كيفورك المشرف العام
الاوسمه : عدد المساهمات : 2217 نقاط : 55277 السٌّمعَة : 6 تاريخ التسجيل : 03/09/2010 العمر : 44 الموقع : قلب يسوع
| موضوع: مريم العذراء الفصل الأول ( تكملة .) الجمعة نوفمبر 05, 2010 3:57 pm | |
|
26. مريم العذراء هى أم الـمسيّا
"أنه ولد لكم اليوم في مدينة داود مخلص هو المسيح الرب" (لوقا11:2)
"التي ولد منها يسوع الذي يدعى المسيح" (متى 16:1)
عندما سقط آدم وحواء فى القديم..حُرمـا من الفردوس، ولكن أُعلنت لهمـا نبؤة عجيبة، أعلنها الرب الإله مـخاطباً الحية " وأضع عداوة بينكِ وبين الـمرأة و بين نسلك ونسلها هو يسحق رأسكِ وأنتِ ترصدين عَقبه" (تكوين 15:3).
إنها نبؤة عن مخلص "هو" يسحق رأس الحية.."هو" الـمخلص الـمنتظر..من نسل حواء. وكما أعلن الرسول بولس " وأما الـمواعيد فقيلت فى إبراهيم وفى نسله لا يقول وفى الأنسال كأنه عن كثيرين بل كأنه عن واحد وفى نسلك الذى هو الـمسيح"(غلاطية 16:3).
هذه النبؤة عن الـملك الـمنتظر قد إمتلأ الكتاب الـمقدس بالرموز والشخصيات التى تـتكلم عن الـمسّيا …ملك الـملوك.
" لــه يـشهد جـميع الأنبياء" (أعمال 43:10)
- " وأما أنا فمسحت مـلكي على صهيون جبل قدسي"(مزمور 6:2) .
ومزمور 45 يتكلم كله عن الـمسيّا "كرسيك يا الله الى دهر الدهور قضيب إستقامة قضيب ملكك".
-" لأنه يولد لنا ولد ونُعطى إبناً وتكون الرياسة على كتفه ويُدعى إسمه
عجيباً مشيراً إلهاً قديراً أبـا أبدياً رئيس السلام لينمو رياسته وللسلام لا نهاية على كرسي داود وعلى مملكته ليثبتها ويعضدها بالحق والبـر من الآن والى الأبد" (اشعيا 6:9-7).
- " هـا أيام يقول الرب وأقيم لداود غُصن برِ فيملك ملك وينجح ويجري حقاً وعدلاً فى الأرض….وهذا هو اسمه الذى يدعونه به الرب برُنــا" (أرميا5:23).
- " وداود عبدي يكون ملكاً عليهم ويكون لجميع راع واحد فيسلكون فى أحكامي ويحفظون فرائضي ويعملون بها...وعبدي داود رئيس عليهم الى الأبد" (حزقيال 24:37-25).
-" ابتهجي يا إبنة صهيون، اهتفي يا بنت أورشليم هوذا ملكك يأتي اليك هو عادل ومنصور وديع وراكب على حمار وعلى جحش إبن آتان" (زكريا9:9).
- " يقيم اله السموات مملكة لن تنقرض أبداً وملكها لا يُترك لشعب أخر" (دانيال44:2).
رُمــز اليه بالشخصيات الـملكية فى الكتاب الـمقدس أمثال داود
وسليمان وملكيصادق.
وفـى العهد الجديد..يذخر بالعديد من الأيات التى تدل على أن الـمسيح
الذى وُلد من العذراء هـو الـملك الـمنتظر كـما أشارت اليه النبؤات.
بشارة الـملاك لـمريم:
"هـا أنتِ تحبلين وتلدين إبناً وتسـمينه يسوع هذا يكون عظيـماً وإبن العلي يدعى ويعطيه الرب الإله كرسي داود أبيه ويملك على بيت يعقوب الـى الأبد ولا يكون لـملكه نهاية"(لوقا 31:1-33).
مـجوس الـمشرق:
"قائلين أين هو الـمولود ملك اليهود فإننا رأينا نجمه فى الـمشرق وأتينا لنسجد له" (متى 2:2)و إهتزت اليهودية كلها لهذا الخبر.
نـثـنائيل وهو كان أحد الفريسين:" أجاب نثنائيل وقال له يـا معلم أنت ابن الله أنت ملك إسرائيل" (يوحنا49:1).
الشعب اليهودي يوم أحد الشعانين:
" أوصنا مبارك الأتي بإسم الرب مبارك ملك اسرائيل" (يو12:12).
إقرار الـمسيح نفسه بأنه ملك:
" فقال له بيلاطس أفأنت إذا ملك فأجاب يسوع أنت تقول أني ملك لهذا قد وُلدت أنا ولهذا قد أتيت الى العالـم لأشهد للحق" (يو 37:18).
الكتابة فوق صليبه: " وكتب بيلاطس عنوانا ووضعه على الصليب وكان
مكتوبا يسوع الناصري ملك اليهود" (يو19:19) وتذمر رؤساء الكهنة على ذلك كما يذكر الكتاب.
-------------------
27. مريم العذراء هى من وُجدتِ من الرعـاة مع يوسف وإبنها الـمولود
"قال الرجال الرعاة بعضهم لبعض: لنذهب الآن إلى بيت لحم وننظر هذا الأمر الواقع الذي أعلمنا به الرب فجاءوا مسرعين، ووجدوا مريم ويوسف والطفل مضجعا في المذود"(لوقا16:2)
الرعـــــاة هـم جماعة من اليهود كانوا على مقربة من بيت لحم،ظهر لهم ملاك،فخافوا خوفاً شديداً , وأعلن لهم البشرى وأعطاهم العلامـة. علامة للإيمان كما هى عادة الله مع بني إسرائيل لأنه يعرف قساوة قلوبهم, فتشاوروا وذهبوا مسرعين ووجدوا العلامة فآمنوا،وأخبروا بما سمعوا.وعادوا يـمّجدون الله ويسبحونه على كل ما سمعوا ورأوا.
-----------------
28. مريم العذراء هى من إحتفظت بكل شيئ فى قلبها
"وأما مريم فكانت تحفظ جميع هذا الكلام متفكرة به في قلبها "(لوقا19:2)
لقد أعطتنـا القديسة مريم العذراء مثالاً صالحاً فى حياة الصمت:"أما مريم
فكانت تحفظ جميع هذه الأمور متفكرة بـه فى قلبهـا"(لوقا19:2)، فهى
لـم تكن تحفظ الكلام فقط بل كانت تتفكر به فى قلبها. لقد رأت مريم العذراء أموراً عجيبـة فى حياتهـا كبشارة الـملاك جبرائيل وتسبحة اليصابات لها وإرتكاض الجنين فى أحشائهـا، ورأت زكريا الكاهن الذى صار صامتـاً، وتحيـة الرعاة وزيارة الـمجوس ونبؤة سمعان الشيخ فى الهيكل وجلوس الطفل يسوع بين الـمعلـمين، وغيرها من الأحداث ولكنهـا كانت صامتـة "متأملـة فى قلبهـا". صمتت أمام يوسف النجار وقت أن ساوره الشك ولم تدافع عن نفسها،وصمتت أمام أحداث الهروب وشكوك اهل الناصرة، وتحت الصليب، ولكنهـا تكلـمت واخبرت الرسل وفأخبرتهـم بـما لـم يُخبروا عنـه فكتبوا الأناجيل فى ضوء ما تكلـمت به إليهـم.
--------------------
29. مريم العذراء هى من قدمتِ يسوع فـى الهيكل
"صعدوا به إلى أورشليم ليقدموه للرب"(لوقا22:2)
الصعود الى الهيكل كان عملاً تقويـاً مستمراً عبر الأجيال، انه تقديم الإبن
البِكر الى الله وتقديم ذبيحة عوضاً عنه حيث قال الناموس:"كل بِكر إنسان من أولادك تفديه ويكون متى سألك إبنك غداً قائلاً ما هذا؟، تقول له بيد قويتة أخرجنا الرب من مصر من بيت العبوديّة وكان لـمّا تقسّى فرعون عن إخراجنا ان الرب قتل كل بِكر فى أرض مصر"(خروج13:13-16). وكان البِكر بنوع خاص يعتبر مخصصاً للـه منذ ليلة نجاة أبكتر إسرائيل ليلة خروجهم من أرض مصر، وإستمرت ذكرى هذه الليلة ماثلة فى أذهان كل يهودي بواسطة ثلاث فرائض يقوم بها سنويـا (خروج9:13و14:12و16:13).
