بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.. أما بعد:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
فهذه الأسئلة مُوَجَّهة للمسيحيين نريد منهم التفكُّر فيها والإجابة عليها
ما هو دليلكم من كتابكم المقدس على أن السيد المسيح عليه السلام هو الله؟
هل قال أنا الله أو قال له أحد يا الله؟
هل قال اعبدونى أو قال أنا الذى خلقتكم ورزقتكم وأحييتكم وأُميتكم أو قال له أحد يا خالقنا ورازقنا ومدبِّر أمرنا؟
أنتم تقولون إن الله تجسَّد فى صورة المسيح عليه السلام
فهل قال لكم أنا الله المتجسِّد؟ وهل هذا الأمر الخطير الذى يترتب عليه دخول الجنة أو النار لا يستحق الذكر؟
أليس المفروض أن يكون كلامه واضحاً حتى لا يكون هناك حجة لأحد فى أن يقول: أنا لم أفهم منه ذلك لأنه لم يَقُلْها صراحةً؟
وإذا كان هو الله المتجسِّد فلماذا لم يتجسَّد دون أن يدخل فى رَحِم السيدة مريم رضى الله عنها؟
ولماذا لم ينزل من السماء مباشرة ليكون أوقع فى قلوب عباده وأشد تأثيراً؟
ربما تقولون إن له صفات لاهوتية وأخرى ناسوتية وقد دخل فى رَحِمها لتعطيه أو يكتسب منها الناسوتية
فهل كان غير قادر على اكتساب هذه الصفات بدونها وهو القادر على كل شىء؟
كما أنه من المعلوم عندكم أن اللاهوت هو الأصل أما الناسوت فهو مخلوق
فهل كان الله ناقصاً حتى يكمل نفسه بجزء من خلقه؟
إذا سألكم أحد وقال لكم: كيف يدخل الله سبحانه وتعالى فى رَحِم السيدة مريم ثم يولَد ويرضع ويحبو ويلعب ويتبوَّل ويتبرَّز؟ تقولون له أليس الله قادر على ذلك؟
ولكن هل كل ما يقدر عليه يفعله حتى لو كان لا يليق بعظمته وجلاله؟
فأنتم تقدرون على فعل أشياء كثيرة (مثل التبوُّل والتبرُّز فى الشارع) ولكن هل تفعلونها؟
ثم ألستم تتفقون معنا أن الله يعلم الغيب منذ الأزل ويعلم أن سيدنا آدم سيأكل من الشجرة؟
فهل كان يعلم هذا ثم يُقَدِّر على نفسه العذاب بدلاً من آدم؟
أنتم تقولون إن الآب والابن والروح القدس ثلاثة فى واحد
وإذا قال لكم أحد إن هذا مستحيل ولا يمكن فهمه
تردون عليه بأن الله الغير محدود لا يمكن فهمه بالعقل المحدود
فهل الله اللا محدود يدخل فى رَحِم السيدة مريم المحدود؟
أنتم تقولون إنه صُلِبَ ومات ودُفِنَ لمدة 3 أيام ثم صعد ليجلس عن يمين أبيه
فمن كان يدبِّر أمر السموات والأرض وهو ميت؟ ولو كان هو الله فهل يجلس الله عن يمين نفسه؟
أنتم تقولون إن المسيح جاء ليفتدينا من خطيئة آدم
فما ذنبنا فى خطيئة آدم عليه السلام؟ وما ذنب المسيح أن يُعذَّب بدلاً منه؟
ألم يَقُل كتابكم المقدس فى تثنية24: 16 لا يُقتَل الآباء عن الأولاد ولا يُقتَل الأولاد عن الآباء. كل إنسان بخطيَّته يُقتَل؟
وإذا كان المسيح هو الله فلماذا لم يغفر لآدم دون أن يحمِّل نفسه هذا العناء؟ وهل رأيتم أو سمعتم فى تاريخ البشرية أجمع أن ملكاً من الملوك أو حاكماً أو قاضياً عذب نفسه أو ابنه بدلاً من معاقبة الجانى؟ وإذا فعل ذلك ألا يضحك الناس عليه ويقولون: انظروا إلى هذا الملك الذى يعذب نفسه ويهينها بدلاً من أن يعاقب الجانى أو يعفو عنه؟
أنتم تقولون إن الله من شدة حبه لخلقه عذب نفسه بدلاً منهم فهل كان الله يفرق فى محبته بين عباده؟
وبمعنى آخر: لماذا سلَّم نفسه لليهود ليصلبوه؟ أليسوا هم أيضاً من عباده؟ وهل خطيئة آدم فى أكله من الشجرة أشد أم صَلْب الإلَه؟ فهل يُعقَل أن يطهر طائفة من البشر من خطيئة لا ذنب لهم فيها ثم يوقِع طائفة أخرى فى خطيئة أشد؟
وإذا كان يحب خَلْقَه وعذب نفسه ليخلصهم من الخطيئة فلماذا لا يخلِّص إلا الذين آمنوا بنزوله وصَلْبِه ولا يخلِّص جميع عباده؟
وهل من عدل الإله أن يتجسد ليراه بعض الناس ثم يُلزِم بقية الأمم التى تأتى بعدهم بتصديق ذلك وهم لم يروه؟
ولماذا نزل وتجسَّد لبنى إسرائيل فقط وحَرَم بقية عباده من رؤيته؟ ألم يكن هناك أمم غيرهم فى ذلك الوقت يستحقون رؤيته مثلهم؟
ولماذا لم ينزل فى بداية الخليقة ليطهرها من الخطيئة بدلاً من أن يتركهم بخطيئتهم وفيهم الأنبياء والمرسلون؟
