: ولادة المسيح المقدسة من عذراء، ذكرت في القرآن على أعظم ما تكون الكرامة.
يخبرنا القرآن أن المسيح قد ولد بطريقة تفوق ولادة سائر البشر بما فيهم محمد نفسه.
فقال أنه وُلد من مريم العذراء بدون تدخّل أي رجل، فلم يكن له أب بشري.
(سورة مريم 20) "قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا"
وفي تفسير ابن كثير: "َقَالَتْ كَيْف يَكُون لِي غُلَام .. وَلَسْت بِذَاتِ زَوْج"
فقد ذكرت في القرآن في [30 آية]، وفي الأحاديث والكتب التراثية [333 مرة]
منها
قال عن قداستها: في (سورة آل عمران 42) وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ العالمين"
وعن ولادة المسيح الفائقة: في (سورة الأنبياء 91) "فَنَفَخْنَا فِيهَا مِنْ رُوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِلْعَالَمِينَ"
فالمسيح هو الإنسان الوحيد الذي وُلد من روح الله.
وهذا ما يؤكده القرآن في (سورة النساء171) إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ
يقول الكتاب المقدس عن ولادة المسيح؟
يوم ولادته بشرت الملائكة الرعاة منشدة: "المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة" (لو2: 14)
وإليه أتى ملوك من المشرق ساجدين وقدموا له هداياهم. (مت2: 1ـ12)
وارتج هيرودس الملك من نبأ ولادته (مت2: 16)
وفي (1تي3: 16) "عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد"
في القرآن في (سورة الأعراف 143) "تجلى ربك للجبل"
وفي (سورة القصص، وطه، والنمل) تجلي الله في شجرة لموسى وتكلم له منها قائلا: "إني أنا الله رب العالمين، ولا إله إلا أنا، وبورك من في النار ومن حولها"
فإن كان المسلم يؤمن أن الله تجلى أو حل أو ظهر في حجر [الجبل] وفي [شجر لموسى] فكيف يستكثر على الله أن يحل في بشر، والبشر أرقى من الحجر والشجر؟
تكلم فقهاء المسلمين عن إمكانية ظهور الله في إنسان؟
جاء في (كتاب الملل والنحل للشهرستاني ج 1 ص 192) "إن ظهور الروحاني بالجسد الجسماني أمر لا ينكره عاقل .. كظهور جبريل .. بصورة أعرابي .. فلذلك نقول: إن الله تعالى ظهر بصورة أشخاص"
وقول للشيخ أبو الفضل القرشي في (كتاب هامش الشيخ القرشي على تفسير الإمام البيضاوي جزء 2 ص 308): "في قولهم أن في المسيح لاهوتاً يمكن أن يكون المراد أن اللاهوت ظهر فيه ظهوراً تاماً، وهذا لا يستلزم الكفر، وأن لا إله إلا واحد لم يلزم منه أن يكون المسيح هو الله* ، بل يلزم أن يكون الإله موجوداً فيه"
المسيح فقد ولد من روح الله فهو كلمته ورح منه، وحل في جسد إنسان مولود من العذراء مريم.