ان الاحتفال بتقديم الطفل يسوع الى الهيكل كان عمل له شقين:
- ليقدموه للرب (لوقا22:2)
- يقدموا ذبيحة (لوقا24:2)
"ليقدموه للرب" – وكلمة "يقدموه" هى نفس الكلمة الـمستعملة فى رسائل بولس الرسول"قدّموا أجسادكم ذبيحة حيّة مقدسة مرضيـة عند الله"(رومية1:12) و"قدموا أعضاءكم عبيداً للبِر للقداسة"(رومية19:6)، انهـا تعنى تقديم ذبيحة أو قربان او تقديم كائن معين ليتقدس للـه.
"ليقدموا ذبيحة" – تقدمة فرخى يمام او زوجي حمام للذبيحة وكان أحد الطائرين يُذبح ويُحرق بكامله للرب، أما الآخر فيُذبح وينضح الكاهن من دمه على الأم فتتطهر (لاويين8:12). فالطائر الأول يُقدم كمحرقـة رمز العطاء الكليّ والتقديس الكامل للرب، والدم رمز للتطهيـر.
30. مريم العذراء هى من فـى نفسها سيجوز سيف
"وأنت أيضا يجوز في نفسك سيف، لتعلن أفكار من قلوب كثيرة"(لوقـا 35:2)
قد تنبأ سمعان الشيخ عن سيف الأوجاع والألم الذى سيجوز فى نفس مريم فقال لها:"وأنت أيضا سيجوز فى نفسكِ سيف لتُعلن أفكار من قلوب كثيـرة"(لوقا35:1).
وأحزان القديسة مريم كما جاءت فى الكتاب الـمقدس تشمل: نبؤة سمعان الشيخ (لوقا33:2-35)، ولادتهـا ليسوع فى مغارة (لوقا7:2)،الهروب لأرض مصر (متى13:2-21)،قتل أطفال بيت لحم (متى16:2-18)،فقد يسوع لـمدة ثلاثة ايام فـى الهيكل (لوقا41:2-50)،الطريق الى جبل الجلجثـة (يوحنا17:19)،الصلب وموت يسوع (يوحنا18:19-30)،إنزال يسوع من على الصليب (يوحنا39:19-40)،ثـم وضع يسوع فى القبـر (يوحنا40:19-42) فصدقت فيهـا نبؤة ارميا النبي القائلة: " ماذا أُشبّـه بكِ يا بنت أورشليم ماذا أساوي بك فأُعزّيكِ أيتهـا العذراء بنت صهيون"(مراثـى ارميا 13:2)..
وتأملنـا فـى كل تلك الآحزان يجعلنـا نفهـم أن العذراء مريـم قد إجتازت كل تلك الأحزان الأرضيـة بثقـة وإيـمان ورجـاء صادق فـى وعد الله بالحيـاة الأبـديـة، وهذا بالتالـى يدفع فينـا الثقـة فـى التشبـه بهـا فـى كل ما قد نتعرض لـه على الأرض من آلام وأحزان فلا يهتـز إيـماننـا، وأيضاً يبث فينـا الرجـاء والثقـة انـه مهـما طلبنـا منهـا فهـى تعرف من هـم الأبنـاء بكل مـا يتعرضون لـه من أحزان وضيق على الأرض فتصلّي وتتشفع من أجلنـا.
-----------------------
| |
|
كيفورك المشرف العام
الاوسمه : عدد المساهمات : 2217 نقاط : 55277 السٌّمعَة : 6 تاريخ التسجيل : 03/09/2010 العمر : 44 الموقع : قلب يسوع
| موضوع: رد: مريم العذراء الفصل الأول ( تكملة .) الجمعة نوفمبر 05, 2010 3:58 pm | |
| 31. مريم العذراء هى من وُجدتِ من المجوس مع الطفل يسوع
وأتوا إلى البيت، ورأوا الصبي مع مريم أمه. فخروا وسجدوا له"(متى11:2)
جـاء فى إنجيل متى (7:2-13) ذكراً لحادثة زيارة مـجوس من المشرق الى أرض اليهودية باحثين عن" المولود ملك اليهود" لأنهم رأوا علامة .."نجمـه فى المشرق" ، فجاءوا "للسجود له" وإضطربت أورشليم وملكها هيرودس من تلك الزيارة ..وإستمع المجوس لتلك النبؤة عن مكان ميلاد المدبر الذي يرعى شعب إسرائيل وعن مكانة بيت لحم و أيضا أصغوا الى رغبة هيرودس الخبيثة من ان يذهب هو ايضا للسجود..وغـادروا أورشليم وأرشدهم النجم الذى ظهر لهم فى الشرق الى مكان الصبي .."ورأوا الصبي مع مريم امه فخـروا وسجدوا لـه ثم فتحوا كنوزهم وقدموا له هدايا ذهباً ولبانا ومراً" ....وإنصرفوا فى طريق اخرى الى كورتهم بعد ان أُوحي اليهم فى حلم ان لا يرجعوا الى هيرودس.
المجــوس....من هم؟ ولأي غرض جاءوا؟ وما هى حقيقة النجم الذى ظهر؟ ولماذا ظهر لهم دون غيرهم؟ وما هذا النجم الذى يظهر ويتحرك ويختفى ثم يعاود الظهور؟..
المجوس..تضاربت الأقوال عنهم فمن قائل إنهم حكماء من أهل العلم المشتغلين بأمور الفلك وكانوا فيما يقال ملوكــاً وأسماؤهم غضبار وبلطاشصر وملكيور والبعض يقول انهم من بلاد العرب والبعض يقول انهم كانوا من دولة الفرس وكانوا ينتظرون مخلصا فى معتقداتهم مولود من بتول وكانوا ينتظرونه كل الف سنة، وهؤلاء كانوا من رتبة الكهنة وهم ليسوا ملوكا بل هم طبقة ما بين الملوك والشعب، برعوا فى علم الفلك والنجوم وكان كل همهم رصد النجوم وظهر لهم نجم غريب لم يشاهدوه من قبل فرجعوا لكتبهم وعرفوا بالنبؤة فتبعوا هذا النجم بكل شغف ليعرفوا هذا المولود المخلص. ففوجئوا بانه يتحرك ويسير بخلاف عادة النجوم فى حركتها العادية وسار هذا النجم حتى بلاد فلسطين ثم اختفى. ظهر النجم للمجوس بعد مقابلتهم لهيرودس وارشدهم لبيت الطفل "ووقف حيث كان الصبي"..نجم غريب حقا. ان ظهور النجم للمجوس كان تأثيره عجيب عليهم فهم كانوا لن يصدقوا اى شيئ لكن نجم مثل هذا دفعهم للسفر والترحال الى اليهودية وإجتياز أخطار الطريق ثم اخطار مقابلة ملك اليهودية .."اين هو ملك اليهود لقد رأينا نجمه فى المشرق وأتينا لنسجد له"..جاء المجوس ليسجدوا بعدما رأوا العلامة..جاء المجوس لتعليم اليهود، فها هم اهل نينوى والمرأة السامرية والنعانية وملكة التيمن صدقوا مارأوه وآمنوا ، ولكن اليهود أهل النبؤات قست قلوبهم. نجم واحد ساروا ورائه..آمنوا وتجرأوا وتحدوا الملك..إنها شجاعة الإيمان. توقعوا ان يلقوا ملكاً من اجل هذا سألوا عليه فى بيت الملك، ولكنهم وجدوا طفلاً فى أقماط بدون حرس ولا جيوش..اي خير كانوا يترجونه وقد أبصروا أمامهم كوخا وأماً مسكينة..! ولكن الكتاب يقول عنهم "فخروا وسجدوا وقدموا له عطاياهم".. "خروا" معناه إنسكاب القلب.."سجدوا" معناه إنسكاب الجسد.."قدموا" معناه إنسكاب النفس. لم يخافوا كما قلنا غضب او إضطهاد او تعذيب او هزء ، ولم يكن عندهم وعد إلهي بالخلاص بل أقوال حكيمهم زرادشت ولكنهم بحثوا عنه وفتشوا. أن المجوس هم اول من آمن من الأمميين بالمسيح. إن هذا لا يعني مطلقا ان علم الفلك والسحر ورصد النجوم قد دفع هؤلاء المجوس لأن تؤمن، انهم كاموا حكماء وعرفوا بحكمتهم من هو المسيا الآتي لخلاص العالم أجمع. وعندما تقابلوا مع هيرودس، إضطرب هو وجميع من فى أورشليم..أهذه الدرجة ينزعج العالم من خبر ظهور المخلص؟؟. وأراد هيرودس ان يختبر صحة أقوال المجوس فطلب منهم الذهاب والتحقق وفى نفس الوقت أرسل جواسيسه وراءهم..فإن كان حقا هناك مولود سيصبح ملكا لليهودية بدلا منه ومن أولاده فليقتل. وبالفعل أصدر أوامره بقتل أطفال بيت لحم وكان هؤلاء الأطفال يتراوح أعمارهم ما دون العامين وبلغ عددهم بالألاف حسب أقوال بعض المفسرين هم أول شهداء المسيحية. ويقول هيرودس للمجوس "افحصوا بالتدقيق عن الصبي ومتى وجدتموه أخبروني لكي آتي انا أيضا وأسجد له".ألم يقدر هذا الملك ان يذهب وحده لهذه البقعة ويسجد؟.
