كانا مخلوقين غير مولودين
لم يرثا فسادا من طبيعه سابقه
ادم و حواء لم يولدا من دم ولا من مشيئه جسديه ولا من مشيئه رجل لم يأتيا من زرع بشر
ولم يرثا طبعا فاسدا من طبيعه سابقه عليهما انما خلقهم الله شيا جديدا لم
يتلوث من قبل وبالطريقه التى ارادها الرب اهما
خلقهم الله على صورته و مثاله و لا يمكن ان يوجد اعظم من هذا ان يكون ادم و حواء على صوره الله
و فى ذالك يسجل سفر التكوين
(( وقال الله نعمل الابسان على صورتنا كشبهنا فخلق الله الانسان على صورته على صورة الله خلقه ذكرا و انثى )) تك 1 (26 : 27 )
وما اكثر تاملات الاباء القديسين و تفسيراتهم الخاصه يخلق ابوينا الاولين على صورة الله
قيل ان الله خلقهم على صورته فى البر و القداسه فى وضع فائق للطبيعه
وهكذا كان كلامهما بارا بلا خطيه حينما خلقهم الله متسربلين بالقداسه
وقيل على صورته فى الجمال و البهاء و المجد اى اعطاهما قبسا من بهائه
فكانا فى منتهى الجمال جسدا و نفسا و روحا
وقيل ان الله خلق الانسان على صورته فى الخلود اذ وهب لهما نفسا خالده نفخها فى انف ادم
نسمه حياه فصار ادم نفسا حيه (تك 2 : 7 )
وقيل ان الله جلقهما على صورته فى حريه الاراده
وقيل ايضا ان الانسان خلق على صوره الله فى التثليث و التوحيد
ذاتا لها عقل ناطق ولها روح و الذات و العقل و الروح كائن واحد
كالذات الالهيه لها عقل و لها روح ولها ذات الثلاثه كائن واحد
انما الله غير محدود فى كل شيئ و الانسان محدود
وقيل ان الله خلقهما على صورته فى الملك و السلطه
فكانا ملكين على الارض لهما سلطه على كائناتها
((وقال الله نعمل الانسان كصورتنا فيتصلطون على سمك البحر و على طيور السماء وعلى البهائم وعلى كل الارض وعلى الدابابات التى تدب على الارض )) (تك1 :28 )
وكان ادم نائبا الله على الارض وممثلا للخليقه الارضيه كلها
و قيل ان الله كان يعرف مسبقا بسقوط الانسان
وبانه سيخلى ذاته و يتجسد لكى يخلصه
فخلق هذا الانسان على الصوره التى كان الله مزمعا ان يتجسد بها على شيهه ومثاله