عائلة، يتساءلون عن سبب هذا التخلّي. ويشرحُ يسوع سبب هذا التخلّي بقوله "من أجلِ الملكوت" (متى 19|12). فعلى مثال المسيح الطائع، يُخضع الكاهن ارادته للأسقف والسلطة الكنسيّة المقدّسة من أجل الخير العام. وعلى خطى المسيح الفقير، يتخلّى عن خيرات هذا العالم الزائل من الكنز الأعظم، ولأنّ قلبه هو أصلا حيث كنزه، أي في السماء، حيث لا يفسدُ سوسُ ولا يسرق سارقون. تقوم بشارة الكاهن أوّلا على التزامه بعيش المسيح، ودعوته الكهنوتيّة. وتنتعش هذه الشهادة بقدَرِ ما يُقدّر الناس خدمة كاهنهم. فالرعيّة التي لا تطب من كاهنها لأن يزور بيتها، أو أن يُبارك مرضاها ويُصلّي عليهم، أو أن يسمع أعترافاة أبناءها، أو أن يعتني بتعليم صغارها التعليم المسيحي ويرشد شبيبتها في سُبلِ الحياة، أو أن يُصلّي لراحة نفوس موتاها، والرعيّة التي لا تُسائل راعيها عن واجباته الرعائيّة والروحيّة والإجتماعيّة تجاه أولادها، تُساعده بذلك على الانحطاط والتقوقع، وتمشي معه وبه نحو الهلاك.
| |
|
ritta عضو مجتهد
عدد المساهمات : 26 نقاط : 46864 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 29/01/2012 العمر : 37
| موضوع: رد: الكهنوت المسيحي الثلاثاء مايو 15, 2012 4:13 am | |
|
تجارب الكاهن
تكمُنُ تعزية الكاهن في نمو شعب الله، على ما يقول القديس بولس الرسول (2 قو 3: 2) "إنتم رسالتنا، مكتوبةٌ في قلوبنا، ومقروأة من الجميع..."، أي إن افتخرنا، نفتخرُ بكم، أنتم كنيسة الله، وسبب خلاصنا، وعربون حياتنا الأبديّة، وإكليلُ مجدنا في السماء وعلى الأرض. الكاهن هو من الشعب، مختارٌ من الله. ولا تستورد الكنيسة كهنتها من العالم الخارجي، بل هُم من أبناء شعبهم وبيئتهم. لذا هم يُعبّرون عن حاجات جماعاتهم، وجوعهم إلى الحقيقة، وتوقهم إلى معرفة الله والاتحاد به، كما ويعبّرون أيضا عن فساد شعبهم. فما خطيئة الكاهن إلاّ امتداداً لخطايا رعيّته وشعبه. فمثلا في مجمتع أمريكا الشماليّة نلاحظ أن نسبة الكهنة الكاثوليك هناك الذين اعتدوا جنسيّا على الصغار تتراوح بين 1،5% والـ5%، أي بمُعدّل 3،25%، مقارنة بنسبة 18% تقريبا في مجتمعهم. والفرقُ واضح بين 3% والـ18%، ويُشير إلى ارتفاع نسبة نجاح الكهنة الذين تخلّوا وللأبد عن خطايا ونزعات مجتمعاتهم، ولو كانوا منها أصلا، ويعيشوا فيها أولا وآخرا. علما أن الأغلبيّة بنسبة 78% من بين هؤلاء الضحايا المُعتدى عليهم من قبل الكهنة تتراوح أعمارهم بين 11 سنة والـ17 سنة، مقارنة بـنسبة 67% لهذه الفئة (عمر 11-17) في المجتمع الامريكي، وهذا أيضا انجاز ايجابي في هذا المضمار. كما أن غالبيّة (53%) الكهنة الذين ثبتت عليه تهم بالإعتداء الجنسيّ على قاصرين في أمريكا، قد خطؤا مرّة واحدة فقط في هذا الصدد، مقارنةً بالعديد من أبناء بلدهم الذين يعيشوا هذه الخطيئة كاسلوب حياة. وما ذكري للأرقام والنِسَب المئويّة هنا إلا سعيا وارء الموضوعيّة. فقراءة الأرقام دون ربطها بمُحيطها الأجتماعي يمكن أن يُضلّل حتّى المثقفين من النّاس. فخطيئة الكاهن لا يمكن أن تُفهم بغضّ النظر عن خطيئة بيئته ومجتمعه. وفي مجتمعنا اللبناني تكثر الأمثل على حالات الفساد بين كهنتنا، لكن تصغُر هذه الحالات اذا ما قُورِنت بنِسَب الفساد العاليّة الموجودة في المجتمعِ كَكُلّ. فالكاهن لا يُمكنه أن يتخلّى كلّيا عن مجتمعه، بل يحملُ في نفسِه رواسب خطايا هذا المجتمع، ويسعى دوما الى التحرّر منها بنعمة الله الذي اختاره ليكون "ملح الأرض ونور العالم" (متى 5|13-14). وغالبا ما يصُحّ في مجال انتقاد الكنيسة والمكرّسين فيها، المثل اللبناني القائل: "ما بيتمسخر على الناس، إلاّ مسخرة الناس"، وأيضاً: "العنزة الجربانة ما بتشرب إلاّ من راس النبع." فمَن يفتح فاهُ مبيّنا خطايا غيره، هو غالباً ما يُحاول ابعاد النظر عن خطاياه الكثيرة والنتنة. وما كثرة انتقادات الناس للكنيسة، والمكرّسين من أبنائها إلاّ محاولةً يائسة لغضّ النظر عن فسادهم، ورفضهم لتعاليم هذه الكنيسة، التي ما برحت، على ضعفهم، تُندّد بالفساد وتحاربه بغية استئصاله من نفوس أولادها أوّلا، والعالم قاطبة. .
| |
|
ritta عضو مجتهد
عدد المساهمات : 26 نقاط : 46864 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 29/01/2012 العمر : 37
| موضوع: رد: الكهنوت المسيحي الثلاثاء مايو 15, 2012 4:19 am | |
|
صلاة من أجل الدعوات الكهنوتية لقد رسمت أيها القلب الإلهي، الكهنوت المسيحي في ليلة العشاء السرّي، شهادة لعذوبة محبتك التي لا تُحَدّ. تعطّف أيها القلب الإلهي، وهب كنيستك كهنة على مثالك يحبون الأنفس والفقراء والصليب كهنةً يسيرون على خطاك، فيحل السلام أينما يحلّون، ويفيض الخير حيثما يوجدون
حصّن كنيستك وجمّلها بكهنة صالحين، وأفض عطاياك بواسطتهم على المؤمنين. يا مريم يا أم الكهنة، صلّي لأجل أبنائك الكهنة أجمعين أمين
| |
|