يذكر الكتاب المقدس ان المجوس "قدموا عطاياهم"..ذهباً ولباناً ومـراً.. إنها رموز للملك والكهنوت والألم..فكأنهم يعلنوا ان هذا المولود هو ملك الملوك والكاهن الأعظم وعن طريق الألم سيملك ويخدم.
ويذكر لنا الكتاب المقدس ايضا انهم بعد اللقاء بيسوع "إنصرفوا فى طريق أخرى الى كورتهم" ، انه ليس هربا او تخوفا ولكنهم تغيـروا،جاءوا عن طريق وعادوا من طريق آخر ، تغيرت حياتهم.
"إذ أوحي اليهم فى حلم"..حلم ورؤيا يعني انهم امتلئوا نعمة وتغيروا فمن قبل
اللقاء كان نجم يتحرك فى السماء وبعد لقاء يسوع كلمتهم السماء فى حلم
كما كلمت يعقوب ويوسف ودانيال.
32. مريم العذراء هى من أخذها يوسف كمغتربة لأرض مصر
فقام وأخذ الصبي وأمه ليلا وانصرف إلى مصر(متى14:2)
تكلّم الـملاك مع يوسف فى حلم ليوجه له أمراً غريبـا أنـه الرحيـل والهروب إلى مصر قائلاً له:"قم وخذ الصبي وأمه وإهرب إلى أرض مصر وكن هناك حتى أقول لك فإن هيرودس مزمع أن يطلب الصبي ليهلكـه فقام وأخذ الصبي وأمه ليلاً وإنصرف إلى مصر"(متى13:2).
وكان الرحيـل حسب أمـر الرب. لقد أمر الرب ابرام فى القديم أن يترك أهله وعشيرتـه، وها هو يطلب الآن من مريم ويوسف أن يتركا الأهل والعشيرة الى أرض غريبـة ووثنيـة. انـه نفس الطريق القديـم الذى سار فيـه ابراهيم وسارة أيام الجوع، وانـه نفس الطريق القديـم الذى سار فيه يوسف إبن يعقوب وهو مُباع وهارب من إخوتـه، وانـه نفس الطريق القديـم الذى سار فيه إخوة يوسف ثلاث مرّات ومعهم بنيامين ويعقوب، وأيضاً انـه نفس الطريق الذى سار فيـه موسى كليـم اللـه.
بعد ذلك وجه الملاك أمراً ليوسف بالعودة قال له:"قم وخذ الصبي وأمـه وإذهب إلى أرض إسرائيل لأنـه مات الذين كانوا يطلبون نفس الصبي فقام وأخذ الصبي وأمـه وجاء الى أرض إسرائيل"(متى20:2-21).
--------------
33. مريم العذراء هى من أخذت الطفل يسوع الى أورشليم فى عيد الفصح
"ولما كانت له اثنتا عشرة سنة صعدوا إلى أورشليم كعادة العيد"(لوقا42:2)
"وكان أبواه يذهبان فى كل سنة الى أورشليم فى عيد الفصح"(لوقا41:2). فأعطت مريم بذلك نمـوذجا للإعتراف بسلطة الكنيسة وتعاليمها ووصاياها وتقديم أبنائنا لله. السير مسافات لتنفيذ الواجبات الدينية. تقديم كل مـا نمـلك للرب حتى أعز ما نمـلك وهم أولادنا.
--------------
34. مريم العذراء هى من بحثتِ عن يسوع لمدة ثلاثة أيام
"وبعد ثلاثة أيام وجداه في الهيكل"(لوقا46:2)
بعد عودة العائلة الـمقدسة من مصر عاشت فى مدينة الناصرة حياة منطويـة كلها عمل ولـم يُذكر فى الأناجيل شيئاً عن هذه الفترة سوى ما ذكره لوقا الإنحيلي من حادثـة إختفاء يسوع فى الهيكل وعمره 12 عاما. في الثانية عشر من عمره بقيَ في أورشليم ولم يعلم أبواه إذ ظنَّاه بين الرفقة، وكانا يطلبانه بين الأقرباء والمعارف ولكنهما لم يجداه. بحث عنه أبواه، يوسف الذي نزل معه إلى مصر، لم يجده.فإنَّنا لا نجد يسوع ونحن بين الأهل والمعارف حسب الجسد، لا نجده في العائلة الجسديّة.فيسوع لن أجده بين الجموع. أنظر أين وُجد يسوع حتى تأخذ مريم ويوسف معك في البحث عنه فتجده. يقول لنا الإنجيل: وبعد ثلاثة أيام وجداه في الهيكل، لم يجداه إلا في الهيكل، كان جالسًا في وسط المعلِّمين يسمعهم ويسألهم. وأنت أيضًا اِبحث عن يسوع في هيكل الله. اِبحث عنه في الكنيسة. اِبحث عنه عند المعلِّمين الذين لا يبرحون الهيكل. اِبحث عنه هناك فستجده. لكن إن اِدَّعى أحد موهبة التعليم وليس له يسوع فهو معلِّم بالاسم فقط، لا تجد عنده يسوع... إننا نجد يسوع عند المعلِّمين الحقيقيِّين كقول البشير.
