زائر الّليل ...

زائِرْ اللّيل

زائِرْ اللّيل باتَ مُدغدغاً
فوق رِمشي ساهرْ
قُمْ يامَنْ تَنام يابائِعَ الحَرفْ
أَوَلَسْتَ بِِشاعرْ
أوَلستَ بِبحارٍ مُغامِرْ
أوَلَستَ مَنْ يُلقي وَردةً كُل مَساءْ

على شُرفتي بِلون الستائِرْ

أوَلم تَتَرنم فيَ شِعراً

وتَكْتُب لي خَواطِرْ

ألَمْ تَكُنْ بِالأمس ثائِرْ


مُتَمرِداً بِحروفِكَ


فَوق صفحات الدفاترْ


أوَلَم تَنْتظر المَطرْ


ها قَدْ جاءكَ الغيمُ سائِرْ

ها قد جِئْتُ إليكَ

وبِيَديكَ إفْتحُها الضَفائِرْ

حَمَلَني إحْساسٌ فَوق غَيْمةٍ وَرْديةٍ


كَأنني طائِرْ

أوكأنَ بِيدي فَرْقَدٌ بَراقْ


ونَفيتُ المَجَرَةَ كُلها بِكفي الأخرْ


أو أنني سَحبْتُ بِساط السماء



من كُل كَوْكَبٍ ونَجمٍ دائِرْ



وتَعْلَق نَظَراتيَ في العيونْ

فإذا هي بَحْرٌ هادِرْ


حتى أتَتْني رَجْفةٌ


فَمَراكِبي مُتَدَرْفِلهْ


وأرْسَلَ غيري البَواخِرْ


أتُراني على المَوْجُ قادِرْ


ألَهُ حَدٌ ذلك البَحر أم هو المَجْهول


حتى دَعاني نَسيمٌ مِنه ساحِرْ


ولاحَ في أفُقِهِ


مَرْكِبٌ ظاهِرْ


أشْرِعَتُهُ أضْلُعيَ وقلبي مَرْساتُهُ


وبَوْصَلتُه النواظِرْ



ونِداءٌ صادر



إرْسو فَالقلب ميناءٌ لكَ


ولا تَخْشى المخاطِرْ


والمُقْلتانِ خليجٌ صافِيٌ

فيهُما غائِرْ


ومن غَوْرَيْهُما يَبُثانِ فيَ


نَبْضَ إحْساسٍ ودِفءُ المَشاعِرْ



تَعالي لأفْتَحَ لكِ تِلْكَ الضَفائِرْ


وتَكونُ أصابِعي مِشْطٌ لها


مِشْطٌ لِذاكَ الليلُ ناحِرْ



ومِنْ الثَغْرْ رَحيقٌ أنْسامُهُ



كيف بِالتوتْ يَنْضَحْ عَسَلٌ وافِرْ




وألْثُمُ شَقائِقاً مَنْبَتُها الخُدودْ



مُبْتَلاً وعاطِرْ


تَعالي لأكْشِفْ أريجاً نَدياً



فَذاكَ الجيدُ زاخِرْ




وأضُمُ بِكفيَ النّهْدين إلى بَعْضِهُما



خَوْفاً على الياسمينْ التناثرْ


ويَتَمَلَكُني إحْساسٌ بأن أضُمُها

إلي بِشِدَه



بِحَدْ الأظافِرْ



وأحْشُرُها بين الضُلوعْ



حَشْراً
وأُغْمِضُ عَليها المَحاجِرْ




فَتَكونْ في داخِلي روحاً وجَسَداً



وإنْ كُنْتُ مُسافِرْ




وأُعاتِبُهُ بِهَمْسٍ يازائِرْ اللّيْلْ


إنْ كُنْتَ تَصْبِرْ



فَإني غَيْرُ صابِرْ



إلى مَتى وهِيَ غائِبَةٌ



وأنْتَ حاضِرْ



أيْنَ أنْتَ يا أيُها الزائِرْ



أيْنَ أنْتَ يا زاهِرْ



لم أُكْمِل عِتابِيا



حتى طَيْفُها



حَظِيَ مَعَهُ عاثِرْ



أيْنَ أنْتَ فَقَدْ تَرَكْتَني حائِرْ



حتى دَعاني نِداءٌ هاتِفٌ



قُمْ فَصّلي وأدي الشَعائِرْ



قُمْ صّلي وكُنْ قَريباً مِنْ الله



وستَأْتيكَ البَشائِرْ



فَفَزِعْتُ مِنْ نَوْمي هائِجٌ



فَلَمْ أجِدْ لأحْزاني مُتَنَفِساً


غَيْرَ أوْراقاً وحُروفاً



وقَلَمٌ نَهْمٌ في حُبِها ماطِرْ


وغَيْرَ تَنَفُسْ الصّعْداءْ


وأكْتُمْ بَدُخانْ السّجائِرْ


وأوْهِمُ نَفْسي بِأنَها



هي مَنْ كانَ زائِرْ