عدم تحريف الكتاب المقدس
الكتاب المقدس هو الكتاب الذي يقدسه المسيحيون لأنه يحتوي على كلام الله للبشر، وسوف نوضح محتوياته، ثم نورد الأدلة أنه موحى به من الله.
في البداية نريد أن نعطي للمستمع فكرة مبسطة عن الكتاب المقدس. فهو يحتوى على:
أولا: العهد القد يم: وهو الكتاب الموحى به لليهود: ويشمل:
التوراة، والمزامير (الزبور)، وكتب الأنبياء.
ثانيا: والعهد الجديد: (الإنجيل) ويشمل :
1ـ البشائر: وهي بشارة متى، وبشارة مرقس، وبشارة لوقا، وبشارة يوحنا.
2ـ وأعمال الرسل: وهو تسجيل لكرازة تلاميذ المسيح (الحواريين).
3ـ والرسائل : وهي رسائل بولس الرسول، ورسائل بطرس الرسول، ورسائل يعقوب الرسول، ورسائل يوحنا الرسول، ورسالة يهوذا الرسول.
4ـ وسفر الرؤيا: وهو سفر نبوي عن الأحداث المستقبلة عبر الزمان حتى نهاية العالم.
والكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد يسرد تاريخ البشرية في تسلسل بديع، وبأسلوب سهل. ويتحدث عن مواضيع متعددة في مجال علاقة الله بالإنسان، وعلاقة الإنسان بالله، وعلاقة الإنسان بأخيه الإنسان. ويشتمل على كل العقائد الإيمانية، والشرائع التعبدية، والقيم الروحية، فمن نصوصه نستمد عقائدنا و شرائعنا وقيمنا.
تؤمن المسيحية بأن الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد هو موحى به من الله، :
القرآن الكريم:
يشهد القرآن الكريم بأن الكتاب المقدس (التوراة والزبور والإنجيل) هو
موحى به من الله، وقد أورد آيات كثيرة جدا عن ذلك ولكننا نكتفي ببعض منها.
1ـ التوراة:
+ سورة المائدة (44): "إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون"
+ وسورة البقرة (87):
"ولقد آتينا موسى الكتاب وقفينا من بعدهم بالرسل وآتينا عيسى بن مريم البينات وأيدناه بروح القدس …"
[وانظر أيضا: سورة الأنعام 92 ، سورة الإسراء2، وسور المؤمنون 49 وغيرها وجميعها تشهد أن توراة موسى هي موحى بها من الله].
2ـ الزبور (المزامير):
+ سورة الإسراء (55): "وآتينا داود زبورا (أي المزامير)"
[وانظر سورة النساء163 سورة فاطر 25 ]
وهي تشهد لمزامير داود النبي أنها موحى بها من الله. ونأتي أيضا إلى شهادته التالية:
3ـ كتب الأنبياء:
+ سورة النساء 163: "إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده وأوحينا إلى إبراهيم وإسماعيل واسحق ويعقوب والأسباط وعيسى وأيوب ويونس (يونان) وهارون وسليمان وآتينا داود زبورا"
[وانظر أيضا: سورة النحل 43 سورة الأنبياء 25]
رأينا شهادة القرآن لكتب الأنبياء أنها موحى بها من الله، بقي أن نرى شهادة القرآن للإنجيل أنه موحى به من الله.
4ـ الإنجيل:
+ سورة المائدة (46): "وقفينا على أثرهم بعيسى ابن مريم مصدقاً لما بين يديه من التوراة وآتيناه الإنجيل فيه هدى ونور .. .. "
[وانظر أيضا: سورة المائدة (47) وسورة الحديد (27)]
هذا ما شهد به القرآن للإنجيل أنه موحى به من الله في قوله فآتيناه أي أن الله أوحى به، وإليك أيضا شهادة القرآن بأن الكتاب المقدس كله موحى به من الله.
5ـ الكتاب المقدس كله:
+ سورة العنكبوت (46): "ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن … وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وانزل إليكم وألهنا وإلهكم واحد"
يوصي القرآن الكريم المسلمين أن لا يناقشوا اليهود والمسيحيين الذين هم أهل الكتاب، إلا بالحسنى. وأن يعترفوا أنهم يؤمنون بوحي الكتاب المقدس، وبالإله الواحد الذي يؤمنون به.
+ البقرة (146): "الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم"
يوضح هنا شدة تمسك أهل الكتاب الذين هم النصارى واليهود بالكتاب المقدس الموحى به.
[وانظر أيضا: سورة المائدة 68 سورة الأنعام 156 سورة يونس 94]
هذه بعض الآيات القرآنية الكريمة التي تشهد بأن الكتاب المقدس كله بكل محتوياته هو موحى به من الله ومنزل من عنده.
سورة المائدة (46)
"وقفينا على أثرهم بعيسى ابن مريم مصدقاً لما بين يديه من التوراة وآتيناه الإنجيل فيه هدى ونور .. .. "
[وانظر أيضا: سورة المائدة (47) وسورة الحديد (27)]
فالوحي في الإسلام هو أن القرآن مكتوب منذ الأزل في لوح محفوظ كما هو واضح في:
+ (سورة البروج 21و22): "بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ" وقد أُمْليَ على النبي محمد كما هو واضحة في:
+(سورة العلق 1): "اقرأ باسم ربك الذي خلق"
أما مفهوم الوحي في الكتاب المقدس فيختلف عن مفهومه في الإسلام. فالوحي في المسيحية هو أن الروح القدس يوجه الرسل والأنبياء فيعبرون بكلامهم عن المعاني التي يريد الله أن يبلغها للناس بحسب قول الكتاب المقدس في:
+ (2بطرس 1: 21): "لأنه لم تأت نبوة قط بمشيئة إنسان بل تكلم أناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس"