اكتشف علماء بريطانيون آلية وراثية في تطور الجهاز العصبي يقولون انها قد تكون ذات يوم جزءا من علاجات جديدة للسكتة الدماغية ومرض الزهايمر أو أورام المخ.
وفي دراسة نشرت بدورية Nature Neuroscience اكتشف العلماء أن جيناً يسمى (سوك9) هو مفتاح تطور الخلايا الجذعية العصبية في الاجنة البشرية وهي الخلايا الرئيسية التي بدورها تتطور الى أنسجة المخ أو العمود الفقري.
واكتشف العلماء في تجارب على الفئران انه باستخدام الجين بإمكانهم بدء تطوير هذه الخلايا، الامر الذي يثير احتمال أن تصبح هذه الخلايا يوما ما قادرة على أن تحل محل أو تجدد الخلايا التالفة في المخ لدى البشر.
وقال جيمس بريسكو الذي اشرف على الدراسة من مجلس البحوث الطبية في بريطانيا "مع العلم بأن الجين (سوك9) يلعب دورا محوريا في تطور نظامنا العصبي فنحن على بعد خطوة واحدة لنتمكن من التحكم في الخلايا الجذعية في الدماغ وتجديد أنواع مختلفة من الخلايا العصبية".
وقال في بيان "القدرة على تقويم الخلايا العصبية التالفة ستكون قفزة هائلة الى الامام بالنسبة لملايين الناس الذين يعانون من مرض الزهايمر وأورام المخ المرتبطة بالخلايا الجذعية أو الذين عانوا من سكتة دماغية" على الرغم من أنه من المرجح أن تمر سنوات عديدة حتى يتم تطوير مثل هذه العلاجات للبشر.
وأوضح الباحثون أن الاجنة البشرية تبدأ في تطوير نظمها العصبية بعد اسبوعين فقط من الحمل.
ومن هذه المرحلة حتى حوالي خمسة أسابيع يتكون الجهاز العصبي الى حد كبير مما يسمى خلايا عصبية ظهارية تنمو بسرعة وتضع الاسس للدماغ والحبل الشوكي.
وبعد هذه المرحلة مباشرة تبدأ الانواع المختلفة من الاعصاب والخلايا المساندة التي تشكل الجهاز العصبي المركزي في الظهور، وتأتي من الخلايا الجذعية.
واكتشف فريق بريسكو اثناء الدراسة أن الجين (سوك9) لازم للخلايا الظهارية لتتحول الى خلايا جذعية.
كما تستمر الحاجة الى هذا الجين للسماح للخلايا الجذعية في دماغ البالغين بالاحتفاظ بخصائصها مثل القدرة على تجديد الذات والاختلاف.
ووجد العلماء أيضا أن هناك حاجة الى الجين المعروف باسم (شه) لعمل الجين (سوك9).
وباضافة جين (سوك9) أو جين (شه) الى الخلايا العصبية الظهارية في أجنة فئران اكتشف العلماء انها قادرة على بدء عملية تحويلها الى خلايا جذعية عصبية.
ويفحص خبراء في جميع أنحاء العالم قدرة الانواع المختلفة من الخلايا الجذعية بالنسبة للعديد من الامراض، ولكن هذه التكنولوجيا مثيرة للجدل ويرجع ذلك جزئيا الى أن بعض الخلايا الجذعية تستخلص من الاجنة.