بقيتْ ساعاتٌ محدودة.. وتنطلقُ أورشليم في موكبِ الصلب..
بينما كانَ الناصريُ وحيداً في سجنه.
فجأةَ سمعَ صوتَ البابِ يفتح..قال الحارس:الزيارةُ الأولى،
وابتسمَ ابتسامةً صفراء ثم استطرد : والأخيرة.
وإذ بالأحد عشر أمامهُ. فرحبَ بهم : أهلاً وسهلاً.
صرخ يعقوب: إن وجهكَ مصفرٌ.. لابدَ أنكَ لم تأكل منذ فترة!!؟
أجابه الناصري:ليسَ بالخبزِ وحدهُ يحيا الإنسان بل بكلِ كلمةٍ تخرجُ من فمِ الله..
قال اندراوس:
نشعرُ أن الظلمة قد أعمتنا بعد رحيلك..
فقال الناصري: أنتم نورُ العالم.. فليضئ نوركم قدامَ الناس..
سأله متى: لم نسألكَ..كيف حالكَ هنا في هذا السجنِ الشنيع؟؟
ألستَ بحاجةٍ إلى مساعدة؟؟!
فابتسم يسوع وقال: لا تقلق.. لأن كل مرةٍ تزورون إخوتي،
تؤونهم وتكسونهم.. فلي عملتموه..
فقفز سمعان من على الأرض وصرخ: على كل حال نحن لم ننسى شيئاً..
سننتقمُ لك..
جحظت عينا الناصري وقال: أبداً..قيل لكم عينٌ بعين وسنٌ بسن..
أما أنا فقلت لكم مراراً: من لطمكَ على خدكَ الأيمن فدر له الأيسر..
وبسرعةٍ انطلق توما بكلمته: ويهوذا؟؟!!
لاحت على شفةِ يسوع ابتسامةً عذبة وقال: لا تدينوا لئلا تدانوا..
فسأله يهوذا بن يعقوب: حسنٌ.. أأنت فرحٌ هكذا و الـ..؟
لم يكن قد أكملَ سؤاله حين أجابه : طوبى للمحزونين.. لأنهم يُعزَون..
تنهد فيليبس وقال: سأتبعكَ أينما حللت.. فلا تخف أن
تكونَ وحيداً..
قاطعه يسوع : للثعالبِ أوكارٌ.. ولطيورِ السماءِ أعشاشٌ..
أما ابن الإنسان فلا يجدُ أينَ يسندُ رأسه..
سأله برتولوماوس: ورسالتكَ.. أسألُ نفسي دائماً.. أستنتشر بسهولة ؟؟!
أجابه: ها أنا أرسلكم مثلَ الخرافِ بين الذئاب فكونوا حذرين كالحيات
و ودعاء كالحمام..
سأله يعقوب بن حلفى: والسبت؟؟ أنتوقفُ من أجل تقديم..؟
فعلم ما يجوب صدره فقاطعه مجيباً: لا.. لا أريدُ ذبيحةً.. أريدُ رحمةً لا ذبيحة..
سأله يوحنا: والملكوتُ.. هنالكَ من يسألون.. كيفَ نرثه؟؟
أجابه يسوع: إن لن تكونوا كالأطفال لن ترثوا ملكوتَ السموات..
فوقف بطرس قائلاً: ووصيتك الأخيرة لنا قبل الوداع..
ابتسم يسوع الناصري ورفع رأسهُ نحو السماء وصرخَ عالياً:
أحبوا بعضكم بعضاً مثلما أنا أحببتكم..
وانتهت الزيارة..
وبعد ثلاثةِ أيام من صلبِ الناصري.. ارتفعَ جسدهُ وروحهُ نحو السماء..
هناك لاقى أعز أصدقائه.. فقد كان هذا الصديقُ ينتظرهُ
نتظرهُ منذُ مدة..
كانَ يهوذا..
يهوذا الاسخريوطي.