لم تعد فائدة ممارسة التمارين الرياضية تعتبر مقتصرة فقط على اللياقة البدنية والقدرة على جعلك أكثر نشاطاً وحيوية.
ولكن ما الذي يمكن أن تقدمه التمارين الرياضية؟.
كشف الخبراء مؤخراً أن التمارين الرياضية يمكن فعلاً أن تجعلنا أشخاصاً "أذكياء".
وبينت الدراسات العلمية أن التمارين الرياضية قادرة على تحسين قدراتنا الذهنية ودعم قدرات التعلم بالنسبة للأطفال، بالإضافة إلى قدرتها على إبعاد الشيخوخة وعلاماتها.
وقد يفاجأ الكثير منا بالفوائد التي كشفتها الدراسة مؤخراً للتمارين، حيث إن الرياضة لا توفر لنا الشعور بالسعادة فقط، بل إنها تحمي دماغنا من التأثيرات الضارة للإجهاد النفسي (السترس) وتقدم السن.
وتعدّ هذه الدراسة التي أجراها الدكتور جون رايتي الطبيب النفسي في جامعةHarvard في الولايات المتحدة أول دراسة علمية تؤكد علمياً أن ممارسة التمارين الرياضية يمكن أن تجعل الشخص أذكى فعلاً.
ولم تعد مسألة المحافظة على الذهن مقتصرة على تناول السمك لاحتوائه على الأوميغا 3 الذي ينشط خلايا الدماغ أو على ممارسة التمارين المنشطة للذهن كالكلمات المتقاطعة والسودوكو، بل إن الحل الوحيد الفعال يكمن في التمارين البدنية.
ويكمن السر في ممارسة التمارين الرياضية في أنها تحرر نسباً كبيرة من المواد الكيميائية إلى الدم والذي يدعم "البنى التحتية" للدماغ.
وأحد هذه المواد الكيميائية التي تطلق إلى الدم هو البروتين BDNF والذي له تأثير كبير على تطوير الذهن.
تبعد عن دماغك آثار التقدم في العمر
يبدأ دماغنا منذ سن الأربعين في خسارة حوالي خمسة في المئة من حجمه كل عشر سنوات.
ويحدث ذلك نظراً لأن المساحة بين خلايا الدماغ التي تحمل المعلومات تتآكل وبالتالي تتعسر عملية توصيل المعلومات.
كما أن الأنبوب الشعري الذي يغذي الدماغ تنكمش أيضاً مع تقدم العمر، مما يمنع تدفق الدم إلى هذه المساحة، الأمر الذي يزيد المشكلة سوءاً.
ويفسر هذا الأمر سبب ميلنا إلى النسيان كلما تقدمنا في السن.
وبينت أبحاث الدكتور رايتي أن ممارسة التمارين الرياضية يمكن أن تعكس تأثير التقدم في السن على الدماغ.
وكلما بدأ الشخص بممارسة التمارين الرياضية في سن أصغر، كان دماغه أقوى في مواجهة التأثيرات السلبية لتقدم العمر وبالتالي تأخرت هذه الآثار في الظهور.
ولذلك حاول قدر الإمكان ممارسة الرياضة حتى وإن كانت هذه الرياضة بسيطة كالمشي لمدة نصف ساعة في اليوم.