35. مريم العذراء هى من وجدت الطفل يسوع ثانية فـى بيت أبيـه
"وجداه في الهيكل، جالسا في وسط المعلمين، يسمعهم ويسألهم وكل الذين سمعوه بهتوا من فهمه وأجوبته فلما أبصراه اندهشا . وقالت له أمه: يا بني، لماذا فعلت بنا هكذا؟ هوذا أبوك وأنا كنا نطلبك معذبين، فقال لهما: لماذا كنتما تطلبانني؟ ألم تعلما أنه ينبغي أن أكون في ما لأبي"(لوقا46:2-49)
يعلّق العلامة أوريجينوس على بحث القدِّيسة مريم والقدِّيس يوسف عن الصبي يسوع، قائلاً: "وجدوا يسوع فى الهيكل وكان يسأل أحيانًا ويجيب أحيانًا، فكان عظيمًا في أسئلته. ونحن نتضرَّع إليه حتى نسمعه يسألنا ويجيبنا. لنبحث عنه بجهد عظيم مقترنًا بالعذاب، عندئذ نجده، إذ يقول الكتاب: "هوذا أبوك وأنا كنَّا نطلبك معذَّبين". لا تبحث عن يسوع في تراخِ وفتور وتردّد كما يفعل البعض، فإنَّ هؤلاء لا يجدوه. لا اِعتقد أنهما كانا معذَّبين لاِعتقادهم أن الصبي قد فُقد أو مات، فلم يكن ممكنًا لمريم أن تشك هكذا، وهو الذي حُبل به من الروح القدس، وبشَّر به الملاك، وسجد له الرعاة، وحمله سمعان، ولا يمكن أن تنتاب نفس يوسف هذا الفكر، وهو الذي أمره الملاك أن يأخذ الطفل ويهرب به إلى مصر وسمع هذه الكلمات: "لا تخف أن تأخذ مريم امرأتك لأن الذي حُبل به فيها من الروح القدس" (مت 1: 20). لا يمكن أن يخَف يوسف على الطفل وهو متيقِّن أنه الله (الكلمة). إذن فعذاب الأبوين وسؤالهما له مغزى آخر قد لا يستشفُّه القارئ العادي. لقد بحثا عن يسوع وذُهلا لمجرَّد التفكير أنه ابتعد عنهما، أو تركهما وذهب إلى موضع آخر، أو ربَّما صعد إلى السماء لينزل في الوقت المناسب.أنت أيضًا إن فقدت ابن الله يومًا ما اِبحث عنه أولاً في الهيكل... اِسرع واِسرع إلى الهيكل هناك تجد يسوع الكلمة والحكمة، أي ابن الله".
ويعلّق القدِّيس أغسطينوس على كلمات القدِّيسة مريم: "هوذا أبوك وأنا"، معلنًا أنها مع ما نالته من كرامة بتجسُّد كلمة الله في أحشائها سلكت بروح التواضع أمام يوسف فقدَّمته عنها قائلة: "أبوك وأنا". وهي تعلم أنه ليس من زرعه، لكنها خلال الحب الروحي الذي ملاْ العائلة المقدَّسة حسبته أباه وقدَّمته عن نفسها.
ان أول كلمات نطق بها السيِّد كما جاء في الأناجيل المقدَّسة هي: "لماذا كنتما تطلباني، ألم تعلما أنه ينبغي أن أكون فيما لأبي؟!". هذه الكلمات تكشف عن طبيعة السيِّد المسيح وعن رسالته كما تحدَّد لنا ملامح السلوك اللائق:
أ. فمن جهة طبيعة السيِّد المسيح، فهو وإن كان لا يتعرَّض على نسبِهِ لمريم ويوسف، إذ قالت له أُمّه: "هوذا أبوك وأنا كنَّا نطلبك معذَّبين"، إذ كان يوسف أبًا له حسب الشريعة من أجل التبنِّي وان كان ليس من زرعه، وكانت مريم أُمَّه حسب الجسد، لكنه هو الذي العلي... يؤكِّد علاقته بالآب "ينبغي أن أكون فيما لأبي" معلمنا أنه ابن الله الآب!
من جهة ناسوته ينسب للقدِّيسة مريم لأنها حملته، أخذ منها جسدًا، لكنه لا ينسب جسديًا ليوسف إنما من أجل خدمته له وارتباطه المملوء محبَّة.
36.مريم العذراء هى أم أطاعها يسوع فى الناصرة
"ثم نزل معهما وجاء إلى الناصرة وكان خاضعا لهما"(لوقا51:2)
كما يقول القدِّيس أمبروسيوس: "هل كان يمكن لمعلِّم الفضيلة أن لا يقوم بوجباته لهما؟! فإنَّه لم يخضع عن ضعف وإنما عن حب". هكذا قدَّم هذا الصبي الفريد مثلاً حيًا لطاعة الأولاد لوالديهم.وكما كتب القدِّيس جيروم للراهبة أوستخيوم: "أطيعي والديك ممتثلة بعريس". ويقول العلامة أوريجينوس: "لنتعلَّم يا أبنائي الخضوع لوالدينا.... خضع يسوع وصار قدوة لكل الأبناء في الخضوع لوالديهم أو لأولياء أمورهم إن كانوا أيتام... إن كان يسوع ابن الله قد خضع لمريم ويوسف أفلا أخضع أنا للأسقف الذي عيَّنه لي الله أبًا؟!. ألا أخضع للكاهن المختار بإرادة الله؟. إن كان السيِّد المسيح قد قدَّم درسًا علميًا ومثلاً حيًا للخضوع والطاعة للوالدين، فقد أعلن بكلماته "لماذا كنتما تطلبانني ألم تعلما أنه ينبغي أن أكون فيما لأبي؟ أنه من حق الطفل أو الصبي أن يسلك في رسالته حسب مواهبه وإمكانيَّاته ولا يكون آلة بلا تفكير في يديّ الوالدين. بمعنى آخر يليق بالوالدين أن يتعاملا مع ابنهما لا كامتداد لحياتهما يشكِّلانه حسب هواهما وأمنيَّاتهما، وإنما يوجِّهانه لتنمية مواهبه وقدراته. يعاملانه كشخص له مقوِّمات الشخصيّة المستقلَّة وليس تابعًا لهما.
--------------------
37.مريم العذراء هى من صَحبت يسوع لعرس قانا الجليل
"وفي اليوم الثالث كان عرس في قانا الجليل، وكانت أم يسوع هناك ودعي أيضا يسوع وتلاميذه إلى العرس"(يوحنا1:2-2)
ذُكر "قانا الجليل" لتمييزها عن قانا الأخرى التابعة لافرايم في منطقة السامرة (يش 16: 8؛ 17: 9). "كانت أم يسوع هناك" غالبًا ليس كأحد المدعوين وإنما كأحد أفراد الأسرة، لهذا أدركت أن الخمر قد فرغت الأمر الذي لا يدركه المدعوون بل أصحاب العرس. هذا لم يكن بلا معنى، فإن كان هذا العرس هو أول آية صنعها يسوع ليربط بين العهد القديم والعهد الجديد، فإن أم يسوع وهي من سبط يهوذا أحد أفراد عائلة العهد القديم تتوسط لدى ابنها ليعلن بهجة الخلاص المفقودة، فقد فرغ خمر الفرح، وانقطع الأنبياء إلي فترة طويلة، وساد الحزن والمرارة علي الشعب.
----------------------
38. مريم العذراء هى من قالت للخدام:
"افعلوا كل ما يأمركم بـه"(يوحنا5:2)
كلمات مريم العذراء فى عرس قانا الجليل للخدام "مهما يأمركم به فإفعلوه"(يوحنا 5:2) ما زال قائماً، ففى كل الـممارسات التقوية نجد ان هدفها هو تمجيد السيد المسيح. ومريم العذراء فى جميع ظهوراتها تكرر هذا الرجاء "مهما قال لكم إفعلوه" فهى تحرص على أن تقود ابناءها نحو الـمسيح. ان كل تمجيد او إكرام مقدم ما هو إلاّ أصداء لما كان يردده شعب اسرائيل فى القديم عند قبولهم لعهد الله على جبل سيناء:"جميع ما تكلّم به الرب نعمل به..ونأتمر به"(خروج3:24و7)، وجددوه ايام يشوع (يشوع24:24)، وعزرا (عزرا12:10) ونحميا (12:5)،وهى أيضاً تلبيـة لأمر الله القائل:"هذا هو إبني الحبيب فله إسمعوا"(متى5:17). فإذا كانت مريم تطلب منا سماع كلمة يسوع وإن كان الرب يسوع يأمرنا أن نكرّم قديسيه ألا نسمع النداء؟.
آية قانا الجليل حيث لم يرفض لها يسوع طلباً بل قدم ساعة مـجده لما عرضت عليه مريم حاجة الناس وحيرتهم (يوحنا4:2).
قصة عرس قانا الجليل تُلقي ضوءاً على علاقة العذراء مريم بالـمسيح الرب من جهة إمكا نية تشفعها عن الأخرين ومدى استجابة الرب لشفاعتها.
