التعامل النفسى مع الطفل مريض السكر
ان الهلع الذى تعيشه الاسره والمخاوف التى تحيط بهم من حدوث غيبوبة ارتفاع او نقص السكر او تذبذب معدلات السكر فى الدم ومحاولة السيطره عليها وما قد يصادفه الطفل من اصدقاءه من رفض او قبوله بينهم كل هذه الضغوط النفسيه تؤدى بصورة مباشره الى ارتفاع معدلات السكر فى الدم وهى مخاوف يلاحظها الطفل فتجعله يعيش لحظات ما بين الياس والاكتئاب وحاولة التكيف مع هذه الامور يجعل الطفل تحت ضغط مستمر اذ ان شعوره بانه غير الاخرين يجعل دائما فكره مشغولا بكيفية التعامل مع الحدث الغير مفهوم لديه لذلك كان من الاهمية البالغه ان يتفهم الاباء الطرق والوسائل النفسيه التى ينبغى التعامل بها مع الحدث وليس مع الطفل فقد اثبتت معظم البحوث الحديثه ان عوامل تعليم الاسره والمحيطين بالطفل بكيفية ادارة الحدث ورعاية الطفل تعد من افضل الوسائل الحديثه فى التعامل النفسى مع الطفل واول هذه الوسائل هو ان تتفهم الاسره والمحيطين بالطفل ما هو مرض السكر وما هى التغذيه السليمه للطفل دون حرمانه وما هو العلاج الدوائى واهمية ممارسة المجهود البدنى ثم تقوم الاسره بدورها بتفهيم الطفل بتلك الامور , وببساطة متناهيه لو تفهمت الاسره والمحيطين بالطفل كافة هذه الامور وجعلت من الاحتياطات الازمه امورا عاديه امكن بذلك لاسره وللطفل تفهم الحدث ببساطه وامكننا تجنيب مشاعر الهلع والخوف من حياة الاسره والطفل واصبح الطفل متفهما ومدركا لمرضه وقادرا على التعامل معه بصورة طبيعيه ونتطرق الان الى عدة عوامل ينبغى على الاسره ان تتفهمها وتنقلها للطفل وتتمثل فى العوامل التاليه :
1- اول هذه العوامل السلوك الغذائى .يتوجب ان تدرس الاسره السلوك الغذائى للطفل قبل ظهور مرض السكر وبعد ظهور المرض فكثيرا من الاطفال لديهم سلوك غذائى خاطء متمثلا فى تناول كميات كبيره من السكريات مثل الحلوى وانواع الشبس المختلفه وشرب العصائر بكثره وتناول اطعمه كثيره بين الوجبات وعدم انتظام مواعيد الوجبات الرئيسيه وغالبا ما يكون هذا السلوك الغذائى الخاطء للطفل ماخذزا من سلوك الاسره او المحيطين بالطفل . فالطفل فى هذه الحاله شب على سلوك غذائى خاطء قد تعلمه من الاسره وليس على الطفل لوم وفى هذه الحاله لا يجدى تعليم الطفل سلوكا غذائيا سويا طالما بقى المحيطين به ليسوا قدوة فى سلوكهم الغذائى فالطفل يتعلم ويقتاد ويقتبس ممن حوله وعلى الاسرة فورا ان تعدل من سلوكها الغذائى حتى يسهل تعليم الطفل بنظام القدوه . وهذا ليس فيه حرما للاسرة بذاتها وانما تصحيح الاخطاء التى قد تكون سببا مباشرا لعديدد من الامراض المختلفه والتى قد تصيب باقى افراد الاسره .
2- جنس الطفل .لقد ثبت ان الاطفال من الاولاد المصابين بالسكر يكونون عصبى المزاج عن غيرهم من الاولاد الغير مصابين اما فى الاطفال من البنات فقد تؤدى الاصابة بالسكر الى الاكتئاب والعزله ونحن هنا امام قضيه يتوجب التعامل معها بحكمه اذ ان عصبية الاولاد المصابين بالسكر تدفعهم لا شعوريا الى الرغبه فى تناول الكثير من الاطعمه او العناد فى تفهم الاحداث وعلى الجانب الاخر فان الاطفال من البنات يدفعهم الاكتئاب والعزله الى الدخول فى حلقة مفرغه تتارجح احيانا بين رفض الطعام واحيانا اخرى الى النهم فى تناول الطعام وفى الحالتين فنحن بحاجه الى التعامل مع الحدثين معامله نفسيه بحته ففى حالة الاطفال من الاولاد يتوجب التعامل معهم ليس باسلوب عنيف وانما بالهدوء والتفهيم ومحاولة تفريغ عصبية الطفل بتوجيهه الى بعض الهويات التى قد تساعده فى التفكير كالقراءه و الالعاب التى تتطلب تفكيرا فى الوصول الى حلها وسماع الموسيقى ومصادقة الطفل شىء اساسيا ويمنع تعنيف الطفل او الرد عليه بذات الاسلوب لان ذلك سيولد مزيدا من العناد وفى حالة الاطفال من البنات يتوجب على الامهات خاصة مصادقة الطفله والتعامل معها بطرق التشجيع المستمر فيما يتعلق بفترات الاكتئاب والياس ومحاولة البحث عن هويات محببه لهن مثل الباليه والموسيقى وتعليمهن المشاركه فى اعمال البيت المنزليه وفى كل الاحوال على الاباء والامهات ان يكونوا قدوة فى فن التعامل مع الطفل بالحب والحنان .
