الــخــطــيــئــة
يا وَيْلتي فيما أقامِرْ
عنْ غـيرِ عِلمٍ بالشّعائرْ
الفرْق عند الله ما
بَين الكبائر والصّغائرْ
إنّ الكـبيـر هُو الذي
يدري بدائرة الدوائرْ
يسعى بدأب للكمال بفِعْلهِ والقلبُ طاهـرْ
لا تشتهي عينٌ لهُ
ما في الورى مِنْ فِعْل ساحِـرْ
فتعفّ عنْ مرآى الخطيـئة وَهْـوَ للعـينين باهـرْ
مِنْ شرعِ قدّوسٍ يزفّ لشعبهِ بُشرى البشائرْ
في حضرة الله القداسة والنقاوة والمآثـرْ
سمِعَ الورى كلّ الورى
وصَلَ الورى رسُلٌ تجاهِـرْ
بالحقّ تُعْلنُهُ جليّاً فهْوَ مِثْـل الشمسِ ظاهـرْ
لا، ليسَ يخفى مِنْ خفيٍّ إنّ مَا يُخفى بلا بِـرّ
ليموتَ منْ يأبى الخلاصَ ولا شفيعَ لهُ وغافـرْ
هذا قضاءُ الله إنّ الله موجودٌ وحاضرْ
باٌثنينِ يُدرَكُ قلتُ طوبى للمؤامن غيرَ ناظرْ
إفتحْ فؤادَك للمَسِـيّا فهْوَ منتظِرٌ وساهرْ
مَنْ ذا يُبَكّتهُ على
خطأٍ؟ فحاشا غيْرُ عاثِـرْ
مَنْ تتبعنَّ الحيَّ أمْ
مَيْـتاً حوى عَفـن المقابرْ؟
إفتحْ بصيرَتك التي
دُوْن الضياء لها ستائرْ
وادْعُ الإلهَ الحيّ يأتِكَ مسـتجـيباً غيرَ نافرْ
إنّ الإله محبّة
وعدالة لا حُكْمَ جائرْ
هذي وصايا الله أحـببْ والقريبَ ومَنْ تعاشِـرْ
لا تزنِيَـنّ فـما لحَوّاءٍ جَوَارٍ أو ضَرائرْ
لا تقتلنّ النّفْسَ ضَعْ
في الغمْد سيفكَ غيرَ شاهـرْ
للهِ مرجعُ كلّ روحٍ إنها خيرُ الذخائرْ
لا تسـرقنّ فإنّ عَـيشـكَ رافِهٌ في ظلّ قادِرْ
لا تكذبنّ قلِ الحقيـقة زينة الفم والمشاعـرْ
أمّا الصغيرُ فحَسْبُهُ
أنّى يعيش فلا يكابرْ
يَرْضى بمال الآخريـن لنفـسهِ والظلمُ سافِـرْ
فيصُول لا حقّ يؤيّدهُ ولا ترضى الضمائرْ
إنّ الذي لله يَنـسِبُ ما يخالفُ فهْوَ كافـرْ
لله خطٌّ واضحٌ
أبداً ونهْجُ الله سائرْ
لا لنْ يغيّرَ رأيَهُ
يوماً وحاشا أنْ يُسايرْ
فاٌختار كلّ الأنبياء لخدمة البشر المُغامِرْ
حتى مجيء يسوعَ بالنِّعَم الغزيرة في مَحاورْ
هذا زمانٌ تُدّعَى
فيه النبوّة والمفاخرْ
ويخاف شعْـبُ الربّ مِن
سفك الدماء بحُكْم غادِرْ
أذِّنْ وكبّرْ أيّها المسكينُ مِنْ فوق المنابرْ
ما خطبة ٌ أوحتْ لسامِعِها سوى غضّ البصائرْ
سَلْ سارة القيس التي
نطقتْ ففاقـتْ مَنْ تحاورْ
أخزتْ بمنطقها العمائِمَ كلّها واللهُ ساترْ
ألقتْ حجابَ العقلِ دون حِذائِها والصّوتُ ثائرْ
لا رَيْبَ أنْ بضلالة “الأديان” تعترفُ المصادرْ
قـدْ أبصر العقلُ المفكّر وهْـو صَوبَ النور عابرْ
أمّا الحجارةُ فهْيَ ناطقة ٌ وبعضُ الناس حائرْ
والمُلحِـدون كأنّهمْ
سِـرْبٌ مِن الطَّير المهاجرْ
طرقاتهم شتّى بلا
مأوىً وإنّ العُـشّ خائرْ
عجَباً لفلسفةٍ وعِلْـمٍ قيلَ ما لهما نظائرْ
والمعجزاتُ تهزّ أركان الوجودِ كما السّرائرْ
مَن صَوّر اللوحاتِ والـفنّانُ مقتدِرٌ وماهِـرْ؟
لكنّ عَـيناً ما رأتْ
مِنْ فنِّهِ إلاّ المظاهرْ
والجيلُ يطلبُ آية
كقصيدةٍ من نظْم شاعـرْ
مُوحىً بها مِن عـبقـر الأوهام حيث الصّحْنُ طائرْ
ليحُطّ في وادٍ كما
وادي الغضا أنّى يسافـرْ
إنّي نَذرْتُ الشِّعْرَ يا
ربّي إليكَ كأيّ ناذِرْ
لا أبتغي جاهاً ولا
مالاً فصِدْقُ الشِّعْرُ نادِرْ
منقول