السيد المسيح أكمل الناموس بخضوعه لوصاياه دون أن يكسر وصية واحدة " لأنه هكذا يليق بنا أن نكمل كل بر (مت 15:3+ غل4:4) ولذلك قال السيد " من منكم يبكتنى على خطية (يو 46:8 + يو 3:14).
آيات مت5(38-42):
سمعتم انه قيل عين بعين وسن بسن. وأما أنا فأقول لكم لا تقاوموا الشر بل من لطمك على خدك الأيمن فحول له الآخر أيضاً. ومن أراد أن يخاصمك ويأخذ ثوبك فاترك له الرداء أيضاً. ومن سخرك ميلا واحدا فاذهب معه اثنين. من سالك فأعطه ومن أراد أن يقترض منك فلا ترده.
أن الإنسان البدائى مستعد أن يقتل من يفقده عينه. وجاء المسيح ليطلب أن نقابل الشر بالخير وهذه درجة عالية جداً، لا يملك الإنسان البدائى أن ينفذها، فما يساعدنا الآن على تنفيذها هو حصولنا على النعمة. لا تقاوموا الشر= المقصود الشخص الشرير وتقاوم في اليونانية تعنى أن تقف في حرب ضد من يقاومك مجاهداً أن تنتصر عليه خدك الأيمن = المقصود به الكرامة الشخصية. الآخر= رُبما يكون المقصود به هو أن تترك لهُ سبب الخلاف الذي أدى للإهانة. فلو أهانك أحد بسبب خلاف على شيء
1) سامحه
2) تنازل عن هذا الشئ
من سخرك ميلاً = كان اليهودى تحت الحكم الرومانى – مهدداً في أي لحظة أن يسخره جندى رومانى ليذهب حاملاً رسالة معينة على مسافة بعيدة وهذا كان النظام البريدى المتبع في ذلك الحين. أو كانوا يسخرون أحداً لعمل معين كما سخروا سمعان القيروانى ليحمل صليب المسيح. والسيد هنا يطلب أنه إن سخرك أحد لمسافة ميل وتضطر أن تعمله بنظام العبودية فبحريتك سر معه ميل آخر علامة المحبة. والميل الآخر سيزيل مرارة عبودية الميل الأول. أي كن مستعداً للعطاء والبذل بحب، وهذا لخصه السيد بقوله من سألك فأعطه
نفهم من كلام السيد هنا هو أن لا نهتم بدرجة كبيرة بحقوقنا الشخصية بل نقبل البذل والتضحية والعطاء بحب، والتسامح مع حتى من يوجه لنا إهانة وإن أخذ أحدٌ منك شيء فإتركه واترك غيره لتستريح من مشاكل القضاء أي إشتر راحتك وسلامك = اترك الرداء أيضاً فتربح وقتك وفكرك وربما تربح من يخاصمك بحبك له.والرداء عادة أغلى ثمناً. عموماً لن يستطيع هذا إلا من حسب مع بولس أن كل شيء في العالم نفاية
(فى 8:3).++++ + تعاليم المسيح في هذه الايات ليس هدفها التطبيق الحرفى مثلما فهمنا عدم لزوم قطع اليد اليمنى...لكن الرب يقصد ان الاهم لنا ان نحتفظ بسلام القلب بقدر امكاننا،"فثمر البر يزرع في السلام"
(يع 3: 18) اما الذي يتصارع على كل شيء فهو يحيا فاقدا سلامه.
آيات مت5(43-48):-
سمعتم انه قيل تحب قريبك وتبغض عدوك. وأما أنا فأقول لكم احبوا أعداءكم باركوا لأعنيكم احسنوا إلى مبغضيكم وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم. لكي تكونوا أبناء أبيكم الذي في السماوات فانه يشرق شمسه على الأشرار والصالحين ويمطر على الأبرار والظالمين. لأنه أن أحببتم الذين يحبونكم فأى اجر لكم أليس العشارون أيضاً يفعلون ذلك. وأن سلمتم على اخوتكم فقط فأى فضل تصنعون أليس العشارون أيضاً يفعلون هكذا. فكونوا انتم كاملين كما أن أباكم الذي في السماوات هو كامل.
