موت الخطيـــــــــــــة
62 – موت الخطية هو الارتداد عن نعمة الله ، وإنكار الإيمان وجحد الرب يسوع .
63 – بداية موت الخطية هو برودة المحبة ، مثل الماء الذي يبرد قليلاً قليلاً حتى يصبح بارداً ، وبرودة المحبة – كما قال الرب يسوع معلَّم الحياة – " بسبب الإثم تبرد محبة الكثيرين " ( مت24: 12 ) .
64 – لا تَخفْ أيها الأخ ؛ لأننا نتوسل لمخلصنا الصالح ابن الآب ونقول (أنظر كلمات أوشية السلامة الكبيرة) " أسمك القدوس هو الذي نقوله " ، أي نعترف به ونتمسك به ، لأنه " رئيس الحياة " ، أي ينبوعها ، وهكذا يجعل نفوسنا تحيا بالروح القدس ، ولذلك " لا يقوى علينا موت الخطية : ؛ لأن موت الخطية يبدأ ببرودة المحبة . والخلط بين وصايا الرب ووصايا العالم ، وبين العزاء السمائي والرجاء الحي ومغريات الخطية هو الذي يقود إلى بداية جحد الرب في القلب قبل جحده علانية .
65 – علامات موت الخطية ظاهرة وهي : عدم الاكتراث بالوصايا ومقاومتها ، واحتقار كلمة الله في الكتب الإلهية ، واعتبار معايير العالم هي المعايير الصحيحة ، وكراهية وبغض يسوع ، واحتقار صليب رب المجد والتجديف عليه ، وهذه كلها في كلمة واحدة : " برودة المحبة "
66 – طريق الهراطقة حدده الشيطان نفسه ، فهو يبدأ بتعليم سامٍ ،ينكر تجسد ابن الله المساوي للآب، وهذه هي الأريوسية . وينكر اتحاد الله بالطبيعة البشرية الكاملة : النفس والجسد ، وهذه هي النسطورية . وبذلك يخفي ويُدمَّر تماماً حاجتنا إلى الحياة الإلهية التي تجعلنا نبقى أحياء إلى الأبد بفضل شركتنا في ألوهية الابن المتجسد كوسيط بيننا وبين الآب والروح القدس ، وكطريق جديد لحياة جديدة . وسُم الهراطقة القاتل – كما نراه – يقتل تواضع الله وقبول التجسد ، ويقتل محبته لأنه ينكر اتحاده بنا ، وينكر عطية الحياة الأبدية ، إذ يقصر الاتحاد على ألوهية وإنسانية ربنا يسوع المسيح ، ويعزله كمصدر وينبوع الحياة التي لا تفنى ، وبذلك تفقد الأسرار فاعليتها وقوتها ، وهو ما يجعل التوبة قاصرة على الإرادة الإنسانية ، ويجعل عطية الحياة الأبدية قاصرة على الذين استطاعوا – بوسائلهم الخاصة – الوصول إلى ينبوع الحياة التي لا تفنى ، أي اللاهوت ، وهذا هو شرّ وخطية الغنوصيين الذين انتشروا في كورة مصر في أيامنا ( أي في أيام الأب صفرونيوس – مابين القرن السادس والعاشر )
رسالة الأب صفرونيوس إلى تلميذه تادرس
عن المئوية الأولى في التوبة
62- 66 صفحة 21 - 22
مترجم عن المخطوطة القبطية