بحيرة صغيرة سقطت مني ابتسامتي..
وولّت هاربة لا أدري إلى أين..
ربما إلى مدينة جافة لا أنهار فيها!
لقد ضاع مني كلّ شي.. حتى ابتسامتي..
ترى هل كان يجب أن تضيعي مني!!
لقد حلّ الظلام وأنا أبحث عنك..
إني لا أرى الناس ألا من خلال دموعي ..
عالمي غريب وحياتي ضباب.
أودّ أن أسمع كلمة جميلة من دون مقابل...
أنا حزينة..
حزني يكاد أن يقتلني ..
اشعر بالغثيان حين أتتذكر أني ما زلت في ربع القرن من حياتي!!
أعتدت أن أدعو كل صباح حزني
لاحتساء قدح القهوة الحلوة
لعلة ينسى مرارة قهوته السادة
الذي أعتاد أن يسقيها لي من مرارة أيّامه
كنت عاشقة الموت يا سيدتي ..
ليس ذاك الموت الذي يبحث عني
بل أنا التي أبحث
وأطرب عند سماع أسمه..
هذا الموت كان كخريف يبعثر أوراق ربيعي الضعيفة!!
حتى وجدت ما ألذّ وأطيب من الموت
هو أنت يا سيدتي...
أنت هي البسمة التي أضعتها منذ نعومة أظافري
وكنت حاقدة عليك لأنك حرمتني من أمي الأرضيّة
ولم أكن اعلم أن سأصبح بهذه العظمة الآن!
لم أكن اعلم بأن قلبك الحنون زرعته في قلبي
وعينك الرءوفة ترافقني مثل خيالي
يا أم النور.. من القائل أن فاقد الشيء لا يعطيه؟!
فأنا مع أم النور.. أمي مريم
وجدت ذاتي
وعند قدميها وجدت حياتي..
أعطتني احترام ذاتي لي واحترام الناس لي..
أعطتني بان أكون أم وأنا ما زالت عذراء مثلها!
آه يا سيدتي كم يطيب لي أن أجلس في مجلس فيه ذكر اسمك
لأسمع هتافات الناس حين يقع رنين اسمك في أذنيّ!
هذا الاسم الذي يجعلني مثل الريشة فوق أعالي السحاب..
أعطيني يا أمي المزيد
أعطيني من جمالك
ذرة من عطفك
وردة من بحر حنانك
شمعة من ثمارك
غصناً من أمومتك
ومن عيونك سحراً
ومن قدسيتك شمعة..
لابنتك التي تحبك