تُرى ، ما هو الدليل الذى يثبت لنا أن الله يحبنا كل هذه المحبة العظيمة ، وأن لديه كل هذه المشاعر النبيلة من نحو الإنسان ؟
إن أقوى دليل على ذلك هو أن الله خلقنا على صورته كشبهه كما قال الكتاب :
" وقال الله نعمل الإنسان على صورتنا كشـبهنا ... فخلق الله الإنسان على صورته على صورة الله خلقه ذكراً وأنثى خلقهما .. " (تكوين 1 : 26 ، 27) ،
لاحظ تكرار كلمة صورة الله 3 مرات فى الآيتين ...
وبالطبع ليست صورة الله فى وجهه ، من أنف وعينين وفم وخلافه ، فالله روح ...
لكن على صورة الله فى البر وقداسة الحق .. فالله البار ، والقدوس ، والحق ..
خلق الإنسان على نفس الصورة : فى البر والقداسة والحق ... (أفسس 4 : 24)
كما أن الله قد ميَّز الإنسان عن باقى المخلوقات بأن خلق له عقــلاً وأعطاه موهـــبة النطق ،
وخلق له روحاً خالـدة لا يمكن أن تموت ولا تنتهى أبداً ...
يقول قداسة البابا الأنبا شنوده الثالث فى كتابه الرائع [ إنطلاق الروح ] :
] إن الإنسان هو المخلوق الوحيد الذى خُلِقَ على صورة الله ومثاله ، فإن طُلِبَ إليك أن تعّرف ذاتك ، فقل فى قوة وثقة " أنا صـورة الله " ... وانت كصورة الله قد كُتِبَ لك الخلود .. أنت الشخص الذى وجد الله لذة فى أن يدعوه إبنه .. ]
طلبتى إلى الله أن يمتعنا بالثقة اليقينية فى محبته وتقديره لقيمتنا .. له المجد فى كنيسته إلى الأبد .. آمين .