ينتظر من يشكره
جاءني شخص مُرّ النفس، يصنع خيرًا مع كثيرين لكنه لا يقدم له أحد حتى كلمة شكر. إنه يشعر بخيبة أمل، لذا كان يود أن يتوقف عن عمل الخير!
تذكرت ما قاله القديس يوحنا الذهبي الفم أنه يليق بنا في تعاملنا مع الغير أن نرى شخص ربنا يسوع المسيح، فما نقدمه إنما لشخصه الذي قدم كل حياته مبذولة لأجلنا. نشكره على حبه بحبنا لمحبوبيه بني البشر.
أذكر ما رواه A. Naismith عن E.P. Hammond الذي زار مدينة ديتْرويْد بمِتْشِجِن، فلاحظ أن شخصًا تظهر على وجهه آثار جرح كبير، وأن هذا الشخص اعتاد أن يتطلع من النافذة لفترات طويلة من النهار.
إذ زاره سأله: "لماذا تقضي أغلب يومك تتطلع من النافذة؟"
أجابه: "منذ تسع سنوات وأنا أتطلع من النافذة شاهدت عربة تجري وقد جلست فتاة صغيرة في العربة. كانت تصرخ تطلب من ينجدها، إذ كانت العربة بلا سائق، وتسير إلى طريق خطر. أسرعت بكل طاقتي حتى لحقت بالعربة، وبذلت كل الجهد لإيقافها، فجُرحت جرحًا خطيرًا وفقدت وعيي. جاء تقرير الأطباء إنني لن أُشفى.
إذ عُدت إلى وعيي سألت: "هل الفتاة في سلام؟"
أجاب الحاضرون: "نعم في سلام!"
سألت: "ألم تحضر لتشكرني على إنقاذ حياتها؟"
أجابوا: "لا".
قلت: "ألم يحضر أحد من والديها ليشكرني، أو يسأل عمّا حدث لي؟"
أجابوا: "لا، لم يحضر أحد من عائلتها".
إن لي تسع سنوات أنتظر أحدًا يأتي ليشكرني، لكنني أُصبت بحالة إحباط. إنني لا أطلب أجرة، إنما أطلب من يُقدِّر ما فعلت.
تسلَّلت الدموع من عينيه وهو يقول: "آه لو جاءت هذه الفتاة أو أحد أقاربها يقول كلمة شكر واحدة!"
V هب لي يا رب أن أصنع الخير لأجلك،
فلا أنتظر كلمة مديح واحدة!
أنت وحدك فاحص القلوب،
كأس ماء بارد لا تنساه!
V وهبتني الكثير،
ماذا أرد لك من أجل كثرة إحساناتك معي؟
لأرده لك في معاملاتي مع اخوتي.
هب لي قلبًا شاكرًا
يشكرك باللسان كما بالعمل!
ابونا تادرس يعقوب ملطى