كان هارون وأولاده مُكلفين بصفة خاصة بالعناية بأدوات ومحتويات المسكن المختلفة قبل الترحال في البرية، ومن بينها مذبح النحاس.
إن النار التي كانت متقدة باستمرار على هذا المذبح كانت تُطفأ. ومن كل المحرقات والذبائح التي قدمت عليه لم يكن يبقى سوى الرماد، وهذا الرماد كان يذكِّر أن الحيوانات التي قُدمت على ذلك المذبح الوحيد كان بعضها مُحرقات وقود رائحة سرور للرب، والبعض الآخر ذبائح خطية (لا1،4). وهذه صورة رمزية لحقيقة أن الرب يسوع المسيح قد احتمل على الصليب غضب الله بسبب خطايانا، ولكنه كان في نفس الوقت موضوع سرور الله اللانهائي بسبب إخلاصه المُطلق.
وبالنسبة لنا نحن المؤمنين يمثل هذا الرماد ذكرى ذبيحة مخلصنا الكاملة. هل يمكن أن ننسى آلام ذاك الذي "بروح أزلي قدم نفسه لله بلا عيب" (عب 9: 14 )، والذي قد جعله الله أيضاً "خطية لأجلنا لنصير نحن بر الله فيه"؟ (2كو 5: 21 ).
كان بنو هارون يغطون مذبح النحاس بثوب من أرجوان، وهو رمز للمُلك والسيادة الشاملة.
ولكن الإنسان في شره وفي استهزائه ألبس الرب ثوباً من القرمز وأعطاه قصبة كصولجان! وفي استهزاء أيضاً وضع فوق رأسه العنوان: "ملك اليهود" (مت 27: 37 ).
ولكن سرعان ما جاء جواب الله: "اجلس عن يميني" (عب 1: 13 ) و"أعطاه مجداً" (1بط 1: 21 ). إن كان هذا الأرجوان يذكّرنا بأنه كان موضوع هُزء الناس الذين كان سيموت لأجلهم، فهو يكشف أيضاً عن الذي سوف يملك إلى أبد الآبدين الذي أمامه سوف تجثو كل ركبة. إن الذين احتقروه ورذلوه سوف يرونه مُقيماً مُلكه عندما يطأ بقدميه جبل الزيتون. وسيكون أحد ألقاب مجده: "ملك الملوك ورب الأرباب".
لنتأمله في إخلاء نفسه وفي آلامه، ولكن لنتأمله أيضاً في أمجاده. لقد شهد الأنبياء مقدماً عن الآلام التي كان يجب أن تكون من نصيبه والأمجاد التي بعدها (1بط 1: 11 ).