والكنيسة تؤمن ان عرس قانا لايزال قائما والضيف الإلهي كما كان بلأمس هو هو قائم اليوم وإلى الأبد، والبشرية هى بعينها عاجزة وقد افرغت خمرها وفى أشد الحاجة الى العون الروحي والحكمة التى تسلك بها فى ظلمة هذا العالم، وأجران التطهير فارغة ومنسية لفشل الإنسان فى السلوك حسب الناموس والوصايا، والقلوب جافة ومتلهفة وهنا كل العيون تنظر الى الأم فى توسل لكي تنقل كلمة البشرية الى آذان الضيف الإلهي لكى يرحم ضعف البشرية، لا كأنه غافل عن الـمحبة ولا كأنه لا يسمع ولا يرى ولا كأنه كان يريد ان يسمع السؤال واضحاً. ان الرب مشتاق ان تصل الى اذنه كلمة واثقة تعبر عن حاجة الناس، ولكن من شفاه مؤمنة بقدرته السرمدية ، وهو يريد قلباً يطلب منه بدالة، دالة البنوة الكاملة أو دالة الأمومة الواثقة. حينما تقدمت العذراء اليه بالسؤال"ليس لهم خمر" (يوحنا 3:2) كانت شفيعة العرس كله وكل الـمتكئين والعالـم، ولا تزال هى الشفيع لـمن ليس لهم عون. إنها لا تلح بالسؤال كمن يتضرع الى إلـه قاس ولكنها بدالة شديدة تضم توسلها الى رحمته وترفع سؤالها بالثقة حتى يـبلغ إلى إستجابة الرب الوديعة.
كـما نرنّم فـى القداس الباسيلي: "ليس لنا دالة عند ربنا يسوع المسيح سوى طلباتك يا سيدتنا كلنا والدة الإله".
-----------------------
39. مريم العذراء هى من على يديهـا صنع يسوع أولى عجائبه الزمنية
هذه بداية الآيات فعلها يسوع في قانا الجليل، وأظهر مجده، فآمن به تلاميذه (يوحنا11:2)
يقول القديس يوحنا ذهبي الفم: "هنا بدء الكشف عن مفهوم "المجد" في هذا السفر، وهو: "الحضرة الإلهية". اللَّه يمجدنا حينما يعلن حضوره فينا، ونحن نمجده حينما نعلن حضوره في العالم. ففي هذه الآية أُعلن حضور الآب في ابنه وحيد الجنس، الذي يخبر عنه.
"عندما حول الماء خمرًا ماذا يضيف الإنجيلي؟ "وآمن تلاميذه به" (يوحنا2: 11). فهل كان للشيطان أن يؤمن به؟
ويقول القديس أغسطينوس:"إن قال قائل: لا يوجد في هذا القول دلالة كافية على أن هذه الآية هي بداءة آيات المسيح لأجل إبداعها في قانا الجليل، لأنه من الممكن أن يكون فعل في غير ذلك المكان آيات أخرى غيرها. نقول له: إن يوحنا المعمدان قد قال من قبل عن المسيح: "وأنا لم أكن أعرفه، لكن ليظهر لإسرائيل، لذلك جئت أعمد بالماء" (يوحنا 1: 31)، فلو كان المسيح فعل في عمره المبكر عجائب لما كان الإسرائيليون قد احتاجوا إلى آخر يعلن عنه. لأن ذاك (يسوع) الذي جاء بين الناس وبمعجزاته صار معروفًا، ليس فقط للذين في اليهودية وإنما أيضا للذين في سورية وما وراءها، وفعل هذا في ثلاث سنوات فقط، فإنه ما كان محتاجًا إلي هذه السنوات الثلاث لإظهار نفسه (مت 4: 24)، لأنه كان من شهرته السابقة قد عُرف في كل موضع. أقول أن ذاك الذي في وقت قصير أشرق عليكم بالعجائب فصار اسمه معروفًا للكل، لم يكن بأقل من ذلك لو أنه في عمره المبكر صنع عجائب وما كان يبقى غير معروف كل هذا الزمن (حتى بلغ الثلاثين من عمره). فإنه ما كان قد فعله لبدا غريبًا أن يفعله صبي. في الحقيقة لم يفعل شيئا وهو طفل سوى أمرًا واحدًا شهد له لوقا (لو 2: 36) وهو في الثانية عشر من عمره حيث جلس يسمع للمعلمين وقد دهشوا من أسئلته. بجانب هذا فإنه من الأرجح والمعقول انه لم يبدأ آياته في عمره المبكر، لأنه بهذا لبدت أمرًا مخادعًا. إن كان وهو في سن النضوج تشكك كثيرون فيها، كم بالأكثر لو أنه صنع العجائب وهو صغير. فإن ذلك كان قد أسرع به إلي الصليب قبل الوقت المحدد، خلال سم الحقد، ولما قُبلت حقائق التدبير.
--------------------------
40. مريم العذراء هى من أتـممتِ إرادة الآب السماوي "لأن من يصنع مشيئة أبي الذي في السماوات هو أخي وأختي وأمي" (متى50:12)
لم ينكر السيّد المسيح علاقة القدّيسة مريم به، أي أمومتها له حسب الجسد، لكنّه يؤكّدها ويثبِّتها خلال حياتها الإيمانيّة العاملة مشيئة الأب. لقد فتحت القدّيسة مريم العذراء الطريق لا للنساء فقط، وإنما لكل إنسان أن يحملوا (يحمل؟؟) السيّد المسيح روحيًا في قلوبهم وتصير النفس كأنها أم له. أنه لم يقل "أنتِِ لستِ أمي"، بل قال: "من هي أمي؟" وكأنه يقدّم مفهومًا جديدًا للارتباط به، ليس خلال علاقة جسديّة خلال الدم واللحم والنسب، وإنما خلال الطاعة لإرادة أبيه، ألا ترى أنه في كل مناسبة لم ينكر القرابة حسب الطبيعة، لكنّه أضاف إليها ما هو بواسطة الفضيلة؟. ويقول القدّيس يوحنا الذهبي الفم:"هذا يعني أنه حتى بالنسبة لأمي التي تدعونها مطوّبة، إنّما هي مطوّبة لحفظها كلمة الله، ليس فقط لأن كلمة الله صار فيها جسدًا وحلّ بيننا، وإنما لأنها تحفظ ذات كلمة الله الذي خلقها، وقد صار جسدًا فيها. ليته لا يفرح أحد بالنسب الجسدي، إنّما يفتخر إن كان بالروح مرتبطًا بالله".
-------------------
| |
|
كيفورك المشرف العام
الاوسمه : عدد المساهمات : 2217 نقاط : 55277 السٌّمعَة : 6 تاريخ التسجيل : 03/09/2010 العمر : 44 الموقع : قلب يسوع
| موضوع: رد: مريم العذراء الفصل الأول ( تكملة .) الجمعة نوفمبر 05, 2010 3:59 pm | |
|
41. مريم العذراء هى من إختارت النصيب الصالح كمريم أخت لعازر
"ولكن الحاجة إلى واحد. فاختارت مريم النصيب الصالح الذي لن ينزع منها"(لوقا42:10)
لنتمثَِّل بمريم التي تاقت إلى الامتلاء بالحكمة، وهذا هو عمل أعظم وأكمل يليق بنا ألا تعوقنا الاهتمامات اليوميَّة عن معرفة الكلمة السماويَّة.
ان أحداث البشارة والـميلاد والرعاة والـمجوس وفى الهيكل والهروب الى مصر ثم الحياة فى الناصرة ثم على الصليب لم تنكره بل وقفت بجانبه بشجاعة وثبات ثم اخيرا نجدها مع التلاميذ فى العُليـّة بعد الصعود مباشرة مواظبة على الصلاة والطلبة بنفس واحدة مع التلاميذ.كل تلك الأحداث التى تعكس
إيـمان مريم العذراء برسالة إبنها وأثبتت أنها حفظت الكلمة وأطاعت الوصية
وأكـمـلت مشيئة الله بدقة ومواظبة حتى النهاية .
