اعتادت النملة بهيجة أن تعود إلي جحرها متهللة كانت تروي للنمل أصحابها عن الخالق المبدع الذي اوجد هذا العالم الجميل, فكانت تخلق جوا من الفرح. وإذا عادت يوما وهي تغني وتسبح الله سألها أصحابها : ارو لنا ماذا أعجبك اليوم يابهيجه ؟ نراك متهللة جدا أكثر من كل يوم .
قالت بهيجه:
بعد أن انتهيت من عملي معكم انطلقت اتمشي علي صخره , ووقفت اتامل في السماء الزرقاء الجميلة. عبرت بي يمامه تطير , كان جناحاها الجميلان أشبه بمروحتين رائعتين.
قلت لها: يالك من يمامه جميله! لقد أبدع الخالق فأعطاك جناحين جميلين , وصوتا عذبا. إني أري لمسات الخالق واضحة فيك.
بينما كنت أتحدث معها إذا بتيار جارف يقتحم المكان فانجرفت في الماء . أسرعت اليمامه إلي , قد أمسكت بمنقارها فرعا صغيرا من الشجر تسلقت عليه , ثم انطلقت اليمامة تحملني بعيدا عن الماء . قد أنقذتني من موت محقق!
شكرتها علي محبتها ولطفها وحنانها.
وبعد
قليل نامت أليمامه علي فرع شجره , وإذا بصبي يراها ,فامسك بمقلاع ليصوب
حجرا عليها ليصطادها . أسرعت إليه ولدغته قدمه فصرخ وقفز .
استيقظت اليمامة وطارت في الجو , ولم يستطيع الصبي إن يصطادها . لقد أنقذتها من يد الصبي القاسية.
إني اشكر الله الذي أعطاني أن أنقذ اليمامة.
حقا إني محتاجه إليها وهي محتاجه إلي!
ليت البشر يدركون ذلك فلا يحتقر احدهم الآخر.
القوي محتاج إلي الضعيف , كما الضعيف إلي القوي.
أنا محتاج إليك يامخلص العالم.
أنا محتاج إلي كل طفل صغير .
هب لي ألا احتقر أحدا.
ولا أظن إني بلا نفع للآخرين.
لأدرك إني عضو مع سائر أخوتي.
فان كان العضو يتألم , فجميع الأعضاء تتألم معه. وان كان عضو
واحد يكرم ,فجميع الأعضاء تفرح معه (1كو26:12)