راعوت
1_الاطار التاريخي :
تجري قصة راعوت اثناء فترة حكم القضاة 1200-1050ق.م.هذه الفترة التي تلت تمركز شعب الله في فلسطين بعد الخروج من مصر على يد موسى تميزت بعدم وجود مرجعية مركزية لشعب الله الذي كان يعيش بالاحرى في قبائل او اسباط لكل سبط مرجعية محلية هو راس القبيلة او القاضي الذي كان بطلا محليا او قائدا عسكريا وله ماثر عديدة دونت في سفر القضاة منهم جدعون وشمشون ودبورة .هذه القبائل المستقلة كان لا يربط بينها سوى ايمانها بالله الواحد وقد تميزت هذه الفترة التاريخية بدورات متتالية من الماسي من جراء الغزوات الاجنبية على فلسطين فكان شعب الله يستغيث بالهه لينقذه من العدو .وهكذا كان الله يصطفي قاضيا ليخلص شعبه الذي ما يلبث ان يتمرد من جديد على الرب الهه ويعيش في الخطيئة فيتعرض للويلات والعقاب ,هذا العقاب الذي كان يظهر احيانا بشكل مجاعة وبطالة وحرمان .
بين هذه الاسباط كان سبط يهوذا الذي كان ينتمي اليه رجل من بيت لحم اسمه اليمالك .هذا الرجل ,وبسبب الجوع والفقر الذي حدث في تللك الفترة ,رحل هو وزوجته نعمي وابنه محلون وكليون الى ارض مؤاب ولاقاموا هناك للعيش .وهناك ,بعدما توفي اليمالك ,تزوج ابناه من امراتين مؤابيتين :عرفة وراعوث اللتين لم تنجبا .ثم مات الولدان فقررت نعمي العودة الى يهوذا بعدما عرفت ان الله افتقد شعبه ورضي عنه واعطاه خبز عيشه ,وهكذا محبة بكنتيها طلبت منهن الرجوع كل واحدة الى بيت اهلها بعد ان اثنت عليهن وباركتهن .لكن راعوث لم تقبل وقررت ان تبقى مع حماتها وتعود الى ارض يهوذا (را 1/15_18)
2_اللقاء مع الرب :
راعوث كانت امراة وثنية لم تتعرف الى اله ابراهيم واسحق ويعقوب الا عندما تزوجت من ابن اليمالك .هذه الحياة الزوجية التي دامت عشر سنوات والتي عاشتها راعوث بشهادة حماتها بحب واخلاص وخدمة ,اعطت راعوث الفرصة الكافية للتعرف على ايمان شعب الله بالاله الواحد واختبار العلاقة الايمانية الروحية والتعبدية معه .هذه الخبرة اعطت راعوث نعمة الايمان بالله الواحد وهكذا ابدت ولاء غير متوقع نحو حماتها .ولاءها هذا وهي مؤابية ان تنضم الى شعب الله كان بقرار حر (شعبك شعبي والهك الهي ).
3_النتيجة:
ولاء راعوث كان نتيجة لايمانها وعيشها مع حماتها باخلاص اعطاها اولا ان تعرف في شعب الله بفضيلتها (را3/11_12)وان تتزوج من بوعز احد اقرباء زوجها المتوفى ليقام له نسل كما جرت العادة عند شعب الله (تث5/25_6)بهذا الزواج صارت راعوث جدة لوالد داود الملك الذي من نسله سيأتي المسيح :بوعز ولد عوبيد وعوبيد ولد يسى ويسى ولد داود الملك (متى /5)
4_الدور :
اختارت راعوث ان تخضع لشريعة الرب اله اسرائيل وان تختار لنفسها ايمانا جديدا ,هكذا اصبح عوبيد ابنها جد داود الملك .هذا يعني ان شعب الله الحقيقي هو شعب اختاره الله لينفتح على العالم وليس شعبا متقوقعا حول نفسه . وبالتالي بدخول الوثنيين في حياة شعب الله بجعل المسيح ينتمي الى كل البشرية وليس الى شعب معين ,وقد اتى ليفدي كل البشرية وليس شعبا معينا .وهكذا فراعوت صورة ورمز لكل الوثنيين الذين سينتمون الى شعب الله ,الاله الواحد الي سيقدم الخلاص بالمسيح يسوع للعالم اجمع .
الشيء الاخير الذي نستنتجه من قصة راعوث هو ان الله يجزل نعمه وبركاته على الذين يسلكون بحسب شريعته ,هذه الشريعة التي تظهر اولا في القيم الانسانية من محبة وايمان وثقة وصلاح واحترام واخلاص وهي من ثمار الروح والتي اذا ما عاشها الانسان تحت نظر الرب يصل الى سعادته وخيره ويعيش حياته بمعناها الحقيقي .
__________________
....لي الحياة هي المسيح والموت هو ربح ....