إيـمان مريم كان بلا فلسفة ولا طلب علامات أو آيات.لـم تفكر فى العار الذى يلحقها بهذا الحبل.فاقت بإيـمانها قائد الـمئة واللص اليمين والمرأة النازفـة،لهذا قالت "قالت أمه للخدام مهما قال لكم فإفعلوه" (يوحنا5:2).
آمنت مريم برسالة السماء ولـم تقل انها مازالت صغيرة حتى تتبع الله كـما فعل أرميا فى القديم ذات يوم " فقلت آه أيها السيد الرب هـآنذا لا أعرف أن أتكلـم لأنـي صبي" (أرميا 6:1).
وعن إيمان مريم يقول القديس أُغسطينوس (مريم صارت مطّوبة بسبب تقبلها الإيـمـان بالمسيح أكثر من تقبلها الحمـل به وتقربها للمسيح بالجسد كأم كان بلا ربح لو لم تحمل المسيح فى قلبها). "من يصنع مشيئة أبي الذى فى السموات هو ..أخي وأختي وأمي" (متى 50:12).
"فقالت للـمـلاك ها أنذا آمة للرب" (لوقا 38:1)، ولهذا استحقت أول تطويبات العهد الجديد على لسان القديسة اليصابات:"طوبـى للتى أمنت"(لوقا45:1).
فى الحقيقة انه منذ أن سلّمت مريم نفسها لتكون آمة للرب حتى موتها وبعد
موتها وإنتقال جسدها ونفسها للسماء مازالت تشهد بإيـمـانها..موجهة
قلب أبنائها الـى يسوع مخلّص العالـم ومازالت تردد وصيتـهـا الوحيـدة لـنـا "مهما قال لكم فافعلوه"(يوحنا 5:2)، وبهذا أعطتنـا مثالاً حيـّا للكنيسة فى العالـم كما علّم القديس أمبروز (340-397م):
"ان أم الله هى مثال للكنيسة فى إيمانهـا ومحبتها واتحادها الكامل مع المسيح".
-----------------
42. مريم العذراء هى من طُوبّت لأنهـا سمعت كلام الله وحفظته فى قلبها (لوقا28:11)
إذ سمعت المرأة حديث السيِّد المسيح طوّبت من حملته وأرضعته. وبلا شك
فإن القدِّيسة مريم تستحق الطوبى، غير إن السيِّد لم ينزع عنها التطويب، إنما حثنا لننال نحن أيضًا الطوبى بقوله: "طوبى للذين يسمعون كلام الله ويحفظونه". وكما يقول القدِّيس يوحنا الذهبي الفم أن القدِّيسة مريم قد تزكَّت بالأكثر بهذه الكلمات إذ حملته في نفسها كما حملته في جسدها. ويقول القدِّيس أغسطينوس:"إقترابها كأُم لا يفيد مريم لو لم تكن قد حملته في قلبها بطريقة طوباويَّة، أكثر من حملها إيّاه في جسدها". قد فتح لنا الرب باب اللقاء معه والتمتُع بصداقته، فإن كان قد طالبنا في بداية الأصحاح بالصلاة بلجاجة ثم حثَّنا على وحدانيَّة الروح بلا انشقاق والتمتُع بعمل الروح القدس فينا، فإنه الآن يحثُنا على الالتصاق بكلمة الله وحفظها قلبيًا وسلوكيًا. إن كنَّا لم ننعم بحمل السيِّد المسيح جسديًا أو اللقاء معه كمن كانوا معه في أيامه، لكن إنجيله بين أيدينا، إن سمعناه وحفظناه رأيناه متجلِّيًا في الداخل.
--------------------------
43. مريم العذراء هى أم وقفت تحت أقدام الصليب (يوحنا25:19)
بعد ان تـم القبض على يسوع فى بستان الزيتون ليلة الخميس وحوكم وأديـن ووقف شهود زور ضده وفى فجر الجمعة يأخذونـه الى بيلاطس ثم هيرودس ثم بيلاطس مرة أخرى ويُسلّم يسوع للـموت ويُطلق باراباس. وأقتيد يسوع الى الصلب وسار فى أروقة أورشليم، هذه الأروقـة التى شهدت تعاليمه وعجائبه وشهدت أيضاً هتاف الشعب "أنت ملك اسرائيل".
ومريـم الأم ترى كل هذا، ترى وليدهـا "رجل أوجاع متمرساً بالعاهات محتقر ومرذول..."(اشعيا53)، وتراه يسقط تحت الصليب، وترى نسوة أورشليم يبكين،وترى سمعان القيراونـي، وترى الـمسامير تُدق ويُعلّق حبيبهـا على الصليب،وتسمع كلماتـه السبع الأخيرة،وما يطلبـه منهـا أن تكون أمـاً للحبيب وللجنس البشري كلـه "هوذا إبنكِ"(يوحنا26:19) وبقيت معـه حتى "نكّس رأسـه وأسلم الروح"(يوحنا30:19)،مريم العذراء هى من أصبحت أما للتلميذ الذى أحبه سوع (يوحنا26:19-27)
-------------------
45. مريم العذراء هى من كانت تصلّي مع الرسل فى العلّيـة (اعمال14:1)
الصلاة هى لقاء شركة وإتحاد بين الله والإنسان، ومخاطبة النفس للرب، وحديث القلب معـه، وسكب الروح أمـامـه، وتقديم ذبيحة التسبيح الشفهيـة لجلالـه وعظـمته اللانهائيـة. والصلاة هـى طلب لـمواهب او نِعم خاصـة من الله من أجل تـمجيد إسم الرب، وبواسطتهـا ننال منـه النعـم الضروريـة لحياتنـا الروحيـة والزمنيـة. تتطلب الصلاة أن يتطابق فكر وإرادة الإنسان الـمصلّي مع الله والإتحـاد بـه،ويجب أن تكون حارة وصادقـة ونابعة من قلب مؤمن وواثق وخاشع ومتواضع، كما يجب أن تصاحبهـا الأعمال الصالحـة وبأفعال للشكر والتسبيح ومساعدة الآخريـن.
إن الصلاة هـى صـِلـة..
صلة الإنسان باللـه قلبا وفِكراً ..
هـى الإحساس بالوجود فـى الحضرة الإلهية كـما كان إيليا
النبـي:"حي هو رب الجنود الذى أنا واقف أمامـه" (1ملوك15:18).
هـى عاطفـة حب نعبّـر عنهـا سواء بالصلاة الصوتية التى تستعمل فيها الألفاظ والجـمل سواء أكانت محفوظـة أو مرتجلـة، أو بالصلاة العقلية التى تكون من عـمق القلب كـما كان يرنم داود"توهج قلبى فـى داخلي فـى هذيذي أتقدت فـّي نار" (مزمور1:42).
هــى تواضع من اللـه أن يسمح لـنا بأن نتحدث إليـه وأن نكلـمه. لذلك عار وخطيّة أن نقول ليس لدينا وقت للصلاة.
هل يجرؤ العبد أن يقول انه ليس لديه وقت للكلام مع سيّده؟!.
واللـه غيـر محتاج إلـى صلاتنـا بل نحن الذين نحتاج للصلاة التى نأخذ منها قوة ومعونـة وبـركـة.
ومثل أى فعل من أجل الخلاص، فالنعـمة مطلوبـة ليس فقط من أجل أن تقودنـا للصلاة، بل ايضاً من أجل أن نعرف ما الذى نصلّي من أجلـه كما يعلن لنـا القديس بولس الرسول: "الروح أيضاً يُعضد ضعفنـا فإنـّا لا نعلـم ماذا نصلّي كـما ينبغي ولكن الروح نفسه يشفع لنـا بأنـّات لا تُوصف" (رومية26:8).
أمـا عن حياة الصلاة مع مريم العذراء فنقرأ:
" هؤلاء كلهم كانوا يواظبون بنفس واحدة على الصلاة والطلبة مع النساء
ومريم أم يسوع" (أعمال 12:1-14).
إن مـريم كانت ثمرة من ثـمار الصلاة فلقد كانا أبواها حنة ويواقيم عاقران
ودخولها الهيكل منذ طفولتها ، وخطبتها ليوسف بعد صلاة الكهنة كما يخبـرنـا التقليد الكنسي.
