"لاتشاكلوا (أهل) هذا الدهر" (رو12: 2)
+ المشاكلة: (conform) تعني حرفياً مُشابهة تامة، مطابقة لأفعال أو لأقوال أو لسلوكيات وتصرفات معينة. وكلمة الدهر تعني هنا "العالم".
+ وينصحنا القديس بولس الرسول، بعدم تقليد "أهل العالم" الأشرار والبعيدين عن الله والجهلاء روحياً، والمتمسكين بعقائد وتقاليد فاسدة وعادات غير مسيحية وغير روحية، وضارة للروح والنفس والجسد. وهي بالطبع بعيدة تماماً عن الإيمان المسيحي السليم "وكل ما ليس من الإيمان، فهو خطية" (رو14: 23). "وتغيروا عن شكلكم بتجديد أذهانكم "رو12: 2).
+ والمسيحي المؤمن "لاينقاد" إلى التقليد الأعمى، "بل يقود" إلى الإسلوب السليم، ويوجه وينصح ويرشد ويعلم السلوك الإيجابي. وينتقد بالمنطق الحياة السلبية التي تبثها وسائل الإعلام. وأبواق أهل العالم المغرضة للإبتعاد عنها بسرعة بسبب أضرارها الروحية الخطيرة.
+ وعلى المؤمن والؤمنة عدم الإنسياق وراء موضات الملابس الشيطانية المعثرة والتي تدعو إلى جذب انتباه المراهقين وغيرهم للسقوط في الدنس بالفكر أو بالنظر أو بالفعل...
+ وقد خلقنا الله لكي نكون على صورته ومثاله في القداسة والطهارة والحكمة والفهم والحرية والمسئولية والخلود .... إلخ.
+ كما أكد القديس بولس الرسول على أن قصد الله أن نكون "مشابهين صورة ابنه" (رو8: 9)، لا مقلدين لمباديء أهل العالم لا سيما في حل المشاكل المعاصرة (وخاصة الإجتماعية) بأساليب سلبية (كالإنفصال والتطليق). بل الإلتجاء إلى بيت الرب (الكنيسة)، وصلاح القلوب العاصية وتوعية الأذهان الجاهلة روحياً، لتفرح وترتاح برضا الله عنها.
لذا لا ينفذ رغبات العالم (يو17: 14-16)، ولا يهمه رضا الناس، بل رضا الله. ولا يحزن من النقد، لأن من طبيعة الأشرار المدفوعين من غيظ الشياطين، هي الهجوم على المؤمنين الأتقياء.
+ ويجب أن تشبه، المسيح في سلوكياته وحكمته. وتنفيذ وصايا الرب بحب لا بالغضب، ورفض تعاليم عدو الخير، وكل زميل أو صديق شرير.
+ والمسيحي "سفير" للمسيح، يمثل مملكة السماء، مرسل للعالم كقدوة صالحة ونموذج مشرف. وناجح روحياً واجتماعياً وعملياً، للإقتداء به "كما أسلني الآب أرسلكم أنا" (يو20: 21).
+ والكتاب المقدس يخبرنا ما حدث للوط وأسرته بعدما شاكل (شابه) أهل العالم، على نقيض عمه ابراهيم الذي عاش في البرية مع عبادة الرب فنال البركة ورضا الله وسعد بالحياة معه.
+ وعندما طرد محمد علي باشا "الصيارف" الأقباط واستغنى عن العاملين منهم في الشئون المالية، ضربت موارد الدولة وقلت الميزانية، فاضطر إلى ارجاعهم مرة أخرى، وكما حدث في عصور سابقة كثيرة.
+ فقلد يا أخي ويا أختي كل الأبرار والأتقياء "وانظروا إلى نهاية سيرتهم فتمثلوا بايمانهم" (عب13: 7). فهل نفعل؟!!!!