أظهرت الدراسات العلمية الحديثة أن حنان الأم ودفئها لهما فوائد صحية للطفل,
كما أن عناقها لابنائها يساعد علي افراز هرمون( أوكسيتوسين) الذي ينشط القلب ويساعد علي وصول الأوكسجين للدم.
ويعلق د. ابراهيم عيد استاذ الصحة النفسية بكلية التربية جامعة عين شمس علي هذه الدراسات بقوله إن الطفل عندما تحتضنه أمه في مرحلة المهد يستمد شعوره بالأمان ويشبع الكثير من حاجاته ورغباته النفسية, فمنذ ميلاده تتضاعف تلك العلاقة الحنونة بين الأم وطفلها حين تتخذ نوعا من التفاهم غير المرئي وغير الناطق بينهما.
ويضيف د.ابراهيم أن المرأة خلقت للحب والحنان,
وأن الحب احتياج انساني حقيقي مما يدفع الأم الي تلك الغريزة التي أودعها الله سبحانه وتعالي فيها, فقد خلق الله المرأة ينبوعا لاينضب من الحنان والمشاعر الرقيقة فهي بر الأمان وهي الملاذ الأخير لأبنائها.. وفي تلك الفطرة السليمة التي منحها الله للمرأة تكمن قوتها كأم.
ويتطرق د.إبراهيم الي نقطة مهمة وهي أن الطفل يشعر بالحب والحنين لأمه اثناء الرضاعة فهي تشعره بالارتباط بها بحيث يتعرف علي صوتها
ولمستها ويميزها, ويتدرب عن طريق ذلك علي استخدام حواسه كالسمع واللمس ويحفزه علي الاستجابة لتلك الأحاسيس بالحركة كما أن الحوار الهامس مع الطفل يغير الأم كثيرا, حيث يشبع عندها غريزة الأمومة التي أودعها الله بها.
و من المعروف أن حنان الأم هو بمثابة غذاء ثان لتنمية حياته بالشكل الصحيح
اعتمد علماء تربية وعلم نفس على تجارب عدة لتربية الطفل وتنشئته وكان من بين هذه التجاري أن احضروا 100 طفل وأسكنوهم مدرسة أكاديمية للتعليم العالي منذ بدء حياتهم ولمدة خمس سنوات وفيها يتم تلبية كل متطلباتهم الجسدية والمادية والنفسية لكن هؤلاء الأطفال بعيدين كل البعد عن حضن الأم ولم الأسرة .
وأتوا أيضا بـ 100 طفل آخرين وتركوهن ضمن بيئتهم وأسرتهم لكن بدون الاعتناء الكامل أي الأكاديمي بهم تركوهم لتربية الأم والفطرة .
وبعد خمس سنين خرجوا بالاستنتاج التالي أن الأطفال الذين تلقو التربية بحضن الأم والأسرة كانوا ناجحين أكثر من الأطفال الأكاديميين مع أنهم كانوا يعيشون الرفاهية التامة وكانوا قليلي الخبرة أيضا بالنسبة للحياة وما حولها.