ونجد أن القديسة مريم العذراء كانت واثقة ومواظبة ومتواضعة.
وأيضا عندما هتفت مريم بأنشودة التعظيم فهذا دليل على أن نفسها كانت متشبعة بترانيم وتسابيح وكلمات الله.
والسيد الـمسيح لم يترك فرصة إلا وانفرد وصلى لأبيه السماوي"وفـى أيام بشريته قرّب تضرعات وتوسلات بصراخ شديد ودموع" (عبرانيين7:5)
| |
|
كيفورك المشرف العام
الاوسمه : عدد المساهمات : 2217 نقاط : 55277 السٌّمعَة : 6 تاريخ التسجيل : 03/09/2010 العمر : 44 الموقع : قلب يسوع
| موضوع: رد: مريم العذراء الفصل الأول ( تكملة .) الجمعة نوفمبر 05, 2010 4:00 pm | |
| 46. مريم العذراء هى إمرأة إلتحفت بالشمس، وتُوجت بإثنى عشر كوكباً
"وظهرت آية عظيمة في السماء: امرأة متسربلة بالشمس، والقمر تحت رجليها، وعلى رأسها إكليل من اثني عشر كوكبا"(رؤيا1:12)
هذه الصورة تذكرنا بسفر نشيد الأناشيد، الذى هو حوار بين العريس (المسيح) والعروس (الكنيسة) وفيه يصف العريس عروسه بأنها "جميلة كالقمر طاهرة كالشمس" وهى جميلة لأنها كالقمر، والقمر يعكس نور الشمس، والشمس إشارة للمسيح شمس البر. فكما هو نور للعالم (يو12:8) فهى نور للعالم (متى14:5) هى تستمد جمالها منه، بل هى تعكس جماله. هو سر جمالها. وهى طاهرة كالشمس لأنها متسربلة بالشمس. لا يظهر عريها ولا خطاياها، فهى طالما فى عريسها المسيح لا يظهر منها سواه "قد صالحكم الآن فى جسم بشريته بالموت ليحضركم قديسيين وبلا لوم ولا شكوى أمامه" (كو22،21:1) لقد لبست المسيح (رو14:13).
آية عظيمة فى السماء = فهذه العروس سماوية
والإمرأة هى الكنيسة. وهناك من قال أنها العذراء ولا خلاف بين الرأيين، فالعذراء هى أم المسيح، وجسد المسيح هو كنيسته. والكنيسة ليست هى كنيسة العهد الجديد فقط، بل هى كنيسة العهد القديم والعهد الجديد. والمسيح أتى ليجعل الإثنين واحدا (أف14:2). المسيح هو شمس البر (ملا2:4). وبولس الرسول يقول إلبسوا المسيح (رو14:13). إذا الكنيسة لها صورة عريسها أى صورة المسيح.
والقمر تحت رجليها = القمر إشارة للقديسيين، فالقمر يعكس نور الشمس، ويستمد ضياؤه من الشمس، وهكذا القديسين هم نور للعالم إذ يعكسون نور المسيح الذى فيهم. وكونهم تحت قدميها فهذا يشير لموت القديسين سواء بإستشهاد أو موت طبيعى فالموت موضوع لكل إنسان (عب27:9).
على رأسها إكليل من إثنى عشر كوكبا = هم المؤمنين بالله فى كل الأزمنة، وهم تاج جهاد الكنيسة دائما، هم يضيئون جبين الكنيسة وينشروا نورها فى كل العالم بإيمانهم وقداستهم. وقد يكونوا هم الأسباط أو تلاميذ السيد المسيح (12) ويمكننا فهم الصورة السابقة تاريخيا. فكون المرأة تلد إبنا ذكرا كما سيأتى فى آية 5. فالإبن الذكر هو المسيح، وتكون المرأة هنا هى كنيسة العهد القديم (الشعب اليهودى). وبعد أن تلد الإبن الذكر لا يعود هناك يهودى وأممى، بل الكل كنيسة واحدة هى القمر. وكون القمر تحت رجلى المرأة فهذا يعنى أنه بعد أن أدت كنيسة العهد القديم دورها وولد منها المسيح جاءت الكنيسة، بمعنى أن الكنيسة تاريخيا تأتى بعد الشعب اليهودى، وهذا تم التعبير عنه بأنها تحت رجلى المرأة.
47. مريم العذراء هى أمـاً للكنيسة المتألـمة (رؤيا2:12)
يعلن الوحي على لسان الرسول بولس " فإن الذين سبق فعَرفَهم سبق فحدّد أن يكونوا مشابهين لصورة إبنه حتى يكون بِكراً مـا بين أخوة كثيـرين" (رومية29:8)،فيسوع هو الإبن البكر لأخوةكثيرين. مريم هى أم الـمسيح يسوع بكل أعضاء جسده السري. الـمسيح هو الرأس ونحن الأعضاء
"كذلك نحن الكثيرون جسد واحد فـى الـمسيح يسوع وكل واحد منا عضو للآخرين " (رو5:12) ولا يـمكن للأعضاء ان تحيا بدون الرأس "أنا الكرمة وأنتم الأغصان" (يو5:15)،فنحن أعضاء فى كرمة الرب " فأنتم جسد الـمسيح وأعضاء من عضو" (1كو 27:12).
ومريم قد ولدت الجسد كله، فنحن أبناء لـمريم وإخوة ليسوع وأعضاء فى كرمتـه،وبعد أن كانت مريم أمـاً للـمسيح فقط صارت أمـا لكل من يؤمن بـه ويتبعه،وبإتحادنا فى جسد الـمـسيح أصبحنـا أبناء لـمـريم وإخوة ليسوع. إذن أمومة مريم لنا أصلها ناشئ من إيـماننا بالـمسيح وأخوتنـا لـه ومن أننا أصبحنا أعضاء فـى جسده..أي كنيسته.
إن يسوع بوعده لنا " لن أترككم يتامى" (يو28:18 ) فأرسل لنا روحه
الـمعزي بعد قيامته وصعوده للسماوات. وأعطى الـمجد أن يحل الروح
القدس على الكنيسة بوجود العذراء(اعمال14:1), فولدت الكنيسة فى ذلك
اليوم وصارت العذراء أمــاً للكنيسـة(أعمال4:2).
فالعذراء مريم كانت موجودة فى البشارة وقبلت أن يتجسد إبن الله فى أحشائها البتول وسلّمت ذاتهـا بكليتهـا فى تواضع عجيب. وكانت موجودة عند الصليب عند أقدام إبنهـا الوحيد الذى بذل ذاتـه من أجل خلاص العالـم (يوحنا19:26-27). وها هى تتواجد عند حلول الروح القدس على الرسل والتلاميذ يوم الخمسين.
وعن دور العذراء فى الكنيسة نجده مبينا اولا فى سفر الرؤيـا:"وظهرت آيـة عظيمة فى السماء امرأة متسربلة بالشمس والقمر تحت رجليها وعلى رأسها اكليل من اثنى عشر كوكبا وهى حبلى تصرخ متمخضة ومتوجعة لتلد، فولدت ابنا ذكراً عتيداً أن يرعى جميع الأمم بعصا من حديد"(رؤيا1:12-5) ان هذه الصورة ترينا العذراء على رأس الكنيسة –القمر- ومزانـة بشمس البر (يسوع) ومتوجة بالإثنى عشر تلميذا، وهى بهذا تربط ما بين الشمس والقمر او بين المسيح والكنيسة.
لهذا دعاها البابا ليون الثالث عشر (مات 1903) فى رسالتـه البابويـة (سبتمبر 1895):" ان مريم هى أم الكنيسة ومعلّمة وسلطانة للرسل". والبابا يوحنا الثالث والعشرين (مات1963) يدعو مريم قائلاً:"أم الكنيسة وأمنـا
الأكثـر حباً".