سمعتم إنه قيل تحب قريبك وتبغض = عدوك هذا قولهم وليست قول السيد،
أحبوا أعداءكم = هذه ليست في قدرة الإنسان العادى فكيف ننفذها ؟
1. فى عهد النعمة، يعطينا الروح القدس هذه الإمكانية، وهي ليست بإمكانيات بشرية ؟ بل هي عطية إلهية.
ولكن النعمة لا تعطى إلاّ لمن يجاهد في سبيلها. لذلك فالسيد حدد شروط الجهاد حتى نحصل على هذه النعمة باركوا... أحسنوا... صلوا لأجل...
باركوا لا عنيكم = تكلموا عنهم وأمامهم بكل ما هو صالح
أحسنوا إلى مبغضيكم = قدموا لهم ما أمكن خدمات وأعمال محبة
صلوا لأجل الذين يسيئون إليكم = أطلبوا بركة الله لهم ولذويهم في صلواتكم وربما يتساءل البعض.. هل أصلى وأقدم خدمة وأبارك شخص أساء لى، وقلبى مملوء غضباً عليه ؟ نقول نعم فهذا هو الجهاد، فالجهاد هو أن تغصب نفسك على شيء حسن صالح، لا رغبة لك أن تعمله، وفي مقابل جهادك تنسكب النعمة فيك. فتجد نفسك قادراً على حب عدوك، بل ستجد نفسك غير قادر أن تكرهه. وهذه الآية تثبت صحة وجهة نظر الأرثوذكسية في أنه لا نعمة بدون جهاد. فالمحبة هي عطية من الله أي نعمة، وهذه لا تنسكب فينا بدون الجهاد الذي ذكره السيد المسيح.
لكى تكونوا أبناء أبيكم= حتى تستطيعوا أن تستمروا وتكونوا هكذا أمام الناس والملائكة، وتكونوا مشابهين في المحبة لله أبيكم. هذا هو الكمال المسيحى. فالله يعطى من بركاته للجميع حتى الأشرار = يشرق شمسه على الأشرار. والسيد يعطينا أن يكون المثل الذي نقيس عليه هو كمال الآب السماوى، ومن يفعل يفرح الله.
أحببتم الذين يحبونكم = فهذه يصنعها حتى الأشرار، هذه تنتمى للإنسان العتيق، الذي هو بدون نعمة.
العشارون= كانوا يجمعون الجزية، ولكنهم استغلوا وظيفتهم في إبتزاز الناس لذلك صار إسم عشار يرادف أحط الأشياء وأحقرها.
لو 6 (27 :28 )
راجع مقدمة رسالة يوحنا الاولى لشرح أهمية بل خطورة هذه الوصية
لكني أقول لكم أيها السامعون احبوا أعداءكم احسنوا إلى مبغضيكم. باركوا لأعنيكم
وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم.
هنا نجد نفس تعاليم السيد التي قالها في عظة الجبل، يكررها القديس لوقا ونفهم منها أن نعمل الخير للآخرين دون إنتظار مقابل ونرد العداوة بحب وهذا لا يستطيعه سوى من صار في المسيح خليقة جديدة
2 كو 17:5 وقد يقول قائل وهل أنا المسيح لأفعل ذلك؟ حقاً يجب أن نعلم أن المسيح يسكن فينا ويعطينا حياته " لى الحياة هي المسيح في 21:1" + مع المسيح صلبت فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا فىّ غل 20:2.
"فكونوا أنتم كاملين كما أن أباكم الذي في السماوات هو كامل؟"
على أنه ينبغي أن نذكر أن كمال الله يختلف عن كمال نفوسنا كبشر.