وهل جاء الإله ليُحزِن أتباعه إلى يوم القيامة على صلبه؟ تصوروا أن ملكاً من الملوك جاء لقوم فى قريتهم أو مدينتهم ألا ينتظرون منه أن يُدخِل عليهم السرور ويعطيهم الهدايا بدلاً من أن يُحزنهم ويُبَكِّيهم ويعيشون طوال عمرهم فى ذكرى آلامه وتعذيبه؟
ولو كان المسيح هو الإله المتجسِّد فهل يكلم المتجسِّد غير المتجسِّد؟ وبمعنى آخر: هل كان يقول مثلاً: أبى الذى فى السماء أو يقول ربى أو يقول إلهى لِمَ تركتنى… إلخ؟
ثم إنكم تقولون عن المسيح عليه السلام إنه المخَلِّص ومن آمن به خلَّصَه وأدخله الملكوت
وإذا سألناكم وقلنا لكم: يخلِّص المؤمنين به من أى شىء؟ تقولون يخلصهم من الخطيئة والشيطان
فهل كل أتباعه خلصوا من الخطيئة والشياطين فعلاً؟ لو كان هذا حقاً لمَا وجدنا مسيحى على وجه الأرض يخطئ ولأصبحوا أمثال الملائكة, وإذا وعدهم بأنه سيخلصهم من الخطيئة, أليس فى هذا تحريض لهم على الإجرام والخطيئة أكثر وأكثر اعتماداً منهم على أنه سيخلصهم؟
وإذا كان سيخلصهم من خطيئة آدم فقط فما فائدة ذلك؟ أيخلصهم من خطيئة لا ذنب لهم فيها ثم يؤاخذهم على خطاياهم وهى الأهم عندهم؟ وما معنى توَعّده بالعذاب للعاصين منهم طالما أنه يخلصهم؟
فقد جاءت نصوص كثيرة فى الكتاب المقدس تتوعد العاصين بالنار ومنها ما جاء فى متى18: 8-9 فإن أعثرتك يدك أو رجلك فاقطعها وألقها عنك خيراً لك أن تدخل الحياة أعرج أو أقطع من أن تلقى فى النار الأبدية ولك يدان أو رجلان. وإن أعثرتك عينك فاقلعها وألقها عنك خير لك أن تدخل الحياة أعور من أن تلقى فى جهنم النار ولك عينان
فأىّ خلاص هذا الذى تتحدثون عنه وتمنُّون به من تحوالون تنصيره؟ وأىّ سعادة تلك التى يشعر بها من آمن بدينكم وهو يعلم أنه سيدخل النار إن لم يقطع يده ورجله ويقلع عينه لأنه أخطأ بها؟
أنتم تعظمون الفطير وتقبِّلونه وتسجدون له فى الكنائس وتأكلونه وتقولون إنه جسد الرب ثم تخرجونه مع الفضلات فى الحمامات فهل هذا يليق بالله سبحانه وتعالى؟
وأسألكم بالله: هل لو احترق هذا الفطير فى الفرن أكنتم تأكلوه أم أنكم ترمونه؟
إن المسيح عليه السلام تبرَّأ من الألوهية ودعا إلى توحيد الله فى نصوص كثيرة من الكتاب المقدس, وأقرَّ بأن المعجزات التى أتى بها ليست من عنده, ولكنها من الله سبحانه وتعالى والدليل على ذلك كله موجود فى السؤال رقم 16 و18 فى الرد على شبهات العقيدة فى هذه المدونة
وهذه بعض مقتطفات منها: فى لوقا18: 18-19 وسأله رئيس قائلاً أيها المعلم الصالح ماذا أعمل لأرِث الحياة الأبدية. فقال له يسوع لماذا تدعونى صالحاً. ليس أحد صالحاً إلا واحد وهو الله
وفى يوحنا14: 28 لأنى قلت أمضى إلى الآب. لأن أبى أعظم منى
كيف يكون الآب أعظم من الإبن وهما واحد؟ وهل يكون الواحد أعظم من نفسه؟
فى لوقا6: 12 وفى تلك الأيام خرج إلى الجبل ليصلى. وقضى الليل كله فى الصلاة لله
فهل الإله يصلى لنفسه؟
فى يوحنا8: 40 ولكنكم الآن تطلبون أن تقتلونى وأنا إنسان قد كلمكم بالحق الذى سمعه من الله
فى هذا النَّص يقول إنه إنسان, وفى نصوص أخرى يقول إنه ابن الإنسان, فكيف تعتقدون أنه الله مع أن الكتاب المقدس ينفى الألوهية عن الإنسان وعن ابن الإنسان فيقول فى عدد23 : 19 ليس الله إنساناً فيكذب. أو ابن إنسان فيندم
فى يوحنا5: 30 أنا لا أقدر أن أفعل من نفسى شيئاً كما أسمع أدين ودينونتى عادلة لأنى لا أطلب مشيئتى بل مشيئة الآب الذى أرسلنى
وفى يوحنا5: 37 والآب نفسه الذى أرسلنى يشهد لى. لم تسمعوا صوته قط ولم تبصروا هيئته
فكيف يكون هو الله ثم يقول: لم تسمعوا صوته قط ولم تبصروا هيئته؟
فى متى24: 36 وأما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما أحد ولا ملائكة السموات إلا أبى وحده
فكيف يكون إلهاً وهو لا يعلم متى يوم القيامة؟ بل ولا يعلم حتى من ضربه؟
ففى لوقا22: 63-64 كانوا يستهزئون به وهم يجلدونه. وغطوه وكانوا يضربون وجهه ويسألونه قائلين تنبَّأ. من هو الذى يضربك