احبائى واخوتى اعضاء المنتدى
سلام المسيح
تكلمنا سابقا عن التجسد والصليب
واليوم سنكمل نفس الموضوع ولكن بعنوان اخر وهو التجسد والفداء
واتمنى ان الرب يستخدم هذا الموضوع لمجد اسمة العظيم
ويقول القديس إيرينيئوس:
" ابن الله صار ابن الانسان (بالتجسد) لكى يصير الانسان ابن الله (بالموت على الصليب)".
هذا هو السر المخفى منذ الدهور، والآن قد أعلنه الله للعالم كله بموت المسيح وقيامته:
أن الله أضمر منذ البدء أن يرفع الخليقة البشرية الخاطئة والساقطة إلى حالة التبنى ليتحد بها بواسطة تجسد كلمته، الذي به أكمل فداءها من الخطية والموت بموته على الصليب.
وهكذا تمت مشورة الله على مرحلتين:
{1} الله اُستعلن للبشرية أولاً بالتجسد، فأصبح التجسد تاج الخليقة وكمالها الإلهى في شخص يسوع المسيح:
"عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد" (1تى3: 16).
{2} الحياة الأبدية التي كانت عند الآب محجوزة عنا، استُعلنت ووهبت للانسان بموت المسيح على الصليب، عندما قام ناقضاً أوجاع الموت وقاهراً سلطانه وكاسراً شوكته.
(لأن المسيح بقيامته صار باكورة الراقدين – 1كو15: 20).
والنتيجة الحتمية للقيامة هى أن الروح القدس روح الحياة في المسيح يسوع انسكب على البشرية، وهكذا انتقلت الحياة الأبدية للإنسان عَبرْ التجسد والصليب ثم الموت والقيامة.
وهكذا يظهر التجسد كدرجة أساسية في تكميل الخليقة البشرية ورفعها إلى مستوى صورتها الأولى الأساسية المكرمة في الله، في شخص المسيح نفسه.
ثم يظهر الفداء بموت المسيح على الصليب كدرجة حتمية لتكميل غاية التجسد وهو الاتحاد، حتمية من وجهة نظر الله، حتمية الحب الذي أحب به الله العالم، ليرفع الخليقة البشرية كلها من الهلاك إلى حياة أبدية في حالة التبنى.
وهكذا يتضح أمامنا أن التجسد والفداء عملان متلازمان أساسيان، بل وحتميان.
التجسد: الاتحاد كنموذج فعال.
الفداء: إعطاء هذا الاتحاد كهبة.
هذا هو التدبير الإلهى لتكميل الخليقة البشرية ورفعها من العداوة إلى حالة التبنى، ومن الانفصال إلى الاتحاد بالله بواسطة المسيح.
من هذا يتضح لنا أن الفداء الذى أكمله المسيح على الصليب ليعيد لنا شركتنا واتحادنا المفقود مع الله، إنما يقوم على أساس لاهوتى بالنسبة للتجسد باعتبار أن التجسد هو المسئول عن عطية الفداء، أى إعادة اتحاد الإنسان بالله.
والى ان نلتقى
سلام المسيح يكون معكم ويحفظكم احبائى