ان لقب "ام الكنيسة" أستخدم اول مرة بمعرفة اسقف ترافس فالأم التى أرادت مـجداً للكنيسة لا تزال تعود الى أبناء الكنيسة لتحقيق ومواصلة هذا الـمجد. إن يسوع لم يتركنا يتامى بل أرسل روحه القدوس وأرسل ايضا مريم أمــنـا.. إن عمل العذراء فى السماء هو إمتداداً لعملها على الأرض ،فلقد لعبت دوراً كبيراً فى سر الفداء وفى ذبيحة الـمسيح الخلاصية وهذا الدور الفريد جعل وساطتها تختلف عن وساطة القديسين وشفاعتهم لتشمل الكنيسة بكاملها.
"ليس لنا دالة عند ربنا يسوع المسيح سوى طلباتك وشفاعتكِ يا سيدتنا كلنا العذراء والدة الإلـه"(من صلاة الليتورجيا).
---------------------
48. مريم العذراء هى أم الـمسيـّا الـممجد
"فولدت ولداً ذكراً هو مُزمع ان يرعى جميع الأمم بعصا من حديد"(رؤيا5:12)
فولدت إبنا ذكرا = هو المسيح وهو ذكر لأنه عريس الكنيسة.
عتيدا = مزمعا أن يرعى جميع الأمم بعصا من حديد = رمز العدل والقوة والإقتدار، وهذا ما قيل فى (مزمور 9،8:2) عن المسيح الذى أراد إبليس إفتراسه، والمسيح هو الراعى الذى يضم إلى حظيرته جميع الأمم، ويسحق قوى
الشر بعصا من حديد.
وإختطف ولدها إلى الله = هذا إشارة لصعود المسيح بالجسد للسماء ليرفع البشرية الساقطة للأعالى. وقوله إختطف إشارة لأن لاهوته المتحد بناسوته هو الذى رفع الناسوت للسماء.
-------------------
49. مريم العذراء هى رمزاً لأورشليم السماويـة
"رأيت المدينة المقدسة أورشليم الجديدة نازلة من السماء من عند الله مهيأة كعروس مزينة لرجلها" (رؤيا2:21)
لقد تحقق فيها النبوءة التي في المزمور "أعمال مجيدة قيلت عنك يا مدينة الله" (مز86) أو يقال عنها "مدينة الملك العظيم" و ايضاً قد تحقق فيها نبوءات معينة قد قيلت عن أورشليم، أو صهيون كما قيل أيضا في المزمور "صهيون الأم تقول إن إنسانا وإنسانا صار فيها وهو العلي الذي أسسها .."( مز 87).
فهى مدينة لأن الله يسكن فيها مع البشر، ولأن الله يسكن فيها أسماها المدينة المقدسة وهى أورشليم الجديدة = هى الكنيسة وهى جديدة فى مقابل أورشليم القديمة التى سكن الله فيها مع شعبه فى القديم وهى جديدة فكل علاقة لنا مع الله فى السماء ستكون جديدة، على مستوى جديد لم نختبره من قبل على الأرض وهى جديدة لأن كل ما فى السماء سيظل جديدا بصفة دائمة لا يصيبه القدم، والإحساس بالقدم يسبب زهد وملل الإنسان فى الشىء، أما لو ظل جديدا فى نظر الإنسان فهذا يشير للتعلق بالشىء والإعجاب به، وهذا سيكون شعورنا تجاه السماويات، لن نمل أو نزهد فيها أبدا.
نازلة من السماء = أى لها مجد الله وهى نازلة أى لتستقبل الغالبين ولترفعهم إليها كما نزل المسيح من السماء ليرفعنا إليه فى السماء، فهنا نسمع أن أورشليم ستنزل من السماء لترفعنا للسماويات. من عند الله = فهو الذى أعدها لنا. هو أصل وجودها ومنبعها السماوى. ولنلاحظ أن الكنيسة رأسها فى السماء وهو المسيح، وجسد المسيح يمتد عبر الزمان والمكان ليجمع الكل فيه ويصعدهم للسماء. الله فى محبته هيأ لعروسه هذه المدينة السماوية فهى عروس المسيح والمسيح أعطاها حياته، وهى لبست المسيح فزينها كعروس له = مهيأة كعروس.
---------------
50. مريم العذراء هى حواء الجديدة
لقد شُبهت مريـم العذراء من العديد من أبـاء الكنيسة وعلماؤهـا بأنهـا
"حواء الجديدة"، أو "حواء الثانيـة"، كما أن الـمسيح هو آدم الثاني:"فكما
فى آدم يموت الجميع كذلك فى المسيح سيحيا الجميع"(1كورنثوس22:15).
وحواء العهد القديم هى أم كل حي كما دعاها آدم (تكوين20:3)، والعذراء هى أم كل مؤمن بإبنهـا يسوع فلقد ولدت المسيح الإله الـمتجسد فصارت به أمـاً لكل الأعضاء المتحدة بجسده:"نحن الكثيرين جسد واحد فى المسيح"5:12). وايضاً حواء العهد القديم أغلقت باب الفردوس بسقوطها، ومريم أعادت فتح الباب الـمغلق فى شخص إبنهـا يسوع.
ولقد قال القدّيس إيريناوس:
"كما أنّ يد الله خلقت آدم من أرض عذراء، كذلك لمّا جمع كلمة الله الإنسان في شخصه، ولد من مريم العذراء. وهكذا إلى جانب حوّاء، ولكن على خلافها، قامت مريم بدور في عمل الجمع هذا الذي هو عمل خلاص الإنسان، لمّا حبلت بالمسيح. حوّاء أغواها الشرّ وعصت الله. أمّا مريم فاستسلمت لطاعة الله وصارت المحامية عن حوّاء العذراء. إنّ حوّاء، وهي بعد عذراء، كانت سبب الموت لها وللجنس البشري بأسره. أمّا مريم العذراء فبطاعتها صارت لها وللجنس البشري بأسره سبب خلاص. من مريم إلى حوّاء هناك إعادة للمسيرة عينها، إذ ما من سبيل لحلّ ما تمّ عقده إلاّ بالرجوع باتّجاه معاكس لفكّ الحبال التي تمّ حبكها. لذلك يبدأ لوقا نسب المسيح ابتداء من الربّ ويعود إلى آدم (لو 3: 22- 38)، مظهرًا أنّ الحركة الحقيقية للولادة الجديدة تسير من الأجداد إليه بل منه إلى الأجداد، وفق الولادة الجديدة في إنجيل الحياة. هكذا أبطلت طاعة مريم معصية حوّاء. ما عقدته حوّاء بعدم إيمانها حلّته مريم بإيمانها. لمحو الضلال الذي لحق بالتي كانت مخطوبة -العذراء مريم حوّاء- حمل الملاك البشارة الجديدة الحقّة إلى التي كانت مخطوبة. العذراء مريم حوّاء ضلّت بكلام الملاك واختبأت من وجه الله بعد أن عصت كلمته، أمّا مريم فبعد أن سمعت من الملاك البشري الجديدة، حملت الله في أحشائها لأنّها أطاعت كلمته. إذا كانت الأولى عصت الله، فالثانية رضيت بأن تطيعه. وهكذا صارت العذراء مريم المحامية عن العذراء حوّاء. وكما ربط الموت الجنس البشري بسبب امرأة، كذلك خُلِّص الجنس البشري بواسطة امرأة". هكذا رأى آباء الكنيسة في القرنين الأوّل والثاني أنّ لمريم دورًا أساسيًّا في تاريخ الخلاص. وهذا الدور هو دور مزدوج: فقد حبلت بيسوع المسيح بشكل بتولي. إنها امّ المسيح ابن الله. ثمّ إنّها بإيمانها وطاعتها لكلام الله قد أبطلت معصية حوّاء الأمّ الأولى، وهكذا شاركت بملء حرّيتها في الخلاص الذي جاءنا به ربّنا ومخلّصنا يسوع المسيح.
-----------------
| |
|
جيجى عضو ذهبى
عدد المساهمات : 382 نقاط : 53337 السٌّمعَة : 11 تاريخ التسجيل : 26/05/2010 العمر : 35
| موضوع: رد: مريم العذراء الفصل الأول ( تكملة .) الأربعاء نوفمبر 24, 2010 1:05 am | |
| بارك الرب بعمرك اخى كيفورك | |
|