"يا رب ماذا أطلب منك وأنت لم
تدعني معوزا شيئا من أعمال كرامتك ، أنت يا رب ترعاني فلا يعوزني شيء ، كل
ما أعطيتني حتى الآن كثير عليّ ، أعطيتني فـوق ما أطلب وفـوق ما أستحق بحيث
أشعر بفيـض منك لا ينقصه شيء يزاد عليه .. ثم
إنني يا رب لا أعرف ما هو الصالح لي لأطلبه ، أنت الذي تعرف ما أحتاج أنا
إليه وتعطيني إياه دون أن أطلب ! جرأة مني أن أذكّرك بما يحسن في عينيك أن
تعمله لأجلي حسب وفرة حنان أبوتك ، كل ما أطلبه هو أن تغفر لي خطاياي ،
كذلك أطلب ملكوتك في حياتي كما سبق أن علمتنا "لا تهتموا بما للغد" "أطلبوا
أولا ملكوت الله وبره وهذه كلها تزاد لكم" ... كذلك أنا يا رب في خجل أن
أطلب على الرغم مما اقترفته من خطايا ! استحي من الطلب وقد خالفت الكثير من
وصاياك وقصّرت في واجباتي من نحوك ولم تعد لي دالة أطلب بها شيئا ، الخجل
يغطي وجهي وتذكر خطاياي يعقد لساني عن الطلب ، أنت تعرف يا رب كل شيء وأيضا
كيف أطلب شيئا جديدا وأنا لم أشكر على عطاياك السابقة ؟! ... أقول "باركي
يا نفسي الرب وكل ما في باطني ليبارك اسمه القدوس . باركي يا نفسي الرب ولا
تنسي كل إحساناته" . أنت يا رب قد أعطيتني الكثير والكثير ولم أشكر بعد
على كل ما غرقتني به من كرمك فليتني أحيا حياة الشكر لا الطلب ! أقول مع
المرتل في المزمور "بماذا أكافئ الرب عن كل ما أعطانيه ؟! كأس الخلاص آخذ
وباسم الرب أدعو .. قدام كل شعبه
على فكره ده من كتاب
حياة التواضع والوداعة