طوبى كلمة سريانية تعني السعادة والهناء. وهي تظهر في أماكن كثيرة من العهد الجديد. فمثلاً قول اليصابات لمريم العذراء : "طوبى لك ،يا من آمنت بأن ما جاء من عند الرب سيتم"
وأيضا قول يسوع لسمعان :"طوبى لك يا سمعان بن يونا، ما كشف لك هذه الحقيقة أحد من البشر ، بل أبي الذي في السموات".
التطويبات تعلن الطريقة التي يمكننا بها أن نكون حملة الإنجيل وتلاميذ حقيقيين ليسوع. وهي أشبه بقطعة من الذهب.. كل تطويبة تهيئ الطريق للتطويبة اللاحقة، فالمتواضع يكون رحيماً، والشخص الرحوم يكون نقي القلب ويصنع السلام .
التطويبات وصف لأهل الملكوت. وهي بشرى تعلن عن طباع الجماعات التي تقيم فيه: أنقياء القلوب والرحماء والساعين إلى السلام...
ولكي ندرك معنى التطويب،
يجب أن نعرف أنها ليست غبطة خارجية، بل هي تمسّ حالة الإنسان الداخلية، وعندما نصير بفضل المحبة ملكوت الله، نحمل طبيعة الرحمة التي لله فينا وسلامه ونقاوته بهذا يتحقق فينا ملكوت الله، فملكوت الله في داخلكم.
وقد لمعّ يوحنا ذهبي الفم بشرح الموعظة على الجبل لكونها تمثل دستوراً حياً للحياة الكاملة. وقد ركز على أجملها وهي طوبى للرحماء لأنها ملكة الفضائل.
إنها تقود الناس بسرعة إلى نور السماء الحقيقي
إنها خير مدافع عنا..
فالبتولية والصوم أمور مهمة لمن يمارسها فقط، أما أفعال الرحمة تمتد إلى الجميع، وتخلص الآخرين، وتشمل أعضاء المسيح.
أن تكون رحيماً أهم من أن تصنع المعجزات، فعندما تطعم الجائع يكون المسيح المستفيد. أما عند المعجزة يكون الإنسان المستفيد وهنا نتذكر قول يسوع: "كل ما تفعلونه لأخوتي الصغار تكونون لي فعلتموه