لما بدا البابا كيرلس السادس فى أنشاء دير مار مينا بمريوط كانت فى داخلى رغبة ملحة , وحب دفين أن ازور هذا المكان الطاهر , وفى أحد الأيام كلفنى قداسة البابا بإصطحاب نيافة الأنبا ثاوفيلس أسقف دير السريان إلى دير مار مينا بعربتى , وكان ربيته (المشرف ) الدير أبونا متياس السريانى (أصبح نيافة الأنبا دوماديوس أسقف الجيزة ) ولم يكن فى الدير سوى ثلاث حجرات فقط فى ذلك الوقت , وكان هناك بعض الضيوف , وعندما أقبل الليل لم نجد لى ولا لأبونا متياس مكانا نبيت فيه , ولم يكن امامنا مكان سوى الكنيسة لننام فيها , ولم يكن ابونا مرتاح للنوم فى الكنيسة , لأن سيدنا البابا كان يمنع ذلك , ولكن ليس لنا حيلة فى ذلك .
وأثناء الليل قام قداسته ليصلى صلاة نصف الليل خارج الكنيسة حتى لا أراه , كوصية السيد المسيح , حيث أن هناك بعض الشموع المضاءه داخل الكنيسة , وأنا فى الحقيقة كنت قلق لأنى مغير مكان نومى , وبعد مدة سمعت صوت مفتاح يوضع فى كالون الباب , وفتح الباب , فظننت أنه أبونا متياس , ولكن لما فتحت عينى وكانت الإضاءة كافية جداً لقيت شخص فى مقتبل العمر فى ملابس قائد رومانى , ويتجه نحوى , فإرتعدت فرائضى وإرتجفت كل عضله فى جسمى , وأدركت الشخص هو حبيبى الشهيد مارمينا , وحاولت أن اقف لأحييه , فخارت قواى , ولم أستطع الوقوف , فأتى إلى , وربت على كتفى مراراً , وحاولت أن أتكلم فلم يسعفنى لسانى , ثم خرج من حيث أتى .
وبعد مدة قصيرة دخل أبونا متياس إلى البيعة ( الكنيسة) فوجدنى متيقظاً ورويت له ما حدث , فقمنا وأيقظنا الأنبا ثاوفيلس , وعرفته بما حدث فسر بذلك جداً , وبعد أقامة القداس فى الصباح الباكر عدنا إلى القاهرة وأتجهت فورى إلى المقر الباباوى , وقابلت قداسة البابا كيرلس السادس الذى فاجأنى بقوله : " أنت عملت مع مار مينا كده ليه .. جالك حبيبك مارمينا يسلم عليك , مش تكلمه .. خفت ليه ؟ .. أيه اللى خوفك .. ؟ أرشم الصليب وكلمه .. لما يظهر مرة تانى متخفش أرشم الصليب " ..
وهذا ما قمت به فعلاً عندما ظهر لى مرة أخرى ..