الخميس، 25 نوفمبر 2010
بالعقل والمنطق تستطيع الحصول على ما لا تحلم به فى يوم من الأيام، وبهما نحقق الأمن والأمان لمجتمع واحد متعدد الانتماءات الدينية والسياسية، وبهما كان قمع لهيب الفتنة الطائفية أمراً وارداً بل محتماً فى أى مجتمع، طالما أن قياداته وشعبه حكمت لغة العقل والمنطق على السيف والشوم.
نعم عزيزى القارئ ليس دفاعاً عن أحد أو نقد أحد فى أحداث كنيسة العمرانية المثيرة، ولكن نقلاً لواقع تابعت أحداثه لحظة بلحظة منذ أربعة أيام، وقبل اشتعاله وتفاقمه بممارسة العنف ورفع السنج والأسلحة البيضاء فى يد المتظاهرين، وهم يهاجمون بها منشآت أثرية وتاريخية تملكها الدولة ليحطموا ويشوهوا جمالها وجمال مصر أمام العالم.
كان العقل والمنطق غائبا عن المتظاهرين، حاضراً من رجل استجاب سريعا وأعلن قدرته واستعداداته لوأد لهيب الفتنة الطائفية بموافقته ومساعدته لتحقيق مطالب المتظاهرين بتحويل المبنى الخدمى والإدارى المكون من أرضى وثلاثة أدوار وفقاً لرخصة الكاتدرائية إلى مبنى كنيسة يؤدى فيها الأخوة فى الوطن عباداتهم وصلواتهم الدينية.
آه من عقل محافظ الجيزة المهندس سيد عبد العزيز، لم يفلح فى حماية عرشه ومبناه الأثرى بحى الهرم لكنه أفلح فى إحراج المتظاهرين أمام أنفسهم وشعبهم، فما فعله عقله وأكده لسانه لى شخصيا بأنه لا يعارض أبداً بناء الكنائس، ولا يعارض استكمال أعمال البناء فى مبنى خدمى وتحويله إلى كنيسة، بل أعلن مساعدته لهم فى إنهاء الإجراءات القانونية لذلك فى حال التزام المتظاهرين بالاتفاق المتبادل بينهما، وهو فض التظاهر وتقديم الرسومات لتحويلها من مبنى خدمى لكنيسة، ولكنه الشىء الذى يعارضه هو بناء كنيسة أو مبنى مخالف للقانون والدستور.
حديث المحافظ يعكس منطق رجل يقود محافظة "مدينة عالمية" بعد اختيارها كأفضل مدينة مصرية ضمن 11 مدينة على مستوى العالم تشارك فى اليوم العالمى للصحة باليابان خلال الأيام القادمة، إلا أن ما حدث وتمت السيطرة عليه كان قادراً على إشعال فتيل الفتنة التى إن حدثت فلن يكون الخاسر فيها شعباً بعينه، بل سيكون الخاسر فيها هى مصر بشعبها الطيب.
عزيزى القارئ فى نهاية الأحداث الدامية قد تكون لغة العقل والمنطق أمراً لا تقبله، ولكنه أمر تحتاجه فى حياتك لتحمى نفسك ومجتمعك من نيران العنف والشغب، كما أنه من حقك الدفاع عن مسجدك وكنيستك، ولكن بالقانون والدستور