3- الانشطه الاجتماعيه والمدرسه .ان شعور الطفل مريض السكر باختلافه عن غيره من الاطفال قد يجعله متفهما انه ليس قادرا على الانخراط مثل غيره فى الانشطه الاجتماعيه والتفوق الدراسى على العكس تماما فان الاطفال من مرضى السكر هم من يتوجب عليهم الانخراط فى الانشطه الاجتماعية المختلفه والتفوق الدراسى فكليهما مجهودا زهنيا وبدنيا يساعد بصورة مباشره فى ضبط معدلات السكر فى الدم من ناحيه ومن ناحية اخرى فان شعور الطفل بالتفوق الدراسى والتفوق فى الانشطه الاجتماعيه يجعله يشعر بانه متميزا عن غيره من سائر الاطفال وبالتالى فان هذا التفوق يجعله لا يشعر بما يعانيه من النقص الصحى وكلما ازداد التفوق الاجتماعى والدراسى كلما اصبح نظرة الطفل لمرضه شىء تافها لا يستحق التفكير فيه اذ ان ابداعه وتفوقه سيكون هو محور اهتماماته التى تشغله على مدار اليوم .
4- دور الام والاب .فى الغالبية العظمى من الاسر يكون دور الام فى رعاية الطفل مريض السكر هو الدور الاكبر ولكن ينبغى على الاباء ان يساعدو الامهات فى هذا الدور ويثبتوا للطفل بصورة غير مباشره ان انشغال الاباء فى العمل ليس معناه تقصيرا من الاب فى رعاية الطفل او انه مرفوضا منه اذ ان ذلك يؤثر سلبا على مشاعر الطفل , فهو يتفهم ان انشغال الاب عنه يمثل رفضا له فيتوجب على الاباء اصطحاب الطفل الى النادى والتفاعل معه فى انشطته الاجتماعيه والرياضيه وفى استزكار دروسه حتى لا يشعر الطفل بالرفض من احد الابويين .
5- الفريق الطبى المعالج للطفل .انه من الاهمية البالغه على الاباء ان يختاروا الفريق الطبى المعالج للطفل بناءا على ما يراونه فى عيون اطفالهم من قبول هذا الفريق الطبى اذ ان الفريق الطبى هو الذى يسدى بالنصح والارشاد للطفل وهو الذى يقوم بمتابعته دوريا فقد يرفض طفل قبول سلوك الفريق الطبى المعالج له وبالتالى يرفض ما يسدوه اليه من تعليمات فليس الامر متعلق ما بين الطبيب والام لمجرد اعطاء تعليمات للام وانما يتوجب ان تكون العلاقة مباشره بين الفريق الطبى والطفل فرفض الطفل للفريق الطبى المعالج يجعله رافضا لاتباع تعليماتهه . ولهذا فقد سعت كافة الدول المتقدمه الى استحداث ما يعرف باسم الفريق الصحى لعلاج الاطفال مرضى السكر واطلقت عليهم المتخصصين فى علاج الاطفال مرضى السكر وهم ليسوا باطباء وكان هذا الاستحداث للفريق الصحى مبنى على فكرة قبول الطفل لمجموعه متخصصه من الافراد يهتمون برعاية الطفل ويشاركونه كافة جوانب حياته الصحيه والاجتماعيه فكما نوهنا فى هذا الكتيب ان علاج الطفل مريض السكر ليس علاج دوائى فقط بل انه منظومة صحيه تجمع بين الجانب السلوكى والجانب الرياضى والجانب النفسى والجانب الدوائى ومن خطء الاباء ان يتجاهلوا هذه المنظومه المتكامله .
ا